إعادة نشر
1840 بريطانيا تقرر قصف بيروت لإجبار محمد علي باشا على ترك الشام.. 1926 محاولة اغتيال فاشلة لبينيتو موسوليني.. 1931 الإيطاليون يلقون القبض على عمر المختار.. 1941 ألمانيا النازية تعلن الحرب على الولايات المتحدة الأمريكية.
1973 انقلاب عسكري في تشيلي بقيادة أوجستو بيونشيه يُسفر عن مقتل الرئيس سلفادور أليندي.. 1990 جورج بوش الأب يُلقي خطابا يهدد فيه باستخدام القوة لطرد الجنود العراقيين من الكويت.. 1965 مولد بشار الأسد.
1930 مولد أيقونة النادي الأهلي صالح سليم.. 1945 مولد أسطورة الكرة الألمانية فرانتس بيكنباور.. 1978 مولد أيقونة الكرة الصربية ديان ستانكوفيتش.. 1979 مولد لاعب منتخب فرنسا وبرشلونة السابق إيريك أبيدال.
لعلك تتساءل الآن ما الرابط بين تلك الأحداث المختلفة، التي وقعت في أعوام متفرقة، وما علاقتها بكرة القدم؟ حسنا، الإجابة بسيطة.. جميع هذه الأحداث وقعت في نفس اليوم.. الحادي عشر من سبتمبر.
إنه ذاك اليوم - الأقرب للذاكرة من بين الأحداث السابقة - الذي شهد الهجوم على برجي مركز التجارة العالمي ومبنى وزارة الدفاع "البنتاجون" في فيرجينيا عام 2001، من قبل تنظيم القاعدة بزعامة أسامة بن لادن، الشخص الذي تناولته وسائل الإعلام من أكثر من زاوية منذ ذاك الحدث الذي غير من معالم وسياسات العالم الأجمع.
تظل إحدى أكثر الزوايا لفتا للنظر في حياة الرجل، الذي أعلن الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما قتله في مايو 2011، هي عشقه لكرة القدم بل والسعي للاستفادة منها في تحقيق مكاسب - إرهابية - لتنظيمه.
ومع تزامن الذكرى الـ17 لأحداث 11 سبتمبر، يعيد FilGoal.com نشر قصة "بن لادن والكرة".
أصول القصة
الزمان: 15 مارس 1994
المكان: ملعب هايبري.
الحدث: مواجهة تورينو بكأس الكؤوس الأوروبية
لم يكن أرسنال قد وصل بعد إلى عصوره الذهبية، حينما كان يتولى المدرب جورج جراهام قيادة الفريق، ولكن ذلك لم يمنع الشاب الذي تخطى منتصف الثلاثينات من عمره ويزور لندن في رحلة عمل من تشجيع ناديه المفضل بل وحضور إحدى المباريات من الملعب.
بعدها بعامين تقريبا سيتجه بن لادن إلى أفغانستان من أجل توجيه تركيز تنظيمه نحو الولايات المتحدة.
يتحدث آدم روبنسون مؤلف كتاب "الإرهاب في الملعب" عن أن بن لادن حضر مواجهتي باريس سان جيرمان وتورينو في كأس الكؤوس الأوروبية، بل حدد مكان جلوسه قائلا إنه كان يتواجد في مدرج End Clock بملعب هايبري الشهير.
الأمر لم يتوقف عند هذا الحد، بل قرر الشاب السعودي التوجه إلى محل بيع منتجات المدفعجية واشترى قميصا للمهاجم إيان رايت ولحاف عليه صورة المدافع نايجل وينتربورن، ويشير روبنسون إلى أن بن لادن أهدى قميص رايت إلى أحد أبنائه بعد ذلك.
موقع Arseweb المنتمي لجماهير النادي اللندني وضع بن لادن على قائمة المشاهير الذين يشجعون ناديهم، إلى جوار الزعيم الكوبي فيدل كاسترو ورجل العصابات البريطاني "المجنون" فرانك فراسر والملكة إليزابيث الأم والسياسي روبرت ماكسويل.
في نوفمبر من عام 2001 انتشرت تقارير تشجيع بن لادن لأرسنال وهو ما دفع المتحدث الرسمي باسم النادي اللندني للرد عليها، وقال: "بوضوح، لن يكون مرحبا به في ملعب هايبري مستقبلا".
