لا تدور الفكرة حول فلسفة أو أسلوب محدد وإنما عوامل ترسم شكل العلاقة وتُظهر الجانب الشخصي لهذا المدرب.. رحلة داخل رأس ريني فايلر.
النادي الأهلي أعلن تعاقده مع المدرب السويسري لمدة موسمين، على أن يأتي برفقته 3 مساعدين أجانب (طالع التفاصيل).
بداية فايلر التدريبية كانت مع فريق أرارو عام 2011 حينما تسلمه في الدرجة الثانية وقاده للصعود للدوري السويسري واستمر حتى عام 2015 معه، قبل أن يرحل لتدريب نورنبرج في الدرجة الثانية بألمانيا، ووصل إلى ملحق التصفيات لكنه فشل في التأهل إلى الدوري الألماني بعد الخسارة أمام إينتراخت فرانكفورت.
وفي عام 2016 تولى المدرب السويسري تدريب أندرلخت وحصد لقب الدوري معه وقاده لربع نهائي الدوري الأوروبي قبل توديع البطولة أمام مانشستر يونايتد الذي توج بطلا لها، ولم يسر موسمه الثاني بشكل جيد ليرحل بعد الخسارة من بايرن ميونيخ في دور المجموعات من دوري الأبطال.
تولى بعدها تدريب لوزيرن السويسري لفترة قصيرة خلال الموسم الماضي، كما أنه تقدم بسيرته الذاتية لتدريب الكاميرون من ضمن 77 مدربا فعلوا الأمر ذاته في شهر أبريل الماضي، قبل أن يتم اختيار كلارنس سيدورف.
هكذا ببساطة كان مشوار فايلر التدريبي، الذي إن كنت ترغب في التعرف على مزيد من تفاصيله، عليك قراءة (مدرب الأهلي - ريني فايلر.. "قد لا يكون الأمر سارا لعدد كبير من اللاعبين")
لكن ماذا عن أفكاره التكتيكية في أرض الملعب؟ وماذا عن بعض جوانب شخصيته في التعامل مع أفراد المنظومة؟
ذلك ما يحاول FilGoal.com تسليط الضوء عليه في هذا التقرير.
كانت 4-2-3-1 هي الخطة الأساسية لريني مع أراو الذي كان أول محطات مسيرته الاحترافية كمدرب.
ومع نورنبرج اعتمد فايلر على خطة 4-4-2 حيث تنوع أسلوب اللعب وفقا للوضع والمنافس.
لعب أحيانا بـ 4-2-2-2 مع ثنائي وسط دفاعي للتأمين، وأحيانا بـ 4-2-3-1 بشكل هجومي أكبر من سابقتها، وفي كلا الأسلوبين، كان التركيز على المهاجم نيكولاس فولكروج ولاعب الجناح الأيسر جيدو بورجستالر.
سجل الثنائي 14 و13 هدفا على الترتيب، وأصبحا واحدا من الثنائيات الهجومية الأكثر كفاءة في الدرجة الثانية الألمانية.
اعتمد الرجل السويسري على الثنائي هجومي (فولكروج - برجشتالر) الذي تمتع بقوة بدنية كبيرة وتحرك كثيرا خارج منطقة الجزاء، إضافة إلى خط وسط يقوم بالكثير من العمل ولا يتوقف عن الحركة، بينما يبدو خط الدفاع كوحدة واحدة، بحسب موقع vavel.
ويتحدث نفس الموقع عن المدرب فايلر قائلا: "مدرب هادئ للغاية ويتمتع برباطة جأش حتى عندما تسوء الأشياء".
داف بولتويس لاعبه السابق في نورينبرج قال في آخر مواسم مدربه "إنه مدرب جيد وقادر على استخراج كل شيء من الفريق. كما أنه محفّز عظيم".
"فايلر عمل على جانبنا النفسي والانضباط، ومع نهاية الموسم كانت لياقتنا البدنية جيدة للغاية لذا كنا قادرين على فعل أي شيء".
أما زميله يان بولاك فيشير إلى جانب آخر في المدرب "فايلر مازال قادرا على التطور، إنه شخص لطيف يمتلك الكثير من الإمكانيات".
"على الرغم من ذلك يضع أكبر تركيزه من اللاعبين الذين يلعبون وعليه محاولة تحفيز التشكيل بأكمله".
يشيد موقع outsideoftheboot بالعمل الهجومي لصاحب الـ44 عاما إذ يشير إلى أن معدل نورنبرج التهديفي اقترب من هدفين في المباراة الواحدة تحت قيادته خلال ما يقرب من موسمين.
