عندما ينطلق دور المجموعات من دوري أبطال إفريقيا، سيكون هناك 3 فرق على موعد مع 12 رجلا غاضبا.. غاضبا للغاية.
آخر مباراة للوداد في الأدوار غير التمهيدية لم تكتمل، انتهت برأسية من وليد الكرتي سكنت شباك رامي جريدي وسط ضباب شماريخ استاد رادس، باكاري جاساما ألغى الهدف ولم يعد لتقنية الفيديو التي لم تعمل.. والباقي يعلمه الجميع.
بعد مباراة لم تكتمل ومبارزات قانونية في الكاف والمحكمة الدولية، حصل الترجي التونسي الذي تعادل في مركب محمد الخامس ذهابا 1-1، على لقب دوري الأبطال للمرة الثانية على التوالي.
ومن هنا، أصبح لدينا 11 رجلا غاضبا شاعرا بالظلم بضياع لقب رآه الوداديون من حقهم، من هو الرجل الـ12 إذا؟
قبل عامين، تأهل الترجي في مباراة تحكيمية جدلية على حساب بريمييرو دو أجوستو الأنجولي إلى نهائي دوري الأبطال، مباراة وصفها رئيس النادي الأنجولي بـ"الفضيحة".
مدرب بريمييرو دو أجوستو حينها كان زوران مانويلوفيتش، الذي يعود في هذه النسخة مدربا لأحد عمالقة القارة، وداد الأمة.
اقرا: حلم إفريقيا – حوار في الجول.. مدرب الوداد: سنعوض ظلم النهائي
نادي كرة الماء الذي أصبح وحشًا إفريقيًا
يقول الموقع الرسمي للوداد "يكمن أصل تأسيس نادي الوداد الرياضي، في مقاومة الاستعمار الذي كانت تفرضه السلطات الفرنسية إبان عهد الحماية، حيث أنه قبل استقلال المغرب كان ميناء الدار البيضاء محاطا بعدد كبير من المسابح التي كانت مخصصة للأندية و الجمعيات الرياضية فقط، و كان الأوربيون هم من يشرفون عليها بطبيعة الحال، ومع بداية سنة 1935 تم انخراط العديد من المغاربة المسلمين و اليهود في عدة أندية للاستفادة من المسابح الخاصة، و لكن سرعان ما تم طردهم من طرف المستعمر بسبب تخوفهم من ازدياد أعدادهم فيما بعد، و من هنا جاءت فكرة تأسيس نادي مغربي من طرف مغاربة فقط، فأصبح من حق النادي الأحمر الاستفادة من المسابح والمشاركة في منافسات كرة الماء. فكرة تأسيس نادي الوداد الرياضي لم تكن بالسهولة التي من الممكن تخيلها، حيث عانى كل أعضاء النواة الأصلية من جراء رفض و تعنت السلطات الفرنسية المتواصل لفكرة تأسيس ناد مغربي التأسيس و الأعضاء، ما دفعهم إلى اللجوء إلى الجمعية الفرانكو مغربية، بغية تعديل الأمور الخاصة بتسجيل اسم النادي، و التي على إثرها تم تدخل المقيم العام في المغرب آنذاك موريس نوجيس شخصيا للسماح بتأسيس نادي الوداد الرياضي، ولكن بشروط محددة".
ثم تأتي دور القصة الأشهر عن الوداد في مصر، وهي سبب التسمية: "في غمرة المحاولات التي كان يبذلها المؤسسون لنادي الوداد الرياضي، للحصول على الترخيص من السلطات الفرنسية، و في إحدى اجتماعات تأسيس النادي، طرح مشكل الاسم الذي سيطلق على الفريق، فتم اقتراح عدة أسماء من طرف الأعضاء المؤسسين، حيث في إحدى تلك الاجتماعات حضر أحد المؤسسين متأخرا بعض الشيء، و برر تأخره بعد الاستفسار أنه كان يشاهد فيلما سينمائيا للمطربة أم كلثوم كان عنوانه (وداد)، إذ تزامن مع هذا الجواب انطلاق زغرودة من أحد البيوت المجاورة لمكان الاجتماع، فتفاءل بها المجتمعون، لكن تدخل بعض الحاضرين أدى إلى عدم الحسم النهائي في اسم النادي، إلا بعد حضور عدد كبير من المسيرين واللاعبين، إذ تمت الموافقة على الاسم بعد عقد جمع عام، و كانت النتيجة اقتراح واختيار اسم الوداد الرياضي اسما للنادي بدون إدراج كلمة البيضاوي لأن النادي يمثل جميع المغاربة و ليس فقط سكان مدينة الدار البيضاء".
حدث ذلك في 1937، ومنذ ذلك التاريخ حصد الفريق 19 لقبا محليا لحساب البطولة المغربية، ولقبين إفريقيين لحساب دوري الأبطال، آخرهم في 2017 على حساب الأهلي نفسه، قبل أن يغيب نسخة ويعود للنهائي الذي ورط الكاف في مشكلة كبرى الموسم الماضي.