وتكشف صحيفة تليجراف في نفس التوقيت عن أن صحيفة إيطالية سألت الكاتب نيك هورنبي، أحد كبار مشجعي أرسنال ومؤلف كتاب "حياة مشجع"، بشأن إن كان متواجدا في مواجهة تورينو، هورنبي أجاب بأنه كان حاضرا ولكن لا يتذكر رؤية رجل طويل بلحية سوداء كبيرة.
وتتساءل تليجراف "هل كان حقيقة صحفي إيطالي؟ أم أنه من المخابرات الأمريكية CIA ويحاول التوصل إلى بعض الخيوط؟ الوقت وحده من سيكشف لنا".
وتواصل الصحيفة في تقريرها "الحقيقة الوحيدة في الوقت الحالي أن بن لادن قضى واحدة من أزهى فترات المدفعجية عبر تاريخه في الكهوف".
"الأسبوع الماضي قال في حوار مسجل (أحب الموت كما تحبون أنتم الحياة) حسنا، هذا يتشابه كثيرا مع عصر جورج جراهام في أرسنال (الصحيفة تقصد السخرية من الأخير)".
"الكثير من الأشياء تغيرت منذ آخر مرة شاهد فيها أسامة فريقه المفضل. ديفيد سيمان ظهرت له ضفيرة من الشعر، توني آدامز أصبح عازف بيانو، جراهام تولى تدريب توتنام وراي بارلور انضم للمنتخب الإنجليزي".
أكثر من لعبة
عشق بن لادن للكرة لم يتوقف عند حد التشجيع بل امتد لما هو أبعد من ذلك.
تشير تقارير إلى أن زعيم تنظيم القاعدة كان يستخدم كرة القدم في العمل من أجل التعرف عمن هو قادر على العمل مع مجموعة أو عمن يتمتع بصفات القيادة.
"الكرة كانت وسيلته لتعزيز الصداقة مع آخرين".. بليتشر ريبورت
صحيفة "صن" البريطانية زعمت في أحد المرات أن الرجل السعودي يُبقي على بعض الأطفال في مسكنه الذي تحيطه أسوار طولها 15 قدما من أجل فقط أن يتشارك معهم في لعب كرة القدم.
عودة للطفولة
خالد باطرفي صديق الطفولة لأسامة بن لادن وأحد أعضاء تنظيمه عاد بالذاكرة عدة عقود إلى الوراء في حوار مع صحيفة ميرور ليتحدث عن الطفولة التي جمعتهما.
ويحكي "في الصيف، وبعد صلاة الفجر في المسجد كنا نذهب معا للعب كرة القدم، كنا كفتيان نتجادل مع بعضنا البعض: هذه الكرة ركلة حرة، لا هذه هدف.. وهكذا، ولكنه كان الشخص الوحيد الذي لا يتجادل ولا يتشاجر".
"كان يلعب الكرة فقط من أجل المتعة، وكان يرفض الدخول في شجار مع أي منا.. عندما كان نلعب كان دائما ما يُحضر أسامة ساندوتشات من التونة والجبن للاعبين الآخرين، كان يفعل ذلك حتى في الأيام التي يصوم فيها".
ويتابع الكاتب لورانس رايت في كتابه "أبراج تلوح في الأفق" الحديث عن طفولة بن لادن.
ويقول: "التزامه ورباطة جأشه جلبا له بالاحترام. وبعيدا عن التواضع فقد توقف عن ارتداء شورتات كرة القدم العادية وقرر ارتداء السراويل الطويلة، واحتراما لمعتقداته اتبع اللاعبون الآخرون خطاه".
"كان عادة ما يذهب للعب الكرة في أحياء جدة الفقيرة، وكان يُقسم زملاءه إلى مجموعات من اللاعبين على أسماء صحابة النبي محمد، وكانت مجموعة أبو بكر الصديق -التي يتواجد بها - دائما ما تفوز".
ويؤكد الصحفي في sabotagetimes جون سبيرلينج أن أسامة كان حارس مرمى موهوب في صغره.
الكرة والبحث عن مكاسب لتنظيمه
في عام 1998 أعلن بن لادن تأسيس "الجبهة العالمية للجهاد ضد اليهود والصليبيين" بعدما انضم إليه أيمن الظواهري زعيم تنظيم "الجهاد العسكري الإسلامي" وواحد من أهدافه الأولية كان تنفيذ مخطط بمونديال 98 في فرنسا.
الخطة كانت تنفيذ أعمال تفجيرية في لاعبي المنتخب الإنجليزي والأمريكي خلال البطولة بحسب ما يكشف الجزائري أحمد الزاوي عضو الجبهة الإسلامية للإنقاذ.
