سيرة رقمية (2) - اصطدام نجمين وراء ظهور "الذهب" في كتالونيا
الثلاثاء، 23 يوليه 2019 - 20:00
كتب : منار سرحان
يرجع الباحثون الفلكيون لتكوين بعض المعادن الموجودة على الأرض كالذهب والبلاتين والبلوتونيوم إلى تصادم عنيف لنجمين حدث قبل 4.6 مليارات من الأعوام وتسببت في السحابة التي تشكل منها النظام الشمسي.
ليونيل ميسي
النادي : إنتر ميامي
وحسب دراسة علمية لـ"نيتشر" قام بها فريق من الباحثين من جامعتي كولومبيا وفلوريدا، فإن تصادم نجمين وقع قبل حوالي مئة مليون سنة من نشأة النظام الشمسي يوجد موقعه على بعد ألف سنة ضوئية، ربما يكون قد وفر للأجرام الكونية الموجودة في الجوار العديد من العناصر الأثقل من الحديد، ويشمل ذلك ملايين الأطنان من المعادن الثمينة مثل الذهب والبلاتين.
وقدر علماء الفيزياء الفلكية أن هذا الحدث الكوني القديم قد وفر لنظامنا الشمسي نسبة 0.3% من جميع عناصره الثقيلة، وهي موجودة في الطبيعة من حولنا أو في داخل أجسامنا كذلك.
ولكن بدون تعقيدات علم الفلك والجولوجيا السابقة أو الاعوام التي تكونت فيها تلك العوامل السابقة فإن الأمر ربما كان أبسط من ذلك في كتالونيا ولم يحتج إلا لثلاث سنوات مع وصول جوارديولا إلى برشلونة ليصنع عصر برشلونة الذهبي بقيادة ميسي الذي ربما كان له نفس تأثير اصطدام النجوم على عالم كرة القدم.
بهذه السلسة يواصل Filgoal.com بالمشاركة مع موقع الإحصائيات الشهير StatsBomb.com في نشر السيرة الذاتية الرقمية لليونيل ميسي وذلك بعد نشر الجزء الأول في وقت سابق.
سيرة رقمية (1) - ليونيل ميسي.. من هيركليس لجبل مونتجويك السحري
اصطدام أول بسداسية.. 2009/2008
كانت مرحلة هولندي آخر قد انتهت في برشلونة وهو فرانك رايكارد بعد أن فشل في الفوز بأي بطولة بآخر عامين له مع برشلونة ولكن إذا نظرت للأمر من زاوية أخرى ستجد بأن رايكارد قد قام بتصعيد ميسي ثم جاء وقت رحيله ليصل بيب جوارديولا إلى برشلونة في معادلة لم يكن ليتخيل أحد نتائجها، فالأمر كان اشبه بالحلم لهم والكارثة لكل ما هو ضدهم.
وصول بيب جوارديولا كان اول خطوات إعادة هيكلة الفريق الكتالوني برحيل عدة نجوم على رأسهم رونالدينيو وديكو وزامبروتا ووصول لاعبين سيساهموا فيما بعد في تشكيل العناصر الأساسية التي تساهم في تكوين "عصر بيب" في برشلونة بقيادة ليونيل ميسي.
ولكن كان على ميسي الإعداد لذلك.
فأصبح ميسي هو محور لعب الفريق الكتالوني وصل بهذا الموسم 2008/2009 لأول مره لأكثر من 20 هدف في معدل نجح الأرجنتيني في الحفاظ عليه لمدة 11 عام وكان ايضا اخر موسم له يحرز به أقل من 25 هدف بالموسم، وبالتركيز على خريطة تسديداته ترى بأنه كان مازال ميسي هو الجناح الأيمن المعتاد وإن هذا مصدر خطورته.
ولكن التأثير الأكبر لجوارديولا كان باصطدامه مع نجم الفريق في وقتها صامويل إيتو، إيتو كان يرى بأنه من يفوز لبرشلونة بالمباريات ولم يكن يستعد قبول بأن يتم تغيير مركزه بشكل ثابت من أجل ميسي، ورغم ان الكاميروني كان هو هداف الفريق بهذا الموسم إلا إنه كان لا مفر من اصطدامهم وذلك من أجل اللإفساح لما هو سيكون أهم في تاريخ برشلونة وهو "الوهمي" ميسي.
