هل بات الدوري الإنجليزي دائرا في فلك ليفربول ومانشستر سيتي
الثلاثاء، 03 سبتمبر 2019 - 23:03
كتب : لؤي هشام
مع نهاية الموسم الماضي في الدوري الإنجليزي الممتاز بدا وأن هناك مستجدات على الساحة ستصنع عهدا جديدا من المنافسة في المسابقة التي لطالما عُرفت بحدة التنافس.
مانشستر سيتي وليفربول ظهرا كفريقين لا يصعب فقط التنافس معهما وإنما الاقتراب منهما حتى.
الأول أنهى المسابقة بطلا برصيد 98 نقطة بفارق نقطة وحيدة عن ليفربول الذي جمع أكبر عدد نقاط في تاريخه العريق خلال موسم واحد.
ومثلما قالت هيئة الإذاعة البريطانية بي بي سي: "كرة القدم الإنجليزية لم تشهد شيئا مثل هذا من قبل".. وقد كان.
بإمكانك أن تتجاهل أن الصدارة تغيرت 32 مرة خلال الموسم الماضي، لكن ليس بإمكانك تجاهل أن أقرب رقم -على صعيد هذه الإحصائية- كان تغير الصدارة 28 مرة في موسم 2001-02. تبدلت الصدارة حينها بين 4 فرق، وليس فرقتين.
ليفربول وسيتي باتا أول فريقين يتخطيان حاجز الـ90 نقطة والأكثر انتصارا مجتمعين في تاريخ البريمييرليج.
وفي دلالة أكبر عما حدث الموسم الماضي فإن ما جمعه الريدز من نقاط احتلوا بها الوصافة كان أكثر بسبع نقاط مما حصده أرسنال في موسم اللاهزيمة الشهير 2003-04.
قد تطول قائمة الأرقام القياسية التي تحققت لكن الدلالة الأهم أن ذلك كان إعلانا عن عهد جديد في الدوري الإنجليزي، عقد تحوّلت معه المسابقة من البيج فور أو 6 إلى البيج تو.
بدا وأن الثنائي بمنأى عن باقي فرق المسابقة، يلعبان مع بعضهما البعض في دوري منفرد بينما تتقاتل باقي الفرق على مقاعد مؤهلة للمسابقات الأوروبية.
أقرب الفرق إليهما مثلا كان تشيلسي الذي احتل المركز الثالث بفارق 25 نقطة عن ليفربول.
"هذا الثنائي غيّر الطريقة التي نتخيل بها اللعبة".. هكذا علقت بي بي سي ببساطة.
كان ذلك انعكاسا للاستقرار الكبير الذي يعيشه الفريقان تحت قيادة المدربان بيب جوارديولا مع السماوي ويورجن كلوب مع الريدز، وبالتالي تشبع لاعبيهما بأفكارهما بشكل أكبر ظهرت ملامحه على أرضية الميدان.
عند مشاهدة سيتي بإمكانك الشعور بالدوران من التمرير المتتالي السريع للكرة وتبادل اللاعبين للمراكز وتحركاتهم التي لا تتوقف في الملعب، أما ليفربول فتشعر وكأنهم يلعبون بـ22 لاعبا من شدة الضغط الذي يطبقوه على منافسيهم.
مع الموسم الجاري يبدو أن الكثير من الأشياء لم تتغير.
ليفربول يحقق 4 انتصارات من 4 جولات وسيتي خلفه بفارق نقطتين بعدما حرمته تقنية الفيديو منهما أمام توتنام.
ومن بين كل الكبار يظل الثنائي محافظا على خطواته الثابتة بينما يبدو الآخرين متخبطين ومساراتهم متعرجة. ينعم الفريقان بالاستقرار والثبات فيما يعاني الأربعة الكبار الآخرين من النقيض.
"كان هناك شعور في الموسم الماضي بأن مانشستر سيتي وليفربول لم يسيطرا فقط على بقية الدوري الممتاز ولكن أنهم حطماه".. صحيفة تليجراف.
يفترض نظام FiveThirtyEight projection model، وهو برنامج قائم على نظام حسابي معقد لإظهار الاحتمالات، أن فرص مانشستر سيتي في الفوز بالدوري هذا الموسم 55%، في مقابل 32% لصالح ليفربول.
في المقابل منح هذا النموذج تشيلسي 5%، وتوتنام 4%، وكلا من مانشستر يونايتد وأرسنال 1%.. تُظهر هذه الأرقام الفارق الذي يتسع شيئا فشيئا بين الثنائي والآخرين.
