حوار في الجول - ميتشو يتحدث عن.. أمم أفريقيا والتجربة الأوغندية ويوفيتش وحلم تدريب بلاده
السبت، 22 يونيو 2019 - 11:44
كتب : علي أبو طبل
كمهاجم في عدة محطات محدودة في صربيا، لم يمتلك ميلوتان سريديوفيتش مسيرة كبيرة كلاعب.
مسيرة قصيرة بدأت في 1987 وانتهت في 1994، لتبدأ بعدها مباشرة مسيرة تدريبية حالمة بدأت في بلاده وتوهجت مع الألفية الجديدة داخل القارة السمراء، حيث دائما منجم المواهب.
"ميتشو" الذي بدأ رحلته في القارة مع كرة القدم الأوغندية من خلال قيادة نادي فيلا، مرورًا بسنوات رائعة مع سان جورج الإثيوبي والهلال السوداني، ثم وصولًا لقمة المسيرة المهنية بسنوات شهدت إنجازات غير مسبوقة مع منتخب أوغندا، قبل أن يحط الرحال في جنوب أفريقيا من خلال ما يمكن تسميته "إعادة إعمار" نادي أورلاندو بايريتس.
قبل عامين في الجابون، قاد صاحب الـ49 عاما منتخب أوغندا لظهورهم القاري الأول في نهائيات كأس الأمم، فضلًا عن منافسة شرسة ضد مصر في تصفيات كأس العالم، أما في نسخة 2019 من النهائيات القارية التي تستضيفها مصر، سيكون "ميتشو" متابعًا محايدًا.
استغلالًا لحالة الحياد، كان لـ FilGoal.com حوارًا خاصًا مع المدير الفني الصربي.
عن سنواته في إفريقيا، وعن تطور اللعبة في دولة أوغندا بمرور السنوات ورؤيته لنهائيات كأس أمم أفريقيا 2019 المقامة بمصر، وعن تجربته الحالية في جنوب إفريقيا، وقليلًا عن منتخب بلاده، اختصنا "ميتشو" بهذا اللقاء.
قاد ميلوتان منتخب أوغندا بين أعوام 2013 و2017، ولكنها لم تكن مهمته الأولى في تلك البلاد. عمل من قبل مع نادي فيلا وقادهم لتحقيق 3 ألقاب من بطولة الدوري المحلي في أوغندا، وتضمن ذلك إنجاز الثنائية المحلية في عام 2002، ولاحقًا تُوج مع الفريق ببطولة "سيكافا" الخاصة بالأندية.
وجهنا للمدير الفني الصربي سؤالًا عن ما إذا كانت لتلك السنوات المبكرة تأثيرا مباشرا على قبول مهمة قيادة منتخب أوغندا فيما بعد؟ وكيف تقيم سنوات عملك مع نادي فيلا، ثم مع المنتخب الأوغندي بعد عدة سنوات لاحقة؟
وأجاب: "نعم، ربما حققت بعض الألقاب مع فيلا في تلك السنوات، ولكن أهم ما جنيته من تلك الفترة هو أنها كانت بمثابة بداية كل شئ في مسيرتي في القارة السمراء".
يتابع "ميتشو": "سنواتي الأولى مع فيلا منحتني الكثير من الثقة والمعرفة بعادات البلاد اجتماعيا وكرويا. كانت تلك المرحلة بوابة لي لفترات جيدة مع عدة محطات إفريقية لاحقة، ولكن الأمر الأهم كان العودة إلى أوغندا في 2013".
ويوضح: "بدأنا مشروعا واعدا مع فيلا في 2002. كان هناك مجموعة من اللاعبين الشباب المميزين الذين نضجوا وتطوروا بشكل كبير مع مرور السنوات، وربما على رأسهم حارس مرمى منتخب أوغندا وصن داونز الجنوب إفريقي الحالي دينيس أونيانجو. كل ذلك ساهم في تسهيل مهمتي بعض الشئ مع عودتي لقيادة منتخب أوغندا في 2013. كان الأمر بمثابة مرحلة قطف ثمار ما بدأناه قبل 10 أعوام".
تطور مستويات ونتائج منتخب أوغندا مع "ميتشو" كانت مبهرة.
في مهمته الأولى مع منتخب الطيور الجارحة في 2013، استدعى ميلوتان قائمة كانت أغلبيتها من لاعبين يخوضون مباراتهم الدولية الأولى، فكان انتصارا سهلًا لليبيا بثلاثية نظيفة في مواجهة ودية.
