كتب : إسلام مجدي
"أيها الأفارقة الأ***، أخبرتكم أن تلعبوا بعيدا عن هنا" رجل سكير مخاطبا مجموعة من الأولاد تلعب كرة القدم في شوارع روتردام بهولندا.
"كنت هناك، كان ذلك وشيكا، الرجل البدين كان يهيننا ويسبنا، كسر قدمه بنفسه لكن بعد تلك الحادثة اخترنا ملعبا آخر للعب كرة القدم به". الفتى الصغير روبن فان بيرسي يتحدث عن الحادثة التي بدأ منها كل شيء.
على غير العادة من قصص لاعبي الكرة الخاصة بالبداية الفقيرة وشبه المعدمة، روبن فان بيرسي أتى من عائلة فنية للغاية، والدته رسامة ومصممة مجوهرات وتعلم ذوي القدرات الخاصة من الأطفال، ووالده كان نحاتا.
---
في عام 1983 قبل ولادته ذهب والده إلى عرافة وأخبرته أن ابنه سيعاني في المدرسة لكنه سيصبح ملكا في الملعب. "نجم كرة قدم قد ولد وسيكون ثريا ومشهورا".
في طفولته عرف فان بيرسي كرة القدم جيدا بسبب صداقته مع عدد من المهاجرين العرب والأفارقة في هولندا، وكان لديه لقبا لم ينسه قط :"الفتى الصغير مفتعل المشاكل الذي لم يحب سوى كرة القدم".
لم تسر الأمور على ما يرام بالنسبة لعائلته وترك والده والدته، واضطر الفتى للعيش مع والده، وفي المدرسة كان روبن هو أكثر فتى سيء السلوك، كان يتم إقصاؤه من الفصل بشكل يومي، حتى أنه لم يرغب في الذهاب إلى المدرسة في أي وقت.
يتذكر روبن قائلا :"معلمي كان يقول لي إنني يجب أن أؤدي واجبي المنزلي لأنه من المهم أن يكون لي شهادة ما، كنت أحب كرة القدم، وكنت أستمع أكثر للأصوات التي قالت لي، ستكون مثل يوهان كرويف".
الكاتب الهولندي ليو فيرهول ابن مدينة روتردام كان يتابع روبن أثناء فترة لعبه في الشوارع، كان الفتى قد بلغ الـ10 من عمره، حينما شاهده لأول مرة.
"كان هناك ملعبا للأطفال، في حي كارلينجين، أحد أكثر الأماكن جمالا في روتردام، إنها منطقة خضراء جميل محفوفة بالنهر".
"ابنتي ذات الأعوام الثلاثة كانت تحب الأرجوحة في الحديقة هناك، وكنت أجلس في الشمس أشاهد اللاعبين يمارسون كرة القدم في ملعب صغير".
"ميزت أحدهم، كان روبن، ابن صديقي بوب، كان دائما ما يتحدث عنه ويقول إنه سيغدو نجما كبيرا ذات يوم، حتى أنه طلب مني أن أكتب عنه حينما كان في السادسة من عمره، لأنه يتنفس كرة القدم".
بقية الأولاد الذين كانوا يلعبون في الشارع مع روبن فان بيرسي كانوا من المغرب، الثنائي منير الحمداوي الذي لعب فيما بعد لأياكس وألكمار وسعيد بوطاهر لاعب سرقسطة الإسباني.
كان روبن صديقا دائما لهؤلاء الفتية من المغرب، كان يتحدث مثلهم ويحب لكنتهم والتواجد معهم، كان يعتبر نفسه واحدا منهم ويلعب مثلهم حتى أنه تعلم منهم لأول مرة مهارة الـ"كوبري".
فان بيرسي كان فتى يحب كرة القدم سيء السلوك حتى قابل أصدقائه المغاربة، حينها أصبح أفضل بكثير مما كان عليه وأحب الكرة أكثر وأكثر.
