رادار إفريقيا - يوسف عطال.. لاعب الشوارع الذي تحول إلى ظهير الجزائر العصري
الإثنين، 24 يونيو 2019 - 21:06
كتب : مهاب التفاهني
"لاعب استثنائي، يعمل باجتهاد من أجل مصلحة المجموعة فهو يفكر في مصلحة الفريق قبل أن يفكر في نفسه، لديه روح إيجابية تدفع الفريق نحو الأعلى دائما".. باتريك فييرا المدير الفني لفريق نيس متحدثا عن لاعبه يوسف عطال.
يوسف عطال
النادي : السد
خطف الأضواء وصنع الهلع على الجناح الأيمن للأفناك، وجعل نفسه نجما منتظرا خلال مباراة بلاده الجزائر أمام كينيا، وتحصّل على ركلة جزاء.
رادار إفريقيا سلسلة يقدّمها FilGoal.com طوال كأس الأمم الإفريقية 2019، نسلّط فيها الضوء على أبرز النجوم التي تخطف الأنظار، وضيفنا اليوم يوسف عطال.
لم تهاجر عائلته إلى أوروبا وهو في سن صغيرة كحال عائلات العديد من النجوم ذوي الأصول الجزائرية الذين وصلت أسمائهم إلى العالمية في عالم الساحرة المستديرة، كما أنه ليس من عائلة ميسورة ساعدته على بدأ مسيرته في أكبر أندية الجزائر.
الكثير من الأسباب جعلت من مشوار يوسف عطال نجم المنتخب الجزائري مع الكرة ليس سهلا على الإطلاق.
نشأ في عائلة فقيرة، خاصة أن والده كان عاطلا عن العمل، مما جعله يُغادر الجزائر العاصمة.
ابن بلدية بوغني التابعة لمدينة تيزي وزو والتي تقع على بعد 100 كيلو متر شرق الجزائر العاصمة لم يملك سوى طموحه وإصراره من أجل الوصول إلى هدفه بالاحتراف الخارجي وتمثيل منتخب محاربي الصحراء.
بداية المشوار
في أحد شوارع بوغني يلعب يوسف الفتى الصغير رفقة فريق ضاحيته في مباراة ما بين أحياء البلدية الصغيرة ليلفت أنظار كل من شاهد لمسه للكرة.
ومن بين الحاضرين كان أحد كشافي فريق نادي شباب بلوزداد والذي أنتظر حتى نهاية المباراة حتى يعرض على عائلة الفتى الصغير أن يلتحق ابنهم بفريق الـ c.r.b أو "السياربي" كما يحب أن يطلق عليه مشجعيه، وبالفعل وافقت العائلة فورا.
ولكن الأمر في بدايته لم يكن بالسهل على العطال لظروف عائلته الصعبة وكيفية تدبير مصاريف تنقلاته من إلى العاصمة والذهاب إلى تدريبات الفريق بشكل يومي.
فيقول يوسف بخصوص هذا الأمر: "الوضع لم يكن سهلا في صغري، حتى أنني فكرت في ترك كرة القدم".
وأضاف: "والدي ساندني دائما وشجعني، ولم يدعني أفوّت أي مران، رغم صعوبة الوصول إلى الملعب؛ كان دائما يجد الحلول".
تجربة بلوزداد لم تدم طويلا
تنتقل عائلة عطال للعيش في مدينة تيزي وزو ليضطر اللاعب الشاب إلى مرافقة عائلته ومغادرة فريق شباب بلوزداد بعد أن قضى معه موسما واحدا فقط.
بدأ البحث عن تجربه جديدة في أحد فرق العاصمة، وبالفعل التحق يوسف بفريق شبيبة القبائل وقضى معه ثلاثة مواسم كاملة قبل أن يلفت أنظار مسئولي فريق اتحاد العاصمة لينتقل إليه لمدة موسم واحد.
وهنا عادت ظروف عائلته لتجبره مرة أخرى لى المغادرة والعودة لفريق شبيبة القبائل حيث وجد صعوبة في العيش بعيدا عن والديه وأشقائه.
الإسباني روسي والانتقال إلى بارادو
مباراة هامة تجمع بين فريق شبيبة القبائل وفريق بارادو أحد أهم مدارس تكوين اللاعبين في الجزائر حاليا رغم أنه ناد حديث الإنشاء، ودائما ما تتهافت كبار أندية الجزائر وأوروبا على لاعبي بارادو الشبان.
عطال استغل الفرصة بالفعل، وقدّم مباراة مثالية ليلفت أنظار المدرب الإسباني لنادي بارادو” أوليفيي روسي” والذي سارع بالاتصال بوالد عطال من أجل ضمه لأكاديمة الفريق.
تمت الصفقة وباتت نقطة تحول كبيرة في مسيرة الشاب اليافع الذي انضم لفريق كان يرأسه وقتها خير الدين زطشي الرئيس الحالي لـ الاتحاد الجزائري لكرة القدم.
إصابة مبكرة كادت تنهي مسيرته
يبدأ عطال رحلته الجديدة مع نادي بارادو بطموح وآمال مرتفعة، ولكن تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن عندما تعرض يوسف لإصابة قوية على مستوى الركبة أبعدته لفترة ليست بالقليلة عن ناديه الجديد.
لكنه تمكّن من العودة مجددا وبثقة من مدربه روسي والذي حجز له مكانا في تشكيلته الأساسية فورعودته من الإصابة ليتألق بشكل ملفت للغاية ساعد في تتويج فريقه بدوري الشباب وكأس الجمهورية.
