بين القصور التكتيكي وافتقاد الخبرة.. لماذا يتراجع تشيلسي في الشوط الثاني
الأربعاء، 11 سبتمبر 2019 - 22:47
كتب : لؤي هشام
- تشيلسي يواجه مانشستر يونايتد ويقدم أداء رائعا في الشوط الأول رغم تأخره بهدف نظيف.. في الشوط الثاني يسقط برباعية بيضاء.
- تشيلسي يستقبل ليستر سيتي ويفرض سيطرته على الضيوف منهيا الشوط الأول بمتقدما بهدف نظيف فقط.. في الشوط الثاني ينجح ليستر في قلب السيطرة ويتعادل بهدف لمثله.
- الجولة الرابعة من المسابقة. تشيلسي أنهى الشوط الأول متقدما بهدفين نظيفين على شيفيلد يونايتد بعدما سيطر على كافة المجريات لـ45 دقيقة.. في الشوط الثاني تكررت المأساة، ونجح الضيوف في العودة والتعادل 2-2.
بدا بوضوح أن عودة الفرق أمام تشيلسي ليست من باب المصادفة وإنما ظاهرة تتكرر مع فريق المدرب فرانك لامبارد.. تشيلسي لا يستطيع الحفاظ على تقدمه، ودوما يحدث تراجع في الشوط الثاني.
في 3 مباريات من أصل 4 جولات بالدوري الإنجليزي الممتاز، دائما ما انهار البلوز خلال الـ45 دقيقة الأخيرة.. فما الأسباب التي تقف خلف ذلك؟
هذا ما يحاول FilGoal.com تسليط الضوء عليه، ولكن علينا العودة إلى البدايات أولا.
قبل بداية الموسم الجاري تولى فرانك لامبارد أيقونة النادي اللندني مهمة القيادة الفنية خلفا لماوريسيو ساري الذي اتجه صوب يوفنتوس. قرار تعرض للعديد من الانتقادات في ظل خوض فرانكي لتجربة تدريبية وحيدة رفقة ديربي كاونتي في الدرجة الأولى "تشامبيونشيب".
مثّل هذا القرار اتجاها جديدا لإدارة البلوز في ظل تعرضها لعقوبات منعتها من إبرام أي تعاقدات: مدرب شاب يُدرك جيدا هوية النادي وقادر على منح فرصة للشباب.
دخل تشيلسي الموسم دون أهم لاعبيه خلال السنوات الأخيرة، إدين هازارد، الذي اتجه صوب ريال مدريد، ورحل دافيد لويز إلى أرسنال، وداني درينكووتر معارا إلى بيرنلي.
رسم ذلك ملامح الموسم في لندن وصنع مؤشرا عن معاناة قد يواجهها مستقبلا، خاصة على الصعيد الدفاعي.
ربما يجب تسليط الضوء أولا على أسلوب لعب لامبارد لمزيد من الفهم.
اعتمد المدرب على خطة 4-2-3-1، مع رغبة في الاستحواذ على الكرة واستعاداتها سريعا لكن بطريقة أكثر مباشرة من أسلوب ساري: تمريرات سريعة، تقارب في الخطوط، وتحرك في المساحات وضغط كبير، مع تقدم الظهراء لتقديم الدعم هجوميا.. لكن فيم كانت المشكلة؟
رغبة لامبارد في لعب كرة مباشرة صنعت المشاكل، فالفريق استقبل الكثير من الهجمات المرتدة كنتيجة لفقد الاستحواذ في أماكن مهمة، ومواجهة يونايتد كانت خير دليل.
ظهرت تلك الملامح خلال موسم الإعداد بالتأكيد، فأمام بوروسيا مونشنجلادباخ مثلا استقبل الفريق هدفا نتيجة فقد الكرة أثناء بناء الهجمة.
هنا الحارس كيبا بدلا من التمرير الجانبي كما اعتاد مع ساري مرر بشكل طولي لمسافة أكثر من 40 ياردة صوب روس باركلي الذي فقد الكرة، بينما كان الظهراء قد تقدموا على الطرف، ليُخلق وضع أفضلية لـ4 لاعبين من مونشنجلادباخ أمام 3 من تشيلسي.
تكرر الأمر أمام سالزبورج.
كيبا يحاول تخطي ضغط المنافس فيرسل تمريرة طولية إلى كريستيان بوليسيتش الذي يفقدها لتذهب إلى لاعبي سالزبورج، وبينما يدافع لاعبو البلوز بشكل متقارب كان الجناح على الطرف الأيسر يتمتع بأريحية المساحة ليصنع هدفا.
إذا هنا ظهرت أوجه قصور تكتيكي، أثرت على أداء الفريق لاحقا.
تشيلسي ظهرت معاناته الدفاعية بشكل مبكر، ومع تقدم الظهيرين وتمركزهما على الأطراف، وبقاء لاعب وسط بالعمق بينما يتقدم الآخر تجلى افتقاد الفريق للعمق الدفاعي.