سجل الفريق خلال تلك الفترة 104 هدفا في إجمالي 60 مباراة، لكن الوضع دفاعيا لم يكن بنفس الحال.
70 هدفا حصيلة هز شباك فايلر مع الفريق الألماني، أي أنه يستقبل بمتوسط أكثر من هدف في المباراة الواحدة.
ويقول الموقع: "يبدو أن المفهوم الذي يتعامل به فايلر ليس (سنحاول دائما التفوق عليك) -يقصد الدفاع- وإنما (نضع الكثير من الإيمان في هجومنا).. والذي هو حقيقة بالمناسبة".
لكن ذلك لم يكن الوضع في مواجهة آينتراخت فرانكفورت بملحق التأهل للبوندسليجا.
نورنبرج خالف حينها أسلوبه المعتاد وقدم مباراة دفاعية بحتة، لترتفع أسهم الانتقادات صوبه.
وهو ما دفعه للرد قائلا: "هل يظن أحد جديا أن خطتي كانت البقاء في الخلف وعدم فعل أي شيء في الهجوم؟ كنا نرغب في التقدم للأمام وأن نضغط. رغبنا في ذلك لكننا لم نكن قادرين".
ويضيف "تخيل أنك في حلبة الملاكمة وليس لديك القدرة للوصول إلى رأس الخصم، وما زال الناس يطالبونك بضربه، قدمنا أداء جيدا إجمالا لكن أمام فرانكفورت بدا بوضوح أننا أقل منهم".
يتحدث جون جولديج وهو صحفي إنجليزي مختص في الشأن الألماني عن تقييمه لفايلر خلال فترته مع نورنبرج، ويشير إلى أحد أهم أسباب نجاحه.. عدم التدخل الإداري.
يقول جولديج: "أعتقد أن فايلر كان قادرا أخيرا على تولي السيطرة دون أن يخبره أحد أو على الأقل يلمح إليه بما يجب أو لا يجب أن يفعل".
ويستفيض في شرح فلسفة المدرب السويسيري "على الرغم من أنه لا يبدو أن هناك أي عمل تكتيكي ضخم، إلا أنه كان من الواضح وجود روح أفضل في الفريق، وقد أدى ذلك إلى توليد الثقة وعقلية الفوز، نتيجة عدم التدخل في عمله مع الإدارة".
"العديد من اللاعبين تألقوا نتيجة العمل الجماعي. فريقه يمرر بشكل جيد مع صبر في بناء اللعب وأيضا يتحول سريعا بشكل معقول فيما يتراجع أحيانا ويعتمد على الهجمات المرتدة"
"فايلر أيضا قادر على تغيير تكتيكه بشكل ناجح -ما يشير إلى مرونته- في مواجهة ميونيخ 1860 مثلا قدم شوط أول سيء أُجبر فيه على التراجع لكن مع الشوط الثاني غيّر من طريقة اللعب مغلقا الأطراف أمام المنافس ليجبرهم على اللجوء للعمق ويسيطر على اللقاء".
"الثنائي الهجومي في فريقه متحرك بشكل كبير ويتمتع بالمرونة إذ يتواجد على الأطراف أو في العمق وأحيانا في وسط الملعب، وهو ما يساعده على التنوع الخططي".
"ومع امتلاكه لظهيرين يتقدمان للأمام بشكل مستمر فإن مرونة نورنبرج تبدو جيدة إلى حد كبير. لا يمكن القول إنه يلعب الكرة الشاملة لكنه أداء جيد بالنسبة لفريق موارده المحدودة".
"أما على الخط الجانبي فيبدو فايلر هادئا وجادا ولا يخشى اتخاذ القرارات، شغفه واضح بشكل كبير دون أن يكون أكثر من المعتاد".
توجه صحيفة zwoelf الأنظار "إنه لا يهتم كثيرًا بالاتفاقيات، وقد يتسبب أسلوبه المتطلب دائما والدقة والثقة بالنفس في إثارة غضب بعض المسؤولين. لكن في النهاية وقبل كل شيء فإن فايلر يفعل كل كل شيء من أجل النجاح".
"فايلر يلعب كرة قدم جذابة ويسجل بطريقة واقعية".
مع أندرلخت اختلف الوضع تماما، ولم يعتمد فايلر على أي من الطريقتين السابق ذكرهما، إذ تولى مهمة الفريق البلجيكي الذي اعتاد اللعب بـ4-3-3، وهو ما حافظ عليه المدرب السويسري ليستمر على نفس المنوال.
