كتب : إسلام أحمد
مسيرة طويلة ورحيل في صمت.. هي ملخص مشوار الغاني جونيور أجوجو الذي رحل عن عالمنا بعمر الـ 40 بعد معاناة مع المرض استمرت كثيرا وانتهت أخيرا.
أجوجو بدأ مسيرته الكروية مع نادي شيفيلد وينزداي الإنجليزي بعمر الـ 16 ليتدرج في صفوف فرق الشباب ليرتدي قميص الفريق الأول عام 1997 ليظهر فقط مرتين بقميص الفريق خلال موسمين في الدوري الإنجليزي.
ليخرج معارا لأندية أولدهام وشيستر سيتي وشيسترفيلد ولينكولن سيتي خلال موسمين.
في أكتوبر 1999 اختير هدفه ليصبح ثان أفضل هدف تم تسجيله في ملعب ديفا ستيديوم بقميص شيستر سيتي في شباك شيلتنام تاون.
تجربة الغاني الشاب تحولت إلى الولايات المتحدة الأمريكية من بوابة شيكاغو فاير خاض خلالها مباراة واحدة.
وانتقل لصفوف كولورادو رابيدز مسجلا خلالها 11 هدفا في 32 مباراة ومن ثم انضم لصفوف سان خوزيه أريثكويكس ليسجل 4 أهداف ويساهم في فوز الفريق بلقب كأس الدوري الأمريكي 2002.
أجوجو عاد لإنجلترا بعد عامين في بلاد العم سام، عبر كوينز بارك رينجرز خاض خلالها مباراتين فقط لينتقل من جديد إلى نادي بارنت في الدوري الوطني الإنجليزي.
مع بارنت جذب الأنظار ليسجل 21 هدفا في 39 مباراة، لينضم في صيف 2003 مع بريستول روفرز في الدرجة الثالثة الإنجليزية.
في أول مواسمه سجل 19 هدفا خلال 43 مباراة، تبعها في الموسم التالي بتسجيل 16 في 42 مباراة.
تألقه جعله ينضم إلى المنتخب الغاني لأول مرة قبل نهائيات كأس العالم ألمانيا 2006، شارك في مباراة ودية أمام فريق نيس الفرنسي لكنه غاب عن القائمة النهائية لمنتخب بلاده في أول ظهور بالمحفل العالمي.
أصبح نوتنجهام فورست النادي رقم 12 في مسيرته عقب صراع لضمه مع ساوثإند يونايتد لينتقل للأول في اليوم الأخير من الانتقالات من صيف 2006
ليسجل 7 أهداف في أول موسم له بقميص الفريق الذي سبق له التتويج بلقب دوري أبطال أوروبا.
في نوفمبر 2006 أجوجو عاد لارتداء قميص النجوم السوداء وسجل هدفه الدولي الأول في شباك أستراليا في مباراة انتهت بنتيجة 1-1.
وفي سبتمبر 2007 سجل أجوجو أول هاتريك في مسيرته في شباك جيلينجام الإنجليزي في مباراة شهدت فوز نوتنجهام برباعية نظيفة.
كما سجل هدفين بعيدي المدى في شباك ناديي يوفيل تاون وساوثإند يونايتد ليحظى باهتمام المدير الفني الفرنسي كلود لوروا الذي ضمه لقائمة غانا.
وصار أجوجو مفاجأة البطولة الإفريقية بكأس الأمم 2008 بتسجيله هدف الفوز على نامبيبيا ثم نيجيريا في ربع النهائي وأمام كوت ديفوار في مباراة تحديد المركز الثالث أمام جماهير بلاده.
ليعود لـ نوتنجهام من جديد ويساهم تأهل فريقه إلى دوري الدرجة الأولى الإنجليزية باحتلاله صدارة ترتيب الهدافين برصيد 13 هدفا.