بعد عامين، كانت أوغندا –تحت قيادة الصربي- بطلة لبطولة كأس "سيكافا" لمنتخبات غرب القارة، وفي 2016، تمكنت أوغندا من بلوغ نهائيات كأس أمم أفريقيا للمرة الأولى منذ 39 عامًا.
كان سؤالنا التالي لميتشو عن مدى تقييمه لصعوبة المهمة في بدايتها، وما هي الأهداف التي اتفق عليها مع اتحاد كرة القدم في أوغندا قبل بداية مهمته، وما هي الخطوات التي اتبعها ليجعل منتخب أوغندا أفضل منتخب في القارة السمراء في جوائز الـ "كاف" في 2016؟
أجاب "ميتشو": "كما قلت مسبقا. المهمة في بدايتها لم تكن بتلك الصعوبة بالنسبة لي. كنت على دراية تامة بالعادات والتقاليد في أوغندا، وعلى معرفة كبيرة بغالبية اللاعبين هناك. لم تكن هناك أي ضغوط في البداية".
ويتابع: "كانت لدينا خطة شاملة. أوغندا لم يكن لديها سوى 28 مدربًا حاصلًا على رخصة مزاولة مهنة التدريب. عملنا بجد من أجل تعليم وتوثيق المزيد من المديرين الفنيين في البلاد، كما عملنا على تعليم اللاعبين وتطوير عقلياتهم".
ويكمل: "صحيح أن غالبية من شاركوا ضد ليبيا في 2013 كانت أسماء جديدة، ولكن الهدف كان تجربة أكبر عدد ممكن من اللاعبين من أجل خلق قائمة قوية. ما بين 2013 و2017 خضنا 37 مباراة ودية شهدت مشاركة العديد والعديد من الأسماء. كان الهدف من تلك المواجهات هو التجربة والتعلم قدر الإمكان، من أجل إيجاد الجاهزية اللازمة للمباريات التنافسية".
ويضيف: "البداية التنافسية الحقيقية كانت عندما أبلينا حسنا أمام السنغال وخسرنا بصعوبة في تصفيات مونديال 2014. بعد ذلك نجحنا في الفوز بكأس "سيكافا"، ثم نجحنا في بلوغ كأس أمم أفريقيا للاعبين المحليين في 2016 بجنوب أفريقيا، ثم كانت الخطوة التالية هي التأهل لنهائيات أمم أفريقيا 2017 في مجموعة ضمت غانا وغينيا التي تأهلنا على حسابها في الجولة الأخيرة، بجانب منافسة قوية في تصفيات مونديال روسيا 2018 ضد غانا ومصر والكونغو برازافيل".
وينهي إجابة هذا السؤال: "لم يكن الهدف مجرد التأهل لنهائيات 2017، بل وضع قاعدة مناسبة تمكن منتخب أوغندا من الاستمرار في التأهل بشكل متوالي في كل نهائيات قارية. أنا سعيد للغاية لأن أوغندا نجحت في التأهل إلى بطولة 2019 بمصر!".
المشاركة في نسخة 2017 لم تكن الأولى في تاريخ الجابون، ولكنها أتت بعد غياب دام لـ39 عامًا.
قبل نسخة الجابون، شاركت أوغندا في النهائيات القارية في 5 مناسبات سابقة، وشهد الظهور الاخير في 1978 أفضل نتيجة للطيور الجارحة حين حققوا مركز الوصافة.
العودة لخريطة كرة القدم الإفريقية بعد ذلك الغياب يُعد إنجازًا كبيرًا.
كان سؤالنا التالي للمدير الفني الصربي عن ملاحظتنا لضمه لمجموعة من الأسماء الغير مرتبطة بأندية –وهو الأمر مستمر حتى الآن تحت قيادة المدير الفني الفرنسي ديسابر-، وعن مدى إضافة تلك الأسماء تحديدًا في خطة عمله، وعن إعداده النفسي للاعبيه قبل خوض أول مباراة في نهائيات 2017.
أجابنا ميلوتان: "القاعدة التي عملت بها مع منتخب أوغندا هو أننى مارست مهامي تماما كما وكأنني أقود نادي. العمل استمر بشكل يومي، وكنت مع تواصل دائم بشكل شبه يومي مع اللاعبين كما عملنا على العديد من النقاط الفردية لكل لاعب من أجل أفضل تطوير ممكن".
