كتب : إسلام أحمد
قبل يوم واحد من بداية كأس العالم للسيدات 2019، براين رابينو أرسل مازحا رسالة لشقيقته ميجان رابينو قائد المنتخب الأمريكي ولاعبة وسط المنتخب "ميج، قلبي مكسور لأنني لن استطيع تحمل تكاليف السفر إلى فرنسا".
وقبل ساعة من اللقاء الأول لسيدات الولايات المتحدة أمام تايلاند في افتتاح مواجهات بطلات العالم تواجدت عائلة ميجان عدا براين الذي يكبرها بـ5 سنوات بسبب جهاز رصد الكاحل من أجل تتبع خطواته بسبب السجن.
هذه قصة أفضل لاعبة في العالم، ميجان رابينو..
سجلت هدفا في نهائي كأس العالم للسيدات وحصدت جائزة أفضل لاعبة في البطولة والهداف وعقب اللقاء بكت أثناء إجراء حوارا لها "أريد قول شيئا واحدا، كل عام وأنت بخير يا براين أحبك كثيرا".
براين يقضى 12 شهرا في الخدمة الاجتماعية يحضر دروسا، ويعمل في العام الأخير له في السجن.
ميجان رابينو الاسم الأشهر والأكثر تداولا في كرة القدم النسائية تحدثت عن بداياتها قائلة لموقع "Players Tribune": "شقيقتي كانت فتاة اجتماعية عكسي كنت أشبه الرجال فقام جدي بتسمية راتشيل "مافين" وأنا "باركر".
"وفي ذات مرة سألت جدي سبب تسميتي بهذا الاسم، هل هي عالمة فضاء أو محامية ليقول لي أنها فتاة مشاغبة من عصابات 1920".
"من الأسماء يبدو أنني كنت امتلك الطاقة لقد كنت ألعب هوكي وكرة سلة وبعد العشاء ألعب كرة القدم".
"شيئان فقط ساعدني على الاستمرار في المدرسة الرياضة وشقيقتي، لقد أنقذنتي، بدونها لم أكن أعرف كيفية التعامل مع أفضل سنوات حياتي".
ميجان وشقيقتها التوأم راتشيل كان براين بمثابة بطلهم في الصغر، وهم في عمر الـ4 سنوات قام بوضع أقماع في حديقة المنزل وقام بالركض من حولها ليطلب منهما تقليده.
منذ 19 عاما كان براين سببا لمساعدة شقيقته ميجان في اللعب لمنتخب أمريكا السيدات وبدء مسيرتها الرياضية.
براين كان تأثيره قويا على ميجان إذ كنت تقلده في كل شيء "لقد لعب في مركز الجناح الأيسر، لذلك لعبت في نفس المركز، ارتدى القميص رقم 7 فقمت بارتداء القميص رقم 7".
وعلى الرغم من مسارات حياتهم المختلفة – براين وميجان - إلا أنهم ظلوا متواصلين سويا فيقول براين "لدي الكثير من الاحترام لها. إنها على قناعة تامة بالأشياء التي تؤمن بها والمواقف التي تتخذها ضد الظلم في العالم، لقد كنت بطلها".
هذا يفسر دائما سبب تصريحات ميجان القوية مثل الرد على الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وأنها لن تزور البيت الأبيض، ومن قبل ذلك طلب المساواة بين كرة القدم للرجال والسيدات.
مباراة واحدة جذبت ميجان لممارسة الكرة بشكل احترافي لتتذكر: "ذهبنا أنا وشقيقتي لمشاهدة مباراة الولايات المتحدة والبرازيل في نصف نهائي كأس العالم 1999 وكانت أفضل تجربة غيرت حياتي فكنت إلى جانب 70 ألفا يشاهدون مباراة للسيدات، الأمر كان رائعا لذلك قررت أن هذا ما سأفعله".
عندما بدأ براين في تدخين الماريجوانا في عمر الـ12 عاما، كانت ميجان البالغة من العمر 7 سنوات مرتبكة.
يقول براين: "منذ البداية، كنت مدمن مخدرات، دواء واحد يؤدي دائما إلى التالي، كما أنني منجذب إلى الحياة السريعة وقيادة السيارات والضجيج، هذا أسلوب حياتي".
