كتب : إسلام أحمد
يعيش نادي كروزيرو البرازيلي أزمة حقيقية الموسم الحالي تضرب كل جنبات النادي الأزرق القابع في مناطق الهبوط بالدوري البرازيلي.
النادي الأزرق والمُلقب أيضا بالثعالب يعيش أياما حالكة السواد بعد إقالة رئيسه واحتلاله المركز الـ 18 في جدول الترتيب.
كروزيرو هو واحد من 4 أندية في البرازيل لم تعرف طعم الهبوط مطلقا منذ تأسيسه رفقة فلامنجو وساو باولو وسانتوس.
3 مديريين فنيين في الموسم الحالي وخروج من ثمن نهائي كوبا ليبرتادوريس والفشل في الحفاظ على لقب كأس البرازيل زاد من مشاكل النادي بالإضافة إلى الديون المتراكمة.
فابريسيو برونو مدافع الفريق قال عقب الخسارة بأحد المباريات بالدوري: "حزين لأني إلى جانب كوني لاعبا في النادي فأنا من المشجعين، بالنسبة لي من السلبي أن أرى النادي في هذه الحالة".
بداية الموسم لم تكن تُنبئ بأنه سيؤول إلى تلك النهاية والتي لم تأت بعد.
بداية مُبشرة
بدأ الفريق موسمه بصفقات قليلة تدعّم الصفوف وحقق لقب "كامبيوناتو مينيراو" أي دوري ولاية ميناس جيرايس بالإضافة إلى فوز بلقبي آخر نسختين من كأس البرازيل 2017 و2018 ومنافسا على الألقاب المحلية والقارية الموسم الحالي.
تحت قيادة مدربه مانو مينيزيس – مدرب البرازيل السابق – بشكل عام في 235 مباراة فاز الفريق في 112 وتعادل في 69 وخسر 54 نسبة انتصارات وصلت إلى 56.7%.
لكن الأسوأ ظهر في الموسم الحالي بدءا من الجولة الأخيرة من كوبا ليبرتادوريس بدور المجموعات، فقط قبلها الأزرق تعرض لخسارة من فلامنجو في افتتاح الدوري وحقق 7 انتصارات محلية وقارية.
وتبدأ سلسلة من النتائج المرعبة للنادي 14 مباراة بين الدوري وكوبا ليبرتادوريس دون أي انتصار.
الفريق منذ الفوز على جوياس في الخامس من مايو للعام الحالي لم يحقق سوى فوز وحيد في الكأس.
رحل مينيزيس بعد الخسارة من إنترناسيونال في ذهاب نصف نهائي الكأس، وعمل الازرق على فسخ تعاقد روجيرو سيني الحارس التاريخي البرازيلي مع فريق فورتاليزا من أجل تولي مهمة الفريق فنيا.
لكن الحارس التاريخي لساو باولو وأكثر من سجل أهدافا لا يمتلك عصا سحرية، قاد الفريق لفوز بعد غياب في أول ظهور له أمام سانتوس في الدوري في الثامن عشر من أغسطس.
طيلة 105 يوما رفقة مانو مينيزيس لم يحقق الفريق أي فوز وحلها سيني في ظهوره الأول.
ليس بتلك البساطة
انتصاران فقط وفشل الفريق بدءا من الثاني من سبتمبر في الفوز بأي مباراة، بخسارة 4 مباريات وتعادل في 3 وتوديع كأس البرازيل التي يحمل لقبها من المربع الذهبي على يد إنترناسيونال.
رئيس النادي عقب الخسارة من جريميو في الدوري البرازيلي وخرج مصرحا أن عددا من لاعبي الفريق لم يتحصلوا على رواتبهم قائلا: "هناك بعض من اللاعبين الذي لم يحصلوا على جزء من رواتب شهر يوليو وأغسطس، لقد فزنا الأسبوع الماضي ونعمل على حل الأزمة في أسرع وقت".
ولا تعد تلك المرة الأولى التي يتأخر فيها رواتب اللاعبين وهو ما حدث قبل كوبا أمريكا أيضا التي أقيمت في يوليو الماضي.
الأزمات تواصل محاصرة النادي منذ ذلك الحين.
صمّم سيني قبل رحيله بعد الخسارة من جريميو: "إما أن يتغير الموقف أو لا معنى لي أن أستمر".
"علينا عدم التفكير في حلم اللعب بكوبا ليبرتادوريس وأن نواجه الواقع الفريق يحارب من أجل الابتعاد عن شبح الهبوط، لا أطلب ضم لاعبين بل أطلب مزيدا من العمل والتغيير".
"إذا أردت البقاء على متن السفينة، عليّ القيام بشيء مختلف أريد تغيير الأسلوب لكن لا يبدو لي أنني سأستمر، حاولت كثيرا لمساعدة الفريق".
سيني أدار 7 مباريات للفريق في الدوري ورحل رغم تحقيق انتصارين في بداية مشواره القصير وعاد من حيث جاء.
ما قاله سيني كان يعني أن الأمور لا تسير على ما يرام.
أزمة ضخمة
منذ أسابيع فتحت الشرطة المدنية في ولاية ميناس جيرايس تحقيقا في مزاعم تزوير وثائق خاصة بالنادي وغسيل أموال.
استمع المحققون إلى 15 شخصا، جميعهم مرتبطون بالعمل في النادي ما بين موظفين والموظفين السابقين والضباط والمقاولين الذين تعاملوا مع النادي.
ومع نهاية التحقيقات ظهرت انتهاكات لمجلس إدارة النادي برئاسة إيتير ماتشادو لقوانين الفيفا والاتحاد البرازيلي بشأن إعادة التفاوض للتخلص من ديون الأندية.
