4 أشياء تعلمناها من فوز ليفربول على ليستر.. علامات النضج واحذر الثعالب
السبت، 05 أكتوبر 2019 - 19:50
كتب : علي أبو طبل
كانت أُمسية صعبة تلك التي مر بها يورجن كلوب على ملعب "أنفيلد".
كاد فريق ليفربول أن يتعرض لأولى العثرات المحلية هذا الموسم أمام ضيف مزعج، ولكن في النهاية –اتفقنا أو اختلفنا حول ظروف الانتصار وعامل التوفيق- الفريق الأحمر أصبح يعرف جيدا من أين تؤكل الكتف.
هدف أول جاء من تمريرة ذكية من جيمس ميلنر نحو السنغالي ساديو ماني الذي انطلق كالسهم مستغلا هفوة جوني إيفانز لينفرد ويهز شباك كاسبر شمايكل معلنا عن هدفه الـ50 في 100 مباراة خاضها اللاعب في مسرح "أنفيلد".
قبل أن يعود الإنجليزي المخضرم ويسجل الهدف الثاني في الثوان الأخيرة من عمر المباراة من علامة الجزاء بعدما مر أصحاب الأرض بدقائق صعبة إثر اهتزاز شباكهم بهدف تعادل عن طريق الموهوب جيمس ماديسون.
مواجهة مثيرة، ويمكن تصنيفها كقمة لثامن جولات الدوري الإنجليزي الممتاز، والأرقام تشير لسيطرة ليفربول ولكن تفاصيل المباراة تخبرنا ببعض علامات النضج الكروي، والتي في الحقيقة بلغها طرفا المواجهة.
دعونا نستعرض أبرز ما لاحظناه في قمة ملعب "أنفيلد" في هذا التقرير من FilGoal.com.
لماذا يفوز ليفربول؟
ربما السؤال الذي نضعه عنوانا لتلك الفقرة من التقرير ليس كاملا، فعلينا أن نكمله: "لماذا يفوز ليفربول حتى وإن لم يكن في ليلة مثالية؟".
حسنا، يمكننا أن نستنتج ذلك من العقلية التي يصدرها يورجن كلوب بشكل واضح هذا الموسم، والتي تخبرنا بأن لا بديل عن الفوز في كل مباراة.
في تصريحاته الصحفية بعد الانتصار على تشيلسي في "ستامفورد بريدج" في 22 سبتمبر الماضي، تم توجيه سؤال للمدير الفني الألماني عن الأمر اللازم لكي يحقق ليفربول لقب الدوري الغائب عن خزائن النادي لعقود، وكانت الإجابة ببساطة: "الفوز في كل مباراة".
تبدو جملة بسيطة، لكن المزيد من التفاصيل تأتي في تصريحاته بعد الانتصار في الجولة السابعة في ملعب شيفيلد يونايتد بهدف نظيف، حين قال: "أحب الانتصارات القبيحة".
على مدار موسمين سابقين، تحسنت صفوف ليفربول كثير تحت القيادة الألمانية عن الفترة السابقة، وعاد الفريق لرباعي القمة الإنجليزي بجانب منافسته القوية على دوري أبطال أوروبا وتتويجه بالنسخة الأخيرة.
الجماهير سعيدة بما تحقق، ولكن يظل لقب الدوري هو الحلم، ولن يكون تكرار سيناريو الـ97 نقطة دون رفع كأس الدوري الإنجليزي بالأمر المحبب لمُريدي "أنفيلد".
يمكن أن نعتبر ذلك علامة من علامات النضج الكروي لتلك المجموعة التي يقودها كلوب، فلا يوجد شك حول المزايا الفردية لكل لاعب على حده، ولكن في المواجهات الصعبة يبقى الانتصار الأمر الأهم.
ليفربول ينتصر في الدوري الإنجليزي الممتاز للمباراة الـ17 على التوالي -بحساب مباريات الموسم السابق- في سلسلة تقترب من تحطيم الرقم الذي حققه مانشستر سيتي قبل موسمين تحت قيادة بيب جوارديولا في دوري الـ100 نقطة.
الفريق الأحمر خلال 8 جولات مر ببعض التجارب الصعبة، فتمكن من تجاوز أرسنال وتشيلسي والآن ليستر سيتي، ومسألة جمع النقاط في البداية تبقى هامة نظرا لجولات أكثر صعوبة سيخوضها الفريق بعد نهاية التوقف الدولي.