وأضاف: "يمكنني تقييم مشاركتنا في نسخة 2017 بالناجحة بعد ذلك الغياب الطويل. أفضل إعداد نفسي ممكن كان خوض مباريات ودية قوية على نفس مستوى المباريات الرسمية".
وتابع: "بدأنا الاستعدادات الأخيرة بمباراة ضد تونس في تونس كمحاكاة لمواجهة مصر التي كانت معنا في المجموعة، ثم انتقلنا لمعسكر مكثف في مدينة دبي ولعبنا مبارتين وديتين ضد سلوفينيا وسلوفاكيا على سبيل الاحتكاك القوي ببعض المدارس الأوروبية، ثم خضنا مواجهة أخيرة ضد كوت ديفوار –حامل اللقب في ذلك الوقت- كمحاكاة لمواجهة غانا".
وعبر "ميتشو" عن رضاه قائلا: "لقد كانت مشاركة مثمرة. خضنا مواجهة قوية ضد غانا التي تفوقت بصعوبة عن طريق ركلة جزاء، ثم صمدنا بشكل كبير ضد مصر في المواجهة التالية قبل الخسارة بهدف عبدالله السعيد المتأخر، وفي المباراة الثالثة خطفنا نقطة التعادل ضد مالي، لنحصد أول نقطة ونسجل أول هدف في نهائيات أمم أفريقيا بعد 39 عاما، في مجموعة ضمت فريقا بلغ المباراة النهائية، وآخر بلغ نصف النهائي في نفس النسخة".
في 2017، رحل "ميتشو" بشكل مفاجئ عن قيادة منتخب أوغندا رغم إنجازاته الملحوظة على مدار 4 سنوات.
يعلق المدير الفني الصربي على الأمر: "توقف الاتحاد الأوغندي عن دفع مستحقاتي لمدة 8 أشهر. لقد كنت في وضعية صعبة تمنعني من استكمال عملي بنفس النسق، لذا قررت الرحيل".
ويتابع: "أعتبر نفسي قد حققت نجاحا كبيرا في تلك السنوات، فقد بلغت نسبة انتصارات في تلك الفترة 60%، وهي نسبة مبهرة لمنتخب ليس على قائمة قمة منتخبات القارة".
ويضيف: "أنا سعيد الآن لأن الاتحاد الأوغندي تدارك الأمر. أعرف الآن أن المدير الفني ديسابر ينال مستحقاته كاملة بالتزام كبير من الحكومة الأوغندية التي تتكفل بالأمر. من المهم تحقيق ذلك الاستقرار".
وسألناه عما إذا كان نادمًا على شيء أو كان هناك أمرًا ود تحقيقه قبل الرحيل عن قيادة أوغندا.
فأجاب: "هناك قناعة كبيرة بين الجماهير والإعلام في أوغندا، وتولدت لدي كذلك، بأنني ربما لو كنت استمريت في قيادة أوغندا لفترة أطول، لتمكننا من تحقيق فوز آخر على مصر في القاهرة، ولتمكننا من تصدر المجموعة وبلوغ نهائيات مونديال روسيا 2018".
ويوضح: "لا يمكنني ضمان ذلك بشكل تام بالطبع، ولكنني كنت واثقا على قدرتنا على تحقيق ذلك لأنني اعتقد أن خطة المدير الفني الأرجنتيني هيكتور كوبر يمكن توقعها بسهولة. ولكنها أمور حدثت وانتهت ولا يوجد وقت للنظر إلى الوراء".
رحل ميتشو عن أوغندا، ولكن الأمور الكروية هناك تسير على ما يرام.
حل الفرنسي سيباستيان ديسابر بدلًا منه في قيادة منتخب البلاد ليقودهم إلى النهائيات القارية للمرة الثانية تواليا والسابعة تاريخيًا.
كذلك النجاحات امتدت لمنتخب الناشئين الذي شارك في نهائيات بطولة أمم أفريقيا تحت 17 عاما في تنزانيا، وكان على وشك تأهل تاريخي لنهائيات كأس العالم لتلك الفئة العمرية، ولكن التعادل ضد نيجيريا في آخر مواجهة بمرحلة المجموعات لم تكن كافية لتحقيق الأمر.
