هدف رونالدو الخارق الذي تمنى لو لم يسجله بقميص برشلونة
السبت، 12 أكتوبر 2019 - 20:59
كتب : زكي السعيد
هل سمعت من قبل عن فريق يُدعى كومبوستيلا؟
هل تصدق أن الظاهرة رونالدو أنقذ هذا الفريق المغمور من الذهاب إلى طي النسيان، عن طريق التلاعب بخط دفاعه كامل؟
في 12 أكتوبر 1996، أي في مثل هذا اليوم قبل 23 عاما، ، تسلّم رونالدو الكرة في وسط الملعب، وترك خلفه فريقا كاملا، وسجل هدفه الأسطوري الخالد.
رونالدو نازاريو دي ليما في عُمر العشرين، لعب موسمه الوحيد بقميص برشلونة، الذي يعتبره البعض موسمه الأفضل في مسيرته.
الظاهرة سجل 47 هدفا، لكن 46 منها توارت خلف عظمة هدف كومبوستيلا على ملعب سان لازارو.
أما كومبوستيلا، فصعد للقسم الأول الإسباني عام 1994، وقضى فقط 4 مواسم بين الكبار، توارى بعدها دون رجعة، ويقبع في القسم الرابع حاليا.
الليلة الأبرز لـ كومبوستيلا في القسم الأول، كانت هزيمة تلقوا فيها 5 أهداف، أحدها ما سنخصص حوله الحديث والذي وقّعه رونالدو.
برشلونة حل ضيفا على إقليم جاليثيا بالجولة السابعة للدوري الإسباني، وحقق فوزا عريضا قوامه 5-1.
لكن لقطة الدقيقة 36 والتي هزت شباك كومبوستيلا للمرة الثالثة، كانت غير أي لقطة أخرى في تلك الأمسية.
رونالدو تسلّم كرة في وسط الملعب تحت ضغط شرس من المدافعين، وفي الـ12 ثانية التالية، سيلمس الكرة 14 مرة، سينطلق كالرعد، سيتلقى الضربات، سيُجذَب من قميصه، سيفقد توازنه مرات، لكنه لن يسقط أبدا حتى يهز الشباك.
ويليام أمارال، خافيير بييدو، فرانك باسي، فابيانو سواريس، خوسيه رامون، ماورو جارسيا، سعيد شيبة، هؤلاء هم الضحايا الذين تركهم رونالدو خلفهم، قبل أن ينفرد بـ فيرناندو بيرالتا حارس المرمى الذي كان أنسب من يقدر على وصف هذا الهدف.
يقول بيرالتا الذي يتذكره الجميع من خلال هدف رونالدو الأسطوري: "أتلقى أسئلة بخصوص هذا الهدف كل عام في ذكراه تقريبا، لكنه واحد من أجمل الأهداف في التاريخ وأنا أحد أبطاله غير المباشرين".
"لم أتخيل في أي لحظة أن رونالدو سيصل لمواجهتي، فقد كان بعيدا عني بأمتار عديدة، ويفصلني عنه عدد هائل من المدافعين، لكنه قام بكل شيء ونجح في النهاية".
"حاولت التصدي للكرة، لكنه لم يعطني الوقت لأصدر رد فعل".
"لقد راوغ رونالدو الفريق بأكمله وعندما وصل منطقة الجزاء، كان لا يزال ممتلكا التركيز الكافي حتى ينهي الهجمة بشكل مثالي".
الطريف أن الهدف الذي تفتخر به جماهير برشلونة وتعتبره واجهة لموسم الظاهرة الخارق في صفوف فريقها، هو هدف تمناه رونالدو نفسه بقميص فريق آخر.
في 2016 صرّح رونالدو لمحطة "موفيستار" الإسبانية: "هذا هو هدفي المفضل في مسيرتي، كان هدفا جميلا، لكن بصراحة كنت أفضّل تسجيله بقميص ريال مدريد".
الهدف كان رائعا بحق، لدرجة أن الجميع تقاتل للحصول على نصيب في تحققه، ربما الروماني جورجي بوبيسكو الذي افتك الكرة في وسط ملعب برشلونة وحاول إيصالها إلى زميله رونالدو، يمكنه أن يتباهى أمام أصدقائه.
الأمر لم يتوقف عند اللاعبين، بل أن فيكتور إسكيناس توريس حكم المباراة نفسه يرى نفسه قد ساهم في هذا الهدف.
إسكيناس توريس صرّح بكثير من الفخر بعد سنوات:
"شعرت بالرضا عن نفسي للغاية في هذا الهدف، كان من الممكن أن أصفر له مخالفة عدة مرات، لكني أمرت استمرار اللعب مرة تلو الأخرى، يا إلهي!".
ولأن الهدف قد يُذهِب عقلك من فرط روعته، ويدفعك إلى التغزل فيه دون هوادة، أو قد يترك أثرا عكسيا، كما حدث تماما مع ماريا كانيدا رئيس كومبوستيلا –أحد الشخصيات الجدلية في تاريخ الرياضة الإسبانية-.
كانيدا صرح بغرابة شديدة:
"لاعبو فريقي بدوا كالفتيات، صنعنا له نفقا من 5 أو 6 لاعبين، كان محظوظا بالسيطرة على الكرة بعد تعثره عدة مرات".
"لو كنت مدافعا، لنكزته بقوة حتى لا يسجل هذا الهدف".
"أنا غاضب لأنهم أعطوه أهمية هذا الهدف، بينما هو في الواقع كان هدفا قبيحا".
في 23 عاما منذ تسجيل هذا الهدف، كُتبِت آلاف الكلمات في حق هدف رونالدو، لكن أبدا لم تعبّر أي منها كما عبّر رد فعل بوبي روبسون في الملعب.
المدرب الإنجليزي الذي قاد برشلونة حينها، رد فعله لم يكن مشابها لمساعده جوزيه مورينيو الذي قفز في هيستريا، بل وقف، أعطى ظهره لمكان الواقعة، وضع يده على رأسه، وبرزت من عينيه نظرات الرجل الذي وقع على الاكتشاف الأعظم في تاريخ الإنسانية.
بعد المباراة كان روبسون منتشيا بحق، صرّح بكلمات خالدة: "لن تجد لاعبا آخر قادرا على تسجيل هذا الهدف، إنه بيليه الصغير. هل يمكن لأي شخص، في أي مكان، أن يريني لاعبا أفضل؟".
اقرأ أيضا:
مصدر باتحاد الكرة: الزمالك وجينيراسيون في استاد السلام.. وتحديد عدد الجماهير
مصر وبوتسوانا بحضور 10 آلاف مشجع
طارق حامد: طفح الكيل.. لن أصمت مرة أخرى
كارثة "تحرش واعتداءات جنسية" تهز الرجاء المغربي.. و3 قرارات من النادي