معركة ميتشو ضد ديسابر.. أو لماذا ظهر الزمالك بهذه القوة وبيراميدز بهذا الضعف
الإثنين، 09 سبتمبر 2019 - 13:47
كتب : فادي أشرف
ما الذي يجعل مواجهة من المفترض متكافئة تنتهي باكتساح فريق لآخر، سواء على مستوى النتيجة أو الأداء؟
هناك إجابتان محتملتان، الأول هو تفوق جماعي وفردي لكل عناصر الفريق المنتصر على الفريق المهزوم، أو مجموعة من الأخطاء القاتلة من مدرب الفريق المهزوم ونجاح منقطع النظير لمدرب الفريق المنتصر.
وعلى استاد برج العرب يوم الأحد، تضافرت كل تلك الأسباب في نهائي كأس مصر فاكتسح الزمالك بيراميدز بثلاثية نظيفة وحصد لقب الكأس.
ميلوتين سريدويفيتش "ميتشو" المدير الفني للزمالك بدأ بتشكيل معتاد بعيدا عن اختياره محمد عبد الشافي بدلا من عبد الله جمعة في مركز الظهير الأيسر نظرا لإصابة الثاني بإجهاد.
أما سيباستيان ديسابر، فخير طريقة 4-3-3 بوجود عبد الله السعيد وإريك تراوري أمام نبيل عماد "دونجا"، مع التزام تام من رجب بكار ومحمد حمدي بالأدوار الدفاعية.
ولكن فجأة، بدا أن بيراميدز يلعب 4-1-4-1، ولكن الثنائي السعيد وتراوري معزول تماما عن بقية الفريق.
ميتشو يشل بيراميدز
سلاح ميتشو في شل حركة بيراميدز كان بالسيطرة على الثنائي السعيد وتراوري.
عبد الله السعيد كان مهمة طارق حامد طوال المباراة، وبالفعل نجح تماما في ذلك الأمر حيث لم يساند السعيد فريقه هجوميا، ولم يساعده جهده على مساندة دونجا دفاعيا.
أما تراوري، فبحثه عن المساحات دائما أبعده عن عمق الملعب وإلى أحضان محمد عبد الشافي ومحمد عبد الغني.
وبالتالي، استفرد فرجاني ساسي ويوسف إبراهيم "أوباما" دائما بنبيل عماد "دونجا". كرة الهدف الأول تكررت أكثر من مرة قبله، إنذارات لم ينتبه لها ديسابر.
أخطر ما يمكن أن يتعرض له أي منافس للزمالك هو ترك مساحة لفرجاني ساسي والكرة معه ووجهه للمرمى لما يملكه التونسي من رؤية للملعب ودقة للتمريرات، ولكن ماذا عن ترك وسط ملعب خالي تماما أمامه؟
50% من تمريرات ساسي كانت للأمام، وكرة الهدف الأول تلخص أدائه ضد بيراميدز.
ديسابر لم يفطن لخلو وسط ملعبه وسهولة اختراق ساسي له والمساحة التي يتسلم فيها أوباما الكرة.
ربما قبل الهدف الأول فقط ظهرت بعض الملامح الهجومية لبيراميدز، وهو ما حدث عندما استطاع تراوري أخيرا التسلل إلى عمق الملعب في مساحات نادرة تركها الزمالك أمام خط دفاعه.
لم يكن خطأ ديسابر وحده
طين بيراميدز زاد بلة بابتعاد تقريبا كل لاعبي الفريق عن مستواهم خلال المباراة.
ديسابر ارتأى خطورة الزمالك من على الطرفين فشدد على رجب بكار ومحمد حمدي بعدم التقدم، وبالتالي كانت الكرة تصل كثيرا لإبراهيم حسن أو إسلام عيسى في عمق الملعب دون وجود أي مساندة من الظهيرين، مع سيطرة دفاع الزمالك التامة على جون أنتوي وابتعاد عبد الله السعيد عن الكرة بسبب إنهاكه من رقابة طارق حامد المستمرة، تنتهي هجمة بيراميدز قبل أن تولد.