واجهنا "ميتشو" بتلك الحقائق، وسألناه عما إذا كانت تلك الأمور تتحقق وفق خطط مسبقة كان شاهدا عليها أم هي وليدة اجتهادات، كما سألناه عن مدى تطور اللعبة في أوغندا ما بين 2002 و2017.
ويجيب: "عندما أتيت إلى أوغندا في 2002 للمرة الأولى، كان هناك 3 أندية كبرى في البلاد، ولكن لم يكن هناك دوري محلي احترافي. غابت الأندية عن التنافس القوي في المسابقات القارية، وافتقدت اللعبة للكثير من الأمور الهامة".
ويضيف: "كما أوضحت مسبقا، عندما اتيت مرة أخرى في 2013 قمنا بوضع خطة شاملة تمتد لـ 5 سنوات لتطوير كافة جوانب اللعبة وخلق منافسة أكثر احترافية وتأهيل عدد أكبر من المدربين وتكوين المزيد من المواهب بشكل يخدم الكرة الأوغندية".
ويتابع: "إنه من الفخر أن ترحل من مكان ما وتجد نتاج ما قد ساهمت فيه يستمر في الاتيان بثماره. المنتخبات تسير بشكل جيد، ونادي مثل كامبالا سيتي أصبح اسما معروفا في الادوار المتقدمة من منافسات الأندية".
تشارك أوغندا في نهائيات أمم أفريقيا 2019 بمصر تحت قيادة الفرنسي سيباستيان ديسابر.
اوغندا وقعت في المجموعة الأولى مع الدولة المضيفة، بينما تفتتح مبارياتها ضد الكونغور الديمقراطية وتتنافس أيضا مع زمبابوي في المجموعة ذاتها.
الآن من موقع الحياد، كيف يرى "ميتشو" فرص الطيور الجارحة في هذه النسخة؟ وهل تساهم خبراتهم المكتسبة من النسخة السابقة في زيادة فرص بلوغ الدور التالي، خاصة مع نظام الـ24 منتخبًا الجديد؟
يجيب "ميتشو": "لا يمكنني التنبؤ بشكل كامل. لنشاهد ما ستنتج عنه المباريات في تلك النسخة. ولكنني أثق أن ديسابر وطاقمه يقدمون عملا رائعا. الاستعدادات النهائية للبطولة تبقى هي الأمر الأهم".
ويتابع: "لكن يمكنني التأكيد أن أوغندا تمتلك فرصًا كبيرة لبلوغ الدور التالي، تماما مثل الكثير من المنتخبات المشاركة، خاصة مع ذلك النظام الجديد الذي يسمح بتأهل 4 منتخبات أصحاب أفضل مركز ثالث في المجموعات. ولكن لأي مدى يمكن أن تصل؟ لا يمكنني الجزم حقا".
تتباين الآراء حول نظام الـ24 منتخبا الجديد. هل هو للصالح العام لتنافسية البطولة أم أنه قد يقتل المتعة؟
يعطينا المدير الفني الصربي رأيه حول ذلك: "في رأيي، القتل الحقيقي يحدث لعملية التصفيات المؤهلة للبطولة. الكثير من المنتخبات تتأهل، ولا مجال للكثير من المفاجآت في التصفيات وهو ما يقلل التنافسية قليلًا".
ويتابع: "لكن أعتقد أن النهائيات ستشهد تنافسية كبيرة مع عدد أكبر من المباريات. الأمر الإيجابي أيضا في هذه النسخة أنها تقام لأول مرة في شهر يونيو بدلًا من يناير. الأمر جيد بالنسبة للاعبين القادمين من نهاية منافسات شاقة في أوروبا".
ويوضح: "على سبيل المثال، حالة لاعب مثل محمد صلاح في يناير لا تماثل حالته في نهاية الموسم قادما من تنافس قوي في انجلترا وفي دوري الأبطال، والأمر ذاته لساديو ماني. الجميع يحصل على راحة مناسبة قبل انطلاقة البطولة ليعطي أفضل ما لديه".
مصر في مواجهة أوغندا من جديد في النهائيات الأفريقية بعد أن سبق وان التقيا في النسخة السابقة –تحت أعين ميتشو وكوبر-، فماذا يتوقع ميتشو لهذه المواجهة.
