كتب : FilGoal
يتجدد لقاء توماس توخيل مدرب سان جيرمان الحالي وزين الدين زيدان مدرب ريال مدريد في فترته الثانية بعد 3 أعوام من المواجهة في نفس الدور، مجموعات دوري الأبطال، فما الذي تغير؟
كيف كانت المواجهة الفنية بين المدربين في دور المجموعات من نسخة 2016-2017؟ زيدان كان كما هو حاليا مدربا للملكي، وتوخيل وقتها كان في بوروسيا دورتموند.
FilGoal.com يرصد لكم كيف فكر كل مدرب في إفساد خطة نظيره، بجانب طريقة تفكيرهم بعد أكثر من 3 أعوام من المواجهة الأولى.
توماس توخيل – بوروسيا دورتموند
مباراتي الذهاب والإياب بين الفريقين انتهت بنفس النتيجة 2-2، والجماهير تتذكرها بالتدخلات القوية والمستوى الهجومي المتميز والفرص العديدة بين الطرفين، بجانب محاولة دورتموند أن يفاجئ ريال مدريد.
توماس توخيل لجأ للتمريرات السريعة في ذلك الوقت، والتحركات ومبادرة الملكي الهجوم ليضعه في مأزق مع بداية الشوط الأول.
انتشرت في ذلك الوقت العديد من الصور على مواقع التواصل الاجتماعي للدور الرائع الذي قام به يولين فيجل لاعب وسط دورتموند.
فيجل كان حلقة الوصل في طريقة دورتموند سواء في التمريرات أو التمركز، كان ما يمكن أن نطلق عليه بـ "رمانة الميزان".
لاعب الوسط الألماني كان محور البنية الهجومية لتوخيل، تمركز بشكل رائع خلف المهاجمين وأصبح النقطة الفارقة له في الشوط الأول، حتى أنه تخطى دفاعات ريال مدريد بسهولة واستعاد الكرة أكثر من مرة لفريقه، وكان يحافظ عليها بشكل متميز حينما لم يجد طريقا لاختراق خطوط النادي الملكي.
دورتموند كان يلعب بشكل رائع دوما في الشوط الأول ضد ريال مدريد، أكمل وقتها 79.2% من تمريراته في الثلث الأخير لملعب ريال مدريد.
في حين أن فيجل أكمل 57 تمريرة بنسبة دقة 100% في شوط المباراة الأول في الذهاب.
لاستغلال التمريرات قرر توماس توخيل أن يدفع الثنائي جونزالو كاسترو ورافاييل جوريرو إلى المساحات في خط وسط ريال مدريد، ما سمح له بأن يخلق تركيبة تمريرات في الخط الأمامي لسان جيرمان.
ما ساهم أكثر في تفوق خطة توخيل، كان البينة الدفاعية السيئة لريال مدريد في تلك المباراة، ما سهل الأمر كثيرا، الفريق عانى من أجل تضييق المساحات أمام قلبي الدفاع تلك المنطقة التي كان يتحرك فيها جيريرو وكاسترو، لهذا السبب كان يظهر الثنائي رافاييل فاران وسيرخيو راموس بعيدين عن مناطقهم في حالة من العشوائية.
ريال مدريد حاول أن يضغط على دورتموند طيلة اللقاء، لكن ذلك كان يواجه طريقة توخيل لمقاومة الضغط، باستعمال لاعبين أو 3 للضغط على الأطراف.
ريال مدريد حاول ضغط دورتموند على الأطراف، لأن النادي الألماني كان يبني هجمته بداية من حارس المرمى، لكن فيجل كان كلمة السر مجددا.
قصور الضغط في ريال مدريد منح دورتموند أفضلية في المساحات الموجودة بين الخطوط.
دورتموند امتلك المساحة وكذلك تفوق على وسط ريال مدريد ما منح ماريو جوتزة فرصة رائعة للتواجد وخلق الفرص خلف توني كروس ولوكا مودريتش.
