دعونا نقفز إلى الخلفية أولا.
هذه القصة تدور حول بولندا. وبولندا لم تكن أبدا جزءا من الاتحاد السوفيتي في حد ذاته، لكنها كانت داخل منطقة النفوذ والسيطرة السوفيتية، في بداية الثمانينات، كان الاقتصاد البولندي في تراجع. لم تتمكن البلاد من سداد ديونها الخارجية، وتوترت علاقتها بالاتحاد السوفيتي -وستزداد سوءًا لاحقا.
في هذه الأثناء، كانت الألعاب الأولمبية الصيفية لعام 1980 ستقام في موسكو. لكن أكثر من 50 دولة قاطعت الألعاب، بما في ذلك الولايات المتحدة وكندا والصين واليابان.
.
ما كان من المفترض أن يكون الأوليمبياد عرضا للكتلة السوفيتية تحول إلى مشهد بائس وغريب. لم يصبح حدثا للعالم أجمع، بل عرضا عاما للاتحاد السوفيتي وحلفائها.
يقول فلادويسلاو كوزافيتش القطب البولندي الأسطوري في قفز الزانة:
"سيطرت على المسابقات منذ مونديال مونتريال 1976 وحتى لوس أنجلوس 1984، كانت مونتريال جنة الأوليمبياد بالنسبة لي، ولكن ما حدث في موسكو كان كابوسا لا ينتهي.. مثيلا للكابوس الذي عاشته بلادي تحت سطوة السوفيت منذ نهاية الحرب العالمية الثانية".
"وصلنا إلى القرية الرياضية المخصصة لإعاشة الرياضيين بالألعاب الأوليمبية، لم أصدق ما رأته عيني، حسنا أقل ما في الأمر بأنها كانت محاطة بأسلاك شائكة.. لم يكن الأمر كذلك بالطبع في مونتريال ولكن كان التبرير دوما بأن ذلك حماية لنا وأن معايير الأمن بموسكو هي الأعلى في العالم".
وصل الأمر بالقرية الرياضية تلك إلى تعيين جندي حراسة أمام غرفة كل رياضي لكل البعثات المشاركة بأوليمبياد موسكو، كان أحد الجنود معينا لكوزافيتش ورفض السماح له بزيارة رياضي صديق آخر من المجر في الغرفة المقابلة له.. بل أشهر السلاح مهددا له، كانت الأجواء الأوليمبية بالطبع صعبة ومرهقة في عاصمة الاتحاد السوفيتي، وما أثقلها على كوزافيتش.. حيث كسرت إحدى قدميه أثناء محاولته احراز الميدالية الذهبية من أول محاولة في أوليمبياد مونتريال عام 1976، في موسكو حيث يناصبه الجميع العداء له وبلاده ويصل الأمر لاعتباره مواطن درجة أدنى بأوروبا.. كان على كوزافيتش أن يكمل صراعه من أجل الظفر بالميدالية الذهبية.. وتسلسل أرقامه في كسر الرقم القياسي ببطولتي العالم 1975 و1977 على التوالي قد ينبأ بانتزاع ميدالية من الرياضيين السوفيت.
لكن أصحاب الأرض لم يسهلوا الأمر أبدا.
كان المحكمين يحاولون قدر الإمكان ويبذلون قصارى جهدهم من أجل أن يتوج الرياضيون الروس بالميداليات الذهبية، كان من أبرزها للاعب القفز بالزانة الروسي ستاسيلاف فاسييسوف، والذي حصل على محاولة رابعة أخرى أثناء القفز بالزانة على الرغم من إنه أخطأ في محاولاته الثلاث السابقة وبالتالي يجب استبعاده من المسابقة، وبعيدا عن الزانة، كان الغش من قبل المحكمين في كل الألعاب الرقمية أيضا.. من حيث مد القياسات للرياضيين السوفييت.
مرت مسابقة تصفيات الزانة حتى وصل كوزافيتيش إلى المرحلة النهائية ومنذ هنا صار في حالة من الفوضى ليلة النهائي على استاد لوزانكي الشهير.
