عندما خرج برشلونة للمرة الثانية بنفس الطريقة وهذه المرة من دور متقدم مختلف في دوري أبطال أوروبا، خرجت بعض التقارير تقول إن تلك هي آخر مواسم إرنستو فالفيردي مع الفريق الكتالوني وهو ما لم يحدث.
تكرر السؤال ونطرحه مرة أخرى، لما لا يقال فالفيردي؟ برشلونة خرج من روما في ربع نهائي دوري الأبطال بعدما كان متفوقا في الذهاب، ثم في الموسم التالي خرج من ليفربول بنفس الطريقة بل وخسر 4-0 في نصف النهائي.
سيناريو لا ينسى أصبح برشلونة يتجرع مرارته بعدما فعلها بنفسه ضد باريس سان جيرمان حينما فاز بنتيجة 6-1، لكن برشلونة ليس الفريق الفرنسي، إذ يمتلك ليونيل ميسي ولويس سواريز وغيرهم من النجوم فأين المشكلة؟
قبل وصول فالفيردي، كان الفريق الكتالوني قد فاز بالثلاثية منذ 4 أعوام. فماذا تغير ولماذا أصبح دوري الأبطال حلما صعب المنال؟
غرفة الملابس
تحب غرفة ملابس برشلونة بمن فيهم ليونيل ميسي، إرنستو فالفيردي كثيرا ويقدرونه، حسب صحيفة "إل كونفدينشيال" الإسبانية ما منع الإدارة من اتخاذ قرار بإقالته عقب مواجهة ليفربول كان غرفة الملابس.
لماذا يحبه نجوم برشلونة؟ حسب وصف الصحيفة فهم يحبونه لأنه شخص مقرب للغاية منهم وبسيط وصادق، لكن بعيدا عن الطباع الشخصية، تساءلت الصحيفة، بعيدا عن هذا فهو لم يمتلك القدرة قط على خلق فريق قوي ومتماسك، "وهذا هو سؤالنا الأهم".
قرار رحيل فالفيردي قد لا يكون مطلوبا من اللاعبين، لكن الإعلام الإسباني انتظره وتوقعه بعد الخسارة من ليفربول، والجماهير طالبت به علنا بل بعد كل مباراة.
"لا أعلم ما حدث، أعتقد أنهم تعاملوا بسرعة كبيرة مع المباراة، وكان من الصعب علينا أن ندخل المباراة". فالفيردي معلقا عما حدث ضد ليفربول.
ذلك التصريح تسبب في موجة غضب أكبر في إسبانيا، حتى أن صحيفة موندو كتبت: "إن لم يكن قادرا على انتقاد نفسه أو التحدث بقوة تجاه سلبية لاعبيه أو نفسه، يدفعنا ذلك للتفكير، ذلك النوع من المباريات به ضغط كبير، فعدم معرفته الكافية بها وبما يجب قوله يجعلنا نتساءل هل هو الرجل الصحيح في المكان الصحيح؟ ألم تدرك إدارة النادي ذلك بعد؟".
الانتقاد الأكبر
في استضافة له بإذاعة كادينا سير قال أوليسيس سانشيز فلور صحفي إسباني بصحيفة "إل كونفدينشيال": "كاريزما المدرب وشخصيته تمنح اللاعبين إضافة قوية أليس كذلك؟ لكن ذلك ما لا نجده قط في فالفيردي".
الفريق يصبح قادرا على الفوز بالدوري خاصة مع سلسلة التعثرات التي دخلها ريال مدريد منذ فوزه بالدوري الإسباني 2016-2017، وأصبح ميسي ومارك أندري تير شتيجن نجما الفريق في المسابقة.
ليصفه سانشيز فلور بـ: "شخص جيد لكن لديه عيوب خطيرة فيما يخص تحفيز لاعبيه في المواقف الصعبة للغاية".
قد يتشارك اللاعبون المسؤولية بالنسبة للأخطاء الفردية، لكن تعليمات الفريق ككل وتحفيزه أمر منوط بإرنستو فالفيردي، الحديث قبل وبعد المباراة والتكتيك وكل شيء، لم يعد الأمر منوطا حتى بطريقة لعب برشلونة، بل إنه لم يتمكن من تحفيز سلوكهم حتى ضد روما وليفربول كمثال لا حصر.
صحيفة ماركا في وقت سابق وصفت المدرب الإسباني بـ"عرف عنه التحفظ كمدرب، يخشى المخاطرة ويعيد فريقه للدفاع".
إذا رغم كل ما سبق والعديد من الانتقادات لما يظل فالفيردي آمنا في منصبه؟
يجيب جونزالو كابيزا صحفي "إل كونفدينشيال" وعدد من الصحف والمجلات الإسبانية لـFilGoal.com عن ذلك السؤال: "الكثير من الأشياء.
وواصل "لا يجب أن ننظر للأمور كمشجعين، نعم أتفهم كل شيء لكن الإدارة لا تنظر للأمور من هذا المنطلق".