يمكن أن تفوز اليوم بأداء غير مقنع، ويمكن أن تكون حققت انتصارا في وقت قريب بأداء مبهر وبحفلة من الأهداف، المهم أن تفوز.
هذا ما يريده ليفربول حقا هذا الموسم، وحتى إن كان التوفيق ملازما في بعض اللحظات الفارقة، فقد يكون مستحقا لأن العقلية تريد الانتصار.
ليستر سيتي.. هل يدخل المربع الذهبي؟
8 جولات لعبها ليستر سيتي هذا الموسم حتى الآن، انتصر في 4 وتعادل في 2، وتلقى اليوم هزيمته الثانية بعد هزيمة أولى كانت أمام مانشستر يونايتد في "أولد ترافورد".
هذا الأخير ورغم انتصاره على ليستر سيتي إلا أنه لا يقدم نفس المردود الإجمالي الذي يقدمه الثعالب هذا الموسم، خسارة ضد عملاقين بحجم يونايتد وليفربول لا تمثل أزمة كبيرة فيما تبقى من عمر المنافسة.
ليستر يقدم وجها آخر من النضج، فبرندان رودجرز -الذي سبق وأن قاد ليفربول فنيا- يعلم جيدا أن المهمة في "أنفيلد" ليست سهلة وأنه ليس من الحكمة أن تندفع بخطوطك رغبة في السيطرة على مجريات المباراة.
الإحصائيات وعدد الفرص المحققة تؤكد تفوق ليفربول، وهو أمر طبيعي ومتوقع، ولكن بأعيننا يمكن أن نلاحظ أنها ليست أفضل مباريات ليفربول -رغم الإيجابية- وأن ليستر سيتي ند شرس، قد يحتاج ضربة واحدة فقط لكي يكون عثرة في طريقك نحو اللقب.
لا يمكن القول إن ليستر حصل على فرص في المباراة مساوية في الخطورة لتلك التي جاء منها هدف ماديسون، ولكن هذا ما كان يلعب عليه الثعالب حقا في رحلتهم إلى ليفربول، ولولا خطأ ألبرايتون في اللحظات الأخيرة متسببا في ركلة جزاء بعد عرقلة ماني، لظفر الضيوف بنقطة غالية في صراعهم الثمين.
توتنام ليس في أفضل الأحوال، وجيرانه اللندنيين -أرسنال وتشيلسي- ليسا ببعيدين في المستويات ولا النتائج عما يقدمه ليستر هذا الموسم بقيادة رودجرز.
كما أن الفريق يمر بحالة استقرار جيدة على مستوى جميع الخطوط ويلعب بانسجام شديد ويقدم قدرة هجومية مميزة بتسجيل 14 هدفا في 8 مباريات، كثالث أقوى خط هجوم في المسابقة بعد مانشستر سيتي وليفربول على التوالي، ومتساويا مع توتنام وتشيلسي.
الثعالب يمتلكون من الإمكانيات والأسماء والدلالات ما يؤهلهم لمنافسة شرسة على مقعد أوروبي، وبالأخص ضمن الرباعي الكبير الذي يشارك في دوري الأبطال، فهل ينجح رودجرز في مسعاه؟
صلابة دفاعية غائبة
اهتزت شباك أدريان بهدف ماديسون، فعم الصمت في ملعب "أنفيلد".
تلك هي الأزمة عندما تتفوق رقميا وتصنع العديد من الفرص، ولكن هفوة دفاعية وحيدة قد تكلفك كل شيء.
الأمر لا يتوقف عند فقدان نقطتين في مباراة واحدة، ولكن إن تكرر فقد يضيع مجهود موسم كامل.
مباراة دوري أبطال أوروبا ضد نابولي في وقت سابق هذا الموسم تعتبر دليلا واضحا، إذ قدم الفريق مستوى جيد هجوميا خارج ميدانه، ولكن هفوتين كانتا كل ما يحتاجه كارلو أنشيلوتي لخطف النقاط الثلاثة لفريقه.
وحتى في المباراة الأخيرة ضد سالزبورج في "أنفيلد"، الهرج والمرج الدفاعي كان كفيلا بالتفريط في تقدم مريح بثلاثية نظيفة، قبل أن يحسم ليفربول المباراة بصعوبة بنتيجة 4-3 بفضل هدف صلاح من تحرك ذكي.
أبرز ما تميز به ليفربول في الموسم الماضي صلابته الدفاعية وقدرة الفريق على الخروج بشباك خالية في العديد من المباريات.
