لموسمين على التوالي الآن نفس البداية القوية، والكثير من الطموحات الكبيرة وآمال الجماهير مصحوبة بصدمة من الواقع يليها العديد من الأحداث السيئة التي تدفع موسم مانشستر يونايتد للانهيار.
لكن في تفاصيل تلك الصورة الكبيرة نجد العديد من الأحداث المتلاحقة التي تتسبب كل مرة في نهاية موجعة ربما تختلف بعض الأحداث والأسماء لكن النهاية دائما واحدة.
ما الذي ساء ويسوء دائما في مانشستر يونايتد؟ من أين يمكننا أن نبدأ؟
حسنا القصة معروفة وتبدأ دائما من هنا رحيل سير أليكس فيرجسون، لكن نعدكم أن يكون السرد مختلفا.
ما قبل الرحيل
تبدل الحال كثيرا في مانشستر يونايتد برحيل ديفيد جيل الرجل الذي كان موجودا في مانشستر يونايتد، التعاقدات حتى 2012 كانت تسير بالكامل في طريقها المعتاد بضم لاعبين يختارهم سير أليكس فيرجسون وكشافيه.
ما قد لا يعرفه البعض أن إد وودوارد موجود في مانشستر يونايتد منذ عام 2005، كان الشخص الذي نصح صديقه مالكوم جلايزر وعائلته بشراء كافة أسهم النادي، ويتمتع بعقلية اقتصادية فذة للغاية.
عائلة جلايزر بعد ذلك قامت بتعيينه في النادي في قسم التخطيط المالي، إلى أن أصبح رئيسا له، وفي عام 2007 أصبح مسؤولا عن الجانب الإعلامي والتجاري في النادي، كان لذلك أثرا عظيما للغاية في إدخال عقود رعاية ضخمة للغاية من أكبر الشركات في العالم، ففي 2005 عائد النادي التجاري كان 48.7 مليون جنيه إسترليني وفي 2012 وصلت إلى 117.6 مليون جنيه إسترليني.
ذلك النمو الكبير دفع عائلة جلايزر لتعيين رجلها الاقتصادي الموثوق في النادي بعد تقاعد ديفيد جيل كمدير تنفيذي للنادي.
ما حدث في الفترة من 1986 وحتى 2013 كان أمرا مختلفا وخاصا للغاية لا يأتي مدرب يستمر مع فريق لمدة 27 عاما ويحقق كل هذه النجاحات ويضم لاعبين لم يكونوا معروفين يحولهم إلى نجوم كبار، هذا أمر جلل خاصة وأن كرة القدم تطورت وبدوره عاش 3 حقب مختلفة من كرة القدم وصولا إلى الفترة الحالية والتي شهدت نهاية مسيرته.
جاء قرار الإدارة وودوارد باستنساخ التجربة وتعيين اسكتلندي آخر، لكنه لم يكن قد حقق ذات النجاح أو يمتلك نفس الشخصية مثل سير أليكس فيرجسون، ديفيد مويس.
"مويس رأى أن يحكم سيطرته على الفريق لذا أقال الجهاز المعاون بالكامل وعين جهازه، وهذا أمر خاطئ كان عليه أن يغير بالتدريج، لم يدرك كم أن يونايتد فريق كبير للغاية والأمر ليس بهذه السهولة". من السيرة الذاتية لسير أليكس فيرجسون.
"كنتيجة للأمر كانت كل خسارة أشبه بمطرقة فوق رأسه حتى حينما أتى خوان ماتا في يناير بدا الأمر وكأن هناك تطورا، لكن بدا وكأن الجدران تضغط على مويس وتضيق الغرفة عليه بأنفاسه، أعرف ذلك الشعور جيدا مررت به عام 1989، حينما مررنا بوقت صعب، تشعر وكأنه يتم تحطيمك، كلف ذلك مويس وظيفته".
إد وودوارد في موسمه الأول كمدير تنفيذي، ربطت تقارير مانشستر يونايتد بضم توني كروس أو تياجو ألكانتارا أو سيسك فابريجاس، لكنه انتهي به الحال لضم الخيار الأخير المتاح، مروان فيلايني من إيفرتون وتصعيد الناشئ عدنان يانوزاي.
قرارات مويس وودوارد فيما يخص التعاقدات وصفتها صحيفة "جارديان" بأنها سيئة أو تفتقر للحكمة الكافية، حتى حينما جاء شهر يناير ضم خوان ماتا، ورأى الثنائي أن يانوزاي أفضل بكثير من ويلفريد زاها، الأمر الذي عارضه فيرجسون كثيرا لكن لن ولم تسمع كلمته.
رحل مويس وتم تعيين لويس فان جال دون استشارة، لا ديفيد جيل أو مايك إديلسون أو بوبي تشارلتون أو سير أليكس، كان هناك اعتقاد أن عائلة جلايزر تتبع سلسلة من الخطوات لتعيين مدرب الفريق القادم لكن ذلك لم يحدث مع فان جال. وذلك حسبما ورد بالسيرة الذاتية لسير أليكس، الذي قال إنه كان في أبردين حينما أقيل مويس ولا يعلم شيئا عن اتخاذ قرار تعيين فان جال مدربا للفريق.
