أزمات لا تنتهي، مدرب يرحل وآخر يأتي، ضائقة مالية ولاعبون يقاطعون التدريبات، كل هذا ولا يزال الفريق على العهد. لم يسقط بعد.
لم يخسر، فاز بست مباريات من سبع خاضها في الموسم الحالي. يدافع عن لقبه المحلي بشراسة، ويتوعد كبار إفريقيا في رحلة مجهولة نحو لقب طال انتظاره.
اتحاد الجزائر، أو قل "ونُقسم سنبقى"، كما غنت ماجدة الرومي في "سيدي الرئيس".
طالع.. مدرب اتحاد الجزائر يتحدث عن هدفه في دوري الأبطال وأي فرق يود تجنبها
مستقبل غامض
لا يحصل لاعبو الفريق على مستحقاتهم، يعانون بسبب تجميد أرصدة النادي في البنوك بعد سجن مالكه رجل الأعمال علي الحدادي المتهم بالفساد.
ولا يزال مستقبل النادي مجهولا، فلم تنتقل ملكيته بعد إلى شركة أخرى أو رجل أعمال يستطيع انتشاله من غياهب الديون.
لكن لا يزال لاعبوه على العهد، فهم أبطال الجزائر، طموحهم كبير في دوري أبطال إفريقيا، البطولة التي عاندتهم منذ 4 سنوات حين بلغوا النهائي الوحيد في تاريخهم. مازيمبي انتزع منهم الكأس القارية، هزمهم في الجزائر في مباراة أدارها جهاد جريشة، وكرر تفوقه في ملعبه بلوبومباشي.
يستعدون لمشوار جديد في المسابقة التي ازدادت صعوبتها بعد تطوير نظامها ليصبح دور المجموعات يضم 16 فريقا بدلا من 8. بعد أيام يتعرفون على منافسيهم حين تجري القرعة في القاهرة.
وإذا كان الفريق حقق 4 انتصارات متتالية في الدورين 64 و32، فمهمته ستكون صعبة جدا في دور المجموعات، خاصة أنه سينتمي على الأرجح للتصنيف الثالث في القرعة، مما يعني مواجهته لفريقين أقوى منه نظريا.
لذلك، يتمنى اتحاد العاصمة ألا يتأهل الزمالك لدور المجموعات، فوقتها سيرتقي للتصنيف الثاني ويتجنب مواجهة فرق أقوى.
إذا تأهل الزمالك لدور المجموعات فسيبقى اتحاد الجزائر في التصنيف الثالث وسيتجنب مواجهة زيسكو يونايتد الزامبي وفيتا كلوب المنتمي للكونغو الديموقراطية والهلال السوداني.
لكن إذا آلت الأمور إلى تأهل جينيراسيون فوت السنغالي بدلا من الزمالك، فسيرتقي اتحاد الجزائر للتصنيف الثاني ويتجنب الوقوع ضد النجم الساحلي التونسي وماميلودي صن داونز الجنوب إفريقي والرجاء المغربي، أندية مواجهتها معقدة جدا.
وفي كل الأحوال، ينتظر اتحاد الجزائر مواجهة قوية أمام ناد من الأربعة المنتمية للتصنيف الأول، الأهلي والوداد المغربي ومازيمبي والترجي حامل لقب البطولة.
ميادين عديدة
إحدى المشكلات أيضا التي يعاني منها بطل الجزائر، تنقله بين ملاعب كثيرة. ففي الدوري يلعب في استاده الرئيسي عمر حمادي، بينما في دوري الأبطال واجه سونيدب بطل النيجر في ملعب 5 جويلية 1962، ثم في دور الـ16 استضاف جور ماهيا الكيني في ملعب مصطفى شاكر بالبليدة.
يتشتت أنصاره بين ملعب وآخر زحفا خلف ناديهم المتوج بالدوري 8 مرات سابقة، نفس عدد تتويجات وفاق سطيف. ويبقى الأكثر فريق شبيبة القبائل، 14 لقبا.
أول بطل للدوري في 1962-1963، وآخر متوج بعد صراع محتدم مع شبيبة القبائل أنهاه بطلا بفارق نقطة وحيدة بعد ماراثون طويل معتاد في البطولة الجزائرية المعروفة بشدة التنافس بين أنديتها.
لم يحالفه الحظ في تتويج قاري، لكن تسيد العرب في 2013 حين فاز بالبطولة العربية على حساب العربي الكويتي. كان النادي الإسماعيلي ضحيته في الدور نصف النهائي بعد مواجهة قوية حسمتها ركلات الترجيح في مصر، وكان ضمن نجوم الدراويش الذي نفذوا ركلاتهم بنجاح محمود متولي وعمرو السولية.
قد يتجدد الموعد بين الأخيرين واتحاد الجزائر إذا وقع الأخير أمام الأهلي في دور المجموعات.
ابن النادي
رغم عدم استقرار الجهاز الفني في الموسم الماضي إلا أن المدرب المؤقت لمين كبير قاد الفريق للقب الدوري، ثم رحل. ولم تجد الإدارة أفضل من أكثر العارفين باتحاد الجزائر، ابن النادي بلال دزيري ليواصل المسيرة.