كوزافيتيش لصحيفة نيويورك تايمز: "كنت أعيش في حالة من الفوضى والتوتر إلى درجة أنني لم أستطع النوم قبل المرحلة النهائية، صباح كنت قررت ألا أذهب للاستاد، ولكن في لحظة ما قررت بأنها ليلة مثل ليال كثيرة قضاها بلا نوم.. بل قد تكون ليلة تحضير لنصر يرفع رأس بولندا أمام سطوة السوفيت الشهيرة في البلاد.
في لحظة دخول كوازفيتش للاستاد أمام الحشود احتفى كل قلقه وتوتره، وجد نفسه في مكانه بالممر وأمامه ارتفاع ما للقفز سوف يتخطاه، الحشود الهادرة كانت تنتظر الرياضيين الروس من أجل حصد ميداليات ذهبية جديد وتعزيز الحصيلة الروسية، ولكن ذهبت تلك الأصوات كلها نحو واد من السكون مع لحظة قفز كل رياضي بالزانة.. وإلى أن جاء دور كوزافينش!.
في لحظة قفز كوزافيتش، كان الاستاد يعج بالهتافات العدائية لبولندا وخصيصا لحركة تضامن الشهيرة، هتف الروس بسقوط الصلبان والمساجد وكل عقيدة دينية وأن بولندا ما هى إلا امتداد لأراضيهم فصلهم عنها مهادنة بريجينيف مع مجلس الأمن.
حركة تضامن البولندية التي ظهرت عام 1980 بالبلاد لمعارضة النظام الشيوعي المعروفة بإسم Solidarność.
طيلة فترة البطولة كان أفراد حركة تضامن ملاحقين من أفراد الـ KGB أثناء تواجدهم بمدينة موسكو، بالفترة من 1980 وحتى قبيل البطولة، لم يكن مستبعدا أن يقوم الاتحاد السوفيتي بشن حرب على بولندا بسبب نشاط تلك الحركة داخل البلاد ومناهضتها للنظام الشيوعي ويد السوفييت بأوروبا الشرقية، أمرا كان نذيرا بشن حرب عالمية ثالثة، إلا أن السوفيت بعد تورطهم في معركة جبلية خاسرة خلال الغزو بأفغانستان كانت من ضمن تداعياتها خسارة رياضيين من كافة بلاد العالم بالأوليمبياد، مازالت تلملم جراحها وتحاول تحسين الموقف أمام الأمم المتحدة، فكلفت لجنة سرية خاصة من المخابرات الروسية KGB برئاسة يوري أندروبوف ووزير الخارجية أندريه جروميكو ووزير الدفاع ديمتري أوستينوف مخولة بشن القلاقل في بولندا وإلصاقها بتلك الحركة من أجل إحراج النظام البولندي أمام العالم وتقديم طلب صريح بعدها للحكومة البولندية بالتدخل من إجل إخماد ثورة الحركة.
ازداد نشاط حركة تضامن في ذلك الوقت لإنهاء النظام الشيوعي ببولندا ووصلت لنحو 9.5 مليون مواطن، فبدأت اتفاقات سرية بين الاتحاد السوفيتي وألمانيا الشرقية وتشيكوسلوفاكيا من أجل شن غزو ثلاثي للأراضي البولندية من أجل تأديب الحركة بأنفسهم بأكتوبر عام 1980 تحت ذريعة "حلف وارسو المشترك".
كوازيفيتش: لم أكن مستغربا سوى كيف تمكن عملاء السوفيت من حشد 70 ألف متفرج بنفس العقلية والتوجه، لم أكن مستغربا حين أفردت تقارير غربية بعد البطولة أن هناك أقسام كاملة من ملعب لوزانكي الذي استضاف كامل الفعاليات كان يحتوي على مجرمين مقتادين من السجون مباشرة إلى ملعب المباراة!.