وتابع "مثلا ميسي لم يبدأ هذا الموسم مع الفريق ولم يتدرب حتى، كان العامل الرئيسي المحرك للفريق خلال الأعوام القليلة الماضية".
واستطرد "برشلونة كذلك تطور بشكل خاطئ خلال الأعوام الماضية".
سلسلة من الأحداث السيئة قادت إلى الموقف الذي وقع فيه الفريق، رحل الثنائي تشابي هيرنانديز وأندريس إنييستا وتقدم السن بسيرجيو بوسكيتس، أمر لم يحدث حاليا لكنه على مدار الأعوام، عمليات إعادة البناء لم تكن بالقوة الكافية، بل ساءت كثيرا.
ضم الفريق فيليبي كوتينيو وأندري جوميز ويري مينا على سبيل المثال ضمن واحدة من عمليات إعادة البناء لكنها لم تفلح ورحلوا جميعا.
يتابع كابيزا: "فالفيردي مدرب جيد، لكنه ليس مدربا كبيرا، ليس على نفس الصفحة الخاصة بتاريخ برشلونة".
واستطرد "طريقته في لعب كرة القدم مختلفة عن برشلونة، لكن لماذا استمر في منصبه؟ لأنه فاز".
واسترسل "رئيس النادي يحبه، واللاعبون يحبونه، وقدم فريقا أفضل من ريال مدريد، نعم قد لا يكون الأخير في حالته، لكن نظريا هو أفضل من ريال مدريد وفاز ضده".
وأكمل "ليس من السهل أن تقيل مدربا فاز بالبطولات خلال تلك الأعوام، الفريق لم يكن كبيرا أو رائعا، لكنه كان جيدا كفاية وفاز بالدوري".
وشرح "هنا تكمن المشكلة، نعم أصبح برشلونة نوعا ما فريقا عاديا، من السهل الفوز ضده، لكنه فاز أليس كذلك؟ هناك شيء آخر، الفريق أسوأ مما اعتاد عليه، لكن تلك ليست مشكلته وحده والإدارة تعرف ذلك".
واستكمل "لم تكن تلك غلطته وحده، هناك فرق جيدة في أوروبا، الجميع يتطور من حولك، الدوري الإسباني نفسه يصبح أكثر تنافسية، عالم كرة القدم تغير".
وأضاف "لكن هذا الموسم، بدأ الجميع في التشكيك به، بشكل جدي، قد يكون الأخير، وظيفته كمدرب لبرشلونة لم تعد آمنة، يتم انتقاده في كل مكان، ليس فقط على صعيد الجماهير، هو شخص طيب يحبه الناس، لكن ذلك لن يكون كافيا إن خسر".
لماذا لم يقال بعد خسارته من ليفربول؟
"لم يكن سيئا تماما مع برشلونة لأنه فاز ببطولتي دوري خلال العامين الماضيين، والفريق خسر بشكل سيء في دوري الأبطال نعم، لكن مازال فريقا جيدا، عادة في كرة القدم ترى الإدارات ذلك الفوز كافيا، قد تكون بداية الموسم الجاري صعبة لكنه يمتلك فرصة طالما أن الفريق قد يتطور".
معظم انتقادات الجماهير على مدار مواسمه مع النادي كانت بسبب الأسلوب وعدم ملائمته للمشروع. وأن استمراره أضر بالنادي أكثر مما نفعه.
"هناك مشكلة أكبر في مشروع برشلونة أكبر من فالفيردي، ما الذي يرغب فيه النادي؟ لماذا حاول استعادة نيمار بعد ضم جريزمان؟ هل لديه مشكلة في الدفاع؟ هل يثق ببوسكيتس؟ هل هناك بديل جيد لسواريز؟ هل يلائم فيدال وراكيتيتش فلسفة النادي؟ هناك العديد من الثغرات في المشروع كما ترى، حتى أننا لم نناقش الأزمات المالية".
"أنا بدوري لا أحب فالفيردي، لكنه كان جيدا كفاية وسط كل تلك الأشياء، ربما لا يكون الأفضل، لكن هناك العديد من المشاكل".
السؤال الأخير، هل يمكن أن يقيل برشلونة فالفيردي وسط الموسم الجاري؟
"بالطبع نعم، لكن كل شيء يعتمد على النتائج، النادي عادة يكون صبورا مع المدربين، مثل تاتا مارتينيو والذي انتهى به المطاف بموسم سيء على كل الأصعدة".
"لكن تعلم.. في كرة القدم؟ كل شيء ممكن".
اقرأ أيضا:
جونيور أجايي.. رهان الأهلي الفائز دائما
الخطيب للاعبي الأهلي: التحدي الأكبر دوري الأبطال
الجونة لا يعرف الفوز في افتتاح الدوري
صداع من عدد الأهداف.. سيتي يكتسح واتفورد 8-0