أمور جعلت فيرجيل فان دايك مرشحا ضمن أفضل 3 لاعبين في العالم، وجعلت البرازيلي أليسون هو الحارس الأفضل عالميا في الموسم الماضي.
قد يكون غياب الحارس البرازيلي جزء من التبرير، ولكن ليس كافيا في ظل صلابة مفقودة بشكل ملحوظ منذ بداية الموسم، فخلال 8 جولات من عمر المسابقة حافظ الفريق على نظافة شباكه في مبارتين فقط.
ليفربول ينتصر حتى الآن، ولكنه يحتاج لتحسين ما يقدمه دفاعيا هذا الموسم إذا أراد أن يبسط سيطرته على المنافسة مبكرا، وبالأخص إذا كان الحديث عن جولات تالية صعبة ضد مانشستر يونايتد وتوتنام ومانشستر سيتي في فترة زمنية قصيرة خلال الشهر المقبل.
وبالتأكيد هي مواجهات حاسمة في مشوار الكأس التاسعة عشر التي طال انتظارها.
ماديسون.. الشيء الكبير
يمكنك أن تلاحظ لاعب كرة القدم الجيد والموهوب بعد فترة قصيرة جدا من متابعة لمساته وتحركاته وقراراته في الملعب. هذا ما تم الإجماع عليه بخصوص الإنجليزي الموهوب جيمس ماديسون.
اللاعب الذي بدأ في كوفنتري سيتي ولمع مع نورويتش سيتي في مسابقة الـ "تشامبيونشيب"، يعيش أياما جيدة خلال موسمه الثاني مع الثعالب هذا الموسم كاستكمال لما قدمه في أول مواسمه في ملعب "كينج باور"، حين سجل في 7 مناسبات وصنع في مثلهم ضمن منافسات الـ "بريمرليج".
3 أهداف مسجلة بجانب هدفين صنعهما خلال 8 جولات هذا الموسم يساهمان بشكل كبير في النتائج المميزة التي يقدمها الفريق هذا الموسم، ليُفتح له الطريق نحو ارتداء قميص المنتخب الإنجليزي الأول للمرة الأولى في مسيرته خلال التوقف الدولي المقبل، بعد أن لفت الأنظار كذلك مع الفئات العمرية الأقل للمنتخب الإنجليزي خلال الفترات السابقة.
جاريث ساوثجيت، المدير الفني للمنتخب الإنجليزي، هو الأسعد في الفترة الحالية، فالرجل الذي قاد الأسود الثلاثة لنصف نهائي المونديال الأخير في روسيا كإنجاز غائب منذ عقود عن بلاد مهد كرة القدم، أصبح يمتلك مزيدا من الحلول التي لم تتواجد معه في ذلك الإنجاز المذكور.
ماديسون الذي يعطي حلولا سحرية في صناعة اللعب بفضل حرية تحركاته في العمق وفاعليته التهديفية الجيدة على المرمى بجانب إجادته لتنفيذ الركلات الثابتة سيكون دعامة هامة لخطط المدير الفني الإنجليزي، بجانب موهبة أخرى في بوروسيا دورتموند بدأت في الحصول على الفرص المستحقة خلال التوقف الدولي السابق، وهو جادون سانشو.
ويمكن أن يشكر ساوثجيت زميله السابق في الملاعب فرانك لامبارد على تجهيزه لسلاحين هامين بحجم تامي أبراهام وماسون ماونت.
ولكن يظل ماديسون القطعة اللامعة والأكثر استمرارية داخل إنجلترا في تقديم مستوى ثابت منذ الموسم الماضي، وربما المزيد من المشاركات الدولية المقبلة مع إنهاء الدوري في مركز مؤهل أوروبيا يكون خير مكافأة لما يقدمه ماديسون.
اقرأ أيضا:
كلوب يفتح النار: صلاح مُلقى في غرفة خلع الملابس.. كيف يكون بخير؟
فايلر يطارد رقم جوزيه.. الأهلي يواصل الإمتاع بخماسية في أسوان
أبو تريكة: صلاح أصبح يعتمد على سرعته أكثر من عقله.. مهووس بالتسجيل ولكن
بالفيديو – التعثر الأول ليس اليوم.. ليفربول ينتصر على ليستر سيتي +95
بالفيديو - ريال مدريد يُبطل مفاجأة غرناطة ويؤكد صدارته للدوري الإسباني