كتب : إسلام أحمد
يحتفظ دربي ميلانو بالعديد من الأسماء والأساطير التي ارتدت قميصي ميلان وإنتر، لكن الفترة الأبرز هي ستينيات القرن الماضي والتي شهدت هيمنتهم أوروبيا ومحليا.
في الفترة الحالية تسيطر الأندية الإسبانية على القارة العجوزة بين ريال مدريد وبرشلونة، لكن منذ ما يقارب 60 عاما الوضع كان مختلفا.
وصلت ذروة المنافسة بين قطبي ميلانو إلى أقصى مدى محليا وانتقلت أوروبيا ومن ثم لمنتخب إيطاليا، لتستمر بصراع مفتعل بين نجمي ميلان وإنتر وبعيد عن الدربي وملعب سان سيرو.
حقبة ذهبية للأندية الإيطالية في ستينيات القرن الماضي، ميلان فاز بدوري أبطال أوروبا 1962-63، وتبعه إنتر في موسمين تاليين بتحقيق لقب دوري الأبطال، ثم عاد مجددا ميلان لتحقيق اللقب الأوروبي موسم 1968-69.
وذلك تحت قيادة أسماء تدريبية مميزة وتاريخية، المدربان نيرو روكو مع ميلان وهيلينيو هيريرا مع إنتر بالاعتماد على اسمين مختلفين في ذلك الوقت، جياني ريفيرا وساندرو مازولا.
جياني ريفيرا.. لُقب بالفتى الذهبي بواسطة جياني بريرا بفضل صناعته للأهداف ورؤيته المختلفة للمرمى، أي مهاجم تواجد معه بات هدافا لقدارته الرائعة رغم ضعف بنيته الجسدية.
جيوسيبي مياتزا أبرز من تشارك قميص الفريقين أثنى على ريفيرا: "إنه لاعب أنيق مع لمسة رائعة".
في المقابل استمد مازولا قدراته من والده فلانتينو أحد أساطير تورينو الذي راح ضحية كارثة سوبريجا "الأساسيات هي كل شيء بالنسبة إلى لاعب كرة قدم. علمني والدي الأساسيات لذلك سأظل دائما في مديونا له".
أكثر من 40 دربي خاضها الثنائي ضمن أكثر من شارك في مواجهة القطبين.
إيطاليا وصلت إلى كأس العالم 1970 وهي تمتلك منتخبا يضم خيّرة لاعبي الفريقين تحت قيادة المدير الفني فيروتشو فالكاريدجي الذي قاد الأتزوري قبل عامين للفوز بلقب كأس الأمم الأوروبية "يورو" 1968.
فالكاريدجي خلال 8 سنوات قاد فيها منتخب إيطاليا لم يتلق سوى 6 هزائم منها المباراة النهائية لكأس العالم 1970 أمام البرازيل بقيادة بيليه بنتيجة 4-1.
وخلال المونديال اتبع فالكاريدجي سياسة "التتابع" كان يرى أن جياني ريفيرا أسطورة ميلان وساندرو مازولا أسطورة إنتر، لا يمكنهم اللعب سويا نظرا لتشاركهم نفس المركز "صانع اللعب".
الثنائي حملا الرقم 10 وكنا قريبين من العمر حينها ريفيرا حينها 26 عاما ومازولا 27، كلاهما في أوج قوته.
مازولا تمتع بالسرعة والقوة البدنية والقدرة على الهجوم من الأطراف، في حين تفوق ريفيرا بفضل حدّة رؤيته وقدراته الفردية وعدم خوفه من المنافس.
والهدف هو أن يزعزع قائد إنتر من قوى دفاع الخصم واستنزاف قوتهم، ومن ثم ريفيرا يقلب الطاولة في الشوط الثاني بفضل مهارته.
إيطاليا في ذلك الوقت كان تعتمد على ثنائي هجومي بتواجد لويجي ريفا أسطورة كالياري في خط الهجوم وبجواره بونينسيجنا ومن خلفه واحد من الثنائي.
المدير الفني اعتاد اللعب بمازولا في الشوط الأول ويعوّضه ريفيرا في الشوط الثاني.
الحائز على الكرة الذهبية عام 1969 ريفيرا تألق أمام المكسيك في ربع النهائي وسجل هدفين قاد بها منتخب بلاده للفوز بنتيجة 4-1.
ومن ثم المربع الذهبي أمام ألمانيا الغربية كرر نفس الإنجاز في مباراة القرن والتي انتهت بفوز إيطاليا 4-3 وتسجيل هدفا في الدقيقة 111 من الشوط الإضافي.
