كتب : زكي السعيد
عبّر عن سعادته بالعودة حيث يتواجد أصدقاؤه، المكان الذي حقق فيه أهم نجاحاته، قبل أن تطارده الإصابات ويبتعد عن الأضواء خلال عامين في المنفى.
نيمار لوّح للصحفيين الذين اشتاق رؤيتهم، غادر قاعة المؤتمرات رفقة جوسيب ماريا بارتوميو، وضربة قوية على رأسه تكفلت إبعاده عن وعيه.
*****
يستعيد نيمار إدراكه بمشقة، يواجه صعوبة كبيرة في تذكُر ما حدث، يحاول تحريك يده فيجدها مكبلة، يشيح بنظره لكنه يصطدم بعينين معصوبتين.
يسمع وقع الخطوات من حوله، مألوفة للغاية إذ اعتاد ترصدُها على أرض الملعب، يميّزها من بين 100 ألف هتاف في كامب نو، لطالما انتظر تلك الخطوات الراكضة حتى يخطو خطوته التالية في الهجمة المصيرية.
تُنزَع العصابة من على عينيه، صدمة الأضواء الخافتة تمنعه من تبيُن الوجوه مباشرةً، ويحتاج إلى بضع ثوانٍ ليدرك حقيقة الوضع.
تلك الوجوه التي لم ير منها سوى الابتسامات سابقا، انقلبت وجوها يفر الهلع أمامها رُعبًا.
أهلا بكم في مسرحية نيمار، في غرفة سرية لملعب كامب نو، حيث لا قدرة لـ نيمار سنيور على إنقاذ نجله.
الشخصيات: نيمار جونيور، جوسيب ماريا بارتوميو، ليونيل ميسي، لويس سواريز، أنطوان جريزمان، جيرارد بيكيه.
***
نيمار: ماذا فعلتم؟ لماذا أنا مقيّد؟ الدماء تسيل من رأسي، أحضروا طبيبا، أين أبي؟ ليو، ماذا يحدث؟
لم يتلق نيمار إجابة واحدة على أي من تساؤلاته، فقط النظرات الحادة كانت ما زاد جروحه عمقا.
بارتوميو: هل ظننت حقا أننا صنعنا كل هذه الجلبة لإعادتك لأننا نحتاجك؟
نيمار: ماذا تقصد؟
بارتوميو: فكّر يا نيمار، أم أنك فرطت في عقلك يوم أن اتخذت ذاك القرار الأحمق قبل عامين ولم تنجح أبدا في استعادته؟
نيمار: لا أفهم أي شيء، أجننت؟
بارتوميو: مجنون واحد فقط موجود في هذه الغرفة الموحشة، إنه الشخص الذي فرّط في قميص أعظم نادٍ بالعالم، وذهب إلى دوري ضعيف يُحسَم دون أن يُلعَب لتمثيل فريق لا يتخطى دور الـ16 في دوري أبطال أوروبا.
نيمار: هذا كابوس، لا أصدق أنكم دمرتم ميزانيتكم وتكبدتم مبلغا ماليا خرافيا وفرطتم في 3 من أهم لاعبيكم، حتى تجلسوني في هذه الغرفة!
بارتوميو: نحن أكثر من مجرد نادٍ يا نيمار، أظننته شعارا نطبعه على جدراننا دون أن نعتنقه في داخلنا؟ ألهذه الدرجة فرطت في تعاليمنا؟
نيمار: ليو… لويس… أتسعمون ما يردده هذا المخبول؟
ميسي: ستنال ما تستحقه يا نيمار…
نيمار: ليو! أنت صديقي! لقد حافظنا على علاقتنا رغم كل تلك الأزمات، ماذا تفعل؟
ميسي: ما فعلته أهانني شخصيا يا نيمار، أي ظل تهرب منه في باريس؟ ألا تعرف أن ظلي يغطي الكوكب بأكمله؟
نيمار: …
ميسي: أتظن أنك قادر حقا على مناطحتي بالانتقال إلى نادٍ آخر! أنا أجعل من حولي نجوما، أنا البطل هنا، وسأظل بطلا مهما ابتعدت، لا أتأثر بقدوم لاعب ورحيل آخر.
نيمار: لكني لاعب طموح، وكان عرضا لا يُرفَض، ظننت أن بعضا من الحرية والمميزات داخل وخارج الملعب ستساهم في توهج اسمي.