ونظرا لغياب خط وسط ريال مدريد كان راموس هو اللاعب الذي يمنح المساحة، تلك كانت خدعة توخيل التي طبقها دورتموند في مباراتي الذهاب والإياب براعة.
زين الدين زيدان – لنهاجم دورتموند ونبطل خطة الضغط
زين الدين زيدان كان يمتلك خطة معاكسة وفعالة، أن يقهر دورتموند من خلال المرتدات، في الوقت الذي يحاول فيه الفريق الألماني البناء كان يقطع الكرة ويبني بدوره ما يجعل إعادة التمركز مستحيلة وفرص ريال مدريد تبدو أكثر خطورة.
توخيل فكر في الضغط العكسي لإيقاف بنزيمة ورونالدو من شن تلك الهجمات، ولعب بخط دفاع يتقدم للامام لكنه فشل تماما.
دورتموند اعترض الكرة 6 مرات من أصل 8 محاولات. تحركات كريستيانو رونالدو بدون الكرة كانت رائعة للغاية خاصة حينما كان ينزل إلى وسط ملعب ريال مدريد لكي يحاول تفكيك الضغط وخلق المساحة.
كريستيانو رونالدو تسلم الكرة في وسط ملعب ريال مدريد أكثر من أي مكان آخر خلال المباراة.
بمجرد إسقاط رونالدو في نصف ملعب ريال مدريد بدا دفاع دورتموند مكشوفا للغاية، لذا كانت هناك العديد من الهجمات الخطرة، إحداها لكريم بنزيما الذي لولا انزلاقه لسجل هدفا من انفراد تام بالمرمى.
في الشوط الثاني من مواجهة الذهاب أبدى دورتموند حذرا دفاعيا، وترك الكرة لريال مدريد.
كما قلنا في الشوط الأول كانت 79.2% في وسط ملعب الملكي، أصبحت 74.2% في الشوط الثاني.
منح ذلك ريال مدريد أفضلية أكثر، لأنهم تحركوا مع الكرة وخلقوا فرصا ممتازة قبل تسجيل الهدف، وكاد أن يفوز باللقاء.
لذا طريقة زيدان الهجومية جعلت المباراة متعادلة فنيا للغاية بين المدربين، بل إن ريال مدريد شعر بالمرارة لأنه كان أقرب للفوز.
لنقدم آلة الزمن قليلا إلى عام 2019، الكثير من المتغيرات حدثت، رونالدو لم يعد لاعبا لريال مدريد، وزيدان رحل وعاد، وتوخيل يواجها لملكي لكن هذه المرة كمدرب لسان جيرمان.
يتجدد اللقاء ولنرصد سويا الاختلافات الفنية بين المدربين بعد 3 أعوام.
توماس توخيل
"أرغب في أن أكون هجومي للغاية ضد ريال مدريد، سيحصلون على الكرة، إنهم أقوياء للغاية، وفازوا باللقب كثيرا". توماس توخيل في المؤتمر الصحفي قبل المباراة.
"إنها مباراة صعبة وكبيرة، لكنني أريد أن أكون هجوميا وقويا وألعب بسرعة".
"لدينا الكثير من التغييرات، اكتسبنا شخصية وخبرة، لدينا فريق جيد، حان الوقت للثقة والتطلع للمستقبل".
منذ وصوله إلى سان جيرمان، أصبح المدرب الألماني يلعب بخطة 4-3-3 سواء كان مستحوذا على الكرة أم لا. عكس فترته في دورتموند، ضد ريال مدريد في المباراة الأولى لعب بطريقة 4-1-4-1، وفي المباراة الثانية لعب بطريقة 4-2-3-1 وكانت تلك الطريقة هي محور فلسفته في تدريب النادي الألماني.
بناء الهجمة في سان جيرمان يبدأ من قلبي الدفاع، كلاهما يمرر لخط الوسط، ثم لاعب ارتكاز يظل كجدار أمام خط الدفاع، وثنائي وسط يوزع الكرة على الخط الأمامي.