في نهاية عام 2018، في السنة الأولى من إدارة ماتشادو، بلغت ديون كروزيرو حوالي 520 مليون ريال برازيلي.
حاليا يمكن أن تصل الديون إلى 700 مليون دولار (الدولار الأمريكي الواحد يساوي 4.11 ريال برازيلي)
زادت ديون كروزيرو بنحو 400 مليون ريال برازيلي بعد تولي هؤلاء الأشخاص (فاجنر بيرس، إيتير ماتشادو وسيرجيو نوناتو) إدارة النادي في غضون عام واحد فقط.
زيزيه بيريلا في مقابلة مع جلوبو سبورتي البرازيلي قال: "إن ديون كروزيرو اليوم لا أعرف حجمها الكبير، لكن قد تتراوح بين 550 و700 مليون دولار إذا نظرت إلى كل شيء".
بيريلا تولي أمس 10 أكتوبر مهمة رئاسة النادي بعد اكتشاف سلسلة من الفضائح الخاصة برئيسيه السابق من أجل الاعتناء بميزانية النادي الذي يكافح ماليا ورياضيا.
إيتير ماتشادو تقاضي راتبا شهريا وصل إلى 180 ألف ريال برازيلي شهريا بالإضافة إلى الحوافز ذات القيم العالية المرتبطة بالألقاب التي يحققها النادي إذ استفاد وحدة من 3 مليون دولار خلال فترة توليه المسؤولية.
كما وضع إيتير بندا في تعاقده يضمن حصوله على شرط جزائي يُقدر بـ 2 مليون ريال برازيلي إذا حاول الثعالب التخلي عن خدماته.
اكتسب ماتشادو سمعة سيئة أيضا بسبب المطالبات الرافضة لرحيل جيورجان دي أراسكايتا صانع ألعاب الفريق إلى فلامنجو إلى الذي غادر في النهاية مقابل 13 مليون يورو.
وارتبط اسمه أيضا بتلقي عمولات من أجل بيع أبرز لاعبي الفريق وآخرهم مايكي الذي رحل لصفوف بالميراس.
حلول سريعة
أزمة الرواتب ليست متعلقة باللاعبين فقط بل بالموظفين والممثلين والفوائد المصرفية حتى نهاية الموسم دون القدرة على تلبيتها من إدارة النادي.
النادي لم يُبرم أي صفقة في منتصف الموسم من أجل موازنة عقود اللاعبين خاصة مع الرواتب الكبيرة التي تتحملها الإدارة.
وكما تعمل على تعديل رواتب فريد وتياجو نيفيز وإديلسون لما يتوافق مع ميزانية النادي بدءا من الموسم المقبل.
ومن أجل حل الأزمات فأن الإدارة الجديدة المُمثلة في بيريلا ستكون مسؤولة عن النادي فقط حتى يناير 2020، وتعمل حاليا على الحصول على تعزيزات من الرعاة لحل الأزمة.
وسيكون عليهم إجراء انتخابات جديدة لاختيار رئيس جديد.
الفشل في الوصول بعيدا بكوبا ليبرتادوريس مع الفشل في الحفاظ على لقب كأس البرازيل أهدر على النادي فرصة زيادة رصيده من الإيرادات المالية لتعزيز موقفه على الأقل.
ورياضيا، تولي المدير الفني البرازيلي المخضرم أبيل براجا تدريب الفريق، خسر في ظهوره الأول أمام جوياس ثم تعادل مع فلومينينسي وإنترناسيونال.
براجا يعرف صعوبة الأمر في واحدة من أصعب المواقف له تدريبيا لذلك جاءت تصريحاته بعد التعادل مع فلومينسيني "علينا أن نفوز، لذلك لا أريد التحدث كثيرا".
"لا أستطيع الخداع، الحمل ثقيل والأمور معقدة".
وأتم "أعلم أن الأمر صعب، لكننا لن نستسلم، أمر بتجربة فريدة من نوعها".
فريد هداف المنتخب البرازيلي السابق يرى تأثير أبيل براجا الموسم الحالي مع الفريق مختلف بعض الشيء في الأونة الأخيرة.
لاعب ليون الفرنسي السابق يقول: "يقوم براجا بعمله لاستعادة ثقتنا، وكان هناك تحسن كبير منذ وصوله".
"نرى أيضا هذا التحسن، ولكن حان الوقت لنبدأ من التطور في الأداء ونحوله إلى نتائج".
"لقد جاء إلى هنا ليس ليفرقنا، بل لنجتمع، وهو يفعل ذلك جيدا".
كروزيرو حقق 21 نقطة فقط من 24 مباراة ويحتل المركز الـ 18 في جدول الدوري البرازيلي.
والآن يحاول الثعالب الاستفادة من خبرات تياجو نيفيز وفريد ورودريجينيو – لاعب براميدز السابق – من أجل الابتعاد عن شبح الهبوط في المباريات الـ 14 المتبقية لهم هذا الموسم.
فإما أن يبقي كروزيرو وسط الكبار ويحاول الوقوف من جديد أو يكرر سيناريو هبوط إنترناسيونال التاريخي في 2016.
طالع أيضا
رئيس الزمالك: كهربا لم يوقع ورقة للأهلي.. عقده بلا شرط جزائي
رئيس الزمالك: هل سيتحول استاد القاهرة لحديقة للأطفال؟
أن تلعب مثل بوبي تشارلتون.. الأقرب للكمال الذي امتلك رئتي حصان
مؤمن زكريا: سأعود للملاعب في أقرب فرصة.. اشتقت لمواجهة الزمالك