كتب : محمد يسري
متعة ما بعدها متعة شاهدناها في دربي لندن بين أرسنال وتوتنام، وحراس المرمى لم يغيبوا عن المشهد فكانوا مؤثرين في نتيجة المباراة.
بيرند لينو حارس أرسنال وهوجو لوريس حارس توتنام أسهما في نتيجة المباراة بعدما أخطأ الأول وتألق الثاني.
البداية مع حارس أرسنال الذي اختبر أولا في اللقاء، وهو الاختبار الذي أسفر عن هدف توتنام الأول.
هنا ينفرد سون هيونج مين بـ لينو، الذي كان خارج مرماه وبدأ في اتخاذ خطوات للخلف للعودة للمرمى.
أثناء عودة لينو؛ سدد سون، والحارس الألماني لم يكن متوازنا في هذه اللحظة، وهو ما يظهر بمجرد النظر لقدمي لينو. القدم اليسرى ليست مرتكزة بالشكل الأمثل واليمنى متطرفة عن جسده بشكل أكبر من اللازم.
سوء وضع قدمي لينو نتج عنه تصدي خاطئ للكرة، لأنه لم يستطع أن يقوم بـ "فرد" جسده بشكل سليم وبالتالي لم يحصل على قوة كافية لإبعاد الكرة بيده؛ ليتابع كريستيان إريكسن الكرة في الشباك.
لكن يبدو أن أزمة لينو في إبعاد الكرة بيده لم تكن بسبب سوء وضع قدمه، لأنه كرر الخطأ مرة أخرى أيضا وكانت بداية الهدف الثاني لتوتنام.
لذلك يحتاج لينو أن يعمل بشكل منفرد مع سال بيبو مدرب حراس المرمى في أرسنال لكي يتطور في هذه النقطة، فعليه أن يُمسك بالكرة حين يستقبل التسديدات وإن لم يستطع فعليه أن يبعد الكرة في مكان لا يوجد به أي لاعب للخصم، وذلك ما يفعله أليسون بيكر حارس مرمى ليفربول.
هنا هاري كين يُسدد بقوة من مسافة بعيدة عن المرمى. كرة تبدو سهلة في التعامل معها خصوصا مع تمركز لينو بشكل جيد.
لكن لينو لم يذهب للكرة بالسرعة المطلوبة، نظرا لأنه يحتاج ثوان أكثر للوصول للكرة بسبب التكنيك الذي يتبعه في المحاولة للتصدي للكرة.
النتيجة كانت أن لينو لم يُسمك بالكرة، لتصل لسون الذي سيطر عليها ثم تحصل على ركلة جزاء سددها هاري كين.
وبالحديث عن ركلة الجزاء، فإن لينو لم يقرأ الوضع التشريحي لـ كين.
يُسدد كين ضربات الجزاء بقوة كبيرة ولم يُهدر أخر 4 ضربات سددها، لكن الوضع التشريحي لكين المتمثل في طريقة وقوفه قبل تسديد الكرة قد ينبئ عن الزاوية التي سيسدد بها.
هنا كين يقف وبالقرب من الكرة وبزاوية مغلقة نوعا ما.
كما أن لينو قرر أن يذهب للزاوية اليسرى قبل أن يسدد كين. ولو أن لينو كان من مدرسة حراس المرمى التي تفضل الذهاب للكرة بعد التسديد كان من الممكن أن يذهب في الزاوية التي سدد فيها كين.
لكن قوة تسديدات كين كما ذكرنا قد لا تجعل حارس المرمى ينتظر أن يسدد اللاعب ثم يذهب باتجاه الكرة؛ لذلك من الهام للغاية قراءة الوضع التشريحي للاعب.
مثلا كين اتخذ هذا الوضع من قبل في مباراة الدور الأول من الموسم الماضي، كان يقف بزاوية مغلقة باتجاه المرمى.
كما أن وضع قدمه اليسرى قبل أن يسدد كان ينبئ أيضا عن مكان التسديد لأنه ارتكز عليها.
وفي مباراة الدور الثاني في الموسم الماضي، اتخذ كين وضعا مختلفا عن الأوضاع السابقة، كان يقف بزاوية مفتوحة باتجاه زاوية لينو اليسرى، وهي الزاوية التي سدد فيها الكرة بالفعل.
لكن لينو نجح في التصدي لكرة رائعة من سون، بعدما سدد الكوري من الوضع طائرا.
تمركز لينو الصحيح سمح له باتخاذ رد الفعل المناسب بيده الأقرب للكرة وحولها لركنية.
أما لوريس فكان سببا في ألا يستقبل توتنام المزيد من الأهداف لقراراته الصحيحة وطريقته المثالية في التعامل مع كل الكرات التي سُددت على مرماه.