قد تتذكر هذا الاسم بصوت الممتع ميمي الشربيني في مباراة 5-2 الشهيرة حين صرخ "بركات يخطفها من دزيري ويلعب كورة عرضية، أووو جوووووول، يا سلام يا عبد الستار يا صبري من الوضع راقدا، والشقلباظ اتشقلب يا عم موافقين".
كان لاعبا لا غنى عنه في وسط ملعب الجزائر لكن لسوء حظه مثّل بلده في حقبة ليست الأفضل في تاريخ محاربي الصحراء. لكنه أكثر من سجل في تاريخ اتحاد الجزائر، أحرز أكثر من 70 هدفا في كل البطولات.
بلال دزيري، 47 عاما، مدرب شاب قدم نفسه بقيادة فرق أمل الأربعاء ووداد بوفاريك وأهلي برج بوعريرج. ساعد مدربين كثر أبرزهم الألماني أوتو فيستر، المدير الفني الأسبق للزمالك والمصري ومنتخب الكاميرون.
وجه رسالة قوية حتى الآن بفوزه في 6 مباريات والتعادل مرة وحيدة في 7 مواجهات. 4 انتصارات في دوري الأبطال، 2 في الدوري، وله في البطولة المحلية 3 لقاءات مؤجلة.
زيماموش التاريخي
غاب عن المباريات الأخيرة بسبب الإصابة، لكنه يبقى الحارس الأول ليس فقط في الوقت الراهن، ولكن عبر تاريخ اتحاد الجزائر.
محمد لامين زيماموش (34 عاما)، الحارس الثاني للجزائر في مونديال 2014، يبقى حامي العرين الذي يشعر زملاؤه بالأمان في وجوده، أكثر من توج بألقاب مع النادي عبر التاريخ بالتساوي مع دزيري، 9 ألقاب.
قائد الفريق وأكثر من خاض مباريات في تاريخ النادي، ما يزيد على 350 مواجهة.
تتمثل الخبرة أيضا في الظهير الأيمن الذي لا تمنعه سنه الكبيرة من بذل طاقة هائلة في الميدان تجعله يركض بطول الملعب مرارا وتكرارا.
محمد ربيع مفتاح، اللاعب البالغ عمره 34 عاما، ليس فقط ظهيرا تصعب مراوغته، لكنه هدافا أيضا، أحرز 4 أهداف حتى الآن في الموسم الحالي. ينطلق من منطقة الجزاء إلى منطقة الجزاء وهو أول من يسدد ركلات الجزاء في الفريق.
وفي النصف الثاني من الملعب، بالنظر إلى رأس الحربة، تجد السريع صاحب القدم اليسرى القوية، زكريا بن شاعة، ابن الـ22 عاما، سجل 4 أهداف مثل مفتاح، مهاجم مميز ثبت أقدامه في التشكيلة الأساسية منذ انضمامه للنادي في يوليو 2018.
نصف أهداف النادي في الموسم الحالي سجلها المتألقان مفتاح وبن شاعة.
أما الموهبة، فحاضرة بقوة في اللاعب الليبي مؤيد اللافي، صانع الألعاب المكنى بـ"ديبالا العرب". سنه لم تتخط الـ23، تألق مع المدرب المخضرم طلعت يوسف في فريق الأهلي بطرابلس، ويرتدي قميص اتحاد الجزائر منذ ديسمبر الماضي.
فوز يتيم
قد يلعب اتحاد الجزائر ضد بطل أو وصيف مصر. قد يلاقي الأهلي، وإذا تأهل الزمالك قد يصطدم به أيضا في دور المجموعات. وقد يلعب مع الناديين في مجموعة واحدة.
ذكريات اتحاد الجزائر مع الأندية المصرية في بطولات إفريقيا ليست طيبة، سقط مرتين من قبل في ميدانه.
أول مواجهة كانت ضد الأهلي في دوري الأبطال 2005، رصاصة بركات اخترقت شباكه وتعادل في مصر 2-2 ليودع من دور الـ16.
وفي 2017 تفوق على الزمالك في الجزائر وتعادل في مصر بدور المجموعات لدوري الأبطال.
وآخر صدام كان ضد المصري، أسقطه الأخير بهدف ذهابا وإيابا في ربع نهائي الكونفدرالية 2018.
اتحاد الجزائر، يصارع أمواج متلاحقة خارج الميدان، لكن في الملعب، أقسم ليبقى.
اقرأ أيضا
لماذا يكره الكبار مواجهة مختار
كرة طائرة – منتخب مصر يفجر مفاجأة ويهزم إيران ويتصدر كأس العالم
متعب يسحب قرعة أمم إفريقيا تحت 23 عاما في حضور البدري
تشكيل الأهلي المتوقع – فايلر يعود لاختياراته ضد الزمالك أمام الإنتاج
مدرب نيجيريا الأوليمبي لـ في الجول: نريد التتويج ولكنه ليس هدفنا الأهم