الإنتاج الحربي.. وفلسفة مختار مختار الذي يبحث دائما عن "الحريف"
الإثنين، 16 سبتمبر 2019 - 19:32
كتب : عمرو عبد المنعم
"أريد دائما اللاعب الحريف الذي يستطيع التحكم في الكرة تحت الضغط ومراوغة الخصوم".
باسم مرسي
النادي : طلائع الجيش
دعونا نبدأ بهذه الكلمات الذي قالها مختار مختار قبل 10 سنوات عندما كان مديرا فنيا لفريق بتروجيت.
اقرأ أيضا:
الجونة.. البحث عن المنطقة الدافئة
أسوان.. حلقة الوصل بين الصعيد وكبار الدوري المصري
المكان - النادي الأهلي
الزمان - يونيو 2009
حيرة كبيرة داخل أروقة الأهلي.. من يستطيع تحمل المسؤولية ليكون مدربا للقلعة الحمراء خلفا للأسطورة مانويل جوزيه.. من المدرب القادر على إرضاء الجماهير وتحقيق طموحات وأهداف نادي القرن في إفريقيا.
كانت هذه التساؤلات التي تشغل تفكير إدارة الأهلي قبل جماهيره مع إعلان المدرب البرتغالي الداهية مانويل جوزيه رحيله عن تدريب الفريق الأحمر مع نهاية موسم 2008/2009.
اسم واحد اتفق عليه قطاع كبير من جماهير الأهلي وقتها وهو مختار مختار نظرا لما قدمه مع نتائج مميزة مع بتروجيت لأكثر من موسم منذ ظهور الفريق لأول مرة في الدوري الممتاز موسم 2006/2007.
والآن ونحن في عام 2019 يقود مختار مختار فريق الإنتاج الحربي للموسم الرابع على التوالي كأقدم مدرب مع فريقه في الوقت الحالي.
ولهذا يقدم لكم FilGoal.com السيرة الذاتية لمختار مختار المدير صاحب فلسفة أريد اللاعب دائما "الحريف"، وكيف سيظهر الإنتاح الحربي في الموسم الجديد للدوري مع المدرب المخضرم.
لأنه واحدا من نجوم الجيل الذهبي للأهلي في ثمانينيات القرن الماضي بالإضافة إلى عمله السابق في الجهاز الفني مع جوزيه خلال ولايته الأولى في القلعة الحمراء بداية الألفية الثالثة، كانت الجماهير لا ترى سوى مختار مختار لتدريب المارد الأحمر.
ولكن هذا لم يحدث.. واستمر مختار مدربا مع بتروجيت وأعلن الأهلي تعيين نينو فينجادا مديرا فنيا للفريق لكن المدرب البرتغالي اعتذر عن عدم الاستمرار مع القلعة الحمراء، ليقع اختيار الإدارة على حسام البدري المدرب العام السابق للفريق مع جوزيه ليكون هو الرجل الأول في الجهاز الفني الأحمر.
البعض كان يعتقد أن هذا التوقيت هو المناسب لتولي مختار مختار تدريب الأهلي، وأن عدم اختياره في منصب المدير الفني خسارة كبيرة للقلعة الحمراء.
لم لا وهو صاحب المركز الثالث في الدوري لتلك الموسم بعد الأهلي والإسماعيلي اللذان احتكما لمباراة فاصلة لتحديد المتوج بلقب المسابقة.
من الدرجة الثانية المربع الذهبي
مختار قاد بتروجيت للتأهل من دوري الدرجة الثانية المصري إلى الممتاز واستمر مع الفريق البترولي حتى عام 2010 وخلال هذه الفترة قاد الفريق لتحقيق العديد من الإنجازات التي تحسب له مع فريق صاعد حديثا.
في الموسم الأول له أنهى الدوري في المركز السابع وفي موسمه الثاني تقدم أكثر للمركز الخامس وكان بتروجيت مع مختار مختار صاحب أقوى هجوم في الدوري برصيد 51 هدفا متفوقا على الأهلي.
البعض اعتقد أن هذا الإنجاز أقصى ما يمكن تحقيقه لمختار مع بتروجيت، والرد جاء من المدرب المخضرم باحتلال المركز الثالث في الدوري خلال موسم 2008/2009.
للموسم الرابع على التوالي يحقق بتروجيت مركزا متقدما في جدول الدوري المصري مع مختار مختار وينهي الفريق البترولي المسابقة خامسا بعد الأهلي والزمالك والإسماعيلي واتحاد الشرطة.
وقاد أيضا الفريق البترولي للمشاركة لأول مرة في تاريخ في بطولات إفريقيا عام 2010 في الكونفدرالية.
بالتأكيد كل ما سبق من إنجازات ونجاحات لفريق حديث في الدوري المصري لن يأتي بالصدفة، ولكن وارءه العديد من الأسرار تحدث عنها مختار مختار بنفسه.