قصة تحول ميسي إلى المهاجم وفي نفس الوقت أقرب منه كلاعب وسط مهاجم أو ما يعرف "كمهاجم" وهمي أعيد سردها عدة مرات وان كان ربما حديث كتاب "سر بيب" الذي تحدث عن توقيت تجربته لتلك الطريقة واعتمادها بشكل أساسي قبل مباراة الكلاسيكو في مايو 2009 ومن سخرية الأحداث أن يكون خط وسط غريمك التقليدي هو سبب في "إلهام" جوارديولا لتلك الطريقه بعدما نجح في ملاحظة المسافه التي يخلقها ثلاثي وسط مدريد "جاجو وجوتي ودرينتي رغم الضغط العالي الذي يعتمدوا عليه.
جوارديولا كان أبلغ ميسي خطته السرية ليلة المباراة ثم تيتو فيلانوفا ولكن إيتو كان عنصر منفذ فقط حيث تلقى إشارة مع الدقيقة 10 من الكلاسيكو بتغيير مركزه إلى الجناح الأيمن بدلا من ميسي وتشافي وإنييستا تلقيا أوامر بألا يترددا في التمرير لميسي كلما طلب ذلك في خط الوسط تبعها كلمة "كما فعلنا في خيخون" وعليه جاء هدف برشلونة الأول في تلك المباراة بصناعة لاعب الوسط ميسي قبل أن يلحقها 5 اهداف اخرى بينهم هدفين من "المهاجم" ميسي.
خريطة Statbomb.com لتمريرات ميسي قد توضح لك ما حدث تماما في تلك المباراة، فخريطة التمريرات بسيطه تتكون من مربعات توضح لك مركز ميسي بكل مباريات الموسم ودوائر صغيرة توضح لك تمركز ميسي الجديد في مباراة ريال مدريد فقط.
ربما كان يظن البعض بأن ما فعله ميسي كان بسبب تغيير مفاجىء أو لحظي قرره جوارديولا أو ربما كان ذلك ما كان يتمناه إيتو على الأقل الذي أصبح الإصطدام به حتمي من أجل ان يصبح ميسي رسميا اللاعب رقم 9 لبرشلونة.
"ذهب" دون توقف.. 2009/2010
كان هذا أول موسم يشهد فوز ميسي بالكرة الذهبية ويستمر في حصدها لمدة أربع سنوات متتالية وكان بدأ برشلونة الموسم على غرار نهايته في التألق ومازال الفريق صاحب الثلاثية بالموسم الماضي يجمع النقاط والبطولات، وخططيا أصبح وجود ميسي كمهاجم لا يفاجىء أحدا وإن كان برشلونة سعى لتعويض رحيل إيتو بعدما تأكد بأنه لم يعد مرغوب به كمهاجم ما لحقه عدة خلافات بينه وبين جوارديولا الذي ربما خانه التوفيق في أن يختار إبراهيموفيتش كبديل للكاميروني.
"أحرزت الكثير من الأهداف بأول 6 شهور لي مع الفريق ولكن بعد ذلك قمنا بتغيير الخطط وطرق اللعب وذلك لم يسعدني وعندما تحدثت مع جوارديولا وجدت نفسي بديلا"
ميسي مازال ظهرعلى الجانب الأيمن وكان أكثر من صنع الفرص لإبراهيموفيتش هذا الموسم ولكن نسبة الاسيست والصناعة لميسي هذا الموسم لم تكن في قمتها لأنه مع مرور الوقت عاد جوارديولا للاعتماد عليه كمهاجم وهمي وبعض الوقت كجناح وبعض الوقت كمهاجم ثاني واخيرا كلاعب وسط مهاجم.
وعلى غرار إيتو لم يتقبل المهاجم السويدي عملية تغيير المراكز وأصبح مصدر قلق لجوارديولا الذي كان منشغلا بما هو أهم وهو أن يجد لميسي من يقدم له هذا الدور دون شكوى وهنا كانت هديه أخرى من لاماسيا لجوارديولا وهو بيدرو على الجانب الأيسر وظهور داني الفيش "هجوميا" بالجانب الأيمن من أجل ميسي.
فأصبح الأرجنتيني أكثر خطورة من أي وقت مضى فوصل لهدفه رقم 34 هذا الموسم معادلا الرقم القياسي للبرازيلي رونالدو مع النادي الكتالوني، تسديداته وفقا لإحصائيات Statsbomb أصبحت تأتي من كل مكان على حدود منطقة الجزاء وتصل لأكثر من 5 تسديدات على المرمى كل مباراة.
