لم يعرف ناديا الأهلي والزمالك منافسا بهذه القوة منذ وقت كبير، ولم تعرف الكرة المصرية ناديا قادرا على الصعود بهذه السرعة إلى مصاف الكبار من قبل.
لكن هذه الحقيقة الآن.. بيراميدز أصبح من كبار المسابقة المحلية، وهذا يدعونا للعودة بالذاكرة إلى الخلف.
مثّلت الأسباب التي تأسس على إثرها بيراميدز جدلا كبيرا في أوساط الكرة المصرية، ومثّلت قدرة النادي الشرائية الكبيرة في جدل أكبر.
لم يتخذ النادي الوليد حديثا مسارا معتادا في الصعود مثلما يحدث مع نماذج عدة عبر العالم، ولكنه اختصر الكثير والكثير من الوقت مستفيدا من توفر رأس المال.
بيراميدز لم يكن ناديا اشتراه أحد المستثمرين من الدرجات الأدنى من أجل خلق مشروع على مدى زمني ممتد مثلما كان الوضع مع الجونة أو وادي دجلة مثلا، وإنما ناد ينافس في الدوري الممتاز بالفعل قبل أن تُعقد صفقة بيعه.
الأسيوطي تحوّل إلى بيراميدز.. الأول كان يصارع من أجل منطقة دافئة في جدول الدوري، والثاني وضع المنافسة نصب عينيه.
قد يهمك.. (تعرف أكثر على باقي أندية الدوري الممتاز)
لا يمكن بأي حال من الأحوال تجاهل الأسباب التي دفعت اسم "بيراميدز" للظهور قصرا، فخلاف تركي آل الشيخ، الرئيس الشرفي السابق للأهلي، مع إدارة الأحمر، دفعه لدخول سوق الكرة المصرية، ولكن كمنافس بعدما كان داعما.
اشترى آل الشيخ الأسيوطي وأسماه "بيراميدز" واختار أسرع الطرق مختصرا الكثير من الوقت لوضع النادي على خريطة المنافسة: صفقات كبيرة ونجوم محترفة ومدربين يملكون سير ذاتية قوية.
واستعان بأسماء قامات كروية لتولي الملف الإداري كحسام البدري، رئيس النادي السابق، وأحمد حسن، المشرف على الكرة، وهادي خشبة مدير الكرة ورئيس قطاع الناشئين.
رفع هذا من قيمة النادي السوقية، وجعله ثاني أغلى الأندية المصرية بعد الأهلي، متفوقا على الزمالك.
فبحسب موقع "ترانسفير ماركت"، تصل قيمة بيراميدز السوقية حاليا إلى أكثر من 22 مليون يورو، مقابل ما يقرب من 32 مليون يورو لـ الأهلي، وما يعادل 20 مليون يورو لـ الزمالك.
في الموسم الماضي فقط أجرى "الأهرام" 27 صفقة بعدما سرّح أغلب لاعبي الأسيوطي، إذ ضم محترفين كـ كينو ولوكاس ريبامار ورودريجينيو وجون سيفوينتي وكريستيان بينافينتي وأزوبيكي أوكيتشوكو وداني شاهين والثنائي السوري عمر الميداني وعمر خربين، بالإضافة إلى إيريك تراروي.
أما على صعيد المحليين فضم أسماء واعدة وقوية كـ أحمد الشناوي وعلي جبر من الزمالك، ومحمد مجدي "أفشة" وعمر جابر ومحمد حمدي ومحمد فتحي ومحمد فاروق ورجب بكار وأحمد توفيق وأحمد أيمن منصور، والمهدي سليمان وناصر منسي وعبد الله بكري وعمرو مرعي.. وأخيرا عبد الله السعيد.
ما يقرب من 55 مليون يورو، بحسب ترانسفير ماركت، أنفقها بيراميدز على صفقاته خلال سوقي انتقالات الموسم الماضي.
رقم ربما تخطى ما أنفقته أندية الدوري كلها معا خلال نفس الفترة.
أما على صعيد المدربين فقد مر على قيادته 4 أشخاص خلال موسم واحد هم: البرازيلي ألبرتو فالنتيم والأرجنتيني ريكاردو لا فولبي وحسام حسن ثم رامون دياز.