"كان ذلك بمثابة خلاص له، تم إنقاذه من مصير سيء كان ينتظره، حتى أنه أصبح أكثر هدوء وذكاء مما كان عليه".
استمتع ليو بمشاهدتهم جميعا يندمجون معا ليفوز فريقهم، روبن كان يلمس الكرة بقدمه اليسرى فقط ولا يلعب سوى بها، كان يمتلك سرعة ومهارة لا بأس بها وفي التسديد كان الأفضل فيما بينهم.
أحد الأطفال سدد الكرة بعيدا لتصل إلى الحديقة في المكان البعيد عن الملعب، وفي نفس الوقت كان هناك رجلا ضخم البنية وبدا سكيرا خرج من المنزل ويصرخ فيهم :"أيها الأطفال الأفارقة، ألم أطلب منكم أن تلعبوا بعيدا عن هنا؟". موجها السباب واتكئ على الكرة، قفز أحد الأطفال إلى الحديقة واندفع ليأخذ الكرة من أسفل قدمه، ثم ركلها ليجذبها بعيدا عنه وبمهارة شديدة افتك الكرة وهرب.
الرجل الضخم كان يائسا لدرجة أنه حاول ضرب الفتى الصغير، لكن ذلك الفتى كان سريعا ومهاريا للغاية يجيد مراوغته ببراعة، مهارته أنقذته من رجل كاد أن يفتك به، حتى أنه دار بطريقة أصبح يراوغ بها فيما بعد في ملاعب كرة القدم.
سقط الرجل أرضا بعدما فقد توازنه والتف كاحله وصرخ في ألم شديد فيما ركض الأولاد بعيدا خائفين.
"كنت هناك كنت هناك". صرخ الفتى روبن أثناء سماعه لليو يحكي لصديقه بوب عن قصة ذلك الفتى.
"ذلك الرجل البدين، كان يهيننا ويزعجنا، كسر قدمه بنفسه، ولكن بعد الحادثة اخترنا ملعبا جديدا".
استمر روني في لعب كرة القدم في الشوارع، لم يترك الكرة قط، كان يذهب للمردسة والكرة في قدمه، كان يراوغ كل عمود إنارة أو شيء ثابت أمامه في طريقه للمدرسة، شغفه بكرة القدم لم يكن له مثيل قط.
في أي مكان كان يذهب إليه حتى حينما كان والده يرسله لشراء بعض الحاجيات من المتجر، كان يداعب الكرة في طريقه.
جميع من كانوا في الحي يحبون روبن، عدا ذلك الرجل الضخم الذي فشل في التعامل مع شغفه أو موهبته.
"كرة القدم كانت دائما عشقي الأكبر، كنت أنام والكرة في حضني، لا حقا لا أقول ذلك من أجل أي شيء، حتى حينما بدأت في علاقتي العاطفية مع بشرى لم أترك الكرة".
----
انضم روبن إلى فريق إكسلسيور لمدة عامين لينضم بعدها إلى فينورد. كان أحد الأندية الكبيرة والتي منحته تدريبات أكثر احترافية أفادت موهبته التي لا غبار عليها، وفي فبراير 2002 ظهر لأول مرة مع الفريق الأول، ثم بعدها بأشهر قليلة لعب في نهائي الدوري الأوروبي.
فاز فينورد وكانت الجماهير مهووسة بفان بيرسي، ثم أصبح بطلهم في وقت قليل للغاية، واختير كأفضل موهبة في موسم 2001-2002.
فجأة ساء كل شيء بالنسبة له، وبنفس السرعة التي أصبح بها بطلا، سقط مرة أخرى، بعد دخوله في صراع مع زميله في الفريق والذي أصبح عدوه أيضا، بيير فان هويدونك، أمام 50 ألف مشجعا في مواجهة فينورد ضد آر كي سي فالفيك، فان بيرسي كان ضمن الفريق الأول لفترة قليلة وقام بإبعاد زميله الأكبر منه سنا لكي يسدد ركلة حرة.