ولكن على الرغم من صيحات الاستهزاء والسخرية وتشبيه البولنديين بالجرذان.. حقق كوزافيتيش قفزة نحو المقدمة، في ارتقائه الأول كسر الرقم الأوليمبي بارتفاع نحو 5.65 متر في الهواء، القفزة التي تلاها ارتطامه على وسادات الريش سعيدا ونعيما بالاقتراب نحو الميدالية الذهبية الأولى لبلاده في القفز بالزانة، والتي أدخلت الذهول إلى قلوب وحناجر المشجعين السوفيت، وأحدثت ربكة لدى المحكمين اعجزتهم عن التلاعب برقمه الهائل، وواحدا تلو الأخر بدأوا في الخروج في الثلاث محاولات، لم يستمر معه سوى الروسي كونستانتين فولكوف عن طريق التلاعب في قياساته.
كوزافيتيش: "اشتعل غضبي لتلك المنافسة، وما أن دقت الساعة مشيرة إلى دوري قررت إنهاء هذا الهراء، في قفزتي الأخيرة تلك لحسم الميدالية تلك، أزدت الأمر 5 سم أخرى لأحقق ارتطاما من سقوط حر على ارتفاع 5.70 متر هذه المرة، وحين وقفت على قدمي، أومأت بذراعي مع ضرب كفي إلى الساعد نحو المتسابقين الروس الثلاث وإلى الجمهور، تحية الذراع الإيطالية الشهيرة التي اعتبرت كحركة بذيئة في الملاعب بأواخر الثمانينات، في فرنسا تسمى بحركة Bras d’honnour، وفي بولندا سميت بعد ذلك بتحية كوزافيتيش".
في موسكو 1980، كان من المفترض أن تمثل هذه الألعاب الأولمبية إبراز الصداقة أو الشراكة بين الدول الشيوعية وبولندا، كان من المفترض أن تكون بولندا هذه الدولة الصغيرة الهادئة التي لازالت منهكة بفعل الحرب العالمية الثانية وما تلاها من السم الشيوعي المستشري، حاول السوفيت أن تكون بمظهر الممتن لاتحاد الجمهوريات الاشتراكية السوفياتية لأنها سمحت لها أن تكون جزءًا من الكتلة السوفيتية المجيدة وأن تحميها على المدار ربما من هجمات الألمان تاليا، ولكن وقف هذا الرجل في أرض رياضية هى الأبرز باتحاد الجمهوريات الاشتراكية السوفياتية وأظهر... دعنا نسميها "ما يوازي إصبعه الأوسط" إلى خمسين آلفا من مواطنيها ونظامها من أجل الاعتراض ولأجل حركة تضامن ولأجل بولندا فحسب، لحسن حظ الرجل أن قسم المجرمين بالاستاد على المدرج لم يلاحظوا تحية كوزافيتيش.
كوزافيتش ضمن الميدالية الذهبية وكسر الرقم الأوليمبي، إلا أن محاولاته تعاظمت من أجل كسر الرقم العالمي هذه المرة الواقف عند 5.78 مترا أي ما يوازي ارتفاع 19 قدما عن مستوى الأرض، محاولاته الأولى لذلك باءت بالفشل، وربما تركت الفرصة هذه المرة من المشجعين السوفيت أن يروحوا عن كتم أنفاسهم ويستجمعوا قواهم في الصفير والبذاءة له ولبولندا، ولكن في قفزته الثانية نجح في تحطيم الرقم بل أزاد عليه فقط بسنتيمترين، أصبح الرقم العالمي والأوليمبي بإسم كوزافيتيش عند 5 أمتار و 80 سم، ما يوازي ارتفاع دبابة سوفياتية تعيث فسادا بالعاصمة وارسو.
كرر كوزافيتيش تحيته الشهيرة مجددا إلى الجميع، وانتهى الحدث بكوزافيتيش وفاز بالميدالية الذهبية وعزف النشيد البولندي بأرض الملعب، عاد كوزافيتيش إلى القرية الأوليمبية مجددا وأثناء سيره وسط حراسة الجنود الكل ينظر له بإشمئزاز وبكراهية، ولما لا وقد سجل اعتراضه الأشهر على ملعب لوزانكي.
كوزافيتيش: "لقد فعلت ذلك لأنهم استحقوا هذا تماما، أصبح طبيعيا بالنسبة لي أن كل من يظهر لي إساءة أن أرد له بتحيتي الخاصة".