يمنحنا الصربي رأيه: "في النسخة السابقة لعبت أوغندا مباراة قوية وخسرت في اللحظات الأخيرة، ولكن الآن المعطيات مختلفة".
ويضيف: "القيادة الفنية لكلا المنتخبين تغيرت. خافيير أجيري يلعب بأسلوب مختلف كليا وأشرس هجوميا عن نسخة الفراعنة تحت قيادة كوبر. كذلك استضافة مصر للبطولة على ملعبها تجعل الكفة تميل لصالحها. قد تكون مواجهة حامية ويتوجب على ديسابر إيجاد خطة مناسبة للصمود أمام مصر المتسلحة بجماهيرها".
بجانب مصر المستضيفة، تتواجد السنغال وكوت ديفوار والمغرب وتونس والجزائر ونيجيريا وحاملة اللقب الكاميرون على قائمة المنتخبات المرشحة بقوة لتحقيق اللقب.
على الجانب الآخر، تتواجد منتخبات صاعدة بعضها يحقق الظهور الأول في النهائيات تاريخيا، مثل موريتانيا ومدغشقر وغينيا بيساو وبوروندي.
من هو المنتخب الأقرب لتحقيق اللقب، ومن المنتخب الذي قد يصبح الحصان الأسود لنسخة 2019 حسب رأي ميلوتان؟
يجيب الصربي بدبلوماسية: "جميعها منتخبات رائعة ومرشحة للقب بقوة. السنغال مستقرة بشكل كبير تحت قيادة آليو سيسيه. غانا كذلك تظل اسمها كبيرا رغم كل شئ. ولكن الأسماء الكبيرة لا تكفي لتحقيق الألقاب، وذلك ما شاهدناه في مونديال روسيا الماضي. من يعمل بجد أكبر خلال مجريات البطولة هو من سيحقق اللقب في النهاية في ظل تلك التخمة من المنتخبات المرشحة".
ويضيف: "على الجانب الآخر، هناك العديد من المنتخبات الصاعدة بقوة في القارة. منتخبات مثل موريتانيا ومدغشقر في ظهورها الأول قد تحقق بعض المستويات الجيدة، ولكن خبرات المنتخبات الكبرى لن تسمح لتلك الأسماء بالذهاب بعيدا. أن تشارك للمرة الأولى في تاريخك لا يجعل فكرة المنافسة لمراحل بعيدة أمرًا سهلًا".
العديد من النجوم يشاركون في النهائيات القارية التي ستقام في مصر. من سيتألق بقوة حسب توقعات ميتشو؟
يجيبنا: "القارة تمتلك العديد من الأسماء اللامعة حقا. تشاهد محمد صلاح ورياض محرز وساديو ماني وكاليدو كوليبالي وحتى نيكولاس بيبي. جميعها أسماء قوية للغاية وتخوض منافسات حامية مع أنديتها في أوروبا. تلك الأسماء هي دائما القادرة على اللمعان في منافسات قارية بهذا الحجم. تمنياتي أن تقدم تلك الأسماء أقصى ما لديها في النهائيات لتبرهن لنا لماذا نحب لعبة كرة القدم في قارة إفريقيا".
جنوب إفريقيا، حيث يعمل ميتشو الآن، تخوض المنافسات القارية ضمن مجموعة قوية تضم المغرب وكوت ديفوار وناميبيا، فماذا يتوقع لهم؟
أجاب ميتشو: "اعتبر المغرب تحت قيادة هيرفي رينار بجانب كوت ديفوار هما المرشحان الأقويان لبلوغ الدور التالي عن تلك المجموعة، لكن فريق جنوب أفريقيا يعمل بجد ويمتلك فرصه للمنافسة في تلك المجموعة".
ويتابع: "أتناقش مع المدير الفني للـ "بافانا بافانا" ستيف باكستر باستمرار، وأسعى دائما لامداده بأفضل اللاعبين من فريق أورلاندو بايرتس. الأولاد يمتلكون فرصة جيدة للتأهل على أي حال وهم قادرون على بلوغ مراحل متقدمة في البطولة".
في الفترة الحالية، يقضي المدير الفني الصربي ولايته الثانية مع نادي أورلاندو بايرتس.
أتى ميتشو في فترة صعبة شهدت تراجعا كبيرا في صفوف الفريق من حيث النتائج والتعاقدات، ورغم ذلك نجح في إنهاء الموسم الماضي في مركز الوصافة، كما نافس بقوة في الموسم الحالي وخسر لقب الدوري في الأمتار الأخيرة أمام الغريم صن داونز.