ويقول الزاوي في كتاب "المجد أو الموت: التاريخ المظلم لكأس العالم": الشيخ باركه الله، طلب منا مراقبة تحركات ديفيد سيمان وألان شيرار لاعبا المنتخب الإنجليزي، بجانب جلين هودل مدربهم".
"كما لفت أنظاره اثنان من اللاعبين الشباب الذين سيصبحون مشهورين للغاية فيما بعد، وهما ديفيد بيكام ومايكل أوين.. اقترحنا حينها أن يتوجه أحد الرجال إلى سيمان ويفجر نفسه وتكون تلك الإشارة لباقي الأخوة لبدء باقي العملية".
التخطيط أيضا كان يهدف إلى تواجد بعض الخلايا النائمة في ملعب فيلودروم بمارسيليا أثناء مواجهة تونس وإنجلترا، بالإضافة لبعض المتطوعين المتواجدين في أرض الملعب والذين بمجرد إشارة البدء كانوا سيتوجهوا إلى دكة الأسود الثلاثة وللجماهير الإنجليزية.
أما بشأن المنتخب الأمريكي فقد كان المخطط يهدف إلى استيلاء بعض عناصر التنظيم على ملابس للعاملين بفندق إقامة المنتخب وتنفيذ عملياتهم ولكن المخابرات الفرنسية استطاعت أن تكشف هوية تلك العناصر وتصادر مواد متفجرة وآلاف الدولارات والأسلحة لتفشل المهمة.
حمدا لله أن الهجوم الإرهابي فشل في النهاية وإلا لافتقدنا العديد من نجوم العصر الذهبي لكرة القدم، وقبلها الآلاف من الأرواح البريئة.
ولكن بعدها بشهرين فقط كان تنظيم القاعدة ينجح في تفجير السفارة الأمريكية بنيروبي ليسفر عن مقتل 224 شخصا.
ويدعي يوسف بودانيسكي أستاذ العلوم السياسية الأمريكي ومؤلف كتاب "بن لادن: الرجل الذي أعلن الحرب على أمريكا" أن هذا الهجوم جاء بسبب "الفشل في تنفيذ أهداف أولية في الهجوم على فريقين بكأس العالم".
روابط القاعدة مع الكرة لم تتوقف عند المحاولة السابقة.
يومان بعد حادثة الحادي عشر من سبتمبر ألقت قوات الشرطة البلجيكية القبض على اللاعب التونسي نزار الطرابلسي والذي كان يلعب في ألمانيا سابقا.
الطرابلسي الذي التقى مع بن لادن في أفغانستان أسس خلايا عدة عبر أوروبا واستهدف تفجير السفارة الأمريكية في بروكسل عبر سيارة مفخخة قبل أن يُلقى القبض عليه ويتعرض للسجن 10 سنوات.
ولكن ارتباط بن لادن بالملاعب لم ينته بعد وفاته، وجماهير هانزا روستوك الألماني رفضت أن تمر ذكراه مرور الكرام، في سبتمبر 2016.
يومان قبل الذكرى الخامسة عشر لأحداث 11 سبتمبر، قررت جماهير الفريق الألماني المتواجد بالدرجة الثالثة أن ترفع لافتة عليه صورة زعيم تنظيم القاعدة لتشتعل الأمور وردود الأفعال على هذا التصرف.
منطقة الفريق الواقع في ألمانيا الشرقية تعرضت لقصف مكثف بالقنابل أثناء الحرب العالمية الثانية ويبدو أن ذلك ما دفع جماهير الفريق لهذا التصرف الذي وصفه مدير النادي روبيرت مارين "تصرف غبي للغاية".
لم تكن تلك المرة الأولى ففي 2011 رفعت نفس الجماهير لافتة بن لادن وكتبت عليها "تأهلنا" بعد صعود الفريق إلى الدرجة الأعلى.
في النهاية وبعد أعوام رحل بن لادن ورحلت معه العديد من القصص والزوايا المختلفة عن حياة رجل أثار دائما الجدل وكان سببا في قلب الأوضاع رأسا على عقب بالشرق الأوسط.
اقرأ أيضا:
مصطفى محمد.. الطفل الذي عشق الزمالك دون أن يدري
مدير الجبلاية المالي يكشف لـ في الجول سبب رحيله.. "سامورا السبب"
تغييرات في باريس سان جيرمان.. محاولة للإجابة عن 5 أسئلة