الآن وبعد مضي عام و3 أشهر على بيع الأسيوطي، بات بيراميدز ثالثا في جدول الدوري الممتاز ومشاركا في بطولة الكونفدرالية، ولعب نهائي كأس مصر.
حقق الانتصار على الأهلي ذهابا وإيابا، وتعادل وفاز على الزمالك في الدوري، ثم كرر انتصاره على الأهلي في الكأس، قبل أن يسقط في النهائي أمام الأبيض.
ولكن ما بين الموسم الماضي والجاري يبدو أن الكثير من الأوضاع قد اختلفت.
الموسم الجاري
آل الشيخ رحل عن النادي تاركا ملكيته للإماراتي سالم الشمسي، ومع تلك الخطوة تغيّرت الكثير من الأمور.
رحل البدري وأحمد حسن وخشبة عن مناصبهم، وتولى ممدوح عيد مهمة المدير التنفيذي رفقة عبد العزيز عبد الشافي كمستشار فني.
وبعدما أسفرت الخلافات عن عدم تعامل بين بيراميدز والأهلي، عادت العلاقات من جديد وباتت الأجواء أكثر هدوءا بعد صدامات عدة الموسم الماضي.
انتهج بيراميدز سياسة أقل إنفاقا بطبيعة الحال مستفيدا من صفقات الموسم الماضي، لكن التدعيم بأسماء قوية استمر.. وبدا أن هناك نهجا واضحا فيما يخص سياسية التعاقدات.
النادي ضم أحمد علي من المقاولون العرب وجون أنتوي من مصر للمقاصة ودودو الجباس من وادي دجلة وإبراهيم حسن من الزمالك وطارق طه من الإسماعيلي ومحمود حمادة من الإنتاج الحربي وإسلام عيسى من المصري ومحمد عطوة من الرائد السعودي وأحمد حمودي بعد انتهاء عقده مع الأهلي، والثنائي المحترف لومالا عبده مهاجم المنتخب الأوغندي والتونسي عمر لعيوني.
لم تكن لتكتمل كل تلك الخطوات دون التعاقد مع مدرب عليم ببواطن القارة السمراء ويتمتع بخبرة كبيرة في الكرة العربية.. سيباستيان ديسابر.
صاحب الـ 42 عاما كان له تجربة سابقة في الدوري المصري مع فريق الإسماعيلي خلال موسم 2017-18.
مع ديسابر، لعب الإسماعيلي 18 مباراة ونجح في الانتصار 15 مرة والتعادل 4 مرات وخسر مرة وحيدة خلال الدوري والكأس.. كانت تلك أفضل لحظات الدراويش منذ ذك الحين.
وفي ديسمبر من عام 2017 أصدر الإسماعيلي بيانا مفاجئا أعلن من خلاله رحيل ديسابر بعد تلقيه عرضا لتدريب منتخب أوغندا.
أثبتت مسيرة مدرب الوداد المغربي الأسبق جودتها رفقة طيور الكركي إذ قدم أداء جيدا وصل به لثمن نهائي كأس أمم إفريقيا قبل التوديع على يد السنغال.
وخطوته التالية كانت العودة إلى مصر من بوابة بيراميدز.
"أنا هنا للحصول على البطولات وتحقيق الإنجازات (..)عندما كنت مدربا للإسماعيلي كان هدفي الشخصي الفوز بلقب الدوري، وأمر ضروري أن أصل لذلك مع بيراميدز".
هكذا أعلنها المدرب الفرنسي في مؤتمر تقديمه.
ويتابع "عندما أذهب لتدريب ناد يكون ذهابي من أجل الفوز وتحقيق الانجازات، أسعى لتحقيق ذلك في الدوري والكونفدرالية".
"هدفي الفوز ببطولة الدوري، البطولة تمتاز بالسرعة والكثافة وأغلب المباريات تكون صعبة، لذلك يجب إعداد الفريق جيدا بدنيا".
"المنافسة مع الأهلي والزمالك هذا الموسم ستكون غاية القوة والإثارة مع الدعم الأخير، والمنافسة لن تكون محصورة بين الأهلي والزمالك وبيراميدز فهناك أطراف أخرى".