الوداد حاليا.. استرجاع السيطرة المحلية
في الموسم الماضي، استرجع الوداد سيطرته المحلية بعد موسم مخيب بقيادة بطل إفريقيا الحسين عموتة. الدوري آل إلى اتحاد طنجة بفارق نقطة وحيدة عن الوداد الذي استطاع العودة من المركز الـ12 إلى الوصافة، لكن عودته لم تكن كافية.
عاد الوداد في الموسم الماضي وحسم الدوري على حساب الرجاء بفارق 4 نقاط، بقيادة التونسي فوزي البنزرتي الذي قدم موسما ناجحا وصل فيه بالفريق إلى نهائي دوري الأبطال كذلك.
ولكن بنهاية الموسم، عاد البنزرتي إلى تونس لـ"ملله من الغربة" حسبما أوضح في تصريحات في يوليو الماضي، تاركا الـ"واك" كما يحلو لمحبيه تسميته دون مدرب، وبرغبة جامحة لتجديد عقد التونسي الذي أعاد الوداديين للطريق الصحيح.
مدرب بريمييرو دو أجوستو السابق، الصربي زوران مانويلوفيتش كان خيار الحمر للاستمرار على الدرب، حيث قاد الفريق بأمان إلى دور الـ16 على حساب نواديبو الموريتاني، كما فاز في مواجهته الوحيدة في الدوري على الدفاع الحسني الجديدي 1-0.
زوران يملك سجلا خاليا من البطولات، سوى لقب محلي مع أجوستو، ويعد صاحب الـ57 عاما حديث العهد مع منصب الرجل الأول في إفريقيا حيث قاد عددا من الفرق البرتغالية المغمورة، قبل أن يعمل مساعدا لإدوارد إرنوسيان في كابوسكورب الأنجولي في 2012 وإلى 2015، ثم تولى مسؤولية ساجرادا في أنجولا بين 2015 و2016، قبل الطفرة الكبرى في مسيرته بتدريب أجوستو، حيث حقق أهم إنجاز إفريقي لبطل أنجولا بالوصول لنصف النهائي في النسخة قبل الماضية.
"هدفي هو التتويج بكل البطولات ولا توجد بطولة مفضلة بالنسبة لي. جمهور الوداد يشعر بالظلم، أتفق معهم لأنني مررت بنفس التجربة مع بريميرو في نصف نهائي 2018 ضد الترجي. ولكن هذه الأشياء تحدث في كرة القدم، ويجب دائما أن تعمل وتواصل التحرك وتتمسك بالفرصة الثانية للتعويض"، هكذا قال زوران لـFilGoal.com، مبديا رغبته الكبرى في حصد ثالث الألقاب الإفريقية لصالح الوداد.
الوداد ضد المصريين
الوداد لعب 13 مرة ضد الفرق المصرية، في 6 مرات كانت الغلبة للمصريين.
أول مواجهة ضد المصريين كانت ضد الزمالك في السوبر الإفريقي 2002، حينها فاز الأبيض – أحد منافسي الوداد المحتملين في القرعة إذا تأهل لدور الـ16، 3-1.
في 2007، فاز الإسماعيلي ذهابا إيابا على الوداد في الكونفدرالية، قبل أن يتعادل مع الأهلي مع الوداد في دور المجموعات مرتين في 2011.
منذ ذلك التاريخ، قابل الأهلي الوداد 6 مرات، اقتسمها الفريقين بانتصارين لكليهما وتعادلين، ولكن استطاع الوداديين قنص لقب إفريقي من الأحمر الذي لن يقابله في دور المجموعات لوقوعهما في المستوى الأول.
المواجهة المتبقية كانت ضد الزمالك، حين فاز الأبيض 4-0 في برج العرب وخسر 5-2 في مركب محمد الخامس، ليتأهل لنهائي نسخة 2016.
يتسلح الوداد دائما بإستاد ممتلئ بـ45 ألف متفرج في أغلب الأوقات، يصدحون بأغاني مجموعة الوينرز الشهيرة المناصرة للنادي.
أبرز اللاعبين
بعد موجة رحيل من الوداد شملت أمثال محمد أوناجم المنتقل إلى الزمالك وويليام جيبور الراحل للفجيرة الإماراتي، ضم الوداد كابونجو كاسونجو من الزمالك ومرشد دجوكو مدافع سيمبا التنزاني، والأهم المهاجم الهداف أيوب الكعبي الذي تستمر إعارته من هيبي تشاينا فورتشون لموسم مقبل.
يتسلح الوداد بحارسه الدولي رضا التجناوتي، بجانب عناصر الخبرة المعتادة في وسط الملعب صلاح الدين السعيدي وإبراهيم النقاش ووليد الكرتي، مع إسماعيل الحداد الجناح الأيسر صاحب الـ29 عاما، وأمين تيغزاوي صاحب الـ30 عاما على الناحية اليمنى.
كل هؤلاء، خلف أيوب الكعبي ومايكل باباتوندي، يظل فريق الوداد مرشحا فوق العادة للمس الأميرة الإفريقية.
اقرأ أيضا
حلم إفريقيا - أول أغسطس صاحب الثلاثية المحلية.. نهائي قاري ومفاجأة 2018
خوفا من الإجهاد.. البدري يلغي مران مصر الأول
قائمة البدري – ضياء السيد: وجود فتحي والسعيد سيخلق الانضباط في معسكر المنتخب