كانت هناك قائمة قصيرة، جوزيه مورينيو وعاد إلى تشيلسي، ومويس كان قد انتهى عقده مع إيفرتون لذا اتجه الفريق للتعاقد معه. نفس الأمر الذي حدث مع فان جال ومن بعده جوزيه مورينيو حسبما أوضحت صحيفة "تيليجراف" البريطانية منذ 3 أعوام.
المشكلة الأولى التي عانى منها مانشستر يونايتد منذ رحيل سير أليكس فيرجسون هو غياب الرؤية والخطة، لا يوجد تخطيط للمستقبل لما يخص بناء الفريق والمدرب والأهداف المتبعة.
التوقعات كانت ضخمة للغاية على ديفيد مويس لأن سير أليكس فيرجسون سلمه فريقا توج بطلا للدوري الإنجليزي قبل رحيله مباشرة، لكن في نفس الوقت لم يتم ضم لاعبين في سوق الانتقالات لتدعيم الفريق الذي كان يمتلك عدة لاعبين تخطى سنهم حاجز الـ30 عاما.
الإدارة الرياضية
مانشستر يونايتد بحاجة ماسة إلى مدير رياضي، الأمر الذي اقترحه جوزيه مورينيو المدرب السابق للفريق، ويراه كل محلل عبر شاشات التلفزيون البريطاني دائما.
الأمر الذي دفع النادي لاختيار 3 مدربين بمدارس فنية مختلفة وبتعاقدات مختلفة كل موسم جعل قائمته تكتظ باللاعبين متوسطي المستوى وساكني مقاعد البدلاء بشكل دائم.
أصبح ووداورد المسؤول عن التعاقدات ووضع خارطة الطريق للفريق وغير نظامه لاكتشاف اللاعبين والمواهب ومراقبة الصفقات المحتملة خلال عام 2016 أي مع تولي جوزيه مورينيو مهمة تدريب الفريق.
كيف تسير خطة الانتقالات؟ أوضحتها شبكة "سكاي سبورتس" بالتفصيل:
لديه 50 كشافا حول العالم بدوام كامل يتم تقسيم الدول إلى مناطق ولكل منطقة شخص يتابعها.
الكشافون يسلمون تقاريرهم إلى جيم لولار رئيس القسم المتواجد في النادي منذ فترة طويلة، وضم ستيف براون من إيفرتون للعمل كمنسق عام للنظام بالكامل، بجانب جون مورتوف رئيس قسم تطوير الكرة في النادي وهو صاحب القرار الحاسم والنهائي في تمرير ملف اللاعب لضمه من عدمه.
في حالة موافقة مورتوف على اللاعب فيتم عرض ملفه على مات جادج رئيس قسم تطوير الشركات، وهو يعمل بشكل مباشر ومقرب من وودوارد، الأمر يتم أيضا للتجديد أو تصعيد الشباب أو ضم لاعبين جدد، بعد 5 أعوام من عمل وودوارد أصبح جادج هو المسؤول الرئيسي.
تلك الدائرة الكبيرة ليس بها اسم رياضي يدرس مع مدرب الفريق الأسماء المتاحة والمعروضة مثلما كان الأمر بين ديفيد جيل وأليكس فيرجسون ومايك فيلان وكارلوس كيروش في الماضي.
الأمر الذي جعل مانشستر يونايتد يعاني في ضم اللاعبين كما أشارت "سكاي"، ودفعه لرفض طلب جوزيه مورينيو لضم توبي ألديرفيريلد بحجة السن الكبير عكس هاري ماجواير الأصغر سنا على الرغم من أنه سار على رغبة مورينيو نفسها في الموسم الذي سبقه.
كل تلك العشوائية سواء في القرارات أو الإدارة الرياضية جعلت الفريق يدخل دائرة مغلقة من الفشل المتكرر والاضطراب في المستوى والنتائج، الأمر الذي جعله مثلا يفوز ضد تشيلسي وأرسنال ثم يخسر من ولفرهامبتون ويتحول الأمر معه إلى عقدة، أو يفوز ضد باريس سان جيرمان في دوري الأبطال ويعود ليخسر من أرسنال.
مهما كانت الظروف والإمكانيات والمعطيات فلا يمكنك توقع أبدا الخط أو المسيرة التي سيقطعها مانشستر يونايتد.
الموسم الجاري
هذا الموسم مع مدرب رابع جديد هو أولي جونار سولشاير نجم الفريق السابق، بدأ الفريق خطة جديدة، الاعتماد على الشباب والقيام بما وصفته تقارير صحفية في يناير الماضي بـ"عملية التطهير" ببيع ما يقرب من 14 لاعبا من قائمته.