بدا أن ديسابر مصمما على المنافسة، أو كما يقول "أريد هز هرم الكرة المصرية".
في حواره مع صحيفة فرانس فوتبول أوضح "نمتلك القوام الذي يساعدنا على ذلك، وهدفنا رفع قيمة بيراميدز التسويقية أيضا".
وأردف "نبدأ من مسافة بعيدة عن الباقي، من حيث الموارد البشرية والقاعدة الجماهيرية أيضا. لسنا في حجم الأهلي والزمالك حتى الآن، يمكنكم أن تقولوا إننا النسخة الإفريقية المُصغرة من باريس سان جيرمان".
"من المؤكد أننا لا نملك تجربة مثل الأهلي ولكننا لسنا أقل قوة. نحن نُريد هز تسلسل الهرم المصري الرياضي".
وأشار إلى دور الإسماعيلي في قبوله عرض بيراميدز "تجربة الإسماعيلي جعلتني أُحب مصر كثيرا، وتركت لي العديد من الذكريات".
واستمر "دون تلك التجربة، ربما لكنت أكثر ترددا في قبول عرض بيراميدز".
لعب بيراميدز منذ انطلاق الموسم الحالي 7 مباريات مع ديسابر، اعتمد فيها على خطة 4-2-3-1 تارة و4-3-3 تارة أخرى.
أمام إيتوال الكونغولي في ذهاب الدور الأول لبطولة الكونفدرالية، فاز الفريق ذهابا 4-1 وإيابا بهدف.
ثم مواجهات كأس مصر أولا في دور الـ16 والفوز على الأهلي بهدف، ثم التغلب على حرس الحدود وبتروجت بنتيجة 2-0 على الترتيب، قبل الخسارة من الزمالك بثلاثية بيضاء في النهائي.
وفي الدور التالي من الكونفدرالية تعادل مع شباب بلوزداد بهدف لمثله. معه سجل الفريق 11 هدفا، واستقبل 5 أهداف.
تفاصيل أكثر – (كيف يسجل بيراميدز مع ديسابر)
السلاح السري
تمريرات عبد الله السعيد المتقنة ولمسة جون أنتوي القاتلة وعرضيات رجب بكار الخطيرة وتوغلات إسلام عيسى من جانب، لكن لا تنسوا أبدا إيريك تراوري لأنك ستجده في كل مكان في الملعب.
مع بيراميدز سجل تراوري بكل الأوضاع: بالقدم اليسرى واليمنى والرأس.
لا تحتاج لتدقق النظر طويلا لتكتشف تواجده في كل أنش داخل الملعب. يتواجد في منطقة جزاء فريقه ومنطقة جزاء المنافس.
يتواجد في دائرة المنتصف وحولها، يؤدي دوره من الناحية الهجومية، وكذلك الدفاعية
ببساطة يمثل لغم متحرك.
أخطر ما يميز تراوري تحركاته من خلف خطوط الخصم. يتحرك خلف ثلاثي / ثنائي الوسط، ويتحرك خلف رباعي الدفاع بطريقة تجعله مصدر الخطورة الدائم لفريقه.
أصعب موقف قد يقع فيه أي مدافع هو عدم إدراكه أين يقف اللاعب المكلف بمراقبته. وتراوري يعشق تصعيب الأمور على الدفاع.
تفاصيل أكثر – (تحليل في الجول – تراوري.. اللغم المتحرك)
التشكيل المتوقع:
حراسة المرمى: أحمد الشناوي
الدفاع: رجب بكار، علي جبر، أحمد أيمن منصور، محمد حمدي.
الوسط: نبيل عماد "دونجا"، إيريك تراروي، عبد الله السعيد.
الهجوم: إبراهيم حسن، جون أنتوي، إسلام عيسى.
اقرأ أيضا:
إيهاب جلال: إن أرادني اتحاد الكرة فعليهم التحدث مع المصري
بالفيديو - ملوك في حديقة الأمراء.. باريس يضرب ريال مدريد المستسلم بثلاثية
بالفيديو - رأسيات أتليتكو تفسد رقصة يوفنتوس
يعرفه الأهلي والزمالك وأدار لقاء نابولي وليفربول.. حكم ألماني للقمة