كتب : FilGoal
لماذا؟ لماذا تقدم توتنام على أرسنال 2-0 رغم الاستحواذ الكبير للأخير؟ سؤال دار في أذهان كل من شاهد دربي لندن.
الإجابة الأسهل هي أخطاء الدفاع. ولكن الأمر أكثر عمقا من ذلك بكثير.
أرسنال استحوذ بشكل كامل على أول 40 دقيقة من الدربي، ولكن هل تعلم كم مرة سدد على المرمى؟ صـــفر.
لم يسدد أي لاعب من صفوف أرسنال على مرمى هوجو لوريس في أول 40 دقيقة رغم السيطرة الكاملة على اللقاء.
في المقابل، سجل توتنام مرتين وتألق لينو حارس أرسنال أمام 3 تسديدات من لاعبي السبيرز، فلماذا حدث ذلك؟ الإجابة هي.. الستارة.
ستارة الضغط من أرسنال
إيمري اعتمد على الثلاثي تشاكا وجيندوزي وتوريرا في وسط الملعب. 3 لاعبين بنفس طريقة اللعب تماما.
أسلوب أرسنال ظهر بوضوح في أول 40 دقيقة وهو اعتماده على الضغط السريع على لاعبي توتنام، عند استحواذ الأخير على الكرة.
ستارة ضغط من ثلاثي الهجوم بيبي ولاكازيت وأوباميانج، ثم ستارة ضغط أخرى من الثلاثي تشاكا وتوريرا وجيندوزي.
انظر جيدا لطريقة دفاع أرسنال بداية من خط الهجوم.
قبل أن تقول إنها طريقة جيدة جدا، سأذكر معلومة بسيطة، تلك الصورة كانت لبداية الهجمة التي انتهت بهدف أول لـ توتنام.
نعم، ضغط أرسنال بأسلوب الخط الهجومي ثم الخط الدفاعي (لنطلق عليه لقب ستارة الضغط) ولكنه ضُرب بكل سهولة بسبب سلاح سري من بوكيتينيو.
سلاح التمركز
لا تهتم الآن بفعل سوكراتيس غير المبرر على الإطلاق وهو الاندفاع نحو هاري كين، ولكن صب تركيزك على تمركز سون.
سون يقف تماما خلف ثلاثي وسط أرسنال، يستقبل الكرة ويبدأ الاندفاع نحو خط دفاع المدفعجية.
والنتيجة كانت تمريرة أولى حاسمة لـ لاميلا والأخير سدد قبل أن تصل لـ إيركسن وتهز الشباك.
الهدف كان من الممكن تفاديه في حالة قرر سوكراتيس عدم الاندفاع على كين، وفي حالة قرر لينو الإمساك بالكرة.
ولكن لا تعتقد إن تمركز سون كان عشوائيا فنفس المشهد تكرر أكثر من 10 مرات في أول 40 دقيقة.
سون وإيركسن دمرا ستارة وسط أرسنال.
الحالة تكررت من جديد بعد الهدف مباشرة.
تشاكا وتوريرا وجيندوزي، ستارة ضغط أمام منطقة جزاء توتنام ولكن وبنفس الطريقة أيضا، لا أحد من الثلاثي يقطع الكرة ولا أحد من الثلاثي يغلق مساحات تمرير.
فماذا حدث بعد ضغطهم بهذا الشكل، النتيجة كانت كذلك – انظر للصورة المقبلة –
سون من جديد ينطلق خلف خط وسط أرسنال، وبنفس الأسلوب ينطلق مباشرة نحو منطقة جزاء المدفعجية.
الفرصة في النهاية لم تنته بهدف، بفضل تألق لينو أمام تسديدة صاروخية من سون.
أسلوب ضغط ثلاثي أرسنال ترك مساحات بالجملة في وسط الملعب، بسبب عدم اقتراب رباعي الدفاع من ثلاثي الوسط.
أرسنال وكأنه أنشق لنصفين، نصف عبارة عن 6 لاعبين يضغطون من الأمام، ونصف عبارة عن 4 لاعبين في الخلف، والمسافة بين الشق الأول والثاني عبارة عن إيركسن وسون.
هل ترى المساحة الفارغة تماما في وسط ملعب أرسنال؟ هذا المشهد لم يكن بسبب هجمة مرتدة من الأساس.
قبل الهدف الثاني لـ توتنام، تكرر نفس المشهد من جديد.
سون خلف ثلاثي الوسط وحيدا، ولكن حدث أمر مختلف. سون لم يحصل على الكرة، بل اخترق منطقة الجزاء دون كرة، ليحصل لاميلا على الكرة في الوسط.
ثلاثي الوسط عاد سريعا، فهل عند عودته أوقف الكرة؟ لا لم يحدث.
ألكسندر لاكازيت عاد من خط الهجوم لخط الوسط ليدافع أمام لاميلا، والنتيجة كانت ارتكابه لمخالفة تسببت بعد ذلك في حصول سون على ركلة جزاء ثم هدف جديد لـ توتنام.
نعم، تشاكا ارتكب مخالفة وصفها جاري نيفيل خلال تحليله في شبكه سكاي بـ "الساذجة للغاية". ولكن الأزمة لم تكن فقط في تشاكا.
