كتب : فادي أشرف
يملك الأورجوياني خورخي فوساتي سجلا محترما من البطولات، فليس كل يوم قد تسنح لناديك الفرصة للتعاقد مع مدرب متوج قاريا، ليس مرة، بل مرتين.
ربما هذا هو الأمر الأكثر جاذبية في سيرة فوساتي الذاتية، تتويجه بـ كوبا سودامريكانا (المكافئة للبطولة الكونفدرالية) مع ليجا كويتو الإكوادوري، كما حصل على تتويج نادر بالسد القطري في دوري أبطال آسيا في 2011.
فوساتي بدأ مسيرته مع كرة القدم لاعبا في 1970، بعمر الـ18. مركز حراسة المرمى سمح لفوساتي بحسب تعبيره بمشاهدة المباريات بنظرة تكتيكية وفهم طرق اللعب أكثر، وهو الأمر الذي أثر على مسيرته التدريبية حسبما أوضح الأوروجوياني.
فوساتي جال أمريكا اللاتينية، بداية من أوروجواي ثم الأرجنتين والبرازيل كلاعب قبل أن يعتزل في العام 1990 بـ3 مباريات دولية.
اقرأ - فوساتي لـ في الجول: الأهلي اتصل بي بالفعل.. وهذا موقفي
فوساتي المدرب.. الخبير القاري و"عدو اللاعبين"
في 1993، اتجه فوساتي للتدريب وبدايته كانت من نفس النقطة التي يتوقف فيها حاليا، ريفر بليت مونتيفيديو.
تلت تلك الفترة مناصب في فترات متقطعة في دانوبيو وبينارول وتشيرو بوتينيو بالأوروجواي وليجا دي كويتو في الإكوادور، وحصد الدوري في أوروجواي مع بينارول في 1996 والدوري الإكوادوري في 2003.
في 2004، تولى فوساتي تدريب منتخب بلاده وحصد معه المركز الثالث في كوبا أمريكا لذلك العام قبل أن ينطلق للخليج العربي وبالتحديد قطر وهنا بدأت أسطورة "فوساتي الأفضل في تاريخ البلاد".
ما بين عامي 2006 و2007 سيطر السد سيطرة تامة على البطولات المحلية في قطر تحت قيادة فوساتي حيث حصد لقب الدوري، وكأس أمير قطر، وكأس ولي العهد (مرتين) وكأس الشيخ جاسم.
نجاحات فوساتي المبهرة مع السد منحته عقدا لتدريب المنتخب القطري في 2007، ولكنه لم يستمر بسبب مشاكل صحية لينهي الاتحاد القطري عقده في أواخر 2008.
بعد عام عاد فوساتي للتدريب من بوابة قديمة، هي بوابة ليجا دي كيتو وهناك توج ببطولة كوبا سودامريكانا عام 2009 على حساب فلومينينسي البرازيلي في مفاجأة كبرى، كيتو كان أول إكوادوري يتوج بذلك اللقب.
وكذلك، توج كيتو بلقب ريكوبا سودامريكانا (السوبر القاري) على حساب إنترناسيونال البرازيلي، بالفوز 1-0 في البرازيل و3-0 في الإكوادور.
إنجازات فوساتي في الإكوادور دفعت ضحيته الثانية إنترناسيونال للتعاقد معه في أواخر 2009 ولكنه لم يوفق في البرازيل ليرحل في مايو 2010.
وفي النصف الثاني من العام تولى فوساتي تدريب الشباب السعودي وكان قريبا من التأهل بالفريق لنهائي دوري أبطال آسيا ولكنه ودع أمام بطل البطولة سيونجام الكوري.
سوء الأداء المحلي دفع فوساتي للرحيل من الشباب في نفس العام، قبل أن يعود لأين بدأ مجده العربي، السد القطري.
يعتز فوساتي بما فعله في الفترة الثانية له في قطر حيث قال في حوار سابق لموقع Sport360: "في الفترة الثانية ، أعتقد أن الأمر أكثر أهمية لأننا حصلنا على شيء مهم ، من وجهة نظري ، بالنسبة للنادي والبلد والمنطقة، حققنا بطولة دوري أبطال آسيا عام 2011 ونجحنا في حصد المركز الثالث خلال كأس العالم للأندية خسرنا فقط من برشلونة الذي كان يدربه جوارديولا في هذا الوقت، إنه لمن دواعي سرورنا العظيم لأننا نشعر بأننا نجحنا في العمل، الجدية والصدق المهني من أهم الأشياء للمدرب".
السد توج باللقب في كوريا الجنوبية حيث كان نهائي البطولة من مباراة واحدة، حيث تعادل 2-2 مع جيونبوك الكوري في الوقت الأصلي وتوج باللقب بركلات الترجيح.