تحركات اللاعبين بدون الكرة دائمة لكي يحركون الخصم معهم، وأغلب تلك التحركات تتم في وسط الملعب، حينما يحاول الفريق خلق المساحات، ويتواجد ثلاثي الوسط بشكل مركزي كمثلث.
في هذه الحالة تتجه الأجنحة إلى المساحات الخالية في نصف ملعب الخصم، ويحاولون استقبال الكرة. بجانب أن خط الوسط يلعب الكرة بشكل قطري ويغير الطريقة لمحاولة عزل خطوط المنافس.
تقدم ثنائي الوسط يخلق المزيد من المساحة لخط الهجوم، ويمتلكون وقتها أكثر من حل، مثلا في الموسم الماضي كان رابيو يجد نفسه أقرب للكرة دائما، فكان يتسلمها لسحب خط وسط المنافس أكثر لخلق مساحة بين الخطوط.
لاعبو وسط توخيل، الثنائي أمام محور الارتكاز، يكونان مسؤلان عن اختراق خطوط المنافس وكسر تمركزهم ولعب تمريرات بمستوى مخاطرة أكبر عن التمريرات للخطوط القريبة.
ماذا لو خسر الكرة؟ أكثر من 5 لاعبين يركضون خلفها، على الجانب الآخر يحاول توخيل قدر الإمكان التصدي للهجمات المرتدة الخطيرة، لكن تلك الطريقة تضعف مرتدات النادي الفرنسي نفسها إن استعاد الكرة.
تنظيم الخطوط
توخيل نظم خطوط لعبه لفرض نظام يمكنه من تحويل الكرة ومداورتها بأكثر من نظام مختلف بين الخطوط.
لفهم ذلك، في هذه الصورة، باريس سان جيرمان يغير اللعب ليستغل جناحه (نيمار) المعزول عن الهجمة.
في هذا الموقف، يستغل المدرب الألماني مهارات جناحيه الكبيرة، ورغم أن مواهبهم معروفة للجميع إلا أن الخصم يصبح مجبرا لتغيير تمركزه.
المساحات
لنراجع أولا هذه المباراة
خلال الهجوم يتمركز لاعبو سان جيرمان بهذا الشكل لزعزعة تمركز خطوط الخصم.
اقترب لتهاجمني
بدون الكرة يضغط باريس سان جيرمان على خصمه في منتصف ملعبه، خط الضغط الأول من المهاجمفي الوسط والأجنحة يجبر المنافس على الدخول إلى العمق والابتعاد عن الظهيرين ثم تكتمل المراحل بوسط الملعب الذي يحاول تقليص المساحة وإبعاد المهاجمين عن الهجمة.
توخيل وضع عددا من المبادئ الفنية التي يسير عليها سان جيرمان باختلاف الأسماء التي تلعب، بنية في التمركز وأنماط في الضغط تلائم الكتيبة الموجودة حاليا.
ماذا عن زين الدين زيدان بعدما عاد لتولي تدريب الملكي؟
لاعبان فقط شكلا فارقا هجوميا لريال مدريد هذا الموسم، جاريث بيل وكريم بنزيما.
خلال مباراتي 2016-2017 ضد توخيل، لعب زيدان بطريقة 4-1-2-3 ذهابا وإيابا.
في الموسم الجاري، لعب زيدان حتى الآن بطريقتي 4-4-2 و4-3-3 و4-1-4-1.
تشكيل ريال مدريد الحالي يحتوي على محور دفاعي وحيد هو كاسيميرو، في المقابل أي لاعب آخر في خط الوسط ذو قدرات هجومية، لوكا مودريتش وتوني كروس وجيمس رودريجيز وإيسكو وفيدي فالفيردي والمصاب ماركو أسينسيو.
قال زيدان في وقت سابق: "حينما لا تكون الكرة معنا، الجميع سيدافع، إنها رسالة نقلتها للاعبين، لا يمكنك أن تمتلك 3 لاعبين لا يدافعون".