فان بيرسي وقتها اعتقد أنه طالما أعسر القدم عليه أن يسدد الركلة، وسدد بطريقة رائعة والحارس قام بإنقاذ رائع، لكن بيير كان غاضبا ووقتها المدرب بيرت فان مارفيك شاركه نفس الشعور، بل إن المهاجم الكبير سنا لم ينس تلك الإهانة التي قام بها الناشئ الصغير فان بيرسي.
بعد الفوز بنهائي الدوري الأوروبي، بدأ الغرور يساوره، لم يعد يحب السيارات المتوسطة واشترى سيارة مرسيدس رياضية، وبدأ زملائه في الانزعاج من النجم الصغير. خاصة الدوليين مثل فان هويدونك وبول بوسفلت، اللذان وضعا قواعد في غرفة الملابس، منها أن اللاعبين الشباب مثل فان بيرسي أن يصمتوا وإلا يتم ضربهم وإهانتهم، لكن فان بيرسي لم يكن بذلك الضعف.
طلب الثنائي فان هويدونك وبوسفلت أن يتحدثا مع المدرب وطلبا أن يتم التعامل مع فان بيرسي، وأردا أن يتم وضعه على مقاعد البدلاء، وقد كان.
انفجر الموقف أثناء المباراة المؤهلة لدوري الأبطال ضد فينيربهاتشة، كانت الساعة تشير إلى تبقي 15 دقيقة على النهاية، وطلب المدرب من فان بيرسي أن يقوم بتدريبات الإحماء، بعد عدة دقائق طُلب منه أن يعود للجلوس لأنه وجد أن المهاجم ليس متحفزا للمشاركة.
أصيب فان بيرسي بالإحباط وحينما صافح فان مارفيك الجميع بعد صافرة النهاية، رفض هو أن يفعل، وكانت تلك بداية النهاية، وفي العامين التاليين بدأت الحرب.
أصبح فان مارفيك مدربا لمنتخب هولندا بعد ذلك، وعند سؤاله كان يرى أنه قام بالتصرف الصحيح :"كنت أول شخص قاسيا معه، لم يتم انتقاده في شبابه، آمل يوما ما أن يتفهم أن ذلك كان لمصلحته، وضعت كل شيء في مكانه الصحيح بالنسبة له".
في المقابل قال فان بيرسي :"لم أشعر بالثقة تجاه الأشخاص الذين لم يتوقفوا قط عن انتقادي، في النهاية جلست على مقاعد بدلاء فينورد وأنا واثق أنني لم أكن جيدا كفاية لأن أصبح رقم 10، وأنني جناح متوسط المستوى".
"حينما يقوم الناس بالتقليل منك دائما فأنت تتوقف عن الإنصات وتصبح عنيدا، حينما أخطأت في فينورد، كانوا يمزقونني".
في المقابل قرر روبن أن يساند كل لاعب شاب يعاني في أي مكان يذهب إليه وأن يساعده إذا ما تعرض للنقد بشكل دائم.
حتى أن كارل جينكنسون زميله السابق في أرسنال قال عنه :"حينما كنا نتعرض لمشاكل كشباب، كان فان بيرسي دائما يتواجد من أجلنا، خاصة الشباب وليس لاعبي الفريق الأول، كان الوصول إليه سهلا ودائما مستعد للإنصات والمساندة".
بسبب خلافه الكبير مع فان مارفيك لم يكن فان بيرسي عنصرا أساسيا في موسمين ممتازين مع فينورد حتى أبريل 2004 حينما لم يتطور قط ولعب بضعة مباريات وتدريبات مع الفريق الأول.
