محمد سمير

دورة الألعاب الإفريقية بين التهويل والتقليل

اختتمت منافسات النسخة 12 من دورة الألعاب الإفريقية، برقم قياسي حققته البعثة المصرية في صدارة جدول الترتيب.
الإثنين، 02 سبتمبر 2019 - 17:24
بعثة مصر في دورة الألعاب الإفريقية

اختتمت منافسات النسخة 12 من دورة الألعاب الإفريقية، برقم قياسي حققته البعثة المصرية في صدارة جدول الترتيب.

حققت البعثة المصرية 273 ميدالية متنوعة بواقع 102 ذهبية و98 فضية و73 برونزية، كرقم قياسي جديد يسجل في تاريخ دورات الألعاب الإفريقية منذ انطلاقها عام 1965.

أنهت البعثة المصرية منافسات دورة الألعاب الإفريقية في الصدارة 7 مرات من أصل 12 نسخة أقيمت.

ولكن الرقم القياسي وتفوق مصر في أغلب الرياضات بتلك النسخة دفع المتابعين للحديث أكثر عن ذلك الإنجاز لكن انحصر الحديث بين التهويل والتقليل.

البعض قلل من قيمة الإنجاز لضعف المنافسين وعدم جدوى تلك الميداليات على المستوى الأولمبي.

بينما أشاد البعض الآخر بالإنجاز كونه حقق رقما قياسيا في تاريخ المسابقة مما دفعهم للتهويل بأنه خطوة نحو العديد من ميداليات أولمبية متوقعة.

ونستعرض لكم سويا ما أضافه ذلك الإنجاز إلى الرياضة المصرية وهل يستحق الإشادة بالفعل أم أن ذلك تهويل مبالغ فيه، وهل ذلك الإنجاز لا يضيف للرياضة المصرية لضعف المنافسين حقا أم أن له فوائد كبيرة؟

التقليل

في أي حال من الأحوال لا يمكن التقليل مما حققه أبطال مصر في دورة الألعاب الإفريقية.

نجحت مصر في حصد 273 ميدالية متنوعة وهو رقم قياسي قاري في تاريخ المسابقة منذ نشأتها، لذلك يحق للأبطال أصحاب الإنجاز الفخر بما حققوه.

حتى وإن كان التفوق المصري سائد في عدد كبير من الألعاب على حساب دول إفريقية، فهذه فرصة للاعبين لاحتكاك قاري قبل خوض المنافسات الدولية.

وأيا كان فمصر حققت استفادة كبرى من تلك المشاركة بعيدا عن الأرقام القياسية وعدد الميداليات.

الاستفادة:

حققت البعثة المصرية العديد من الاستفادات خلال المشاركة بدورة الألعاب الإفريقية الأخيرة.

بزوغ أبطال:

أتيحت الفرصة لعدد كبير من اللاعبين الشباب على فرصة الاحتكاك الدولي، وبزوغ أكثر من نجم يمكن العمل على تطوير مستواهم من أجل المنافسة عالميا.

على سبيل المثال، تألقت هانيا مورو السباحة المصرية صاحبة الـ 23 عاما وحصدت 7 ميداليات متنوعة.

وتفوقت هانيا مورو على جميع اللاعبين المشاركين في البطولة بعد الفوز بـ 4 ميداليات ذهبية و 3 فضيات.

شهدت البطولة أيضا تألق ضحى هاني لاعبة الريشة الطائرة والتي تبلغ من العمر 21 عاما.

ضحى حققت أربع ميداليات متنوعة، إذ فازت بذهبية زوجي السيدات وفضية زوجي المختلط وبرونزيتي فردي وفرق.

وكانت ضحى قد ضحت بحلم المشاركة في أولمبياد ريو 2016 بسبب انشغالها بامتحانات الثانوية العامة.

ولضحى فرصة قوية في التأهل إلى أولمبياد طوكيو 2020 وسيتحدد ذلك في الفترة بين أبريل ويونيو المقبلين.

التأهل إلى الأولمبياد:

حققت البعثة المصرية إنجازا تاريخيا بتأهل الثنائي محمد صفوت وميار شريف إلى دورة الألعاب الأولمبية في طوكيو بعد حصد الميدالية الذهبية للرجال والسيدات في منافسات التنس.

ويعتبر ذلك إنجازا بكل المقاييس لأنه يحدث للمرة الأولى في تاريخ مصر بالمشاركة أولمبيا في رياضة التنس.

ضمن الثنائي المشاركة في الأولمبياد بشرط أن يكون تصنيفهما ضمن أفضل 300 لاعب في العالم مع تصنيف بداية يونيو 2020، وهو الشرط المتوافر في الثنائي حتى الآن.

كما تأهل علي حسن وسما أحمد ثنائي منافسات قارب الكاياك إلى دورة الألعاب الأولمبية بعد الفوز ببرونزية منافسات 200 متر بدورة الألعاب الإفريقية.

وعلى مستوى رياضة تنس الطاولة، نجح منتخب مصر للرجال والسيدات في حصد ذهبية دورة الألعاب الإفريقية.

وبذلك ضمن منتخب مصر التأهل إلى الأولمبياد بالإضافة لمنح الفراعنة حق المشاركة بلاعبين في منافسات الفردي.

كما حققت العداءة المصرية بسنت حميدة إنجازا تاريخيا بالفوز بفضية سباق 200 متر وبرونزية 100 متر.

وأصبحت بسنت أول فتاة مصرية تحصد ميداليتين في تاريخ ألعاب القوى وضمنت التأهل لدورة الألعاب الأولمبية 2020.

احتكاك قوي:

نجح منتخب الكرة الطائرة الشاطئية في حصد ذهبية منافسات المسابقة في أول مشاركة له.

وهي فرصة قوية للمنتخب المكون من الثنائي فريدة العسقلاني ودعاء الغباشي للتحضير أمام الفرق الإفريقية قبل التصفيات المؤهلة لأولمبياد طوكيو 2020.

كما حصد منتخب كرة اليد الميدالية الفضية بعد الخسارة من منتخب أنجولا، ويعتبر ذلك احتكاك قوي لشباب مصر.

شارك منتخب مصر بمزيج من بدلاء المنتخب الأول وعناصر من منتخبي الشباب والناشئين.

وبعد إنجازات كرة اليد على مستوى الشباب والناشئين، يمنح ذلك الاحتكاك فرصة للاعبين قبل بطولة أمم إفريقيا في يناير المقبل.

التهويل:

لذلك أيا كانت المنافسة في دورة الألعاب الإفريقية فالتقليل من الإنجاز أمر غير منطقي.

ومع ذلك لا يمكن التهويل بشأن عدد الميداليات، فمن المستحيل أن تحقق بعثة مصر نفس عدد الميداليات في دورة الألعاب الأولمبية أو مقارنة ذلك بالأولمبياد بشكل عام.

الهدف من المشاركة بدورة الألعاب الإفريقية قد تم تحقيقه من قبل البعثة المصرية وهو التأهل إلى الأولمبياد في بعض الرياضات.

بجانب مشاركة عدد من الشباب لاكتسابهم خبرات، واحتكاك قوي في بعض المنافسات تحضيرا للبطولات الدولية والتصفيات المؤهلة للأولمبياد.

وقد حققت البعثة المصرية الغرض من المشاركة بل أكثر من ذلك.