لكن ما الأسباب التي تقف خلف ذلك؟
يبدو الأمر واضحا للجميع، فبينما حظى جوارديولا وكلوب بعدة أعوام للوصول إلى هذا المستوى بجانب قدرتهما على انتداب لاعبين ذوي جودة مرتفعة، ومشروع واضح، كان الآخرون يعانون من غياب الاستقرار والتفريط في أبرز لاعبيهم.
مانشستر يونايتد مثلا يبدو أنه لم يجد هدفه المنشود حتى الآن منذ رحيل أليكس فيرجسون في ظل غياب رؤية واضحة للمشروع الذي يريد أن يبني عليه عهده جديد، أما أرسنال فيمر بالمرحلة التي تلي رحيل أرسين فينجر بعد عقود من بقائه على رأس الإدارة الفنية.
تشيلسي كذلك يمر مشروعه بمرحلة جديدة في ظل العقوبات المفروضة عليه بالمنع في سوق الانتقالات، ومعها لجأ إلى الاعتماد على الشباب تحت قيادة فرانك لامبارد الذي يخوض أولى خبراته على هذا المستوى التنافسي.
في المقابل وإذا ما بدا توتنام الأكثر استقرارا على الصعيد الفني تحت إمرة ماوريسيو بوكيتينو فإنه يعاني كذلك من تراكم ديون النادي نتيجة إنشاء ملعبه الجديد، رغم التدعيم الذي حدث في الميركاتو المنقضي والذي لا يبدو تكراره سهلا.
يتفق المدرب المخضرم جوزيه مورينيو مع هذه الرؤية قائلا: "قبل 3 أو 4 أسابيع من الآن كان واضحا أن ليفربول ومانشستر سيتي سينهيان الدوري في المركز الأول والثاني، أو الثاني والأول".
وينضم جرايم سونيس أحد نجوم ليفربول إلى البرتغالي "ليفربول وسيتي أظهرا الموسم الماضي أنهما جيدين بفارق كبير عن أي فريق آخر".
ويضيف "يونايتد يحاول تقوية صفوفه وخاصة الخلفية وهو ما نجح فيه بالتعاقد مع هاري ماجواير، أما توتنام فأعتقد أنهم أنفقوا بعض الأموال، لقد كانوا يكتفون بالتهديد المواسم الماضية، وهو بحاجة لهذه الخطوة (ضم صفقات) لإضافة بعض التأثير".
"لا أرى أرسنال قادرا على المنافسة، بينما يبدو أن تشيلسي سيعاني من موسم صعب إذ فقدوا إدين هازارد أفضل لاعبيهم".
لم يكتف مانشستر سيتي بقائمته الكبيرة التي تضم أفضل لاعبي العالم في مراكزهم، بل سعى أيضا للتدعيم وتوفير البدائل المناسبة للمراكز التي تعاني من النقص، التعاقد مع رودري من أتليتكو مدريد مثالا كان لدعم فيرناندينيو -المتقدم في العمر- حال غيابه.
أما ليفربول فقد اكتفى بضم سيب فان دين بيرج (17 عاما) وهارفي إيليوت (16 عاما)، ومع الشكوك التي تحيط بعدم وجود بدائل يبدو كلوب قادرا على توظيف لاعبيه في أماكن مختلفة، وإن ظل التهديد الأكبر في الخط الأمامي الذي لا يتمتع ببدائل على نفس الجودة للثلاثي محمد صلاح وساديو ماني وروبيرتو فيرمينو.
تنتقل هذه الشكوك إلى الجانب السماوي ولكن في خطه الخلفي الذي قللت الإصابات ورحيل فينسنت كومباني من خياراته.
رغم ذلك يظل كلا المدربين قادرين على إيجاد منظومة تكتيكية تُخفي عيوبهما وتفرض أسلوبها على الخصوم وهو ما يبدو راسخا بعد مرور 4 جولات من المسابقة حتى الآن.
FilGoal.com اتجه إلى سؤال أدريان كلارك لاعب أرسنال السابق والمحلل التكتيكي في الموقع الرسمي للبريمييرليج، عن رؤيته للوضع الحالي للمنافسة، وهكذا كانت إجاباته.