نضوج الأفضل مع نهاية جيل.. 2010/2011
بعد هذا الموسم يكمل ميسي عامه الثامن مع الفريق الأول لبرشلونة وعلى الرغم من أنه العام الوحيد الذي شهد خلو رصيد جوارديولا من لقب الدوري الإسباني مع برشلونة إلا إنه كان أحد أفضل اأوام ليونيل ميسي في برشلونة، وأصبح لديه خبرة تتخطى أغلب لاعب الدوري بعد أن أكمل 8 سنوات في الفريق الأول رغم عدم تخطيه عامه الـ24.
فلأول مرة يشارك ميسي في جميع مباريات الدوري الأسباني كأساسي إلا في مباراة وحيدة أمام ريال سوسيداد حيث شارك بالشوط الثاني، ووصل هذا الموسم لهدفه رقم 50 في 73 مباراة وان كان تلقى مساعدة من توليه تسديد ركلات الجزاء (سجل 10 ركلات جزاء) بهذا الموسم الذي شهد فوزهم بالشامبيونز والكأس وكأس العالم للانديه والسوبر المحلي والاوروبي.
"كنت أريده أن يصبح أفضل لاعب في العالم، فانتهى به المطاف بأن جعلني هو أفضل مدرب في العالم".
صعب أن تحدد من ساهم في أن ينجح الأخر، هل كان سينجح ميسي بنفس القدر إذا تصادفت أقداره مع مدرب آخر؟ ام هل كان سينجح جوارديولا ويحقق إنجازاته ذاتها إذا لم يكن لديه لاعبا مثل ميسي؟ فالثنائي ساهما في تكوين عصر ذهبي لبرشلونة وجيل لا يمل جمهور برشلونة من الحديث عنه أو سماع تفاصيله، فعلى رغم نجاح كل منهما بشكل منفرد إلا ان النجاح الأبرز يظل هذا الذي جمعهما سويا في برشلونة.
وفيما يلي مقارنة لتمريرات ميسي وصناعته للأهداف منذ تصعيده للفريق الأول والمشاركه كأساسي وتوضح عملية تطوره في الجانب الهجومي، فالتطور قد وصل لذروته مع آخر أعوام جوارديولا في برشلونة.
وأصبح "رادار" ما يقدمه ميسي وصل لذروته حيث أصبح يملك أعلى نسبة تسديدات بمشواره رغم ان نسبة خطوتها أقلت رقميا بعدما أصبح يتولى كل الركلات الحرة لبرشلونة سواء ركلات جزاء أو ركلات حرة حيث سجل 3 من أصل 17 ركلة حرة بهذا الموسم وسجل 10 ركلات جزاء، يمر من الخصم بمعدل 7 مرات بالمباراة ورغم ان ذلك ليس أفضل معدلاته لكنها تظل الأفضل في الدوري هذا الموسم.
وكان الأبرز وضوحا بتسديدات ميسي هذا الموسم بأنه أصبح يعتمد على نفسه في المرور ثم التسديد، حيث قام بالتسديد بعد المرور من الخصم 34 مرة وذلك 12 هدف من هذه الطريقه هذه الموسم اي 25% من اهداف هذا الموسم، فخريطة تسديداته اسفرت عن 187 تسديدة (بدون ركلات الجزاء) واسفرت عن 40 هدف.
إحصائيات Bonus:
سيرة Statsbomb الرقمية لم تغفل اي جانب رقمي او حركي على مدار مشوار ليونيل ميسي وفيما يلي صورة توضح تطور تمريرات ميسي بكلتا قدميه ومسافة تمريراته بـ 90 دقيقة وبعد ان قام بتغيير مركزه عدة مرات.
لاعبو الوسط كانوا اكثر من عانوا من تغيير ميسي لمركزه إلى مهاجم وهمي، فإذا تقدموا بضغط عالي أصبح ميسي خلفهم وإذا عادوا إلى مواقعهم الدفاعية أصبح عليهم مواجهة "ترقيصات" ميسي، فالحيرة أصبحت هل تواجهه ام تحاول ان تمنع وصول الكرة له ؟ وفيما يلي جدول يوضح أكثر اللاعبين الذين مر منهم ميسي تحت قيادة جوارديولا:
طالع أيضا:
رئيس الرجاء: المفاوضات جيدة مع الزمالك للحصول على أحداد.. ولا نريد بوطيب
طبيب الأهلي: رمضان والشيخ ووحيد جاهزون للمشاركة بعد تعافيهم من الإصابة
لماذا قرر نبيل فقير الانضمام إلى ريال بيتيس
الليبي المنير لاعب لوس أنجيليس يروي قصته المرعبة: أصدقائي قتلوا.. ولا أستطيع جلب عائلتي لأمريكا