صراع بين الأهلي والزمالك بدأ قبل أن ينضم الغاني إلى صفوف الأبيض عقب أن صرف الأهلي النظر عنه لأسباب فنية وفقا لتصريحات حسام البدري حينها الذي قال سابق: "أجوجو يبلغ من العمر 30 عاما وهو أحد الأسباب التي أدت إلى تعثر الصفقة حيث نسعى لضم لاعبين صغار السن ليكونوا اضافة للفريق لفترة طويلة، كما أن الراتب الذي يتقاضاه حاليا وطالب أن يتقاضاه في الأهلي مبلغ كبير للغاية ومبالغ فيه ولا يتناسب مع إمكاناته الفنية".
لينضم الغاني إلى صفوف الزمالك مقابل صفقة تصل إلى ما يقارب 500 ألف جنيه إسترليني ليرتدي القميص رقم 9 ليعوض رحيل عمرو زكي إلى صفوف ويجان الإنجليزي.
المباراة الأولى لأجوجو جاءت أمام الأهلي الذي رفض ضمه سابقا في افتتاح مباريات دور المجموعات من دوري أبطال إفريقيا 2008 والتي انتهت بفوز الأحمر بهدفين مقابل هدف.
واستهل الغاني أهدافه بقميص الفارس الأبيض في شباك المصري ثم هز شباك الأهلي إفريقيا في مباراة انتهت بالتعادل الإيجابي 2-2.
كما هز شباك إنبي واتحاد الشرطة لتبدأ المشاكل في محاصرته بالنصف الثاني من الموسم بعدما طلب الرحيل عن النادي.
أجوجو حينها تحدث لموقع "غانا سوكر نت" إن محاميه بعث خطابا رسميا بالفعل لنادي الزمالك يخبرهم فيه بفسخ التعاقد قبل تقديم الشكوى.
وقال الغاني "نفذ صبري.. لم يعد لدي أي خيار سوى الرحيل عن النادي الذي يتسم مسؤولوه بالخداع".
"حاولت اتباع كل الطرق المتاحة، ومن ضمنها اللجوء للاتحاد المصري لكرة القدم لحل مشكلتي مع الزمالك ولكن بلا جدوى".
"لم يتم معاملتي بالاحترام الذي يستحقه أي إنسان، وكل أفعال الزمالك تم إبلاغ الفيفا بها رسميا".
"أيام الطاعة العمياء لمسؤولي الزمالك ولت بلا رجعة .. وأن عليهم الآن مخاطبة الفيفا بدلا مني".
في مايو 2009، أصدرت صحيفة أندبندنت الإنجليزية تقريرا عن أسوأ الانتقالات في عالم كرة القدم، ليتواجد أجوجو في القائمة بعدما خاض 16 لقاء فقط بقميص الأبيض.
فسخ أجوجو تعاقده وبعد عدة أشهر انضم لصفوف أبولون ليماسول القبرصي في أغسطس ليقضي موسمين مع الفريق حقق خلالهما لقب كأس قبرص مسجلا 6 أهداف في 23 مباراة.
وبعد نهاية تعاقده مع أبولون ظل أجوجو دون ناد لمدة عام كامل لينتقل بعدها لصفوف هبيرنيان الأسكتلندي مسجلا هدفا وحيدا في 14 مباراة وأعلن اعتزاله في يناير من 2012.
أجوجو ظل اسمه متداولا في مصر بسبب أزمة مستحقاته الباقية مع الأبيض والتي امتدت حتى العام الحالي والتي انتهت في النهاية بدفع آخر قسط له خلال مطلع العام الجاري.
أجوجو وأثناء ركضه إلى جواره كلبه "بلانكو" صبيحة أحد الأيام في العاصمة الإنجليزية لندن، تعرّض لسكتة دماغية.
السكتة الدماغية أصابت أجوجو بعجز عن الحديث بصورة طبيعية، إذ احتاج إلى حوالي 3 أشهر ليتحدث مجددا، وإلى أشهر إضافية ليبدأ في قول جمل أطول.
لاعب نوتنجهام فورست وبريستول روفرز السابق تعرض لسكتة دماغية في يناير 2015 بعد اعتزاله كرة القدم بعامين، مما حرمه من النطق وتسبب في "فقدانه لثقته بنفسه وانعزاله عن الناس" بحسب ما قال في الفيلم الوثائقي.
