هل مللتم من قراءة مقالات الرأي عن أسباب فشل الكرة المصرية؟ أتمنى منكم أن تطالعوا مقالا آخر، لا أعدكم أن يكون الأخير.
لماذا توقعتم أن تكون مسيرة المنتخب أفضل في كأس الأمم، في حين أن كل الأسباب المنطقية تقف أمام تلك التوقعات؟
يقال إن فعل نفس الأمر بنفس الطريقة مرتين وتوقع نتائج مختلفة يعد دربا من الغباء، ماذا عن فعل كل شيء خاطئ وتوقع النجاح الباهر، كل مرة؟ عذرا، هذا لا يعد غباء، بل "بجاحة".
لا يوجد فريق من ضمن الـ23 المشاركين في كأس أمم إفريقيا يقام دوريه دون جمهور، سوى المستضيف.
لا يوجد فريق من ضمن كل المشاركين في البطولة يتم تنسيق جدول مباريات دوريه المحلي بالتربيطات الشخصية والمكالمات، وفي كل أسبوعين على الأقل لديه مشكلة حول الجدول فقط!
كثير من المنتخبات تعرضت لمواقف خرق فيها لاعبوها انضباط المعسكر، وكلهم كان لهم ردود أفعال حازمة، باستثناء منتخب واحد.
وأغلب الظن أن كل تلك المنتخبات، لا يتشارك مدربيها واللاعبين غير المنضبطين أخلاقيا نفس الوكيل، ولا تضم أجهزتها الفنية أشخاصا لا نعرف أدوارهم.
ولم يحدث في أي منتخب، أن يتدخل لاعبوه لخرق النظام وإعادة صديقهم لصفوف المنتخب.
وأظنكم أيضا تعلمون المنتخب الوحيد الذي يعاير لاعبيه جمهورهم في احتفالاتهم بالأهداف، ثم يختفون بعد الهزيمة دون اعتزال دولي، أو اعتذار على الأقل.
هل يوجد منتخب من بين المشاركين في البطولة لا يملك أعضاء مجلس إدارة اتحادها الكروي برامجا انتخابية، بل لديهم برامج تلفزيونية وإذاعية يومية يذيعون من خلالها أخبار حصرية من داخل اتحاد الكرة، هذا بالطبع ليس تضاربا للمصالح بل "اجتهاد" كما يخبروننا دائما.
وإن لم تكن كإعلامي قوي مثل أقرانك من أعضاء الاتحاد، يمكنك أن تهاجم الجمهور الذي ينتقد المنتخب وتقول إن الفريق "لا يراهم".
في كل محفل كروي كبير، نريد أن نقاتل ضد المنطق، وفي كل مرة نخسر، ونتسائل عن الأسباب. السبب البسيط هو أنك لا يمكنك أن تهزم المنطق، قد تفعلها مرة بتوفيق غير طبيعي أو مجهود خارق، ولكن أن تنتصر ضد المنطق كل مرة، مستحيل.
لقد أصبح الموضوع مملا، الكل يعرف المشاكل والحلول ليست بهذه الصعوبة. نحن لا نخترع العجلة، كل اتحادات العالم تطبق أنظمة لا تضمن لها النجاح، بل تضمن لها توفير أسباب منطقية له على الأقل.
استقال اتحاد الكرة، ورحل الجهاز الفني، وربما يعتزل عدد كبير من اللاعبين دوليا، ولكن الفشل لن يتوقف هنا، لأن ما يبني على باطل فهو باطل للنهاية.