الاختبار الأول لوريس كان من نيكولاس بيبي، بعدما سدد الإيفواري الشاب كرة قوية من داخل منطقة الجزاء.
زاوية الرؤية لوريس كانت ضيقة للغاية نظرا لوجود لاعبي توتنام أمامه، لكنه كان متمركزا بطريقة سمحت له الوصول للكرة، وكان محظوظا لأن تسديدة بيبي في محيطه ولم تكن في مكان أبعد لأن لوريس كان يغلق الزاوية الضيقة بطريقة أكثر عن اللزوم مع ترك الزاوية البعيدة مفتوحة.
ولأن الكرة كانت قوية ومن مسافة قريبة لم يستطع لوريس الإمساك بها، لكنه كان موفقا لأن الكرة لم تذهب للاعبي أرسنال، ونجح في السيطرة عليها سريعا بمرونة عالية.
مرونة لوريس استمرت مع بداية الشوط الثاني بعدما أنقذ هدفا محققا لأرسنال من تسديدة ماتيو جيندوزي من داخل منطقة الجزاء.
لوريس تمركز بشكل رائع، لكن التمركز وحده لا يكفي لعمل تصدي رائع، بل الاستعداد أيضا. لاحظ ارتكاز لوريس على أصابع قدمه ليكون مستعدا للذهاب للكرة لحظة التسديد.
وبرد فعل هائل ومرونة ورشاقة كبيرة أنقذ لوريس الكرة.
قرارات لوريس السليمة استمرت في تعامله مع تسديدة داني سيبايوس.
كرة سيبايوس كانت قوية وغيرت اتجاها أثناء الذهاب إلى المرمى، ومع ذلك اختار لوريس التعامل مع الكرة بيده اليسرى -التي يتعامل بها لأن الحارس الفرنسي "أشول"- وحولها لركنية بعدما أبعدها براحة يده.
لاحظ حركة الكرة قبل الوصول للمرمى.
حتى في الهدفين، لا يُسأل لوريس عنهما بنسبة كبيرة.
في كرة الهدف الأول كان من الممكن أن يتصرف لوريس بشكل أفضل بالخروج من مرماه ومواجهة لاكازيت وتقليل المساحة معه وعدم السماح له بالتسديد، لكن عنصر الوقت قد يكون وقف ضده.
إلا أن وضع جسد لوريس في الهدف كان يجب أن يكون أفضل.
لوريس نجح فعلا في غلق الزاوية الضيقة، لكنه لم يقم بفتح جسده تحديدا أكتافه لكي يغلق المرمى بشكل أكبر، وقام بثني جسده بدرجة زائدة عن اللزوم.
عدم النزول إلى الأرض كان من الممكن أن يجعل لوريس يتصدى للكرة خصوصا وأنه لمست جانبه الأيمن قبل الدخول للمرمى، لكن تسديدة لاكازيت كان قوية، كما أن طول قامة لوريس (188 سم) لم يكن ليساعده في أن يغلق المرمى لأنه ليس ضخما مثل مانويل نوير (193 سم) أو جيانلويجي دوناروما (196 سم).
أما في كرة الهدف الثاني فالصعوبة تكمن في تمريرة جيندوزي.
مسار تمريرة جيندوزي كان سيذهب في الزاوية البعيدة للوريس لذلك كان يصب كل تركيزه على الذهاب بهذه الزاوية للتعامل مع الكرة، خصوصا وأن أوباميانج مراقب من يان فيرتونخين وتوبي ألدرفيرلد.
لكن أوباميانج نجح في التفوق على قلبي دفاع توتنام ووضع الكرة في الزاوية الضيقة، ليكون الوصول للكرة صعبا على لوريس.
أخطاء لينو قضت على آمال أرسنال في الخروج بنتيجة إيجابية من اللقاء، وهو ما قد يتكرر في المباريات المقبلة إذا لم يتطور الحارس الألماني ويحسن التعامل مع الكرات التي تسدد عليه تحديدا التي لا يجيد السيطرة عليها.
أما لوريس فقدم مباراة تعد من الأفضل له منذ فترة كبيرة وكان سببا في عدم خسارة توتنام بعدما أخطأ رفاقه في التصرف خلال مجريات اللقاء.
طالع أيضا
تقرير: مخيتاريان ينضم إلى روما
ساسي: لم أقابل مثل جماهير الزمالك
كيف حاول إيمري الانتحار في دربي لندن
كوكا يتسبب في ركلة جزاء ضد فريقه أمام بنفيكا
مالك لاريسا: الجمهور يقدس وردة