ظهر أجوجو لأول مرة منذ تلك الواقعة وأكد أنه مازال يخضع للتأهيل في المشفى الوطني لجراحة المخ والأعصاب في لندن للتعافي بشكل كامل من الإصابة التي مازالت تؤثر على طريقة حديثه.
في شقته بلندن حيث يتواجد برفقة والدته جيني وكلبه بلانكت، قال المهاجم الغاني: "كنت أركض برفقة كلبي ثم عدت إلى المنزل، وفجأة حدث ما حدث وعندما أفقت وجدت نفسي في المشفى برفقة والدتي، كان شعورا سيئا".
"كان لدي أفكار أرغب في قولها ولكني كنت أقول أين ذهب صوتي؟ كنت مرتبكا للغاية".
مقدم الفيلم سأل والدة اللاعب عن المدة التي احتاجها للتعافي فأجابت "احتاج إلى عام، لا لا إلى ستة أشهر" ليقاطعها اللاعب الذي سجل 12 هدفا رفقة منتخب بلاده خلال 27 مشاركة "لا لا ثلاثة أشهر فقط" لترد عليه ضاحكة "بعد ثلاثة أشهر كنت قادرا على قول اذهب للجحيم فقط".
بكلمات تخرج ببطء وبعد تفكير وقف صاحب الـ38 عاما يستعرض قمصان الفرق المختلفة التي لعب لها بالإضافة إلى قمصان بعضا من زملائه مثل الإيفواري ديديه دروجبا ومواطنه مايكل إيسيان بجانب الكاميروني صامويل إيتو.
وحين سأله مقدم الفيلم إن كان أحدا منهم قد تواصل معه بعد ما حدث، أوضح "لا، لم يتواصل معي أحد. كنت معتادا على الحديث مع بعض من زملائي في المنتخب ولكن بعد إصابتي توقفت تماما لأنني بالطبع لم أكن قادرا على الحديث".
وعند سؤاله إن كان مازال يعاني من أجل إيجاد كلمات للحديث "لا، أستطيع أن أجد الكلمات ولكني أخشى أن أقول كلمات خاطئة".
وحين انتقل الحديث إلى والدته التي كانت تتحدث بكل طلاقة، قاطعها أجوجو بعين دامعة وقال "هذا كل ما أريده، أن أتحدث بحرية مثلك، هذا كل الأمر".
في أبريل 2019، لم تتحسن قدرة أجوجو على الحديث كثيرا، إذ ظهر بكثير من الصعوبات.
أجوجو كان في زيارة لأحد الأطباء، وأخبره أن ذراعه "صار أفضل، لكنه لم يعد إلى صورته الأولى".
ذراع أجوجو الأيمن تضرر بشدة من السكتة الدماغية، ولم يعد تحت سيطرته بشكل كامل.
أجوجو يُسأل خلال الفيديو ما إذا كان يستطيع الكتابة بذراعة، والإجابة جاءت: "لا".
ثم تلقى سؤالا آخر من المعالج نصه: "لديك بعض الصعوبات في استخدام يدك؟".
وأجوجو أجاب: "نعم".
وفي يونيو 2019 شبهت الصحف الغانية المهاجم كاليب إكوبان الذي حل بديلا وسجل هدفا في شباك كينيا بكأس الأمم الإفريقية في مصر، بأجوجو بفضل البداية المتشابهة بقميص النجوم السوداء.
وبعد 4 أشهر فقط انتقلت روح أجوجو إلى السماء تاركا رحلة طويلة و15 قميصا مختلفا ارتداها طيلة مسيرته بعمر الـ 40 ليرحل في هدوء دون أي صخب ودون أن يشعر به أحد.
اقرأ ايضا
وزير التعليم العالي: منح دراسية بالجامعات لأبطال العالم في كرة اليد
موهبة ريال مدريد يصل مايوركا تمهيدا لإعارته
بالفيديو - طرد عمرو طارق وروني.. وهدف مارادوني من فيلا في الدوري الأمريكي
تقرير: وفاة جونيور أجوجو مهاجم الزمالك السابق
كرة طائرة - منتخب الناشئين يضع قدما في ثمن النهائي بالفوز على الأرجنتين