في 15 أبريل من ذلك العام، كان شباب فينورد يواجهون شباب أياكس في حضور 4 آلاف مشجع، جماهير أياكس كانت تسبه وتبصق عليه وتهينه وتلقي المشاريب عليه، لكنه كان هادئا ويلعب بطريقة رائعة.
وقتها علم فان بيرسي بوجود ستيف رولي كبير كشافي أرسنال، جاء لمتابعته وهو يلعب ضد أكبر فريق وأعنف جماهير، ومبعوث المدفعجية وجد ضالته فعلا في المهاجم الهولندي الشاب.
قبل النهاية سجل فان بيرسي التعادل واحتفل بإرسال قبلة إلى جماهير أياكس وبعد صافرة النهاية طارده 40 مشجعا، وتم دفعه ولكمه وركله وسقط أرضا، وبعد جهود من زملائه ولاعبي أياكس تم تحريره بسلام.
"لا أريد تضخيم الأمر، لكنني اعتقدت أنني كنت سأموت".
"حينما تفقد وعيك وتسقط أرضا ويقومون بغرز سكين في جسدك فالأمر انتهى، وفي الأسابيع التالية لم أتمكن من النوم، وكنت أستيقظ من الكوابيس المزعجة، كان علي أن أفعل شيئا وذهبت إلى طبيب نفسي وساعدني".
---
جوس هيدينك مدرب بي إس في إيندهوفن كان يتابع فان بيرسي عن قرب لوقت طويل، لكن حينما تواصل راولي بعد يوم واحد من الكابوس الذي حدث لروبن في أمستردام، كان القرار سهلا بالنسبة للفتى الصغير، قرر الانضمام إلى أرسنال.
أرسين فينجر قرر إشراكه على فترات متقطعة ومع الفريق الثاني لكي يتكيف على الأجواء.
"بضعة دقائق من الحديث مع أرسين كانت كافية للغاية، علمت أنني يمكنني الوثوق فيه، إنه مجنون بكرة القدم وأنا كذلك، كان يقول إنني جيد لكن يجب أن أكون صبورا".
"أثناء المفاوضات قال لي حينما تراوغ سول كامبل وكولو توريه في التدريبات سيمكنك اللعب، كان ذلك كل ما أدرت سماعه".
"أول شهرين لي كانا جحيما، كان علي أن أتدرب بشكل خاص مع شخص يدعى توني كان في البحرية، كنت أموت كل ليلة من التعب، لكن الآن أعلم أنني أتدرب مع تييري هنري وروبرت بيريز ودينيس بيركامب".
في البداية علمه دينيس بيركامب ما الذي يجب فعله وكيف يتصرف في الملعب، وشاهد الفتى مباريات كثيرة لنفسه وانتقد نفسه وكان يطلب الكثير، في حين أن روالي قال له إنه ينقصه في لعبه الذكاء، لأنه لا يمكنك أن تخاطر في وسط الملعب، فقط حول منطقة الجزاء، كان روالي يراسله بعد كل مباراة.
تطور فان بيرسي كثيرا في الملعب لكن على صعيد حياته الشخصية كان الأمر جحيما بالنسبة له، بعد فوز أرسنال بكأس الاتحاد الإنجليزي عام 2005 ومشاركته للمرة الأولى مع منتخب هولندا، وفي بدايات يونيو 2005 تم القبض عليه في روتردام واتهامه بالاغتصاب، وتم حبسه لأسابيع قبل إطلاق سراحه.
كان ذلك بعد ليلة تواجد فيها فان بيرسي مع بعض أصدقائه في فندق وراقصة، في اليوم التالي لم تخبر أحدا أنه تم اغتصابها، لكن حينما أخبرها عامل بالفندق في محادثة هاتفية أنها كانت مع لاعب كرة شهير قررت في اليوم التالي أن تتقدم ببلاغ ضده.
بعد أشهر قرر القاضي أن ينهي القضية لأنه لم يجد أي دليل على الحادثة، لكن استمرت تلك الواقعة تطارده، وتطلب الأمر منه أعواما ليستعيد صورته كرياضي جيد خاصة وأنها كادت تتسبب في طلاقه.
