بعد نهاية مشواره مع المنتخب الأرجنتيني احتاج خورخي سامباولي فرصة لالتقاط الأنفاس وبدء تجربة جديدة تقوده للعودة وسط الكبار وذلك يتحقق الآن.
سامباولي يعدّ أحد التلاميذ الأوفياء لمارسيلو بيلسا المدير الفني الحالي لليدز يونايتد الإنجليزي –سعى سانتوس للحصول على خدماته سابقا-وهو ما احتاجه سانتوس البرازيلي للعودة للمنافسة من جديد.
وكذلك احتاج الأرجنتيني الفرصة لتكون بوابة عودته مرة أخرى إلى واجهة التدريب عن طريق سانتوس.
ضربات موجعة
فاز في أول 3 مباريات بنتائج كبيرة وخسر أمام إيتوانو بنتيجة 5-1 ثم بوتافوجو برباعية دون مقابل وودع كوبا ليبرتادوريس من الدور التمهيدي أمام ريفر بليت الأوروجوياني وظن البعض أن الفشل سيلاحقه.
سامباولي بعد الخسارة من إيتوانو قال "عليّ الاعتذار لقد سيطرنا على المباراة لكنهم هاجموا على مرمانا 6 مرات وسجلوا 5 أهداف، الأمر يصعب شرحه، هناك مباريات عديدة قادمة وأشياء تحتاج للتجربة".
في شهر فبراير ومارس الماضي واجه نادي سانتوس مشاكل مادية إذ لم يتم دفع رواتب اللاعبين ورغم حصوله على راتبه بانتظام إلا أنه أعاده للنادي مجددا معللا أنه لا يصح أن يتقاضى راتبه مقابل عدم حصول اللاعبين عليها.
مدرب إشبيلية السابق قال في تصريحات صحفية "الطاقم الفني واللاعبين والكل، لا أرى سببا في الحصول على راتبي والبقية لا، الأمر ليس عادلا لابد أن يتساوى الجميع".
وتابع "ليس لدي أي سبب لمعرفة الحالة المادية للنادي، لدي معرفة بلاعبي الفريق وخصائصه وهذا الأهم".
الفريق أُقصي من بطولة "كامبيناتو كاريوكا" المحلية -تُقام في ولاية ريو دي جانيرو- من نصف النهائي وكان أداء لاعبيه متذبذبا بعض الشيء في البداية لكنه الآن المنافس الأول لفلامنجو على لقب الدوري.
مهمة سامباولي وسانتوس قد تندرج تحت فرصة العودة وسط الكبار، الفريق المُلقب بالأسماك يريد العودة للتتويج بعد غياب منذ 2016، وسامباولي يسعى للعودة وسط الكبار في أوروبا مرة أخرى.
وبعد ذلك وصل الفريق إلى 7 انتصارات متتالية في الدوري البرازيلي انتهت بهزيمتين متتاليتيين أمام ساو باولو وكروزيرو.
نقطة بداية
جوزيه كارلوس بيريز رئيس النادي أشاد بالتجربة في بدايتها موضحا: "نحن سعداء سويا ونتشارك نفس الأهداف وهي أن نكون الأبطال، إنه يحب الأشخاص والمدينة كثيرا، ونحن راضون عن أداء الفريق معه".
يعمل سامباولي دائما على الضغط على خطوط المنافس بلاعبين ضد لاعب من منتصف ميدانه، وظهر هذا سابقا مع إشبيلية ومنتخب تشيلي، وسرعة استعادة الكرة.
الأمر الذي لم يعمل مع المنتخب الأرجنتيني وأظهره بشكل ضعيف في كأس العالم روسيا 2018 ومن قبلها في التصفيات.
ووفقا لشبكة ESPN فأن سامباولي كان سيصطدم في بداية مشواره بحب اللاعبين البرازيليين المحليين الاعتماد على اللعب من العمق والأسلوب القديم الدفاعي بالانتظار داخل مناطق الجزاء للخصم.
وهو على النقيض تماما مع ما يحبذه الأرجنتيني لذلك عانى في البداية من أجل أن يتفهم لاعبوه أفكاره الفنية المختلفة.
الفريق استعار جورجي من موناكو وأبقى جوستافو هنريكي وضم البيروفي كريستيان كويفا من كراسنودار الروسي وجيان لوكاس من فلامنجو وكان قريبا من ضم المهاجم المخضرم ريكاردو أوليفيرا قبل نهاية سوق الانتقالات.
في المقابل رحل محركو الفريق الهجومي الموسم الماضي: جابريل باربوسا وبرونو هنريكي لصالح فلامنجو، وهو ما قلل من فرص الفريق الهجومية بعدما كان يمتلك هداف الموسم الماضي وأفضل لاعب محلي "باربوسا"، ومعهم الشاب رودريجو جوس إلى ريال مدريد.
