كتب : إسلام مجدي
بداية برشلونة للدوري الإسباني لم تكن جيدة تماما، فحامل اللقب يحتل المركز الرابع بعد 7 جولات وخسر مرتين نفس عدد المرات التي خسرها ريال سوسيداد صاحب المركز الخامس.
أصابع الانتقادات والاتهام اتجهت صوب إرنستو فالفيردي مدرب برشلونة، إما لسوء المستوى تارة أو قلة حيلة الفريق في التسجيل تارة أخرى، ورغم تسجيله 16 هدفا أكثر من أي فريق في الـ4 المتصدرين، إلا أنه استقبل 10 أهداف كأضعف دفاع بينهم.
برشلونة على موعد مع اختبار قوي للغاية ضد إنتر ميلان نسخة أنطونيو كونتي، كنا قد شرحنا في تحليل سابق كيف تغيرت الأفاعي مع العازف الإيطالي الجديد. (طالع التحليل)
واليوم، نرصد طريقة لعب برشلونة والمشاكل التي يعاني منها الفريق.
طريقة اللعب
برشلونة يتشابه نوعا ما مع طريقة كونتي ورغبته في بناء الهجمات من الخط الخلفي بجانب الاعتماد بشكل حيوي تماما على وسط الملعب في تشكيل تلك الهجمات.
وبالطبع ليونيل ميسي جزء كبير للغاية من تلك الهجمات، وغيابه مشكلة كبيرة لخطط إرنستو فالفيردي، لماذا؟
برشلونة حينما يبدأ هجماته تجد سيرجيو بوسكيتس يتراجع للخط الخلفي للدفاع وأحيانا بين قلبي الدفاع للمساهمة في بناء الهجمات، أمر ظهر جليا ضد فياريال.
برشلونة إن تعرض للضغط من الخصم في مناطقه وبالتحديد ثلث الفريق الكتالوني، وقتها يحاول أن يهاجم بسرعة وتشكيل هجمة مرتدة لنرى بوسكيتس ومعه لاعب وسط آخر بجانب الدفاع، مع قدرة قلبي الدفاع على نقل وتمرير الكرة.
حينما يصل الفريق إلى الثلث الأخير فهو ينقل الكرة كثيرا ليشكل خطورة على خصومه، يتضمن ذلك تبادلا في الأماكن بين الأطراف ولاعبي الوسط، وأحيانا لا يحدث ذلك، المهاجمون يسحبون أنفسهم بعيدا عن رقابة الدفاع إلى الخلف أكثر.
مثلا تجد سواريز وجريزمان بعيدين عن منطقة الجزاء عن المكان الذي يفترض أن يتواجدوا فيه، للسماح للأطراف للتقدم وامتلاك مساحة لبناء الهجمات.
برشلونة لا يمتلك شكلا محددا للضغط مع فالفيردي فتارة يضغط ضغطا عاليا من مناطق الخصم وأخرى من وسط الملعب، لكن حينما يضغط ضغطا عاليا تجد لاعب يطارد الكرة والبقية يراقبون تشكيل الخصم وإغلاق أي فرصة للتمرير ضده.
حينما يتمكن برشلونة من كسر عملية بناء الخصم، يتحول التشكيل إلى 4-4-2، والأمر دوما يعتمد عند فالفيردي على من سيلعب في المباراة وليس خطة ثابتة ما يسبب بعض المشاكل للفريق.
برشلونة كان يتعثر هذا الموسم حينما يواجه فريقا يضغط ضغطا عاليا، لكن مع وجود بوسكيتس وفرينكي دي يونج وأرثر فقط الثلاثة يشكلون طريقة لإيقاف الضغط.
الخصوم يركزون أكثر على وسط برشلونة للتأكد من أنه لن يضغط بطريقته المعتادة.
فالفيردي حينما يجد الخصم قد عزل خط وسط ميدانه مثل المثال السابق يعتمد على استراتيجية لم تشكل أي ربح له حتى الآن، الأطراف والكرات العرضية.
ضد أوساسونا أرسل جوردي ألبا ما يقرب من 5 كرات عرضيا ورافينيا 3 لكن النادي لم يستفد سوى من عرضية وحيدة حينما أرسل كارليس بيريز الكرة إلى رأس أنسو فاتي.
أصبح الفريق يتجه أكثر إلى الأطراف حينما يجد خط وسطه بلا حيلة، في مباراة ريال بيتيس أرسل 11 كرة عرضية بلا طائل وضد أوساسونا أرسل 12 كرة عرضية، لكن خطورته ظهرت أكثر بمشاركة آرثر واتباعه أسلوبه المباشر في ضغط الخصم وتشتيته من العمق بتحركات مهاجميه خارج منطقة الجزاء.
