5 أشياء تعلمناها من مواجهة ريال مدريد وليفانتي.. أزمة متكررة وبنزيمة ونسخة غير تقليدية من هازارد
السبت، 14 سبتمبر 2019 - 16:44
كتب : محمد يسري
بشق الأنفس حصدت كتيبة زين الدين زيدان نقاط المباراة بعدما رفضت أن تسجل المزيد من الأهداف وفرطت في انتصار عريض خلال اللقاء الذي تألق فيه كريم بنزيمة.
ريال مدريد فاز على ليفانتي بثلاثة أهداف مقابل هدفين في الجولة الرابعة للدوري الإسباني ليصل للنقطة الثامنة.
المواجهة شهدت الكثير من الأفكار لزيدان خصوصا في خط الوسط، مع أداء فردي مميز للاعبين وأخر مغيب للبعض الأخر، وهو ما نستعرضه من ملامح للمباراة في السطور المقبلة.
خير الرقم 9
بهدفين خلال 6 دقائق أجهز كريم بنزيمة على ليفانتي ليستمر في تقديم ما هو مطلوب منه وهو التسجيل بعد فترة من الزمن في فتخ مساحات لزميله السابق كريستانو رونالدو.
ما يميز بنزيمة مؤخرا ليست أهدافه فحسب، ولكن تنوع الطرق التي يسجل بها.
ضد ليفانتي حول بنزيمة عرضية داني كارباخال ليسجل الهدف الأول وبعدها عاد مجدد وسجل من داخل منطقة الجزاء بقدمه اليسرى مستغلا تمريرة جيميس رودريجيز.
أمر أخر يثبته بنزيمة بعد كل مباراة وهو عدم إهدار الفرص، إذ أصبح يسجل أغلب الفرص التي تتاح له ولا نرى لقطات "كوميدية" مثل التي كان يقدمها أمام المرمى سابقا.
وفي الفترة المقبلة ربما لن يحتاج بنزيمة لأن يخرج من منطقة الجزاء كثيرا ليقوم بصناعة اللعب، وسيتفرغ في التواجد الصندوق لتحويل الفرص لأهداف، خصوصا مع إقحام إدين هازارد في التشكيل الأساسي للفريق، وهو الذي سيساعد بنزيمة كثيرا في التسجيل نظرا للفرص التي يصنعها للتسجيل.
ما ينقص فينيسيوس
ضد ليفانتي شارك فينيسيوس أساسيا للمرة الثانية في الموسم الحالي بعدما بدأ مباراة سلتا فيجو في الجولة الأولى، وفي المباراتين قدم البرازيلي الشاب أداء جيد لكنه افتقد للتسجيل.
عدم تسجيل فينيسيوس ليس بسبب عدم حصوله على فرص أمام المرمى ولكن بسبب الإنهاء السيء للهجمات.
تطوير "فنش" فينيسيوس سيجعل منه لاعبا أفضل، لأنه رائع للغاية في تقديم باقي الأمور على أرض الملعب من تمرير وصناعة فرص ومرواغات.
ضد ليفانتي سدد فينيسيوس 5 مرات، منهم كرتين على المرمى فقط، ولم ينفذهم بشكل جيد، أشهرهم اللعبة التي انتهت باحتساب تسلل بعدما فشل في تحويل فرصة محققة للتسجيل بعد تمريرة سحرية من هازارد لتعود له الكرة مجددا ويسجل لكنه كان متسللا.
ومع وجود وفرة في لاعبي الخط الأمامي لريال مدريد؛ لن يجد فينيسوس مكانا له في التشكيل الأساسي إذا لم يطور قدراته التهديفية.
خط وسط جديد
مع غياب لوكا مودريتش وفيدي فالفيردي للإصابة دفع زيدان بـ كاسيميرو وكروس في وسط ملعب ريال مدريد بالإضافة لجيميس رودريجيز، لكن خوفا من الإرهاق والبطاقة الصفراء الثانية؛ خرج كاسيميرو لنشاهد تركيبة جديدة في وسط الفريق.
كروس عاد للعب على الدائرة كلاعب رقم 6، وأمامه لوكاس فاسكيز يمينا وجيميس رودريجيز يسارا كلاعبين في مركز 8.
مستوى ليفانتي أتاح لزيدان تجربة خط وسط بهذه النوعية، فجيميس سبق له اللعب في نفس المركز خلال إعارته لـ بايرن ميونيخ، ولوكاس لعب في نفس المركز ضد ريال بيتيس في الدور الأول لموسم 2016-2017، وكروس أيضا سبق له اللعب على الدائرة مع أنشيلوتي.