لوكا يوفيتش بديل رونالدو؟
رونالدو بدأ مع زيدان في مركز الجناح وكان يبدأ المباريات بهذه الصورة قبل أن يتحول إلى مهاجم في العمق في الثلث الأخير للخصم، لم يكن مهاجما بالمفهوم الطبيعي.
يوفيتش حصل على دور في العمق أكثر ضد فياريال، وزيدان منحه أفضلية للتحرك إلى الطرف، عكس رونالدو بعض الشيء الذي كان يتحرك من الطرف للعمق.
كان بيل ينضم إلى العمق من أجل الكرات العرضية لكن الفريق عانى لكي يخلق الفرص.
وبدا واضحا أن ريال مدريد بطريقة 4-4-2 لن يؤدي أكثر من الكرات العرضية، وكل عرضية تقلص الفرص أكثر، ما يعني أن استراتيجية زيدان تلك تخسر فاعليتها مع الوقت ما دفعه لإخراج يوفيتش وقتها.
إحدى نقاط ضعف ريال مدريد في الموسم الماضي كانت في مركز الظهير سواء الأيمن أو الأيسر. واستمرت المشكلة خلال الجولة التحضيرية.
هناك الكثير من المساحات خلفهم والدفاع يسقط في المرتدات.
تلك المشكلة تعني أنها ستكون أكبر في غياب كاسيميرو.
أتليتكو مدريد استهدف تلك النقطة في المباراة الودية وسجل بعد أقل من دقيقة من هجمة مرتدة.
طريقة 4-4-2 التي لعب بها زيدان هذا الموسم اعتمدت على تقدم ظهيري الجنب إلى الأمام وترك مساحات خلفهما ليعود كاسيميرو وأحد قلبي الدفاع للتغطية
وفي حالة غياب كاسيميرو قرر زيدان أن يحل تلك المشكلة أنه حينما يتقدم ظهير للهجوم يظل الآخر للدفاع ويصبح 3 مدافعين في الخلف في حين أن هناك 7 يهاجمون من ضمنهم الظهير المتقدم للأمام.
الأمر ذاته تكرر مع طريقة 4-3-3
الهجوم
بيل كان خطيرا ضد فياريال وكان يلاحظ أن ثنائي الدفاع يراقب يوفيتش وبنزيما، ليقرر أن يتجه للعمق ويتمركز في المنتصف.
لمرتين هذا الموسم كان بيل حرا في الملعب لكن أبرزها كانت ضد فياريال، وتحركاته كانت ذكية كفاية لتسمح له بأن يتواجد بين الخطوط لاستقبال الكرات العرضية.
نقاط قوة واضحة
جيمس رودريجيز قدم إضافة قوية لريال مدريد ضد ليفانتي، امتلك 9 تمريرات داخل منطقة جزاء المنافس كما امتلك قدرة كبيرة على اختراق ليفانتي، بوجود كاسيميرو وكروس معه، سمح ذلك للمهاجمين بإيجاد مساحة أكبر في وسط ملعب الخصم.
مازال ريال مدريد بحاجة للمزيد من العمل في فترة زيدان الجديدة معه، نقاط الضعف هي ذاتها التي أرقت النادي في الموسم الماضي، لكنه أقوى هجوميا في البناء والضغط، ويمتلك ضد سان جيرمان هازارد وبيل في التحدي الأكبر له خلال الموسم الجاري، فهل يتمكن من معالجة مشاكله واستعادة أمجاد الماضي في دوري الأبطال ضد خصم عطله في الماضي؟
المصادر:
http://bit.ly/2lZT6zG
http://bit.ly/2kSAukF
http://bit.ly/2mjfdB2
http://bit.ly/2mmDGWf
طالع أيضا
3 أشياء تعلمناها من سقوط ليفربول أمام نابولي
أتليتكو يتحدى يوفنتوس في مباراة مرتقبة بدوري الأبطال
باريس ضد ريال مدريد.. من الأقوى في غياب النجوم؟
بركات يروي لماذا طرده البدري من اجتماع للاعبين
بيراميدز يتعاقد مع أفضل لاعب بدوري النرويج