كان ذلك آخر درس يجب على روبن الصغير أن يتعلمه وآخر فضيحة مرت عليه، وبعد أعوام من التعلم جاء وقت رد الدين، ومنذ أن أصبح في الـ21 من عمره تبدل حاله كثيرا.
مع فينجر تطور بيرسي ليصبح واحدا من أفضل اللاعبين في العالم واختير لاعب العام في أرسنال مرتين وكان أحد أبرز لاعبي المدفعجية طيلة الأعوام التي قضاها مع النادي اللندني.
8 مواسم مع أرسنال وخاض أكثر من 280 مباراة سجل خلالها 132 هدفا وصنع 55، فاز خلالها ببطولتين كأس الاتحاد والدرع الخيرية.
في صيف 2012 كان أمام قرارا حيويا في مسيرته إما أن يغادر أرسنال أو لا يفعل.
"كانت تلك مشكلة، أحببت النادي والملعب الرائع والجماهير والأجواء، أنا مشجع للفريق وطالما سأظل كذلك، جزء مني كان يتألم لكنني فائز ولطالما أردت أن أفوز وكان الوقت قد حان للفوز ببعض الجوائز مع النادي".
"لم أكن لأرحل قط بسبب الأموال لكنني أردت أن أصل لمرحلة هامة في مسيرتي وكان ذلك قرارا صحيحا، لأنني فزت بالدوري مع مانشستر يونايتد مباشرة، ويجب أن أقول إن مانشستر يونايتد نادي جيد شعرت بالسعادة فيه، كانت أول مرة في مسيرتي أصبح بطلا في دولة، حلم".
استمر فان بيرسي مع مانشستر يونايتد لـ3 مواسم لعب خلالها 105 مباراة سجل 58 هدفا وصنع 21، وفاز بلقبين، وقبل رحيله بموسم اقتنص لنفسه لقطة هي الأفضل له ربما في مسيرته مع منتخب هولندا خلال كأس العالم 2014.
"الهولندي الطائر" سجل هدفا رائعا من تمريرة دالي بليند لنجده دوما ضمن أفضل الاختيارات في تاريخ البطولة ثم في 2015 رحل ليلعب 3 أعوام في تركيا مع فينيربهاتشة، ثم عاد إلى هولندا ليلعب لفينورد ويتوج معه بالكأس ودرع يوهان كرويف.
ربما لم يحقق فان بيرسي نبوءة "يوهان كرويف القادم" لكنه في المقابل كان واحدا من أبرز المواهب والنجوم الذين ظهروا في الألفية الحديثة.
"أعتقد أن أكبر نقاط قوتي هي أنني أفعل دوما نفس الشيء، هناك مهاجمون مهووسون بالحماس، لكن بعدما أسجل أضع نفسي مجددا إلى وسط الملعب وأهدئ نفسي وأحافظ على هدوئي وأركز على مهمتي وهي فوز فريقي".
"أهم شيء بالنسبة لي أن أستمر كما أنا لأطول فترة ممكنة، الطفل الذي يتواجد بداخلي، هذا ما أنا عليه، وهذا ما سأكونه دائما، طفل لديه أمنية واحدة، أن يلعب كرة القدم".
المصادر: (جارديان - مقال ليو فيرهول، الفتى الفنان - تيليجراف - دي تيليجراف - كتاب روبن فان بيرسي)
طالع أيضا:
رئيس المحور يتحدث عن برنامج الزمالك
تعرف على الموعد النهائي لتشكيل لجنة إدارة اتحاد الكرة
طارق يحيى: إمام عاشور إضافة كبيرة للزمالك
تركي آل الشيخ ينفي التفاوض مع لاعب من الدوري المصري
حوار طريف.. علي معلول: أحب العكاوي