فايلر في هذه الخطة اعتمد على ثنائي وسط ملعب دفاعي، أمامهم صانع ألعاب كرأس مثلث، في أغلب الأحيان، بينما أحيان أخرى -بشكل أقل- بثلاثي يتكون من لاعبي ارتكاز وآخر متوسط دفاعي.
تسببت طريقة لعبه التي وصفت بالدفاعية لاحقا في قرار إقالته من جانب إدارة أندرلخت، حسبما قال موقع esdfanalysis.
ماذا عن طريقته في إدارة فرقه؟
يكشف فايلر في حوار مع صحيفة zwoelf جانب من طريقة تعامله مع لاعبيه "اعتمد دائما على فكرة وضع اللاعبين في مكان المنافس، إنها تساعدك على أن تضع نفسك مكان الآخرين، كما أنها تساعد اللاعبين على إدارك أن الأمر لا يتعلق بهم فقط وأن عالم كرة القدم الاحترافي ليس كل شيء".
"بالإضافة إلى ذلك فإن التواضع لا يضر. كل ما عليك فعله هو فتح عينيك ومشاهدة الأشخاص الذين لا يتمتعون بالسعادة. كان عليّ أن أتعلم هذا مبكرا بسبب وفاة عائلتي".
"وحينما لا تكون تلك التوجيهات مفهومة يمكنني أن أكون مباشرا في التعامل. الدبلوماسية أول خطوة للكذب. تعلمت أنه لا يمكن أن تسعد جميع الناس".
"كمدرب، يمكنك تحقيق تقدم كبير بشكل فردي مع اللاعبين لكن من ناحية أخرى حتى أفضل مدرب لا يمكنه تحويل لاعب كرة قدم متوسط إلى ميسي ثانٍ".
"هذا أيضًا شيء يثير غضبي، أن المدربين في الأندية الأصغر هم أقل قيمة لمجرد أنهم لا يفوزون بلقب ما، أو أنه من المنطقي أن يخسروا".
"هل هناك من يعتقد بجدية أن المدرب الذي أصبح بطلا في بايرن ميونيخ أو مانشستر سيتي سيفعل الشيء نفسه مع دارمشتات أو واتفورد؟ هذا سخيف".
"يجب على المدرب التعبير عن تمنياته بشكل معقول ويمكن للفريق أن يصبح أقوى وفقا لرغباته، بالتعاون مع إدارته. وهذا يتطلب استراتيجية مفهومة".
ماذا عن فترة البدايات مع أي ناد؟
يشرح الرجل الأربعيني كيف يتعامل في فترته الأولى "هدفي الأول دائما أن أجعل كل لاعب أفضل على الصعيد الفردي وبالتالي الفريق ثم النادي ككل".
"أحاول أن أنجح في بناء الثقة مع الجميع وبالتي إعادة تشكيل هوية الفريق، وهو ما ينعكس بالشكل الأمثل حينما تتحسن النتائج".
ماذا إن وجد فايلر فريقه متأخرا في شوط أول، ماذا يفعل بين شوطي اللقاء؟
يجيب "أولا وقبل كل شيء يتعلق الأمر باستعادة القوة والثقة لمدة 45 دقيقة تالية. يعتمد الأمر بشكل أساسي على طريقة سير المباراة، ومدى فاعلية الأسلوب التكتيكي وكيفية إدارته".
"في فترة البدايات مع نورنبرج قلت إن الأمور ستحتاج بعض الوقت للتأقلم بشكل آلي على طريقتي. كرة القدم رياضة جماعية لذا على الجميع تقديم أفضل ما لديه لتحقيق الهدف المنشود".
ويتابع عن طريقة تحفيزه للاعبيه "يجب أن يكون كل لاعب متحمسًا للفوز دائمًا. هذه طبيعة الرياضة وهذا هو السبب في أنه أصبح أخيرا لاعبا محترفا".
"إذا توصل الفريق إلى سلسلة من النجاحات فإنهم بطبيعة الحال يريدون الحفاظ على هذا لأطول فترة ممكنة، لأن النجاح يعطي أيضا الثقة بالنفس المهمة للغاية".
طالع أيضا:
الأهلي يوضح أسباب التعاقد مع فايلر.. وسبب تعثر مفاوضات سباليتي ومانو
ريني فايلر لـ في الجول: تدريب الأهلي؟ أراكم في المؤتمر الصحفي
كرة يد - الزمالك يكتسح الدحيل ويحتل المركز الخامس في مونديال الأندية