اللاعب الحريف أولا
خلال لقاء تليفزيوني مع مختار مختار عندما كان مدربا لبتروجيت وجه له المذيع سؤالا عن نوع اللاعب الذي يفضل ضمه لفريقه ليناسب الطريقة التي يعتمد عليها وكان الرد حاضرا من المدرب المخضرم "أحب اللاعب الحريف صاحب المهارة الكبيرة وهذا هو أهم شيء بالنسبة لي في لاعب الكرة".
عاد المذيع ليؤكد في سؤاله لمختار قائلا: ماذا إذا كان اللاعب ذو مهارة عالية ولكنه ليس على مستوى بدني جيد، أو مثلا إذا كان مدافع في فريقك ذو مهارة ولكن مستواه الدفاعي أقل من ذلك؟
"يجب أن يكون الـ11 لاعبا في الملعب أصحاب مهارة عالية، أريد اللاعب الحريف الذي يستطيع التحكم في الكرة تحت الضغط ومراوغة الخصوم، فكيف سنصل لمرمى المنافسين إذا كان الفريق لا يتمتع بالمهارة الكافية بداية من حارس المرمى إلى المهاجمين، وهذا هو الشيء الأول الذي أبحث عنه في أي لاعب أضمه لفريقي".. كان هذا رد مختار مختار.
وليد سليمان – أسامة محمد – أحمد شعبان – حسين علي – خالد بيبو – زيكا جوري – علاء إبراهيم – محمود عبد الحكيم – محمد كوفي – عمرو حسن – سمير كمونة – شريف أشرف – مدحت عبد الهادي.
هذه هي الأسماء التي اختارها مختار مختار لتكوين فريق بتروجيت في الموسم الأول له في الدوري المصري.
من يختلف على مهارة وليد سليمان وسرعته وقدرته على مراوغة الخصوم، أما محمود عبد الحكيم فكما يعرفه الجميع بلقب "الحاوي" يراوغ أي مدافع بقدراته الخاصة في الكرة الخماسية.
في خط الهجوم الأسماء التي اختارها مختار مختار تتحدث عن نفسها بداية من خالد بيبو وعلاء إبراهيم وبعد ذلك زيكا جوري الذي تألق بشدة مع بتروجيت.
ويكفي القول أن في موسم 2007/2008 كان علاء إبراهيم مهاجم بتروجيت البالغ من العمر وقتها 33 عاما هو هداف الدوري المصري برصيد 15 هدفا.
وبالنظر إلى خط الوسط سنرى أن المجموعة التي اختارها مختار مختار من أصحاب المهارات والفنيات العالية مثل أحمد شعبان الذي انضم لمنتخب مصر الفائز بأمم إفريقيا عام 2008 وحسين علي الذي أشعل سوق الانتقالات المصرية بمنافسة كبيرة بين الأهلي والزمالك. وخلفهم الظهير الأيسر الذي صال وجال كثيرا في الدوري المصري أسامة محمد وكان أيضا مختار أول من أظهر محمد كوفي مدافع الزمالك السابق في الدوري. بالإضافة إلى نجمي الأهلي والزمالك السابقين سمير كمونة ومدحت عبد الهادي.
يميز الخصوم من ألوان جواربهم
اندهاشك باختيارات مختار مختار لهذه المجموعة من اللاعبين الذين يتمتعون بقدر عال من المهارة سيزول إذا سألت واحدا من جماهير الأهلي القدامى عن مختار مختار لاعب الأهلي ويخبرك "أنه كان يرواغ بكل مهارة أي لاعب يواجهه، وفي بعض الأحيان كان يرواغ زملائه في الأهلي أيضا ليصل لمرمى الخصوم".
ما جعل جماهير الأهلي تقول عن مختار مختار وقتها أنه يرواغ المنافسين من ألوان جواربهم المختلفة عن لاعبي الأهلي، لأنه ينظر إلى الأرض وينطلق بسرعة متخطيا أي لاعب يقابله.
مرشح دائم لتدريب الأهلي
في عام 2013 رحل حسام البدري عن تدريب الأهلي قبل دور المجموعات لدوري أبطال إفريقيا، وكالعادة دخل مختار مختار دائرة المرشحين لتولي تدريب الفريق الأحمر.
إلا أن اختيار الأهلي وقع على محمد يوسف مساعد حسام البدري السابق ليكون هو المدير الفني للفريق والذي حقق لقب دوري أبطال إفريقيا لعام 2013.
تتراجع نتائج الأهلي في الدوري عام 2014 مع محمد يوسف ويرحل عن الفريق، ويدخل مختار مرة أخرى ضمن دائرة المرشحين لتدريب الفريق.