كوزاكوفيتش لم ينتوي الإدلاء بأي بيانات عن موقفه فحسب، فقط هو عبر عن غضب البولنديين العارم وسئمهم من حلف وارسو ومن تدخل بريجينيف وبناء قواعد عسكرية بالبلاد، سئموا من أسلوب الدعاية السوفيتية الشهير بالملصقات التي كانت تحقر وتدنس كل ما هو بولندي، لقد شعر المواطنون ربما بأنهم البلد الوحيد من دول العالم الثالث في قلب أوروبا بل وفي قلب أكثرها تأخرا "أوروبا الشرقية"، كوزاكوفيتش بالطبع لم يكن سياسيا، فقط تفاعل مع الجمهور الذي يترقبه عبر الشاشات في وارسو وسائر البلاد.
سرعان ما بدأ الأمر في التداعي، واصطحبه رئيس البعثة الأوليمبية البولندية في اجتماع مغلق جانبا، ليبلغه بالخبر المؤسف، ستسحب منه ميداليته الذهبية بسبب إيماءته الشهيرة بعد ضمان التتويج وكسر الرقم العالمي.
كوزاكوفيتش نظر إليه غير مصدقا لعواقب فعلته، لم يصدق أن نتاج فعلته هو سحب ميداليته وأن ينظر إلى الثاني الخاسر وهو يتوج بديلا، أما هو فعليه أن ينضم إلى صف الجماهير فيكتفي بالتصفيق، أو يبقى محبوسا داخل غرفته بالقرية الأوليمبية يتابع مراسم التتويج ولا يمكنه أن يخرج منها ليقابل صديقا أخر فيحكي ويبكي معه معبرا كم هو غاضب وكم أن السوفيت محتالون.
كوزاكوفيتش: "لو كنت أريت أحدهم مؤخرتي أو سددت لكمة في وجه أحد المحكمين، لربما فهمت لما ستسحب الميدالية، ولكن وقتها كنت أعترض على الأجواء المسممة، وأعتقد أن لي حق الاعتراض".
تدخل بوريس أريستوف السفير السوفيتي في وارسو مطالبا بإيقاف كوزاكوفيتش مدى الحياة وإلغاء ميداليته بتهمة الإساءة إلى الأمة السوفيتية بأكملها، وجمعت لجنة تأديبية أوليمبية بمشاركة مبعوث اللجنة الأوليمبية ببولندا وصوتت على إيقاف كوزاكوفيتش وسحب ميداليته مع رقمه العالمي والاوليمبي بالطبع، كان يبدو أن القرار لا رجعة فيه أبدا، وسوف يخسر كوزاكوفيتش مستقبله الوحيد بالارتقاء كأحد أساطير اللعبة.
للحظة تدخل خوان أنطونيو سمارانش رئيس اللجنة الأوليمبية بسلطته المخولة لإيقاف هذا القرار، بطريقة ما ألغى سمارانش هذا التصويت، وأصدر فرمانا وسط اللجنة يقتضي بعدم حرمان كوزاكوفيتش من ميداليته الذهبية ولا من رقمه العالمي، أحس كوزاكوفيتش أن السكين السوفيتي نحو رقبته خطره قد زال، وصارت تحية كوزاكوفيتش مخلدة ربما عبر الأحداث الأوليمبية وتدخلاتها السياسية ربما للأبد.
خارج العالم الرياضي، أشعل الحادث أجواء خاصة به، كانت بولندا على شفا ثورة اجتماعية وسياسية بقيادة حركة تضامن الشهيرة، مع الاضرابات الرئيسية الأولى القادمة في الأشهر التالية. عندما رأى البولنديون تحية كوزاكويتش، أحبوا كيف أظهر التحدي في وجه السوفيت. لقد أصبحت تلك الذراع رمزًا للأمة بأكملها في مواجهة الروس. عندما عاد كوزاكوفيتش إلى المنزل ، لم يسمح له الناس في الشوارع بالمرور من كثرة الأزدحام والالتفاف حوله وهم يهتفون باسمه ويصافحون يده ويعانقونه ويهتفون به، ويلقونه في الهواء لكن دون أن يصلوا إلى ارتفاعه المجيد ورقمه العالمي الذي لم تنجح القطب الشرقي في سرقه.