الأرجنتيني يعد وفيا لأفكاره التي لا تتغير كثيرا بالدفع بخمسة مدافعين أو ثلاثي والالتزام بخطة 5-3-2 ومشتقاتها لمزيد من التأمين الدفاعي، وضغط قوي بدءا من ثنائي الهجوم ولاعبي الوسط، على الخصم.
لم يجعل سامباولي الفريق الأقوى دفاعيا أو هجوميا بل أظهر شراسته الهجومية عند الظهور أمام دفاعات الخصم، بفضل مهارات الفنزويلي القصير يفيرسون سوتيلدو صاحب الأربع أهداف.
الفنزويلي الذي يبلغ طوله 158 سم وصار وحشا يهابه دفاع الخصوم في البرازيلي وتم تشبيه بـ ليونيل ميسي بفضل مهاراته.
أو الجناح إدواردو ساشا الذي صار مهاجم الفريق وهدافه برصيد 9 أهداف، وهو أكبر عدد أهداف له في مسيرته بالدوري البرازيلي في موسم واحد.
كذلك يعتمد على الأوروجوياني المخضرم كارلوس سانشيز في خط الوسط صاحب الخبرات الكبيرة، والبيروفي كريستيان كويفا المعروف بمهاراته أمام دفاع الخصوم وخبرته في الدوري البرازيلي.
الفريق أظهر قوته أمام منافس قوي ومباشر مثل بالميراس، الفريق يحتاج للانتصار بعد كل ما مر به.
جيان لوكاس القادم من فلامنجو قارن بين سامباولي ومدربه السابق أبيل براجا وأظهر التطور الكبير له: "إنه يستمع للاعبين كثيرا ويطلب المساعدة من أجل معرفة إذا كانت الأمور تسير بشكل جيد أم لا، يعمل بطريقة مختلفة".
وتابع لاعب الوسط الدفاعي "يطالب بأداء قوي أكثر في المباريات ويعمل على الضغط العالي ويحب الاحتفاظ بالكرة أكثر من أبيل براجا".
وأضاف "لقد تحسنت كثيرا في الملعب لقد أدركت قدرتي على التطور في المواقف الدفاعية، أخبرني بأن لاعب الوسط بإمكانه صناعة الهدف وهذا كافي".
20 مباراة خاضها لوكاس معارا تحت قيادة سامباولي تعاقد بعدها معه ليون الفرنسي مقابل 8 مليون يورو مطلع الموسم الجاري وسجل هدفا في 6 مباريات.
الأرجنتيني قال عقب الفوز على بالميراس في الجولة 24 من الدوري البرازيلي إنها ستكون نقطة بداية للفريق من أجل العودة للمنافسة تمدهم بالقوة حتى نوفمبر المقبل والمنافسة على لقب الدوري.
والآن صار سانتوس على بُعد 5 نقاط عن المتصدر فلامنجو بعد مرور 24 جولة من الدوري البرازيلي، ولديه الفرصة لمواصلة المنافسة حتى الرمق الأخير. الجولة الأخيرة ستكون بينه وبين المتصدر.
فرصة العودة وسط الكبار
الأرجنتيني كان قريبا من تدريب ليون بعد رحيل سيلفينيو في الأسابيع الماضية ومحاولة البحث عن مدرب جديد.
لكنه أنهى الجدل المُثار حوله مؤخرا قائلا: "تلك تصريحات صحفية ولم يتواصل معي أي ناد، وأنا أعمل مع المجموعة يوما تلو الآخر وأفكر في مواجهات كورنثيانز وأتليتكو مينيرو وإنترناسيونال".
ما يقلل من فرص وجود سامباولي في 2020 عدم وجود نية للفريق في عدم الاستثمار في الفريق بعدما صرفوا 70 مليون دولار برازيلي الموسم الحالي، وفقا للإدارة النادي بسبب المعاناة المادية.
الأشهر المقبلة ستكون فرصة لمعرفة مستقبله مع الفريق إذا حقق أهدافه كون الدوري البرازيلي فرصته الأخيرة في التتويج، والأهم من هذا أنه استعاد بعضا من بريقه عقب تجربة التانجو المنسية.
اقرأ أيضا
الجانب الآخر من كرة القدم – الاعتزال
حوار في الجول – نجم ميلان السابق يتحدث عن مشكلة مواهب إيطاليا وتدريب أشباح ساكي
جينيراسيون فوت لـ في الجول: سنلعب مباراة الزمالك.. أبلغنا كاف بذلك
رحلة الإمارات توضح مدى جاهزية صلاح للقاء يونايتد.. وبرنامج خاص من ليفربول
فايلر تعليقا على قرعة دوري الأبطال: الحديث عن إفريقيا سابق لأوانه نركز في الدوري