في المقابل، كان يجب أن تمنح تلك الخطة ديسابر صلابة دفاعية على الطرفين، ولكن رجب بكار تم المرور منه 5 مرات ومحمد حمدي تم المرور منه 3 مرات، وهنا نتحدث عن مواقف الواحد ضد واحد فقط دون الحديث عن المرات التي تعاون فيها شيكابالا والنقاز، أو عبد الشافي وبنشرقي، في الوصول لأقرب منطقة لأحمد الشناوي للعب العرضيات لمصطفى محمد.
ودون مساندة حقيقية من إسلام عيسى أو إبراهيم حسن، بدا بكار وحمدي هدفين سهلين لمراوغات بنشرقي وشيكابالا وأوناجم من بعد ذلك، خاصة وأن الدفاع ليس مهارة الظهيرين الهجوميين الكبرى.
وهنا، تعرض دونجا لظلم كبير، فلا هو ساند الظهيرين أو حمى دفاع فريقه من العمق فظهر في أقل مستوياته.
فلسفة ميتشو الهجومية
ميتشو لديه مجموعة من السحرة في الخط الأمامي، يتقدمهم شيكابالا الذي صنع الهدف الأول باستلام رائع وصعب لكرة فرجاني ساسي.
يبدو وأن الصربي منح الرباعي الأمامي فرصة أكبر للارتجال في إطار هجومي محدد للفريق. بمعنى أنك لا تجد لاعبا يحافظ على الكرة بشكل مبالغ فيه ولكنه في المقابل لن يمرر الكرة لنفس اللاعب في كل هجمة، فتارة تجد بنشرقي يتعاون مع مصطفى محمد وتارة أخرى تجد شيكابالا في جملة مع أوباما وهكذا دواليك.
تلك القدرة على الارتجال تمنح الزمالك تنوعا هجوميا فريدا، حيث تجد الفريق قادرا دائما على التهديد من العمق، وفي نفس الوقت يمكنه ضرب خصومه من على الطرفين خاصة في وجود ظهير أيمن ذو عرضيات دقيقة مثل حمدي النقاز.
ماذا يحتاج بيراميدز؟
مزيد من التوازن، بيراميدز سيطر على الكرة بنسبة 53% ولكنه فشل في صناعة الخطورة لأنه يفقد الكرة سريعا، ويقضي وقتا طويلا في محاولة استعادتها، بل وفي الشوط الثاني شكلت معظم هجمات الزمالك خطورة كبيرة.
هل كان خطأ ديسابر في ترك دونجا وحيدا أمام ساسي وحامد، هل كان يجب أن يدعمه بمحمد فتحي مثلا مع التضحية بأحد عناصره الهجومية مثل إبراهيم حسن أو إسلام عيسى، ربما قرار كهذا كان سيمنحه بعض التوازن أمام وسط هجومي كاسح للزمالك، وفي بقية الموسم الذي سيواجه فيه تحديات صعبة مثل مواجهة الزمالك.
هذا التوازن قد يجعل استفادة ديسابر أكبر من جون أنتوي الذي لن يقدم لبيراميدز الكثير طالما بقى بعيدا عن مرمى الخصم، فأمام الزمالك لا ضغط الغاني على محمود علاء ومحمد عبد الغني عند بناء الهجمة ولا استغل فرصتين سنحت له في وجود مساحة أمامه للتسديد أو صناعة الخطورة. كلما ابتعد أنتوي عن المرمى كلما ابتعد عن مستواه الذي أهله لتسجيل 11 هدفا مع المقاصة في الموسم الماضي.
مع وجود قوة دفاعية أكبر لبيراميدز في وسط الملعب، يمكن لديسابر تقديم مهاجمه ولاعبي وسطه الهجوميين للأمام، أقرب لمرمى الخصوم.
اقرأ أيضا
مصدر باتحاد الكرة لـ في الجول: مفاضلة بين اسمين لمعاونة إيهاب جلال.. وموقف الحضري
فيديو في الجول - ما الذي يميز ميدو بين المرشحين لتدريب المنتخب
ميتشو: من الشرف لي تدريب شيكابالا أسطورة الزمالك والكرة المصرية.. اللاعبون أبطال حقيقيون
رئيس الزمالك: شيكابالا قطعة ألماس أزحت التراب عنها.. والشناوي أضحوكة