هل انحصر سباق اللقب مبكرا بين الطرفين؟ "بالتأكيد السباق ينحصر بين طرفين، ليفربول وسيتي على مسافة بعيدة من الآخرين بجودتهما وتفوقهما. أرسنال يتحسن بعض الشيء ولكن في التحولات فقط، أما توتنام فمازال يعاني من بعض المشاكل مع مدربه أو لاعبيه".
"تشيلسي ينتهج سياسة شباب جديدة، ويونايتد يحاول التأقلم مع أسلوب جديد أيضا. ليفربول وسيتي تأقلما على أسلوبهما ويلعبان كرة على مستوى أعلى، إنهما في مستوى عالمي حاليا والباقي يحتاج لأكثر من عام كي يصل إليهما".
هل تحول الدوري إلى البيج تو؟ "نعم أخشى ذلك، لهذا الموسم على أقل تقدير، إنه عار كبير للبريمييرليج، باقي الفرق تحتاج إلى وقت طويل، هذا وقت ليفربول وسيتي. السباق على باقي المراكز الأربعة سيكون مثيرا مع انضمام ليستر سيتي وولفرهامبتون، المنافسة ستتحول مثل إسبانيا وحتى اسوأ إذ أن الليجا بها 3 مرشحين".
"هذه منافسة جديدة كبيرة مثلما كان في الماضي بين أرسنال ويونايتد. بيب وكلوب ثنائي قادر على إمتاع العالم وما يعجبني أنهما يلعبان كرة هجومية لكن بطرق مختلفة، إنه صدام بين أسلوبين يسيطر عليهما الهجوم. هذان الفريقان ربما الأفضل في العالم حاليا، هذا ما أؤمن به".
هل ستستمر هذه المنافسة بين الثنائي في المواسم المقبلة؟ "مع قادم المواسم ربما تصبح الفجوة أقل، أرسنال يجب أن يتحسن ويونايتد أيضا لكن في الوقت الحالي الفجوة ضخمة للغاية".
يدعم ستيفن وارنوك لاعب ليفربول السابق والمحلل التلفزيوني الحالي تلك النظرية لـFilGoal.com.
ويقول: "أعتقد أن الجودة التي يمتلكاها أكبر من باقي الفرق الأخرى، كلاهما يتمتعان بعقلية الفوز ويعرفان كيفية تحقيقه، سيتي سيطر على اللقب لموسمين وليفربول بطل أوروبي وأعتقد أنه سيكون بطل الدوري هذا الموسم".
"أما أرسنال ويونايتد وتشيلسي فهم لن يحتاجوا إلى سوق انتقالات واحد للوصول إلى مستوى الثنائي الآخر وإنما إلى 3 أو 4 أسواق انتقالات".
هل أصبحت مسابقة البيج تو؟ "أصبحت بالفعل المنافسة بينهما. لا أعرف كم من الزمن سيسيطرا على البطولة ولكن ربما يحدث مثل سيطرة يونايتد وأرسنال في الماضي. الأمر يتوقف على كم إنفاقك من الأموال ووضع باقي المنافسين كذلك".
"أرسنال مثلا يمتلك أسماء جيدة خاصة على الصعيد الهجومي وأثق أن أوناي إيمري -المدرب- قادر على تطوير الفريق بشكل أكبر. ليفربول كان بعيدا قبل أعوام ومع كلوب اختلفت الأوضاع".
وبعيدا عن رؤية المحللين والمدربين، يدلي هاري كين مهاجم توتنام والمنتخب الإنجليزي بدلوه، ويصر على المنافسة حُسمت بالفعل بين طرفين قبل بدايتها.
"ليفربول وسيتي وضعا معاييرا جديدة بنتائجهما".. فهل بات الدوري الإنجليزي دائرا في فلك ليفربول ومانشستر سيتي؟ هذا ما ستكشفه الأيام.
** شارك في التقرير إسلام مجدي
اقرأ أيضا:
معلول: لا تقلقني مشاكل فايلر مع التوانسة.. ومستمر مع الأهلي الأنجح في إفريقيا
مورينيو بعيدا عن أرض المعركة: أحببت دائما شعور كوني مجهولا
حين لعب جيري جارسيا ثلاثية البرونز في شباك السوفيت واستمعت ليتوانيا لـ Grateful Dead
مصدر في الأهلي يوضح لـ في الجول: هل يسافر الفريق إلى غينيا بطائرة خاصة
رسميا - الكشف عن شعار مونديال 2022
مدرب إسبانيا: سأتنحى لو قرر إنريكي العودة.. إنه صديقي قبل كل شيء