ومع أسماء ككورت زوما وأندريس كريستينسن والصاعد فيكايو توموري في خط الدفاع فإن الفريق زادت معاناته لافتقادهما عاملي الخبرة والجودة بالشكل الكافي.
والأخطاء بالطبع ظهرت بوضوح في النصف الثاني من المباراة مع افتقاد التركيز وتراجع اللياقة البدنية.
تلك الأخطاء كانت أول ما تسبب في غضب لامبارد إذ قال بعد الخسارة برباعية أمام يونايتد "4 أخطاء بـ4 أهداف، علينا أن ننتقد أنفسنا. سيطرنا على الشوط الأول لكننا اتخذنا قرارات ضعيفة".
واصل فرانكي الحديث بصراحة عن أخطاء فريقه بعد التعادل مع ليستر والتفريط في التقدم، موضحا "الشوط الأول أظهر كيف أرددنا اللعب، وكان لا يزال أمامنا فرص أخرى بعد هدف ماسون ماونت، أما باقي المباراة فلم تكن بالطريقة التي أردنا اللعب بها".
"ليستر وضعونا تحت الضغط، ونحن لم نكن جيدين كفاية في الاستحواذ، وهذا ساعدهم لأننا لم نسجل الهدف الثاني.. في الشوط الثاني كان هناك الكثير من المساحات وهم فريق جيد في الهجمات المرتدة واستطاعوا إيذائنا".
"لم انتظر من لاعبيني أن يلعبوا بنفس الطاقة والقوة لـ90 دقيقة لكن ما توقعته أن يستحوذوا على الكرة بشكل أفضل، كان لدينا أفضل من ذلك".
لكن هل الأخطاء الدفاعية كانت سبب الإزعاج الوحيد لـ لامبارد؟
"الإرهاق أيضا كان عاملا في الشوط الثاني وأثر علينا بآخر المباراة ولكن ذلك لا ينفي أخطاءنا".
"أظن أننا جيدين بما يكفي كي نخرج هذا العامل من حسابتنا. يمكن أن نصبح أفضل مع الكرة، ولا أريد استخدام حجة الإرهاق".
في مواجهة شيفيلد يونايتد دفع لامبارد بالمدافع الشاب توموري ليصبح التشكيل الأصغر سنا للبلوز في تاريخ البريمييرليج لكنه دفع ثمن افتقاد الخبرة لاحقا بعدما فرط فريقه في تقدمه بهدفين نظيفين.
ثنائية تامي أبراهام لم تكفي للنادي اللندني، كالوم روبينسون سجل أولا مع بداية الشوط الثاني قبل أن يسجل كورت زوما بالخطأ في مرماه مع الدقيقة الأخيرة.
وحينها التفت لامبارد إلى لاعبيه الشبان قائلا: "الاعتماد على الشباب أمر لكن الفوز بالمباريات أمر آخر".
"المباراة كانت تحت سيطرتنا، إنه خطأنا فقد أهديناهم هدفا في الدقيقة الأولى من الشوط الثاني.. إنها قصة نعرفها بالطبع".
"كان يجب أن تكون تلك المباراة مريحة لكننا فرطنا في نقطتين، عنددما تتقدم بهدفين نظيفين عليك أن تفوز".
معدل أعمال لاعبي الفريق إجمالا يصل إلى 25.9 عاما خلال الموسم الجاري، وفي مباراة شيفيلد هبط المعدل إلى 23.8 عاما.
تشيلسي يمر بفترة انتقالية، وبالتأكيد لاعبي المدرب لامبارد بحاجة لمزيد من الوقت لاستيعاب أفكاره والتأقلم بشكل أكبر مع افتقاد البعض منهم للخبرات.
لكن تكرر تفريط الفريق في تقدمه بحاجة لمعالجة تكتيكية، وبدنية في ظل الضغط العالي المتواصل، ومعالجة نفسية مع المواهب الشابة التي تحتاج للحفاظ على اتزانها وثباتها.
تشيلسي الآن في المركز الـ11 برصيد 5 نقاط، ولا يبدو لامبارد تحت الضغوط بشكل كبير مع امتلاكه لفريق شاب يتمتع بالعديد من المواهب، لكن الأكيد أن المعاناة الدفاعية قد تستمر.
المصادر:
https://bit.ly/2mcRgeN
https://bit.ly/2lHUNS1
https://bit.ly/2kGq9IC
https://bit.ly/2lPrnRS
https://bit.ly/2kHCZWS
اقرأ أيضا:
مصطفى محمد.. الطفل الذي عشق الزمالك دون أن يدري
مدير الجبلاية المالي يكشف لـ في الجول سبب رحيله.. "سامورا السبب"
تغييرات في باريس سان جيرمان.. محاولة للإجابة عن 5 أسئلة