النتائج في دوري أبطال أفريقيا لم تكن جيدة بما يكفي. ودع الفريق المنافسات من مرحلة المجموعات أمام حوريا كوناكري الغيني، ولكن العودة للتنافس في البطولة القارية الأكبر للأندية كان تقدما جيدا على كل حال.
سألنا ميتشو عن أهدافه وخطته قريبة المدى مع الفريق وتقييمه لفترته الحالية حتى الآن.
فأجاب: "يمتلك أورلاندو بايرتس قاعدة جماهيرية كبيرة في البلاد. عندما أتيت، كان الفريق في المركز الـ11 في المنافسة المحلية. الجماهير كانت في غاية الحزن وأحرزنا تقدما كبيرا".
وتابع: "الحقائق تتحدث. في الموسم التالي نجحنا في إنهاء المنافسات في الوصافة، وهذا الموسم تصدرنا الجدول لفترة طويلة وكنا أفضل فريق دفاعيا في المنافسات وقدمنا مستوى مرضي للغاية من كرة القدم".
وأنهى: "على المدى البعيد، الهدف ليس المنافسة بالقوة على لقب الدوري المحلي فحسب، بل نرغب في العودة بقوة للمنافسة القارية".
رغم الخروج المبكر من دوري أبطال أفريقيا، يبدو المدير الفني الصربي راضيا عن منجزات الفريق.
يوضح ميتشو: "لقد كانت أول عودة للفريق إلى المنافسات القارية منذ 6 سنوات. كان بالإمكان ما هو أفضل ولكن المشكلة الأساسية كانت عدم تمرس غالبية الأسماء المتواجدة في القائمة على المنافسات القارية".
وتابع: "اكتسبنا خبرات جيدة من المشاركة في نسخة 2019، ونجحنا في التأهل لنسخة 2020 حيث علينا العمل بشكل أكبر والتدعيم بشكل أكبر من أجل المنافسة نحو أدوار متقدمة".
طوال 18 عاما من العمل في القارة السمراء، حقق ميتشو 15 لقبا خلال سنوات عمله مع أندية في أوغندا وإثيوبيا والسودان بجانب قيادته لمنتخبات رواندا وأوغندا.
أيهما يفضل، العمل مع نادي أم منتخب؟
يجيب الصربي: "استمتع أكثر بالعمل مع الأندية. المناخ مع الأندية يسمح بالعمل بشكل يومي ومتابعة أدق التفاصيل. كذلك مقدار عملي مع الأندية في القارة السمراء هو ما أتاح لي الفرصة من أجل الحصول على فرص أكبر فيما بعد".
ويتابع: "حين انتقلت لتدريب المنتخبات، حرصت على العمل بنفس النسق والشغف الذي اتبعته مع الأندية".
ميتشو يبدو فخورًا للغاية بمسيرته في القارة السمراء.
ويقول: "كرة القدم في إفريقيا هي بحيرة صغيرة مليئة بالتماسيح التي يتوجب ترويضها واكتشفاها. اعتبر نفسي محاربا وخادما لكرة القدم الأفريقية. كرة القدم في أفريقيا هي كل حياتي".
ويضيف: "فخور للغاية بسنوات عملي في تلك القارة. سافرت إلى أكثر من 50 بلد أفريقي وتعلمت الكثير عن العادات وعن كرة القدم. يتوجب أن أشكر كل من علمني أمرا خلال مسيرتي، وأن أشكر كل مساعديني واللاعبين الذين تعاونت معهم في مختلف مراحل مسيرتي خلال 18 عاما هنا".
في لقاءات سابقة، عبر المدير الفني الصربي عن إعجابه بأسلوب يوهان كرويف التدريبي. كان ذلك فرصة لسؤاله عن فلسفته التدريبية وعن خطواته التي يتبعها لمماثلة أسلوب الأيقونة الهولندية.
أكد ميتشو: "بالتأكيد أحب أسلوب كرويف. لقد طبع أسلوبا خاصا وممتعا امتاز به برشلونة على مدار سنوات عديدة. ولكن عندما يتعلق الأمر بالتطبيق العملي، فإنجاز المهام في قارة أفريقيا يختلف تماما عن ما يمكن تقديمه في أوروبا".