رحل عنه خلال الصيف الجاري والنافذة التي ستغلق في كبار الدوريات الأوروبية يوم 2 سبتمبر كل من روميلو لوكاكو وجيمس ويلسون وأنطونيو فالنسيا وأندير هيريرا، وهناك إمكانية لرحيل الثنائي بول بوجبا وأليكسيس سانشيز، ليس هذا فقط، ضمن الأسماء التي من المفترض أن ترحل خلال الفترة المقبلة كل من لي جرانت وسيرخيو روميرو وإريك بايلي وفيل جونز أو كريس سمولينج وماركوس روخو وماتيو دارميان ونيمانيا ماتيتش.
عملية تطهير كبيرة للغاية لكن فعليا هل يونايتد حاليا يمكنه أن يحد من قائمته؟
لننظر إلى تشكيل الفريق الثابت: دي خيا – شاو – سمولينج – جونز – بيساكا – ماكتوميناي – بوجبا – لينجارد – راشفورد – مارسيال – جيمس\بيريرا
الآن يمتلك يونايتد نظيرا على مقاعد بدلائه كل من: ماتا – بيريرا\جيمس – روخو – ماتيتش – فريد – ماسون جرينوود – آشلي يونج
قائمة الشياطين الحمر محدود للغاية ولا تسمح لسولشاير بالقيام بكامل مهامه الفنية للاختيار والمداورة، الأمر الذي يحد للغاية من قدرته حتى على المنافسة على بطولات الكأس. الأمر الذي ناقشه برنامج "ماتش أوف ذا داي" بحضور داني ميرفي لاعب توتنام وليفربول وفولام السابق وإيان رايت أسطورة أرسنال، وجاري لينيكر نجم الكرة الإنجليزية.
الفريق يمتلك مهاجما وحيدا ضمن قائمته والبديل لديه 17 عاما والدفع به بشكل متكرر ليحمل الراية في هذه السن أمر يعرض موهبته للخطر، وفي خط الوسط هناك 3 لاعبين ضمنوا مكانهم الأساسي والبدلاء ليسوا بنفس الجودة، الأمر ذاته لخط الدفاع وحراسة المرمى.
عملية الإحلال والتجديد الثالثة التي يجريها الفريق منذ رحيل سير أليكس فيرجسون حاليا لا تبدو وكأنها تسير على الطريق الصحيح نظرا لأن النادي أظهر انعكاسا لهذا الأمر في آخر مباراتين في الدوري، لا توجد حلول كافية على مقاعد البدلاء، ولا يمكنه التصرف بشكل صحيح إن استقبل هدفا.
الحل؟
الحل الوحيد المتاح هو أن يستمر الفريق على هذه الحالة مع منح فرصة للاعبين شباب مثل براندون ويليامز وأنجل جوميز وتاهيث تشونج وجيمس جارنر وأرناو مارتينيز وغيرهم من شباب الأكاديمية لسد العجز الفني الذي يعاني منه خاصة على الصعيد الهجومي وفي خط الوسط.
السوق الشتوية ستكون أصعب من نظيرتها الصيفية، نظرا لأن وودوارد ينوي اتباع سياسة البيع قبل الشراء للتخلص من الحمل الزائد في تشكيلته بجانب أنه سيبيع عددا كبيرا من اللاعبين وقد لا يجد مشتري بسبب الرواتب الكبيرة، في نفس الوقت ضم نجوم متميزين سيكون أمرا صعبا إن استمر سوء المستوى بجانب عدم وجود النادي في دوري الأبطال، وإن كرر يونايتد مفاجآته غير السارة لجماهيره في الدوري الأوروبي فهذا سيصعب المهمة أكثر.
والحل الواضح حاليا هو تولي مدير رياضي متمرس ولا يكفي فقط أن يكون ابنا للنادي من أساطيره، لكن ممن درسوا الإدارة الرياضية ليكون همزة الوصل المطلوبة للغاية بين الإدارة والمدرب.
لا يضمن ذلك إنهاء الأزمات المتكررة، لأنه لا يمكنك في الكرة الحديثة أن تتخبط لما يقرب من 7 أعوام وتنتظر أن يتم إصلاح الأمر سريعا، لكن هذا هو الحل الوحيد المتاح.
اقرأ أيضا
الطويلة لـ في الجول: حصلنا على حكم بإلغاء الهبوط.. سنصعد للفيفا والمحكمة الرياضية
4 أشياء تعلمناها من موقعة أنفيلد - خطوات الطفل على الطريق الصحيح ولا وجود للستة الكبار
خبر في الجول - لا عروض لرحيل أزارو حتى الآن.. الملف قد يُفتح في يناير
منافس الزمالك - جينيراسيون فوت.. مدرسة المواهب السنغالية التي أفرزت ماني
رئيس الزمالك: ثروت سويلم خسارة لاتحاد الكرة.. عرضت عليه منصب المدير التنفيذي