لم يكن ظهيرا أيمن
بالرغم من اعتماده الدائم على قدمه اليمنى، إلا أن قدرة عطال على اللعب بكلتي قدميه جعلته يبدأ مسيرته ويتدرج في فرق الناشئين كظهير أيسر.
سرعته الفائقة ومهارته العالية، أجبرت مدربه في بارادو إلى الاعتماد عليه كظهير أيمن في المباريات التي يلعبها الفريق على ملعبه، وكجناح أيسر في المباريات التي تلعب خارج أرضه.
الاستدعاء الأول لتمثيل محاربي الصحراء
في يوم 6 يونيو عام 2017 تلقى الظهير الأيمن لفريق بارادو دعوة المدير الفني للمنتخب الجزائري وقتها الإسباني لوكاس ألكاراز للمشاركة في المباراة الودية للفريق أمام غينيا على ملعب مصطفى تشاكر، ليقدم يوسف عطال نفسه للجمهور الجزائري كلاعب دولي للمرة الأولى.
الانطلاق والتألق في أوروبا
بعد أن وصلت مشاركات عطال مع فريق بارادو إلى 55 مباراة سجل خلالها 5 أهداف، فرض تألق اللاعب نفسه على الملاعب الجزائرية، خاصة أن صاحب الـ 21 عاما أصبح لاعبا دوليا.
تلقى العديد من العروض الأوروبية من أندية دوريات تركيا وبلجيكا وفرنسا لتوافق إدارة فريق بارادو على العرض المقدم من نادي كورتريك البلجيكي، وينتقل اللاعب في صيف 2017 إلى ناديه الجديد لمدة موسم واحد على سبيل الاعارة مقابل 650 ألف يورو.
طموح العطال كان أكبر من أن يأخد وقتا طويلا للتأقلم على اللعب في ملاعب أوروبا، وبالفعل أثبت نفسه سريعا وحجز مكانا أساسيا في تشكيلة الفريق البلجيكي الذي طلب شراء عقد اللاعب بصفه نهائية من نادي بارادو.
الصفقة تمت مقابل 500 أليف يورو، بات بها عطال لاعبا دائما لفريق كورتريك البلجيكي.
شواطئ نيس تخطفه بسحرها
بعد موسم ثانٍ واصل فيه الشاب الموهوب تألقه في الفريق البلجيكي، أدركت إدارة نادي كورتريك أنها لن تستطيع الحفاظ على نجمها الجزائري طويلا فالعروض بدأت تنهال عليها من هنا وهناك.
لتقرر في النهاية السماح له بالرحيل لمواصلة مغامرته بالقارة العجوز، ولكن هذه المرة في فرنسا مع نادي نيس والذي اشترى عقد يوسف عطال بمبلغ 3 ملايين يورو لمدة 3 سنوات.
"فرنسا" أو الوطن الثاني للجزائريين، الكثيرون من بني وطنه تألقوا قبله في بلاد الأناقة والجمال، ولما لا يأتي الدور عليه ليسجل اسمه ضمن أبزر نجوم الخضر الذين لعبوا وتألقوا هناك.
في المدينة الساحرة، بدأ عطال الموسم الماضي رفقة نيس وهدفه إثبات نفسه في قائمة الفريق المحلي، قبل أن يتعرض لإصابة مع انطلاق الموسم.
رغم ذلك، تمكّن عطال من الانسجام مع أجواء الفريق سريعا خصوصا بعد تعاقد النادي مع المدرب "باتريك فييرا" الأسطورة الفرنسية والذي منح يوسف شعورا طيبا للغاية ساعده على التألق في 29 مباراة شارك بها خلال الموسم الماضي.
عطال أنهى 2018\2019 مسجلا 6 أهداف، بالإضافة إلى اختياره من موقع Maxifoot ضمن قائمة أفضل 10 صفقات بالدوري الفرنسي.
كبار أوروبا يرغبون في الحصول على خدماته
موسم واحد في نيس كان كافيا للنجم الجزائري حتى يثبت قدراته ويصبح محط أنظار الجميع.
ففور انتهاء الموسم، بدأت المحادثات من كبار الأندية تنهال عليه. بحسب موقع le10sport، فنادي أتليتكو مدريد من أبرز المهتمين بالحصول على خدمات عطال في ظل إعجاب المدرب الأرجنتيني للروخيبلانكوس "دييجو سيميوني" بما يقدمه النجم الجزائري مع الفريق الفرنسي.
الأمر الذي دفع جوليان فورنييه، المدير الرياضي لنادي نيس بأن يعلنها صريحة في وسائل الاعلام الفرنسية: يوسف عطال "ليس للبيع" ومن يريد فسخ عقد اللاعب مع الفريق عليه دفع قيمة الشرط الجزائي المقدرة بـ70 مليون يورو.
المصادر (موقع ترانسفير ماركت - موقع dzair foot - صحيفة المشوار السياسي الجزائرية - صحيفة النهار الجزائرية)
رسمة: شروق عز
اقرأ أيضا:
فيديو في الجول - قمصان الكاميرون المرعبة وخسارة لقب أمام 120 ألف متفرج ضمن كوابيس مصر في أمم إفريقيا
فيديو في الجول - تونس بقائمة قوية للمنافسة على اللقب
رسميا - الكاميرون تستبعد مهاجمها بسبب الخطر على حياته.. والتماس للكاف لاستبداله
تحليل في الجول - بعيدا عن حرارة الجو.. ما الذي أخر هدف المغرب ضد ناميبيا