ميجان أرادت منه التوقف، وكانت لا تزال صغيرة بما يكفي لتعتقد أن هناك شيئا ما يمكنها فعله. بعد ثلاث سنوات اعتقلت الشرطة براين، قامت بالبكاء عندما عادت من المدرسة بعدما رأته ذاهبا إلى حجز الأحداث، لم تفهم ماذا حدث لأخيها الكبير.
يقول براين: "لسنوات عديدة كانوا لا يزالون يحبونني، ولا يزالون يعرّفونني أنهم كانوا هناك من أجلي".
18 عاما مضت، كان براين قد انتقل إلى تعاطي المخدرات "هيروين" وأصبح أكثر تهورا، وتم اتهامه بسرقة سيارة، والتهرب من الاعتقال والفرار أثناء القيادة تحت تأثير المخدرات وتم إرساله إلى السجن، في غضون أشهر انضم إلى عصابة السجن البيضاء ورسم الوشوم النازية والعديد منها التي غطت جسده.
حيازة المخدرات، وسلاح فتاك، وثلاثة اعتداءات على سجناء، قضى 8 من 16 سنة في السجن في الحبس الانفرادي لهذا السلوك. بحلول عام 2007 عندما كان يبلغ من العمر 27 عاما، تم نقله إلى سجن بيليكان باي ستيت في شمال كاليفورنيا، وهو السجن الوحيد المشدد للغاية في الولاية.
فشلت ميجان في المشاركة بأولمبياد بكين 2008 وكأس العالم 2009 بسبب الإصابة بالرباط الصليبي مرتين.
الانضمام الأول لميجان مع المنتخب الأمريكي كان في 2006: "الأمر طريف لأنني بعد 7 سنوات من مشاهدة مباراة 99، حصلت على الاستدعاء لمنتخب الولايات المتحدة للسيدات الأول ولن أنسى عندما دخلت كريستين ليلي الغرفة للمرة الأولى لقد كانت قدوتي، لقد أنقذت مرمانا أمام الصين في نهائي 1999".
"لذلك قلت لنفسي يا ألهي يا ألهي ماذا سأقول؟ ماذا أفعل؟ من أنا؟ ماذا يحدث، لكنها جاءت نحوي وكانت لطيفة معي وسألتني عن حالي".
"قلت لها أنتي كريستين، أنا أحبك ولدي صور معلقة على الحائط وأنا سعيدة للغاية".
في 2011 أثناء تواجده في السجن كانت ميجان تخوض مشاركتها الأولى في كأس العالم ليشاهد براين المباريات من تلفاز صغير من على بُعد 50 مترا.
أمام البرازيل في ربع النهائي، ميجان ترسل عرضية من على بُعد 50 مترا إلى آبي وامباش جاءت في الدقيقة الأخيرة من عمر الشوط الإضافي الثاني لتفرض التعادل ومن ثم خطف بطاقة التأهل للمربع الذهبي.
ميجان تسترجع الخسارة القاسية في نهائي كأس العالم 2011 قائلة: "ذهبنا إلى ألمانيا للمشاركة في كأس العالم 2011، وتغير كل شيء. خسرنا من اليابان بضربات الجزاء، حسرة ودموع، أتذكر ذلك".
"لا يمكنك المساعدة ولكنك تشعر بأنك خذلت الجميع. ولكن عندما عدنا إلى الولايات المتحدة، كان الجميع لا يزالون يعاملوننا كأبطال. لم نفز، لكن بدا الأمر وكأنها لحظة جديدة بالنسبة لجيل جديد".
الأمور بعد 4 سنوات أصبحت أسهل لبراين رغم تواجده في السجن فتمكن من مشاهدة المباريات بشكل أفضل ومن ثم العودة لغرفته من جديد ليشاهد شقيقته تحقق لقب كأس العالم للمرة الثالثة في تاريخ الولايات المتحدة على الأراضي الكندية.
ميجان تستطرد الحديث عن كـأس العالم 2015: " كنت عائدة من إصابة الرباط الصليبي في 2015، سافرت معنا أسرنا في هذه الرحلة وهذا ساعدنا كثيرا"، حققت اللقب وتواجدت في التشكيل المثالي رغم الإصابة التي أبعدتها طيلة الموسم من قبلها.