فجأة صار كوزاكوفيتش البطل الأشهر في البلاد، ربما أشهر من فريق كرة القدم الذي أقصى إنجلترا عام 1973 من تصفيات كأس العالم وحاز رابع العالم عام 1974، وأشهر من زيبينجو بونيك موهبة أوروبا الشرقية الأشهر ونجم اليوفنتوس أفضل ناد في أوروبا لاحقا ومجاورا لبلاتيني، وقف كوزاكوفيتش بمفرده ضد الطغيان وتلاعب السوفيت في رأي البولنديين، وقد ربح وتحدث عن الأمة بأكملها فصار رمزا للمقاومة. لكن بالنسبة إلى كوزاكوفيتش، فإن المشكلة الحقيقية كانت مجرد في بدايتها، حيث كانت الرابطة البولندية لألعاب القوى لا تزال تخضع لسيطرة الحكومة السوفياتية بشكل أساسي.
يقول كوزاكوفيتش: "في بولندا ، بسبب تلك الذراع، سرعان ما بدأوا في إقصائي من الأحداث المختلفة، كانوا يأخذون جواز سفري بعيدًا في بعض الأحيان عني، ويجبرونني على البقاء في المنزل وأخذوا كل مستحقاتي عن السنوات السابقة، لكنني في الأساس، كنت عاطلاً عن العمل. لقد ظلوا يريدون مني التدريب وأكون في أفضل حالاتهم، لكن في الوقت نفسه لم يُسمح لي بالمنافسة، ولم أحصل على أي أموال على الإطلاق فيما بعد".
في وقت لاحق، كان كوزاكوفيتش قد سئم من كل ذلك حتى أنه كتب لهم رسالة رسمية تقول إنه سيتنحى عن تمثيل بولندا على الإطلاق في أي بعثة رسمية.
في عام 1985، قام كوزاكوفيتش بالسفر بسيارته وتوجه إلى هانوفر بألمانيا الغربية في منفاه باختياره، ولم يعد إلى جمهورية بولندا الشعبية مرة أخرى. تنافس كلاعب قفز بالزانة في نادي هانوفر لألعاب القوى. وبعد ذلك ، في عام 1986 أصبح مواطنا ألمانيا وبدأ تمثيل ألمانيا الغربية.
كانت ألمانيا الغربية تُعتبر رسميًا دولة معادية لبولندا التي كان يحكمها الشيوعيون، وكانت هجرة كوزاكوفيتش تعتبر خيانة. تم الاستيلاء على المنزل الذي يملكه في وارسو، وحاولت السلطات الشيوعية البولندية استخدام نفوذها لمنعه من المشاركة في المسابقات في جميع أنحاء العالم، حتى انتهى نفيه في عام 1989، عندما تخلصت بولندا أخيراً من الهيمنة السوفيتية، لا يزال كوزاكوفيتش يعيش في ألمانيا، لكنه كثيراً ما يزور بولندا، حيث جعله احتجاجه في أولمبياد 1980 بطلاً قومياً.
يقول كوزاكيفيتش: "بصراحة، ساعدتني هذه التحية كثيرًا في الحياة، لقد أظهر لي أنه يجب علي الابتعاد عن هذه الأجواء الكريهة،. أعرف أن ما فعلته أعطى الآخرين الكثير من السعادة، وأنا فخور بأنني أظهر لهم ما يكتمون بداخلهم، دعهم يرون أنه يمكنك المقاومة بطريقتك الخاصة، لكن لم يكن ذلك بطوليًا، وما زلت لا أفكر في نفسي كبطل.. كنت رياضي غاضب فحسب من البذاءة لي ولبلادي (سابقا)".
طالع أيضا
هل طلب فايلر من الأهلي ضم صفقات جديدة؟
أسوان.. حلقة الوصل بين الصعيد وكبار الدوري المصري
"عكس الكل.. أريد مدربا أجنبيا لمنتخب مصر"