ويتابع: "في إفريقيا، النتائج هي ما تتحكم بك أكثر من الأداء الممتع، كما أن لديك مهمة مزدوجة ما بين الفنيات وما بين التأثير الإيجابي على عقليات اللاعبين وحياتهم في القارة السمراء".
ويضيف: "هناك العديد من المدارس التدريبية في أوروبا مثل المدرسة الإسبانية المعتمدة على البناء السريع للهجمات، والمدرسة الألمانية المعتمدة على الضغط المتقدم. أنا نشأت من مدرسة تدريبية يوغوسلافية لها طابع خاص، ولها القدرة الأكبر على التكيف حين تكون المهمة متعلقة بأندية عربية أو إفريقية".
ويوضح: "إن كنت أعمل بطريقة محددة في أوروبا، فلا يمكنني أن أطبقها بحذافيرها في أفريقيا وإلا لفشلت. الظروف والمعطيات مختلفة ويتوجب التكيف قدر الإمكان".
من صربيا كذلك، شاهدنا مهاجما متميزا في أوروبا خلال الموسم المنقضي، وهو لوكا يوفيتش.
اللاعب المنتقل إلى ريال مدريد حديثا قدم موسما مميزا مع آينتراخت فرانكفورت في ألمانيا، وهو ما جعله هدفا للنادي الملكي بعد تنافس مع الغريم برشلونة ومع أندية كبرى أخرى في أوروبا.
بالتأكيد لميتشو رأي في مواطنه المتألق.
يشيد المدير الفني الصربي بلاعب ريال مدريد: "لوكا مثال للاعب الذي يعمل بجد ويسعى للتطوير من مستواه بشكل مستمر".
وعن اختيار وجهته الجديدة، يقول: "لو كنت مكانه لحرصت على اختيار الوجهة التي تخدم طريقتي في اللعب بالشكل المناسب. خطورة يوفيتش تكمن في تواجده باستمرار داخل منطقة جزاء الخصم. كل ما عليك هو إيجاد صناع اللعب المناسبين لإمداده بالهجمات، وسينهيها بالشكل الأمثل".
ويتابع: "يوفيتش كون ثنائية مميزة مع أنتي ريبيتش في فرانكفورت، ولكن الآن هو في مستوى أعلى. اللعب بجانب أسماء قوية مثل إيدين هازارد ومن خلفه لوكا مودريتش وتوني كروس قد يمنحه فرصة أكبر للتوهج وتسجيل العديد من الأهداف، وهو ما اتمناه".
ألكساندر ميتروفيتش، اسم صربي آخر يتوهج تهديفيا في أوروبا مع فولام رغم الهبوط للدرجة الأولى.
لو كان ميتشو مديرا فنيا لمنتخب بلاده. هل يفضل البدء بيوفيتش أم ميتروفيتش؟
قرر الرجل إمدادنا بإجابة نموذجية: "من الرائع لصربيا تواجد اثنان من الأسماء التهديفية المميزة في المنافسات الأوروبية الكبرى. الجماهير دائما تحلم بالأهداف. لو كنت في ذلك الموقع لأوجدت النظام المناسب الذي يسمح بتواجدهما جنبا إلى جنب، فلا غنى عنهما".
وختاما، سألناه عن ما إذا كان يحلم بتدريب منتخب بلاده يوما ما؟
بإجابة حالمة، ختم ميتشو حواره الثري: "كأي إنسان على هذا الكوكب وأينما ذهبت فأنا أحب بلادي التي أنتمي إليها. بالتأكيد يراودني حلم باستمرار بأن أصبح يوما ما جيدا بما يكفي لكي أصبح المدير الفني لصربيا".
اقرأ أيضا:
أرقام في الجول - أداء متباين لصلاح أمام زيمبابوي؟
مصر تتجنب مصيرا سيئا لم يحدث سوى 5 مرات في أمم إفريقيا
تغريدة – الأفارقة منبهرون من افتتاح أمم إفريقيا: فخورون.. شعرنا إننا في أوروبا
أجيري: زيمبابوي أرهقونا في الشوط الثاني
السيسي: نحن أمام فرصة لعودة الجماهير في مباريات الدوري والكأس.. علينا الحفاظ على ما حققناه
بالفيديو - أبو تريكة يعلق على هتافات الجمهور "أعشق مصر.. أعطيها قلبي إن احتاجته"