الوقوع في مصيدة الخصم
في بعض المباريات يبدو أن برشلونة يمتلك الكرة لكنه لا يمتلك حرية التصرف فيها، ما الذي يعنيه ذلك؟
ضد ريال بيتيس على سبيل المثال لا الحصر، الرقابة التي فرضها الفريق بخطين على خط هجوم برشلونة عزلته عن باقي الفريق، ما جعل تدوير الكرة نفسه أمرا صعبا لأن الهجوم محاصر ومع عدم وجود أجنحة الظهير كان يتصرف بتلقائية بانطلاقه ثم إرساله عرضية يكون بيتيس مستعدا لها.
وأحيانا كانت الخصوم تستغل نقطة العزل والرقابة تلك من أجل إجبار برشلونة على اللعب بنفس النمط العرضيات. ما يجعلها جهود كبيرة دون نتيجة واضحة.
ضد خيتافي برشلونة استعمل استراتيجيته في البناء، بوسكيتس يتواجد في الخط الخلفي لتوزيع الكرة في منتصف الملعب.
وقتها تكون لدى الأطراف فرصة للبقاء في وسط ملعب خصمهم أو المشاركة في بناء الهجمات.
عملية بناء تبدو بسيطة ولا توجد تعليمات معقدة فيها أو تحركات ذكية من أي طرف، كانت محاولة لتفكيك خطوط خيتافي التي فضلت التمركز والدفاع من وسط ملعبها، في نفس الوقت يحاول أن يفكك خطوط خصمه وهو ما نجح في فعله عن طريق تحريك الكرة من اليمين لليسار والعكس ثم في الوسط لإجبار خيتافي على التحرك.
لكن مجددا في معظم فترات المباراة وخلال تمركز خيتافي الدفاعي كان خط الهجوم ينعزل بنفس الطريقة.
برشلونة لا يمتلك شكلا أو خطة مضادة لتحركات خصمه، بمعنى أنه يتحرك بسيناريو واحد محدد لكل اللقاءات.
أتليتك بلباو على سبيل المثال قدم خط دفاعه ووسطه وأجبر برشلونة على البناء عن طريق بوسكيتس فقط.
في حين أنه نجح في عزل خطوط برشلونة لتقليل فرصه في البناء وهدفهم الأكبر كان عزل فرينكي دي يونج عن فريقه.
بهذه الطريقة قلل بلباو فرص برشلونة في استعمال خط وسطه للبناء، على الجانب الآخر أجبر برشلونة على التحرك للطرف وفي نفس الوقت غطى فرص خطورة العرضيات.
خلال تلك المباراة أرسل برشلونة 11 كرة عرضية فقط وصل منها 3 بجانب 8 ركنيات جميعها لم تكن مجدية.
في تلك المباراة كانت بداية اتباع برشلونة خلال الموسم الجاري لفكرة العرضيات كحل لترك الخصم له المساحة للعبها، لكن ذلك "الحل" لم يكن مجديا تماما في ظل عدم استغلاله بالشكل الأمثل، أي أنه كان بمثابة الفخ الذي وقع فيه.
بجانب ذلك فور خسارة برشلونة للكرة، أندير كابا ويوري بريتشيتشي الظهيران ينطلقان بسرعة كبيرة مستغلان بطء قلبي دفاع برشلونة واللذان يجدان أنفسهما معزولان تماما أمام سرعة بلباو.
برشلونة لم يستعد هيمنته أو قوة البناء لديه سوى مع بعض التغييرات بمشاركة رافينيا وإيفان راكيتيتش بدلا من لويس سواريز وكارليس ألينيا، أحدهما شارك لإصابة سواريز والآخر لاستعادة السيطرة.
لم يمتلك الفريق أي حلول، لكن فور وجود زيادة في خط الوسط أصبح برشلونة يمتلك حلولا للبناء.
عاد الفريق للعب بثنائي في الخلف لاستقبال الكرة من المدافعين، أصبح لبرشلونة فرصة أكبر في البناء وعملية الضغط الخاصة ببلباو لم تعد قوية مثلما كانت لكن ذلك لم يكن كافيا بسبب البطء الشديد الذي كان يعاني منه برشلونة.
الوقوع في مصيدة الخصم حدث ضد غرناطة بنفس الفكرة.
لم يسدد برشلونة سوى 3 تسديدات على مرمى الخصم طيلة الـ90 دقيقة، والسبب كانت البنية الدفاعية الصلبة للخصم.
غرناطة كان يجبر برشلونة على خيارات للتمرير وأجبر بيكيه على سبيل المثال لا الحصر على توزيع الكرة للجناح الأيمن، وغيرها من الخيارات التي أظهرت برشلونة يعاني للخروج من مصيدة غرناطة.
