كتب : رامي جمال
"جه الوقت اللي نفكروا فيه ونفكر العالم شكون احنا.. كيما ما كتبنا التاريخ من قبل نعود نكتبه اليوم ونكون رقم 1".
منتخب الجزائر بطل كأس أمم إفريقيا 2019 بالفوز على السنغال بهدف دون رد.
كلمات المقدمة كانت جزءا من حملة إعلانية قبل مشاركة محاربي الصحراء في كأس أمم إفريقيا 2017 قوبلت بالترحاب في البداية والسخرية فيما بعد عقب خروج الجزائر من البطولة من دور المجموعات.
لكن جاء جمال بلماضي وحول لاعبيه إلى جنود –كما وصفهم من قبل- لـ"يربحوا بالقلب ولا يستضعفوا بالخسارة ويوصلوا للي يبغوا.. شكون احنا؟ احنا الجزائر أبطال إفريقيا".
وأصبحت هذه هي المرة الثانية التي يفوز فيها المنتخب الجزائري باللقب الإفريقي الذهبي بعدما توجوا به لأول مرة في أرضهم في عام 1990.
بعد المشاركة في كأس العالم وكتابة التاريخ في 1982 و1986 و2010 و2014، والفوز بالكأس الإفريقية في 1990 ها هو منتخب الجزائر يكتب تاريخا جديدا ذهبيا لنفسه ويضع النجمة الثانية على قميصه.
سجل هدف البطولة بغداد بونجاح في الدقيقة الثانية من عمر المباراة.
وهناك تشابه كبير بين الجزائر التي توجت اليوم الجمعة في استاد القاهرة باللقب وبين ذلك الجيل الذي ظفر بالكأس في عام 1990 فكليهما استقبل هدفين فقط في مشواره في البطولة.
مع الوضع في الاعتبار أن بطولة عام 1990 أقيمت بمشاركة ثمانية منتخبات فقط.
وللمصادفة في ذلك الوقت عبر منتخب الجزائر نظيره السنغالي أيضا نحو الكأس ولكن تلك المرة كانت المواجهة في نصف النهائي.
أما منتخب السنغال فهو سيعض أصابع الندم مرة أخرى مع مدربه أليو سيسيه بعد عام 17 عاما من البكاء في مالي.
في نهائي عام 2002 وصل المنتخب السنغالي إلى النهائي أمام نظيره الكاميروني ولكنه خسر بركلات الترجيح بنتيجة 3-2، ومن أضاع الركلة الأخيرة هو مدرب المنتخب الحالي أليو سيسيه.
وتعد هذه هي المرة الثانية التي يتغلب فيها المنتخب الجزائري على السنغالي بعدما التقيا في دور المجموعات وفاز الخُضر بهدف دون رد كذلك ولكن في ذلك الوقت سجل الهدف يوسف البلايلي.
هدفان فقط سكنا شباك السنغال طوال البطولة وكلاهما كانا من الجزائر.
هدف مبكر جدا
بدأت المباراة بشكل سريع من قبل السنغال وأرسل مباين يانج عرضية زاحفة شتتها جمال بلعمري سريعا.
ومرر إسماعيل بن ناصر كرة بينية إلى بغداد بونجاح الذي استغل ارتباك دفاعي في السنغال وسدد بيمناه لترتطم الكرة بقدم ساليف ساني وتمر من أعلى الحارس ألفريد جوميش وتسكن الشباك في الدقيقة الثانية.
وهذه هي المرة الثالثة التي يشهد فيها النهائي الإفريقي تسجيل هدفا في الدقيقة الثانية، المرة الأولى كانت من الديبة لاعب منتخب مصر في شباك إثيوبيا في عام 1957.
والمرة الثانية كانت من النيجيري باتريك أوديجبامي في شباك الجزائر في عام 1980.
عقب ذلك الهدف ضغط منتخب السنغال بكل قوة بحثا عن إدراك التعادل ووصل استحواذه في بعض الأحيان لأكثر من 60% لكن ذلك الاستحواذ كان سلبيا.
وما عاب اللقاء في الشوط الأول عقب البداية القوية هو كثرة الأخطاء المرتكبة من كلا الفريقين وتوقف المباراة كثيرا.
وشتت الدفاع السنغالي كرة في الدقيقة السادسة من ركلة حرة للجزائر نفذها يوسف البلايلي.
ذلك قبل أن يشتت جمال بلعمري الكرة من داخل منطقة جزاء الجزائر في الوقت المناسب قبل أن تصل إلى نيانج.
وتصدى رايس مبولحي لتسديدة هنري سافييت بسهولة.
وجاءت أخطر فرص الشوط الأول في الدقيقة 38 بعدما هيأ نيانج الكرة لنفسه وسدد بيسراه بطريقة رائعة من على حدود منطقة الجزاء لكن الكرة مرت أعلى المرمى الجزائري بسنتيمترات قليلة للغاية لتضيع فرصة هدف محقق للسنغال.
واستمر الوضع على ما هو عليه حتى نهاية الشوط الأول لينتهي بتقدم الجزائر بهدف دون رد.
الـVAR غدار
بدأ الشوط الثاني بضغط من الجزائر وأرسل بن ناصر عرضية من ركلة حرة أبعدها الدفاع السنغالي.
ظلت المباراة هادئة في أحداثها وغابت الفرص الخطيرة إلى أن اشتعلت في الدقيقة 60.
أرسل إسماعيلا سار تمريرة عرضية ارتطمت الكرة في يد عدلان قديورة ليحتسب الحكم ركلة جزاء لصالح السنغال.
ولكن عقب مشاورات في غرفة الفيديو لجأ الحكم إلى مشاهدة الإعادة للقطة.
وقرر في النهاية عدم احتساب ركلة الجزاء لتضيع فرصة ثمينة للسنغال من أجل إدراك التعادل.
وعقب ست دقائق استغل مباين يانج خطأ دفاعي من الجزائر وراوغ رايس مبولحي حارس مرمى المحاربين وسدد ولكن تسديدته مرت أعلى المرمى الجزائري.
وبعدها سدد يوسف سابالي كرة قوية جدا لكن مبوحلي تألق وحول الكرة إلى ركلة ركنية مرت دون خطورة على الجزائر.
وفي الدقيقة 73 أرسل رياض محرز تمريرة طولية أبعدها الدفاع السنغالي من منطقة جزائه وسدد يوسف البلايلي بعد ذلك كرة قوية ارتطمت بأحد لاعبي السنغال ولمست الشباك من أعلى لتضيع فرصة هدف ثان للجزائر.
هدأت المباراة قليلا وبعد 10 دقائق استغل إسماعيلا سار تشتيت خاطئ من دفاع الجزائر وأطلق صاروخا بيمناه لكن الكرة ذهبت أعلى مرمى الجزائر.
وفي الدقيقة 88 سدد كيربين دياتا كرة بدون معنى بعدما حصل على ركلة حرة من على يسار منطقة جزاء الجزائر وسدد الكرة إلى أعلى الملعب.
واحتسب الحكم أربع دقائق وقت محتسب بدل من الضائع لم يحدث فيها أي جديد لينتهي اللقاء بفوز المحاربين بهدف دون رد وتتويجهم باللقب القاري و"يوري العالم شكون هي الجزائر".