فوز السد بالبطولة ذهب به إلى كأس العالم للأندية وهناك ربما قال فوساتي تصريحه الأشهر: "لدي خطة ضد جوارديولا، وهي أن أقدم طلبا للعب بـ16 لاعبا، سيكون لدينا فرصة كبيرة لو حدث ذلك".
بالطبع لعب فوساتي بـ11 لاعبا وخسر 4-0 ضد برسا جوارديولا في نصف النهائي الذي تأهل له بالتغلب على الترجي التونسي 2-1.
وحصد السد المركز الثالث بالبطولة بركلات الترجيح على كاشيوا ريسول الياباني.
بعدها رحل فوساتي عن السد إلى باراجواي وبالتحديد نادي تشيرو بوتينو الذي حصد معه لقب الدوري في 2012، قبل أن يعود إلى الخليج عبر العين الإماراتي في 2013 وهنا بدأت سمعة عدو اللاعبين.
لم يستمر فوساتي في العين لأكثر من مباراة السوبر في افتتاح الموسم. خسر من الأهلي بركلات الترجيح بعد تعادل سلبي، قبل أن يجتمع مع الإدارة ويرحل، السر بحسب فوساتي هو "اللاعبون كانوا يرغبون في اتخاذ القرارات والمديرين في النادي كانوا يتبعون رأيهم، اللاعبون رأوا أنني لا أفعل ما يريدوه، لذلك قرر النادي إقالتي بعد مباراة السوبر الإماراتي وقبل انطلاق الدوري، كل منا له وجهة نظر مختلفة، نحن نحترم مجالات أخرى ولكن حول التدريب، يجب أن أحصل على المسؤولية الكاملة وبعدها يأتي التقييم"، بحسب تصريحاته لـSport 360.
بعد العين، عاد فوساتي لبلاده وإلى بينارول، ثم عاد لقطر وتوج بالدوري مع الريان في 2016، قبل أن يعود للمنتخب القطري مرة أخرى حتى 2017، ثم محطته الأخيرة في الخليج، أهلي جدة في 2019.
في أهلي جدة تأكدت سمعة "عدو اللاعبين" حيث أشارت تقارير صحفية سعودية إن سبب رحيله في أبريل من العام الحالي هو خلاف مع بعض اللاعبين الذين رأوا أنهم غير مرتاحين مع فوساتي.
وهنا صرح الأوروجوياني: "هذا الشيء يعرفه الجميع داخل النادي، هؤلاء اللاعبين الخمسة كانوا يتحدثون إلى مدير الكرة ورئيس النادي (لاختيار التشكيل) أكثر من مرة وقد علمت ذلك، لا أود أن أتهم أي شخص كما قلت من قبل ولا أريد أن أخبر الإعلام بهذه الأسماء، أعتقد أن كل منا يجب تحمل مسؤوليته بشكل كامل، وأنا أحدد طريقة اللعب والتشكيل الأساسي وليس أي لاعب من صفوف الفريق".
لفوساتي لقطة هامة للمشجع المصري، هو صدامه مع مدرب اتحاد جدة مانويل جوزيه في 2010 عندما كان مدربا للشباب.
في ذلك الوقت، أوقفت لجنة الانضباط بالاتحاد السعودي لكرة القدم قد جوزيه ثلاث مباريات وغرمته 75 ألف دولار بسبب تصريحاته في مؤتمر صحفي من أن الحكام يجاملون فرق العاصمة الهلال والنصر والشباب.
وأعلنت اللجنة في بيان لها إنها اتخذت هذه العقوبة "لما بدر في التصريح الاعلامي من مدرب الاتحاد مانويل جوزيه في المؤتمر الصحفي الذي عقد بعد مباراة القادسية".
وقال فوساتي في تصريح نقلته صحيفة "الحياة" اللندنية إن على جوزيه التركيز على شؤون فريقه وعدم اتهام الحكام بمساعدة الأندية الأخرى المنافسة لفريقه على صدارة الدوري.
وتابع "الحكام بشر وهم معرضون للخطأ والصواب، ونحن نشاهد أخطاء للحكام في جميع مسابقات العالم، وشــاهدنا مواجهة القادسية الأخيرة، وكيف تغاضى الحكم عن ركلة جزاء واضحة لمصلحة القادسية".
وأضاف "هذا لا يعني أن الحكم يجامل فريقا على آخر، ولكنه لم يشاهد الخطأ".
اقرأ أيضا
فوساتي لـ في الجول: الأهلي اتصل بي بالفعل.. وهذا موقفي
هل تتذكرون بولتون؟ يواجه خطر التصفية وأمامه مهلة حتى الغد
الطويلة: اتحاد الكرة أسقط حقه في الطعن ضد حكم إلغاء الهبوط.. واتجاهان للأزمة
تقارير: بشكتاش يدخل سباق ضم النني
ريكاردو جوميز لـ في الجول: الأهلي لم يتحدث معي.. ووكيله يوضح الموقف