الافتقار للحلول
حينما يقع برشلونة في تلك الحيلة فلا يجد لها حلا مناسبا، مثلا حينما ضغط غرناطة لم يكن الفريق مستعدا لذلك، ربما فرينكي دي يونج مستعدا لكن بقية زملائه لم يكونوا كذلك.
برشلونة ضغط مجددا من الأطراف وبيكيه كان مجبرا على التمرير إلى نيلسون سيميدو الذي تعرض للضغط بدوره من الخصم، لم يكن فالفيردي قادرا على التعامل أو إيجاد حلا مناسبا لذلك.
وسرعان ما يتمركز برشلونة بشكل غير مناسب بين الخطوط ما يسبب له مشاكل أكبر في توزيع الكرة وتفكيك تمركز الخصم.
ما الذي يجعل برشلونة عاجزا عن إيجاد حل؟
الاعتماد التام على ميسي لفترة طويلة في ولاية فالفيردي جعل الفريق يراه الحل الوحيد والمثالي لكل المشاكل، بالطبع النجم الأرجنتيني كذلك، لكن يجب أن تكون هناك حلول أخرى خاصة في ظل غيابه وإصابته هذا الموسم.
أحد أبرز تلك الأمثلة حينما شارك ضد بلباو عام 2018 كبديل في الدقيقة 55.
قبل مشاركة ميسي استحواذ برشلونة كان 63% وفي وسط ملعب بلباو كان 40%، حينما شارك ميسي أصبح الاستحواذ 73% وأصبح الفريق أقوى بل في مناطق بلباو ارتفع الاستحواذ بنسبة 34% ليصبح 74%.
تقليل البدائل أحد أبرز مشاكل فالفيردي مع برشلونة، خلال شهر أكتوبر 2018 نُشرت إحصائية للاعبين، عثمان ديمبيلي حصل على 523 دقيقة للمشاركة ونيلسون سيميدو 362 وآرثر 173 وأرتورو فيدال 164 وتوماس فيرمايلين 160 وكليمينت لينجليه 150 دقيقة.
بقية لاعبي الفريق لم يشاركوا كما يجب مطلقا، مثلا لاعبين مثل منير الحدادي ومالكوم الذي كان قد لعب 25 دقيقة فقط، أما كارليس ألينيا وميراندا ودينيس سواريز لم يلعبوا أي دقيقة حتى ذلك الحين.
ما أشارت إليه صحيفة "موندو ديبورتيفو" الإسبانية بـ"فالفيردي لا يمتلك خطة ب، يعتمد فقط على تشكيلة قوية للغاية يبدأ بها للقيام بالمهمة.
المدرب الإسباني نفسه اعترف بأنه ينتظر طويلا حتى يجري تبديلا وقال: "لا أعلم ما الذي يجب تغييره في المباراة، أعتقد أن الفريق الحالي سيقوم بمهمته على أكمل وجه طيلة اللقاء".
مشاكل برشلونة تتكرر في معظم المباريات سواء استقبال الأهداف بنفس الطريقة أو تمركز الدفاع.
برشلونة استقبل 10 أهداف في الدوري اثنين من ركلتي جزاء، و8 من جمل نفذها الخصم. ونسبة 51% من التسديدات ضد برشلونة تأتي من داخل منطقة الجزاء، 4% منها من منطقة الست ياردة.
قد يبدو أن برشلونة يمتلك أفضلية في تلك المباراة لوجود لاعبين مثل أنطوان جريزمان وفرينكي دي يونج ولويس سواريز وآرثر، لكن بالطريقة التي يلعب بها الفريق هذا الموسم وقوة إنتر مع كونتي، هل تصبح المباراة متكافئة ويتمكن الفريق الإيطالي من كسر لعنة ملعب كامب نو؟ الفريق الإيطالي لم يسجل في دوري الأبطال في أي مرحلة ضد برشلونة على ملعبه، فهل تتاح له الفرصة اليوم؟ أم تستمر العقدة.
مصادر:
http://bit.ly/2pm6PCr
http://bit.ly/2ovbj9l
http://bit.ly/2osZX5M
http://bit.ly/2mUZxoh
http://bit.ly/2oAXxSv
اقرأ أيضا
لماذا يكره الكبار مواجهة مختار
كرة طائرة – منتخب مصر يفجر مفاجأة ويهزم إيران ويتصدر كأس العالم
متعب يسحب قرعة أمم إفريقيا تحت 23 عاما في حضور البدري
تشكيل الأهلي المتوقع – فايلر يعود لاختياراته ضد الزمالك أمام الإنتاج
مدرب نيجيريا الأوليمبي لـ في الجول: نريد التتويج ولكنه ليس هدفنا الأهم