بارتوميو: وفي النهاية دخلت ظل مراهق في الثامنة عشر من عمره، وداومت على الابتعاد عن الملاعب كلما اقترب الموسم من مرحلته الحاسمة. لقد عاديتنا أمام القضاء يا نيمار، وكسرت كل سبل العودة، أنت لا تنتمي لـ برشلونة، ولن تفعل أبدا.
نيمار: كيف تقول ذلك بعد تمردي على باريس طوال الصيف؟ لقد خاطرت بمسيرتي حتى أعود إلى برشلونة.
بارتوميو: أيها المخادع، لقد فتحت خطوط اتصال شرسة مع إدارة ريال مدريد، والدك انهال بمكالمات متتالية على بيريز وهم أوصدوا الباب في وجهك. لم تلب رغبتنا من الأساس وتخرج معلنا عن رغبة صريحة بالعودة إلى صفوفنا، دعك من ألاعيبك ووفرها للسقوط والتحايل في مناطق الجزاء.
نيمار: لويس… حتى أنت؟ أنا صديق العائلة، دعك من كرة القدم وكل هذا الهراء.
سواريز: هراء؟ أتسمي ثلاثيتنا الخارقة على أرض الملعب هراءً؟ لقد صنعت لك الماته بيدي يا رجل!
نيمار (ساخرا): نعم، الماته، كافاني ودي ماريا يجيدان صنعها أيضا.
يتلقى نيمار ضربة مفاجئة على رأسه بيدٍ لا يميّز صاحبها حتى يتقدّم الأخير من الظلام إلى مسقط الضوء.
نيمار: جريزمان؟! وماذا بيني وبينك؟!
جريزمان: أولا، عندما تتحدث عن الماته، فأظهر بعضا من الاحترام.
ثانيا، ماذا أنت فاعل في فريقي؟ ألم تسمع أن برشلونة تعاقد معي دون أن يفكر؟ رفضتهم مرة وهرولوا خلفي ثانية، لقد ثمّنوا انتمائي إلى أتليتكو في العام الماضي وعرفوا أنني لا أسعى خلف الأموال. والأمر الأهم، أين ستلعب؟ ألم تلحظ أن خطنا الهجومي اكتمل بالفعل؟
بارتوميو: تذكرتنا الآن يا نيمار بعد أن صنعنا ترسانة هجومية جديدة؟ استغرقنا عامين حتى نتعافى من آثار هروبك الغاشم، تركتنا نتنقّل بين رعونة ديولوفيو وعشوائية الحدادي وإصابات رافينيا. حتى أموالك الغزيرة التي تركتها خلفك، كانت ملعونة، أحضرنا بها لاعبين عالميين، فتحوّلا إلى شبحين.
نيمار: أريد أبي…
ميسي: له معنا حساب آخر بالمناسبة.
نيمار: دعوني أرحل…
يأتيه صوت غاضب من حيث لا يدري: "بل ستبقى".
نيمار: جيرارد؟؟؟
بيكيه: ستبقى… ستبقى يا من جعلتني أضحوكة، ستبقى بحقٍ هذه المرة، ستبقى حتى نقتص منك.
نيمار: جيرارد صديقي، أنت أكثرهم برودا، ألن تخلّصني؟
بيكيه: أنا أكثرهم تضررا، لقد غامرت بسمعتي واستعطفتك علنا أمام العالم، وأدفع ثمن هذه الصورة حتى يومنا هذا.
أنت لا تدرك كم من مرة سمعت كلمة "سيبقى" في الشوارع والمطارات والملاعب، لو أقدر على محو تلك الكلمة من المعجم، لفعلت.
لا يمكنك التسبب لي بهذا الكم من الإحراج، لقد خلّدتني في مجلدات الحمقى أيها الخائن، سحقا لكرة القدم وللصداقات وللشؤون المالية، اليوم ستعتزل الحياة…
نيمار: ماذا تفعلون؟ اتركوني… توقفوا…
أُخمِدَت الأضواء على وقع الصرخات.
إقرأ أيضا
أكبر المصروفات والإيرادات وتبرع رئيس النادي.. دليلك لفهم ميزانية الزمالك بعد انطلاق الجمعية العمومية
أجيري خلال محاكمته في قضية التلاعب: الثقة المفرطة سبب تواجدي هنا
نهائي الكأس - كيف يسجل الزمالك مع ميتشو.. الخطر قادم من كل الاتجاهات
"المستحقات سددت".. رئيس الزمالك يرد على خطاب الإنذار بالاستبعاد من دوري الأبطال
نهائي الكأس – طارق يحيى: الزمالك أقرب للفوز من بيراميدز بشرط.. وتحدي صعب أمام ديسابر