على الورق، فكروس يجيد لعب تمريرات بين الخطوط، ولوكاس سيكون "ريشة" في وسط قادر على نقل الكرة بسرعته والتوغل رأسا في عمق الملعب، وجيميس سيساعد الحفاظ على الاستحواذ وصناعة الفرص.
لكن في الملعب الأمور مختلفة.
عدم وجود لاعب بطابع دفاعي بحت؛ جعل وسط ملعب الفريق فارغا، وكان سببا في استحواذ ليفانتي على الكرة وشن الهجمات على مرمى ريال مدريد.
في المباريات المقبلة يبدو أن تركيبة زيدان لن تفلح خصوصا إذا لعب ضد خصم أقوى، وعليه تجربة تركيبة جديدة تضيف صلابة أكبر لوسط الفريق.
نسخة ليست تقليدية من هازارد؟
لمدة 30 دقيقة شارك هازارد ضد ليفانتي في ظهوره الأول بقميص ريال مدريد، وهو وقت ليس كافيا للحكم على مستوى بالطبع بعد عودته من الإصابة رغم صناعته فرصة للتسجيل ونجاح تمريراته الـ18 بنسبة 100%.
لكن ما ظهر خلال هذه الدقائق يُوضح أن زيدان لن يعتمد على هازارد في مركز الجناح الأيسر فقط، والذي تألق وأبدع وتوهج فيه مع تشيلسي ومنتخب بلجيكا.
للحظات شاهدنا هازارد في الجناح الأيمن مع وجود فينيسيوس في الجانب الأيسر.
والاستنتاج من هذه الفكرة يتمثل في رغبة زيدان في ألا يتواجد جيميس وهازارد في نفس الجانب من الملعب حين يتواجد الثنائي معا.
بمجرد ذهاب هازارد لليمين، تحول جيميس للجانب الأيسر في وسط الملعب لكي يحصل على حرية التصرف بالكرة، والعكس صحيح أيضا حين يأتي هازارد للجانب الأيسر.
تجربة هازارد في الجناح الأيمن ليس لوجود جيميس فحسب ولكن لشيء مرتبط بالمهاجم لوكا يوفيتش.
الوافد الجديد من إينتراخت فرانفكورت يفضل التمركز في الجانب الأيسر على أرض الملعب ليكون فعالا بشكل أكبر؛ لذلك فضل زيدان أن يذهب هازارد لليمين لمشاهدة انتاجه في هذا الجانب، ولكي يكون جاهزا للتمركز في هذا الجانب حين يشارك يوفيتش.
أزمة متكررة
لا تزال الهفوات الدفاعية متكررة في كل مباراة يلعبها ريال مدريد، والحديث هنا ليس عن أفراد الخط الخلفي وحدهم ولكن عن الفريق ككل.
ضد بلد الوليد استقبل الفريق هدفا بعد دقيقة من تقدمه ليفقد نقاط المباراة، وضد فياريال حدث نفس الشيء أيضا، وهو ما تكرر ضد ليفانتي، بعدما استقبل الفريق هدفين في الشوط الثاني.
السبب يعود لفقدان عناصر الفريق لتركيزهم.
التشتت الذي يتعرض له عناصر ريال مدريد ليس مرتبطا بحالة معينة خلال دقائق المباراة، فقد يحدث حين يكون الفريق متقدما في النتيجة أو يبحث عن التقدم أو حتى يبحث عن العودة في النتيجة.
نتائج قلة التركيز تأتي على مرحلتين، الأولى: إهدار الفرص وعدم قتل المباراة بتسجيل أهداف عديدة، والثانية تتمثل في استقبال الأهداف.
وعلى مدى قوة الخصم يكون التأثير، إذا كان قويا يفقد ريال مدريد نقاط المباراة، وإذا كان ضعيفا يفوز ريال مدريد بشق الأنفس وهو ما حدث في مباراة ليفانتي.
الحل قد يكون في خلق منافسة من زيدان بين لاعبي فريقه وإراحة العناصر التي تبدأ منها رحلة فقدان التركيز، أو بتغيير الطريقة التي يدافع بها ريال مدريد لتكون أكثر صلابة مع التدريب على استقبال اللعب والدفاع خلال الفترات التي يمر بها الفريق بهذه الحالة.