وبالفعل كانت هناك مفاوضات من الأهلي مع مختار مختار ولكنه رفض قبول المهمة وأعلن بعد ذلك سبب الرفض أنه كان مؤيدا لمحمود طاهر في انتخابات الأهلي عام 2014 وبعدما فاز وطلب منه تدريب الفريق رفض حتى لا يتم فهم الأمر أنه تولى تدريب الأهلي بسبب تأييده لطاهر.
ليتولى فتحي مبروك تدريب الأهلي لنهاية الموسم ويحقق مع الفريق لقب الدوري بنظام المجموعتين عام 2014، ويأتي بعده الإسباني خوان كارلوس جاريدو.
موسم سيء قدمه جاريدو مع الأهلي ليقرر المجلس الأحمر إقالته من منصبه قبل نهاية الموسم بعدة أسابيع، ويعود اسم مختار مختار ضمن المرشحين لتدريب الفريق، لكن الأفضلية كانت لفتحي مبروك مرة أخرى الذي قاد الفريق لنهاية الموسم.
الأكثر استمرارية في الدوري
الآن يعد مختار مختار هو أكثر مدرب في الدوري المصري استمرار مع فريقه وهو يقود الإنتاج للموسم الرابع على التوالي.
وتولى مختار تدريب الإنتاج في الجولات الأخيرة من موسم 2016/2017 واحتل الفريق المركز الـ13.
كما احتل الإنتاج المركز السابع في موسم 2017/2018 مع مختار، بينما أنهى الموسم الماضي في المركز الـ13.
مختار مختار البالغ من العمر 67 عاما هو أكبر مدرب عمرا في الدوري المصري، كذلك هو ثاني أقدم مدرب على الإطلاق في الدوري بعدما بدأ مسيرته التدريبية خلاله عام 2002 مع غزل المحلة، بعد طلعت يوسف المدير الفني الحالي للاتحاد السكندري الذي سبقه التدريب بـ3 سنوات فقط.
كيف يخدم مختار فلسفته مع الإنتاج
بالإضافة إلى المجموعة التي اعتمد عليها الإنتاج الحربي في الموسم الماضي، ضم الفريق عددا من الصفقات المميزة أبرزها التعاقد مع باسم مرسي مهاجم الزمالك السابق، ومصطفى البدري جناح الأهلي الشاب وأسوان السابق، كما ضم الفريق أيضا لاعب الوسط التونسي أيمن الطرابلسي من النجم الساحلي على سبيل الإعارة.
كما يضم الفريق أيضا مجموعة من اللاعبين الجيدين مثل غنام محمد وموسى دياوارا وكريم لالا وجيمس تيدي والمهاجم الجديد مامادو نديوكو نياس.
لاعب منتظر تألقه
بالنظر إلى فلسفة مختار مختار وحبه الدائم لأصحاب المهارات العالية من المرجح ظهور اللاعب الشاب مصطفى البدري بمستوى جيد مع الإنتاج في الموسم المقبل إذا حصل على فرصة للمشاركة بشكل منتظم.
كما دخل مختار مختار في رهان مع نفسه على إعادة باسم مرسي مهاجم الزمالك السابق إلى مستواه الذي قدمه قبل سنوات مع القلعة البيضاء.
وفي حالة عودة المهاجم إلى مستواه السابق سيكون بمثابة نجاح مختار مختار في رهانه مع نفسه على اللاعب.
السلاح السري
إذا كنت من المتابعين الجيدين للفرق التي يدربها مختار مختار ستجد دائما أن المهاجم في فريقه يجب أن يتمتع بصفات مميزة وأهم هذه الصفات هي التحرك الدائم وعدم الثبات وتبديل مركزه مع زملائه في الهجوم.
وهذا ما حرص مختار على توفيره في هجوم فريقه هذا الموسم عندما تعاقد مع باسم مرسي المعروف بقدرته على التحركات الكثيرة وإرهاق المدافعين، كما ضم أيضا في خط الهجوم كل من مامادو نديوكو نياس بالإضافة لوجود جيمس تيدي ومحمد رجب ومحمد عبد المجيد.
هدف الإنتاج في الدوري
الإنتاج من الفرق التي تتمتع بالاستقرار في الدوري ولا تلجأ كثيرا لتغيير المدربين وظهر هذا الأمر مع مختار الذي يقود الفريق للموسم الرابع على التوالي.
في الموسم الماضي أنهى الإنتاج الدوري في المركز الـ13 بعدما بدأ المسابقة بمستوى رائع ومميز وكان في الدور الأول أحد فرق مقدمة جدول الترتيب.
لذلك سيكون هدف الإنتاج الموسم الحالي مع مختار مختار هو إنهاء الدوري في أحد المراكز ما بين الرابع والثامن كما فعل في الموسم قبل الماضي.
اقرأ أيضا: