حوار في الجول – جيوفاني إلبر.. عن مواجهة هاني رمزي وسنوات التكوين بعيدا عن ميلان ومجد بايرن
الجمعة، 09 أغسطس 2019 - 12:59
كتب : إسلام مجدي
لطالما مر على بايرن ميونيخ أساطير في الخط الأمامي، من جيرد مولر وكارل هاينزه رومينيجه إلى روبرت ليفاندوفسكي حاليا، وأحد هؤلاء الأساطير هو جيوفاني إلبر.
سجل ما يقرب من ١٥٠ هدفا في ٢٦٦ مباراة تقريبا، مسيرة النجم البرازيلي كانت غريبة بعض الشيء، إذ أنه بدأ رحلته الاحترافية مع ميلان لكنه لم يلعب بقميص العملاق الإيطالي ليبدأ رحلة خاصة انتهت بملحمة رائعة له.
FilGoal.com يحاور جيوفاني إلبر عن مسيرته والمحطات العديدة التي مر بها حتى وصل إلى القمة مع بايرن ميونيخ.
على غير العادة، لم يبدأ إلبر مسيرته الاحترافية في البرازيل، ميلان شاهد موهبته وأعجب بها كثيرا خلال مستواه المتميز في كأس العالم للشباب تحت ٢٠ عاما عام ١٩٩١ والتي خسرها البرازيل في النهائي من البرتغال.
بدأ إلبر حديثه قائلا: "بداية رحلتي في أوروبا كانت عن طريق ميلان، انضممت له قادما من فريق لوندرينا، فريق برازيلي صغير وكنت لاعبا هاويا ولست محترفا، وشاركت مع منتخب البرازيل للشباب تحت ٢٠ عاما في كأس العالم ١٩٩١، وقتها لفت نظر ميلان كثيرا وانتهى بي المطاف وقد انضممت إليه".
"كان بمثابة الحلم، لأنني قابلت لاعبين مثل ماركو فان باستن ورود خولييت ودونادوني ومالديني، كانوا لاعبين كبارا، وكانت لدي الفرصة للتدرب معهم، لكنني علمت وميلان أخبرني أنه يجب أن أخرج معارا إلى فريق ما، لأن النادي مسموح له بـ٣ أجانب فقط".
"شاركت في التحضيرات للموسم الجديد وكان من المفترض أن انضم إلى فريق في الدوري الإيطالي، لكن تمت إعارتي لمدة ٣ أعوام إلى فريق جراسهوبرز، وفي سويسرا تعلمت الكثير مع لاعبين دوليين وخروجي من ميلان في ذلك الوقت كان جيدا للغاية أكثر مما توقعت بالنسبة لي".
عام وحيد قضاه مع ميلان لم يلاحظ خلاله أحد وجود مهاجم شاب يدعى إلبر، كان عليه منافسة الثنائي الفائز بالكرة الذهبية ماركو فان باستن ورود خولييت بجانب دانيلي ماسارو وماركو سيميوني، وبجانب قاعدة اللاعبين الأجانب اضطر أن يتواجد مع البريمافيرا.
---
"سويسرا كانت جيدة للغاية لي كلاعب شاب، كنت قادرا على تعلم ماهية الكرة الأوروبية، لأنه حينما تأتي من البرازيل إلى فريق مثل ميلان وتلعب فهو أمر صعب للغاية، نعم الأمر تغير حاليا، لكن في الماضي كان الأمر صعبا للغاية، لأنه بسبب قاعدة الأجانب تلك تمت إعارتي إلى سويسرا وهناك لم يكن الكثير من الضغط سواء من الصحف أو الجماهير، كل شيء كان يدفعني لتقديم المزيد في كل عام".
"كنت أرغب في أن أؤدي بشكل أفضل لكي أعود إلى إيطاليا، لكن قرر النادي بيعي لأحد الفرق الألمانية، وكنت قد تعلمت اللغة فعليا أثناء تواجدي في زيوريخ، لذا فكرت في أنه سيكون من الأسهل لي أن ألعب هناك، لأنه ربما العودة إلى إيطاليا واللعب لفريق صغير هناك قد لا يكون أمرا جيدا".
لعب إلبر في سويسرا ٧٣ مباراة سجل خلالها ٤٣ هدفا وفاز بلقب كأس سويسرا وقدم مستويات رائعة للغاية نفس التي قدمها مع منتخب البرازيل تحت ٢٠ عاما.
---
"لعبت في سويسرا وتعلمت الألمانية وتوجت باللقب ولهذا ألمانيا كانت الأفضل، انضممت إلى شتوتجارت لأجد هناك دونجا، نجم منتخب البرازيل ومدربه فيما بعد، دعاني للملعب وانتهى بي الأمر بقميص النادي، في البداية كان الأمر صعبا علي لأنني وصلت إلى دولة لا أعلم أي شيء فيها".
"الأمر ذاته حدث لي في سويسرا لأنني لم أكن أتقن اللغة بعد وأن ألعب بنظام مختلف عما اعتدت عليه، تعلمت كل شيء في سويسرا وكنت جاهزا للغاية للتجربة الجديدة".
"بعدما تمت عملية البيع كل شيء كان جيدا للغاية معي، وحدث ما يسمونه حتى يومنا هذا بالمثلث السحري، أنا في المقدمة مع الثنائي كراسيمير بالاكوف وفريدي بوبيتش، كلاهما قدما الكثير من الأهداف والتمريرات الحاسمة، تلك الأعوام في شتوتجارت كانت جميلة قدمنا مباريات رائعة وسجلنا أهدافا كثيرة، فعلنا أشياء لم يفعلها أحد مثلنا لذا تركنا بصمتنا في هذا المثلث".
في عام ١٩٩٤ أتى شتوتجارت وضم إلبر، لتكون تلك واحدة من أفضل الخطوات في مسيرته، شكل ثلاثي رائع للغاية مع الثنائي كراسيمير بالاكوف وفريدي بوبيتش، الجماهير كانت تحب الثلاثي كثيرا وألقت عليهم لقب Magisches Dreieck أو المثلث السحري، وتظل تلك واحدة من أفضل الثلاثيات التي شكلت في ملاعب كرة القدم.
لم تدم شراكتهم طويلا، بايرن ميونيخ أتى وضم إلبر بمبلغ ٦.٥ مليون يورو.
----
"بعد ٣ مواسم في شتوتجارت أبدى بايرن ميونيخ اهتمامه بضمي، لكنني كنت أرغب في الاستمرار لأنني كنت أشعر أن كل شيء بخير لأنني لم أعد أعاني من أي مشاكل مع التكيف وعائلتي كانت معي وعلاقتي كانت جيدة للغاية مع الجميع، لكن قام الفريق بتجديد عقود الثنائي ولم يجدد عقدي لذا انتهى بي المطاف بقراري الرحيل عن الفريق إلى بايرن، وفي النهاية كان ذلك أفضل شيء حدث لي لأنني انضممت في دوري أعرفه لفريق كبير ولم أعد ذلك اللاعب الشاب الذي يتعلم".
"وصلت كلاعب جاء لمساعدة بايرن ميونيخ وفي كل عام كان الفريق يفوز باللقب بجانب تتويجنا بالبطولة الأهم، دوري أبطال أوروبا".
"أسوأ خسارة مرت علينا كانت نهائي ٩٩ ضد مانشستر يونايتد في برشلونة، كانت في آخر لحظات المباراة في النهائي، كانت أكثر خسارة مؤلمة تعرضت لها في حياتي مع بايرن ميونيخ، لكن كانت لدينا لحظاتنا السعيدة كذلك".
سجل في موسمه الأول مع بايرن ٢١ هدفا، وفاز بلقب كأس ألمانيا، ومن تلك النقطة أصبح أقوى بكثير واستمر في تسجيل الأهداف واستعاد بايرن لقب الدوري الألماني عام ١٩٩٩ ليصبح ذلك أول لقب من ضمن ٤ ألقاب دوري فاز بها إلبر مع بايرن.
إلبر لم يشارك في نهائي ١٩٩٩ ضد مانشستر يونايتد بسبب إصابة في الركبة.
عاد بايرن ميونيخ هذه المرة بمشاركة إلبر لنهائي دوري الأبطال في موسم ٢٠٠٠-٢٠٠١ لعب إلبر ١٠٠ دقيقة وربما لم تكن تلك أفضل مبارياته مع بايرن لكنه ساهم في التتويج باللقب الأوروبي وسجل ٦ أهداف في الطريق إلى النهائي منها هدفين ضد ريال مدريد في نصف النهائي.
--
"أصبحت لاعبا دوليا مع منتخب البرازيل ١٩٩٨ ولعبت مع لاعبين مثل رونالدو وروماريو وبيبيتو وروبيرتو كارلوس وتافاريل، الأمر جميل للغاية إن فكرت فيه".
"كانت هناك فرصة للمشاركة في كأس العالم لكن لم يتم استدعائي في الأمتار الأخيرة قرر فيليبي سكولاري ألا يستدعيني، لكنني كنت سعيدا بما قمت به في كرة القدم ولم أتوقع قط أن ألعب لفريق كبير مثل بايرن حينما كنت في البرازيل".
لم يكن إلبر محظوظا مع منتخب البرازيل، لعب ١٥ مباراة دولية فقط وسجل ٧ أهداف، لم تكن كافية لكي يظل أساسيا مع المنتخب وآخر مباراة دولية له بقميص السليساو كانت في ٢٠٠١.
الآن بعض الأسئلة السريعة
مررت بالكثير من العثرات والتحديات الصعبة، ما الذي كان يدفعك للاستمرار كل يوم لم تستسلم قط؟
"لكي تكون لاعب كرة قدم ناجح يجب أن تكون ملتزما، أن تحترم الناس سواء من كانوا بجانبك أو من تواجههم، هذا ما كنت أفعله دائما، لذا حتى يومنا هذا لدي تواصل جيد مع كل اللاعبين الذين لعبت معهم أو ضدهم".
"أعتقد أن تلك هي الرسالة التي يجب أن أتركها للاعبين الشباب اليوم، أن يركزوا على عملهم وما يرغبون في تحقيقه وما يقاتلون من أجله، لأنه في كرة القدم لا تحصل على شيء إلا إن قاتلت بقوة وبشرف والتزام".
اليوم هناك بعض المبررات للمهاجمين الذين لا يسجلون، ما رأيك في نوعية المهاجمين الموجودة حاليا؟
"لم يعد هناك المهاجم رقم ٩ بشكله المعروف في وقتي، في بايرن ميونيخ هناك روبرت ليفاندوفسكي وحده، لدينا نفس المشكلة في منتخب البرازيل، هناك روبيرتو فيرمينو وجابريل خيسوس لاعبا ليفربول ومانشستر سيتي، غيرنا طريقتنا منذ أن كان معنا قديما رونالدو وروماريو في الخط الأمامي، من الطبيعي أن تحدث تغييرات في كرة القدم حتى بشكل يومي".
"أعتقد أنه اليوم من الممكن أن يلعب المهاجم بالشكل الجديد المتعارف عليه سواء فيما يخص المساحات أو غيرها لكن عليه أيضا أن يحسن لمسته الأخيرة خلال التدريبات، وأن يتدرب بشكل جماعي دائما مع زملائه من أجل تطوير المنظومة ككل مع تطويره شخصيا".
واجهت لاعبا مصريا يعد واحدا من أفضل المدافعين لدينا، هاني رمزي، كيف كانت مواجهته في الملعب؟
"بالنسبة للاعبين المصريين، لعبت ضد اسم كبير منهم، سواء في سويسرا أو ألمانيا، هاني رمزي، أتذكر أنني واجهته في سويسرا ثم رحل إلى كايزرسلاوترن في ألمانيا، لعبنا ضد بعضنا البعض كثيرا حتى حينما انضم إلى فيردر بريمن تواجهنا، كان لاعبا جيدا جدا، ليس كلاعب فقط لكن كشخص أيضا".
"استمتعت باللعب ضده بسبب جمال شخصيته كان دائما وفيا للمباراة ولم يؤذ أي لاعب كان يتدخل بقوة لكن من أجل الكرة لذا إنه من نوعية اللاعبين الذين لطالما كنت أكن لهم كل الإعجاب، كنا نتحدث بعد المباريات قليلا ونضحك سويا أحيانا، لكن حينما كان يلعب كان في كامل تركيزه وقوته".
"أعجبت كثيرا به وأعتقد أنه اليوم قد أصبح مدربا، آمل أن يكون نجاحا".
ليس رمزي فقط..
"هناك لاعب آخر تابعته عن قرب، محمد زيدان لاعب بوروسيا دورتموند، مشكلته فقط كانت الإصابات الكثيرة التي حدثت له، حتى أنه اضطر لإنهاء مسيرته مبكرا للغاية بسببها، كان يلعب بأسلوب برازيلي للغاية وكنت أحب طريقته كان يسجل الأهداف بشكل خاص وكنت معجبا به في ألمانيا".
"الآن لنتحدث عن مصري آخر، محمد صلاح وهو واحد من أفضل اللاعبين في العالم وهو بإمكانه اللعب لأي فريق في العالم، إنه لاعب كبير وما رأيته منه فهو شخص رائع، كنت حزينا للغاية حينما خسر نهائي الأبطال ضد ريال مدريد وتعرض للإصابة خلال المباراة، وتمنيت له النجاح في النهائي الثاني وقد كان".
ما رأيك في بايرن ميونيخ ربما يرى البعض أن المستوى ساء رغم حصد الدوري من دورتموند، كما أن هناك دائما هدف أكبر، دوري الأبطال هل هناك أمل في تحقيقه؟
"بايرن ميونيخ سيظل بايرن حتى مع وجود مدرب جديد، لاعب بايرن يعلم أنه يمثل فريقا كبيرا وسيحاول تقديم أقصى ما لديه ليحصد الألقاب ودوري الأبطال، لسوء الحظ خسرنا ضد ليفربول ومحمد صلاح، لكننا فريق كبير وسيضم لاعبين جيدين وآمل أن يستمر في المراهنة على المواهب في ألمانيا ومازال بإمكاننا أن نفوز بالمزيد من الألقاب".
أخيرا وجه إلبر رسالة لجماهير بايرن في مصر قائلا:
"حاليا أنا سفير لنادي بايرن ميونيخ أجوب العالم وأنا أمثل النادي ونقابل الجماهير حول العالم، وآمل في المستقبل أن أتمكن من زيارة مصر ومقابل جماهيرنا هناك، أعلم أن هناك الكثير ممن يتابعون الكرة الألمانية والدوري الألماني، أرسل لهم تحياتي خاصة لجماهير بايرن في مصر وآمل أن أقابلكم قريبا".
طالع أيضا
تألق كبير.. ماذا فعل صلاح في أول مباريات الموسم الجديد
الصفاقسي في بيان رسمي: لم نفسخ تعاقدنا مع عمرو جمال.. ورسالة إلى المسؤولين في مصر