تألق ريفيرا لم يشفع له التواجد كأساسي أمام البرازيل في المباراة النهائية.
فالكاريديجي فضّل البدء منذ الدقيقة الأولى بمازولا بسبب قوته البدنية أمام دفاع البرازيل وخط وسطه، الشوط الأول انتهى بالتعادل 1-1 وظل مازولا في الشوط الثاني دون التغيير المعتاد.
مازولا نفسه استغرب من عدم مشاركة ريفيرا بدلا منه في نهائي كأس العالم قائلا بعد أكثر من 50 عاما على المباراة "أتذكر بين شوطي المباراة النهائية واعتقدت أنه سيتم تغييري وخلعت حذائي استعدادا لدخول ريفيرا، وهو ما لم يحدث ثم قبل 6 دقائق شارك ريفيرا بدلا منروبيرتو بونينسيجنا وانتهى الأمر".
تغيير تأخر حتى الدقيقة 83 إذ خاض ريفيرا الدقائق الأخيرة والنتيجة تشير إلى تقدم البرازيل 3-1 والتي صارت 4-1 لاحقا ومن ثم خسارة لقب "جول ريميه" للأبد.
الأسطورة البرازيلية بيليه أظهر بعد المباراة تخوفه من مشاركة ريفيرا الذي وصل لأفضل مستوى له خلال البطولة قبل النهائي: "كنت قلقا من أن ريفيرا سيشارك، اعتقدت أنه مع ريفيرا إيطاليا سيكون أكثر خطورة".
ريفيرا لا زال لا يعرف سبب عدم مشاركة الثنائي معا: "مازولا؟ إنه الخصم الرئيسي لي، بالنسبة إلى نظام التتابع الذي كان يعمل حينها، لعبنا بشكل دائم، كان هذا عبثا، يمكننا اللعب معا".
مازولا بعد 40 عاما تحدث عن عملية "ستافيتا" أي التتابع بالإيطالية لصحيفة "جازيتا ديللو سبورت" قائلا "لم نكن أبدا أعداء، كنا ندرك قوة بعضنا البعض، قبل يوم واحد من بداية البطولة، اختارني المدرب للعب في النصف الأول من المباراة".
في المقابل ريفيرا لم يقبل حقيقة أنه خاض 6 دقائق فقط في نهائي كأس العالم "كل شيء كان يشير إليّ".
وتابع "لقد وصلنا إلى النهائي وهذا دليل على أن كرة القدم يمكن القيام بها دون دور المدرب. كانت هناك مناورة تسببت في عدم مشاركتي في المباراة النهائية".
الصحافة الإيطالية كان لها دورا في محاولة إظهار وجود مشاكل بين الثنائي نظرا لتعلق الأمر بنجمي قطبي ميلانو رغم نفيهما هذا طيلة السنوات الماضية.
مازولا رد "لم يكن هناك أي خلاف نحن كنا نلعب من أجل المنتخب، حتى الصحفيين حاولوا إظهار هذا وأننا لا نتحدث معا".
لكن هل أحدهم عرف لماذا لم يلعبا سويا، مازولا اعترف أنه سـأل مدربه أكثر من مرة لكنه كان صامتا، فيما ريفيرا لم يعرف السبب "حتى المدربين مثل اللاعبين يمكنهم ارتكاب أخطاء".
لا زال مازولا صاحب أسرع هدفا في دربي ميلانو في شباك ميلان بعد 13 ثانية من بداية مواجهة عام 1963.
الثنائي كان أكثر من شارك في الدربي، حتى جاء باولو مالديني وخافيير زانيتي ليحتلا المرتبتين الأولى والثانية في ترتيب الأكثر مشاركة بالدربي.
وكلاهما عرف طريق شباك الخصم في أكثر من مباراة، 6 أهداف لقائد إنتر و5 لقائد ميلان.
ورغم محاولات الصحافة اشعال صراع مفتعل بين مازولا وريفيرا إلا أن لا أحد يعرف السبب حتى الآن.
طالع أيضا
فاروق جعفر: رباعي الزمالك الأجنبي كان خارج الخدمة في السوبر
علاء نبيل: الشحات كان نجم السوبر
تامر عبد الحميد: الثقة الزائدة هزمت الزمالك
ضياء السيد: كيف يجلس مصطفى محمد على الدكة!
سابورة في الجول - كيف اقتنص فايلر السوبر من الزمالك