كتب : محمد التفاهني
بينما كان المصري يجري عمليات الإحماء استعدادًا لمواجهة ماليندي على ملعب أمان في زنجبار بذهاب الدور الـ32 للكونفدرالية، كنا نقف بجوار مقاعد جلدية يجلس عليها رجل بشوش دعانا للجلوس جنبه.
عرف نفسه عبد الغني حميد المدير الفني لماليندي، اسم عربي بلكنة إنجليزية سواحيلية - اللغة الأم لأغلب بلدان إفريقيا، وفي المقابل عرفناه بأنفسنا كصحفيون وأصر الرجل بلطف شديد أن يعرف أسماءنا ويصافحنا.
سألناه عن المباراة فأخبرنا أنه لم يشاهد المصري سوى أمام سيمبا التنزاني العام الماضي، وكان لا يعلم أن حسام حسن ترك النادي والآن المدرب إيهاب جلال. أخبرنا أن هذه ليست أول مشاركة لماليندي في بطولة قارية، لكن الرجل البشوش لم يكن مهتما بالحديث عن الكرة، بل قاده شغفه للكلام عن فنون أخرى.
سألنا عن المدينة التي يمثلها المصري، كان يظنها السويس، صححنا له المعلومة وأخبرناه أن السويس ستستضيف مباراة الإياب لكن النادي ينتمي لبورسعيد. أخبرنا أنه زار مصر أكثر من مرة من قبل مبعوثًا من الإتحاد الإفريقي لكرة القدم لدراسة التدريب والحصول على رخصة وانه يعرف جيدا الإسماعيلية والإسكندرية والقاهرة.
توجه بالحديث لشيء أراد أن يتكلم عنه بشدة، وجداه يحدثنا عن الموسيقى والفن وقال نصا:"الفن المصري عظيم، والموسيقى المصرية هي الأروع في العالم، لديكم أم كلثوم، يا الله كم هي رائعة، أم كلثوم هي أم الغناء في العالم، أعشق لها أغنية هي أفضل ما سمعت في حياتي، الحب كله". وأخذ يدندن بعدها لحن الأغنية بسعادة شديدة وساعدناه في ترديد الكلمات، "واسقيني واملا واسقيني تاني".
سألته، هل تعرف معنى الكلمات؟ قال:"لا، ما جذبني هو الصوت واللحن، أنتم المصريون لديكم مزيج هائل من الفنون، أحب بليغ حمدي وأعرف لحن أغنية ألف ليلة وليلة وأعرف أيضا محمد عبد الوهاب وعبد الحليم حافظ، أتذكر مرة كنت في مصر وركبت مع سائق تاكسي وكان الراديو يبث أغنية لأم كلثوم وأخذت أغني معها فتعجب فأخبرته بحبي للغناء المصري، وعندما غنيت لعبد الحليم حافظ بكى السائق واحتضنني".
الرجل كان يتحدث عن الفن بشغف وحب شديد، ليس مجرد عاشق للطرب بل صاحب حس موسيقي متميز. استرسل المدرب في حديثه ولم يهتم هل تأخر لاعبوه في الخروج للإحماء أم لا، وجه لي الحديث مرة أخرى قائلا:"هل تعرف، مصر أيضا تتميز بالمقرئين، لديكم الأفضل على الإطلاق مصطفى إسماعيل، أفضل من يقرأ القرآن، لا أحد يستطيع أن يصل إلى هذه المرتبة وذلك الصوت".
مفاجآت المدرب المتيم بأرض الكنانة لم تتوقف عند الحديث عن الفن المصري، بل تحول الحوار إلى نقاش مفتوح في كل شيء. بينما كنا نتحدث، جاء إليه مساعده الشخصي ذو الملامح الآسيوية الخالصة ليعطي له ورقة مطبوعة بتشكيل الفريقين فأخبرني "هل تعلم أن هذا الرجل من أصول صينية؟ جاء أجداده إلى زنجبار من أجل تجارة وصناعة النودلز. هذا هو التنوع العرقي الذي تتمتع به زنجبار، ستجد العديد من الأعراق، سكان أصليون وآخرون جذورهم من بلاد شتى. أنا مثلا تعود جذوري إلى جزر القمر، وهناك ذوي الأصول الهندية والعربية".
أيام ويصل عبد الغني حميد أرض مصر في زيارة جديدة، هذه المرة ليس للتنزه والاستمتاع بإرث بلد الأهرامات، وإنما لمواجهة المصري في مباراة الإياب.
وهي المباراة التي قد يعتبرها المدرب تحصيل حاصل بعد خسارته في زنجبار 4-1 يوم الأحد الماضي.
طالع أيضا
تخفيض عقوبة نيمار في دوري الأبطال
الزمالك يطرح تذاكر مبارياته عبر تذكرتي
خالد جلال: الزمالك أقرب للسوبر من الأهلي
مدرب الزمالك الأسبق: طلبت ضم أنتوي