لم يتفاجأ أي مُشجع لـ أرسنال من قرار تشاكا غير المبرر في منطقة الجزاء، لأنه أكثر لاعب ارتكب ركلات جزاء من أرسنال منذ انضمامه لـ الفريق، فلماذا المفاجأة من الأساس؟
جاري نيفيل لم يتفاجأ، ليقول "لا أعتقد إنني شاهدت أي مباراة لـ أرسنال ولم يرتكب تشاكا خلالها أخطاء مباشرة كلفت فريقه. هذا جنون".
هل يمكننا أن نقول إننا تفاجئنا برؤية تشاكا يرتكب مخالفة؟ بالتأكيد لا.
إيمري هو من اختار الاعتماد على تشاكا ولذلك إذا كرر الأخير ما يفعله دائما، فاللوم يكون على المدرب أيضا.
هذا هو ملخص أول 40 دقيقة. ثلاثي وسط لا يصنع أي فرصة ويترك المهام الهجومية لـ بيبي ولاكازيت وأوباميانج، وفي نفس الوقت لا يستخلص الكرة سريعا ويترك مساحات فارغة بالجملة بينه وبين خط الدفاع. سلاح انتحاري كاد ينهي آمال المدفعجية في المباراة لولا لاكازيت.
لاكازيت وبمهارة فردية نجح في هز شباك توتنام في اللحظات الأخيرة من الشوط الأول.
شوط شهد 3 تسديدات على المرمى من إيركسن وصناعة فرصة محققة ولمس الكرة 36 مرة، بينما لم يسدد أي لاعب من ثلاثي وسط أرسنال لأي تسديدة على المرمى ولم يصنع أي فرصة محققة.
وبنفس الأسلوب بدأ الشوط الثاني. شاهد مرة أخرى أين يقف سون في المساحة بين الوسط ودفاع أرسنال.
في الدقيقة 60 أدرك إيمري أخيرا ما يحدث في الدربي وإن سلاح الاعتماد على 3 لاعبين بنفس الأدوار في الوسط، لن يشفع له.
خرج توريرا ليشارك داني سيبايوس، وهنا اختلف حال أرسنال كثيرا.
الاستحواذ السلبي دون خطورة على المرمى، تحول لفرص بالجملة على مرمى السبيرز.
سيبايوس اندفع هجوميا ليصنع الفرص لثلاثي الهجوم قبل أن يخرج لاكازيت بسبب الإصابة.
خطة أرسنال تحولت كشكل توظيف اللاعبين داخل الملعب لتصبح أقرب لـ 4-1-2-2-1 بدلا من 4-2-3-1
رباعي الدفاع وأمامه تشاكا ثم الثنائي سيبايوس وجيندوزي ثم بيبي وميختاريان وفي الهجوم أوباميانج.
تحرر جيندوزي للهجوم رفقة سيبايوس ساهم في هدف تعادل أرسنال، بعد تمريرة رائعة من ماتيو إلى أوباميانج.
أرسنال ضغط بجنون بعد هدف التعادل الذي جاء في الدقيقة 70 والمباراة أصبحت جنونية ومليئة بالمساحات.
ما حدث جعل جوزيه مورينيو يتحدث أثناء تحليله للمباراة ويصف الأمور بـ"أمور لا تُصدق".
وقال مورينيو: "في آخر 15 دقيقة كانت هناك مساحات بالجملة في خط دفاع ووسط الفريقين. مساحات لا تُصدق".
أرسنال كان أخطر في تلك الدقائق ولم يستغل، وتوتنام اعتمد على المرتدات ولكن تغيير بوكيتينيو قلل كثيرا من فرص نجاح فريقه.
بويكيتينو قرر إخراج سون، ومن قبله لاميلا ودفع بـ ديلي آلي ولو سيلسو.
ديلي آلي لم يقف خلف وسط أرسنال، بل ذهب على طرف الملعب، وهنا أصبحت الأمور أقل خطورة لـ توتنام.
انظر جيدا لطريقة وقوف أرسنال في الصورة المقبلة.
سيبايوس وجيندوزي على خط واحد، وخلفهما تشاكا وخلف تشاكا مساحة بالجملة ولكن لا يوجد اللاعب الذي يستغل تلك المساحة.
خروج سون أراح وسط ودفاع أرسنال بشدة، ولكن في النهاية لم تتغير النتيجة. التعادل 2-2.
"يا لها من مباراة ممتعة لكل مشاهد في منزله، ولكنها كانت كالأزمة القلبية للمدربين بسبب المساحات".. مورينيو.
اقرأ أيضا:
بالفيديو – رغم عناد الاتحاد.. مصطفى محمد يقود الزمالك لنهائي كأس مصر
5 أشياء تعلمناها من فوز الزمالك العصيب على الاتحاد وبلوغ نهائي كأس مصر
طلعت يوسف: لياقة الاتحاد البدنية لم تكتمل بعد.. والفريق سيظهر أفضل بعد عودة الغائبين
عماد متعب يوجه تحية خاصة لـ مصطفى محمد
بالفيديو – بيل يعادل الظاهرة وينقذ ريال مدريد من هزيمة مؤكدة أمام فياريال