تحليل في الجول - كيف فاز الأهلي بـ السوبر رغم "ارتجال" مصطفى محمد
السبت، 21 سبتمبر 2019 - 00:09
كتب : فادي أشرف
دائما يقال إن كلمة "لو" من الشيطان. ماذا لو لعب مصطفى محمد منذ بداية المباراة، وماذا لو لم يصب قلبي دفاع الأهلي؟ ماذا لو لم يبتعد محمود عبد الرازق "شيكابالا" عن مستواه أو لم يخرج محمد الشناوي لارتكاب ركلة الجزاء.
في النهاية، هذه هي كرة القدم. أخطأ ميلوتين سريدويفيتش "ميتشو" واستغل ريني فايلر بعضا من تلك الأخطاء، وكذلك صنع السويسري بعض مناطق التفوق على الأبيض واستغلها لتسجيل 3 أهداف مبكرة في شباك محمد عواد.
فماذا حدث؟ هذا ما سنحاول تحليله هنا..
عندما يملك مدرب مهاجما سجل 5 أهداف في 5 مباريات، فإن وجوده في التشكيل الأساسي يبدو أمرا مسلما به. ولكن ميتشو قرر أنه ليس في حاجة لمصطفى محمد مع بداية المباراة.
"فايلر شاهد الزمالك كثيرا ومنحنا الكثير من المحاضرات". هكذا قال رمضان صبحي، ويبدو فعلا أن السويسري قام بواجبه المنزلي وشل حركة فرجاني ساسي بخدعة غير متوقعة.
في أثناء استحواذ قلبي دفاع الزمالك على الكرة، واقتراب فرجاني ساسي منهما لاستلام الكرة وبدء الهجمة البيضاء، يجد دائما محمد مجدي "أفشة".
الأهلي في وقت عدم استحواذه على الكرة تحول من 4-3-3 إلى 4-4-2، برجوع رمضان صبحي وحسين الشحات إلى جوار عمرو السولية وحمدي فتحي، مع رقابة لصيقة من أفشة الموجود دائما بجوار جونيور أجايي على ساسي.
كان هذا سببا في أن تنخفض نسبة نجاح تمريرات ساسي إلى 79%، ويظهر الزمالك دون أنياب هجومية خاصة في الشوط الأول.
ولكن خطيئة ميتشو لم تكن هنا..
منذ الدقيقة 45 وحتى الدقيقة 60، سيطر الزمالك على الكرة بنسبة 65%، الاختلاف الذي طرأ على الأبيض كان مشاركة مصطفى محمد.
أشرف بنشرقي ليس مهاجما صريحا، وفي ظل ابتعاد محمد أوناجم وشيكابالا عن مستواهما، منح مصطفى محمد بعدا جديدا للزمالك، لاعب يتحرك بين ظهير وقلب دفاع الأهلي ويحصل على ركلة جزاء، أو يقاتل على كرة ميتة ويتسبب بشكل غير مباشر بركلة جزاء بالتعاون مع ذكاء بنشرقي.
في الشوط الأول، تفرغ الأهلي للهجوم دون أن يهدده الزمالك هجوميا والنتيجة، هدفين دون رد.
حسين الشحات استطاع تحقيق 6 مراوغات ناجحة في ظل تخيير ميتشو للعب بمحمد عبد الشافي وليس عبد الله جمعة، فيما قدم رمضان صبحي أداء دفاعيا جيدا أمام حمدي النقاز باستخلاص 6 كرات، في حين وجد أفشة مساحة كافية في وسط الملعب لتحقيق 83% تمريرات ناجحة، في مساحات مختلفة في وسط ملعب الزمالك.
ولكن ما حققه فايلر بعيدا عن أي دهاء تكتيكي، هو زيادة فعالية الأهلي. من 8 كرات على المرمى، استطاع الأهلي تسجيل 3 أهداف، نسبة ليست كبيرة ولكنها مقارنة بنسب الأهلي في الموسم الماضي تحديدا، فهي نسبة مقبولة للغاية.
أما عن نجاحه التكتيكي، فكان في سلاحه السري، جونيور أجايي.
يملك أجايي ما يملكه مروان محسن من قدرة على لعب دور المحطة، مع قليل من سرعة وليد أزارو – مع الفارق – مع قدرة على إنهاء الهجمات مثل صلاح محسن. قليل من كل شيء كان كافيا ليصنع النيجيري الفارق.
أجايي فعل ما لم يفعله مهاجمي الأهلي في الفترات الأخيرة، يسدد على المرمى ويسجل، مرة في التسديد بشكل قوي من داخل منطقة الجزاء في الهدف الأول، ومرة في الهدف الثالث بهدوء شديد وقدرة على اختيار المكان الصحيح بين قلبي دفاع الزمالك.
مع لحظة إبداع من حسين الشحات، وخطأ قاتل من عبد الشافي، تقدم الأهلي بثلاثية قبل أن يأتي بطل حكاية السوبر الثاني، مصطفى محمد، الذي قدم ما يتميز فيه، القتال على كل كرة والإيجابية على المرمى. ارتجال افتقده الزمالك في الشوط الأول.
بشكل تام، استغل مصطفى محمد وجود محمد هاني – الظهير الأيمن – وحمدي فتحي – لاعب الوسط – كقلبي دفاع.
ضغط مستمر وتواجد في المساحات بين هاني – أحمد فتحي، وحمدي فتحي – علي معلول، وركض في الطريق الصحيح دائما، مرمى محمد الشناوي.
في 45 دقيقة فقط سدد مصطفى محمد على المرمى 3 مرات، أقل من نصف محاولات الزمالك على مرمى الأهلي طوال المباراة من كل لاعبي الفريق.
أماكن وجود بنشرقي بالكرة في الشوط الأول
أماكن وجود مصطفى محمد بالكرة في الشوط الثاني
الفارق واضح، مصطفى محمد منح الزمالك تواجدا كان مفقودا حول وداخل منطقة جزاء الزمالك بعكس بنشرقي في الشوط الأول.
تظل "لو" من عمل الشيطان، كثير من الأسئلة في محيط سيناريو المباراة وكيف سارت وكيف كان من الممكن أن تغير تلك الأمور في النتيجة، لكن في النهاية انتصر الأهلي بفضل سلاح فايلر السري، وخسر الزمالك لعدة أسباب ربما من ضمنها خطيئته بإبقاء مصطفى محمد على الدكة.
اقرأ أيضا
سوبر أجايي يهزم استفاقة الزمالك.. الأهلي يفوز في عودة الكرة المصرية
طبيب الأهلي يكشف إصابات متولي وياسر إبراهيم والسولية
أفكار فايلر وأدوار أفشة وأجايي في ملامح فوز الأهلي على الزمالك
خطايا ميتشو وسلاح فتاك غائب في ملامح هزيمة الزمالك من الأهلي