في الأول من سبتمبر 2016 قام كولين كيبرنيك لاعب سان فرانسيسكو لكرة القدم الأمريكية بالجلوس أثناء تأدية النشيد الوطني الأمريكي اعتراضا على تعامل الشرطة والعنصرية في ذلك الوقت، بعد أيام رفضت ميجان أن تقف أثناء تأدية النشيد الوطني لمنتخب بلادها وهو ما جعلها تلاقي استهجان من الصحافة والإعلام الأمريكي لموقفها.
بالوقت ذاته الذي كان حياتهم مختلفة تماما قرر براين التغيير وأصبح يتلقي دروسا في تطوير النفس وإعادة التأهيل في نظام سجون كاليفورنيا ليساهم في تخفيض مدة عقوبته، ليترك المخدرات ويصبح جسدا خاليا منها بعد 18 شهرا.
العام الأخير لبراين في إعادة التهئية للدخول في المجتمع، يقول "أريد أن أكون مثل ميجان أريد صناعة الفارق".
ميجان تعرف أن كرة القدم النسائية قد لا يهتم بعد العديد سواء وقت المحافل الكبرى: "نحن لا نظهر مرة واحدة فقط كل أربع سنوات على جهاز التلفزيون الخاص بك، وعلى استعداد للفوز بكأس العالم، إنها عملية طحن ثابتة لا تنتهي أبدا، حتى بدون وجود جزء كرة القدم الفعلي، لكن أنها أيضا أروع وظيفة في العالم".
لم يستطع براين السفر إلى فرنسا لكنه قرر التغيير في الوقت التي كانت ميجان تشارك للمرة الثالثة على التوالي في نهائي كأس العالم، ومن قبلها ردت على الرئيس دونالد ترامب.
ميجان تصف نفسها أنه "احتجاج يمشي على الأرض" بطولة كأس العالم كانت بمثابة نقطة فاصلة في مسيرة رابينو بعد تصريحاتها العدائية ضد رئيس الولايات المتحدة الأمريكية بأنها لن تذهب إلى البيت الأبيض لتلقي التهنئة: "لن أذهب إلى البيت الأبيض اللعين".
ليرد عليها الرئيس ترامب قبل تحقيق اللقب "فزنا أولا قبل الحديث" ومطالبا إنهاء العمل بالفوز.
"لا أعتقد أنني أريد أن أذهب، وأشجع زملائي في الفريق على التفكير مليا في الوقوف على تلك المنصة أو الاشتراك في ذلك من قِبل إدارة لا تشعر بنفس الطريقة ولا تقاتل من أجلنا وتقول نفس الأشياء التي نقاتل من أجلها".
وقبل خوض المباراة النهائية "أعرف أن هذا قد يكون رحلتي الأخيرة، لا تزال هذه هي أروع وظيفة في العالم، وشيء أحلم به منذ أن كنت في مدرجات استاد ستانفورد في عام 99".
"أرغب حقا في الحصول على لقب كأس العالم، واستعراض شريط آخر، وحفل مجنون آخر مع جميع الأصدقاء والعائلة والموظفين الذين جعلوا هذا الأمر مميزا للغاية".
لم تكتف بالمشاركة بل وسجلت هدفا من ركلة جزاء واحتفلت باللقب الذي لن يُنسى وقد يكون بداية جديدة لكرة القدم النسائية في ظل مطالبات المساواة مع كرة قدم الرجال والتي تقودها ميجان رابينو.
اقرأ أيضا
حوار في الجول – نائب رئيس أمبرو يكشف لون أحد قمصان الأهلي البديلة والأسعار.. وفكرة لـ مؤمن
خبر في الجول - برج العرب يقترب من استضافة لقاء الزمالك وجينيراسيون فوت
3 أشياء تعلمناها من فوز الزمالك على الاتحاد.. العقدة مستمرة وميتشو لا يزال يجرب
تدوير فايلر والهبوط البدني في ملامح فوز الأهلي على سموحة بالدوري
مدرب الاتحاد: الحكم أقر بلمسة يد محمود علاء.. ولكن