كتب : إسلام مجدي
المنتخب المصري خاض وديتين بتشكيلين شبه مختلفين، خافيير أجيري المدرب المكسيكي للفراعنة كان يأمل في الوصول لحلول فنية قبل افتتاحية البطولة يوم الجمعة.
ربما هناك شيء ثابت لم يختلف عليه الكثير من المحللون وحتى الجماهير وربما أجيري نفسه، التشكيل الذي سيبدأ به ضد زيمبابوي.
قد يكون هناك بعض الأفكار فيما يخص مركز المهاجم وحارس المرمى، لكن في النهاية كون الجميع تصورا حول الشكل النهائي لـ١٠ على الأقل من ١١ لاعبا.
قبل أن نتحدث عن تحليل الطريقة التي يفكر بها المكسيكي لافتتاحية البطولة وربما البطولة ككل، لنلق نظرة خاطفة على مباراة من اثنتين خاضهما المنتخب زيمبابوي قبل البطولة ضد نسور نيجيريا والتي انتهت بالتعادل السلبي.
لاعبو زيمبابوي لجأوا إلى القوة البدنية في محاولة لإيقاف نيجيريا وارتكبوا ١٥ خطأ خلال المواجهة.
بجانب اعتمادهم رغم امتلاكهم القوة البدنية، على التمريرات الأرضية عوضا من الكرات العرضية.
الطرف الأيسر نظرا لوجود بيليات فيه هو أكثر الأماكن التي فقدت فيها زيمبابوي الكرة ما يعني أن محمد صلاح وأحمد المحمدي سيكونان في مهمة خطيرة للغاية لأنه لا يمكن أن تترك أي مساحة للجناح المتميز.
في نفس الوقت، لم يساند الظهير الأيمن للمنتخب في أي هجمة ضد نيجيريا، فقط بيليات ينطلق وحيدا مع مساعدات من أوفيدي كارورو أو مافهونجا.
الجبهة اليسرى أرسلت ٧ كرات عرضية نجح ٢ منها، أما الجبهة اليمنى أرسلت ٦ كرات عرضية لم تنجح أي منها في تشكيل أي خطورة.
على الرغم من إزعاج بيليات، إلا أن دفاعات نيجيريا كانت مستعدة ومتيقظة له كليا، لكن محاولات زيمبابوي كانت عن طريق الثلاثي أوفيدي كارورو ونيشا موشيكيوي وجيمي زينيجاي.
من ٤ محاولات ضد نيجيريا نجحت واحدة في الوصول للمرمى، في المقابل حاولت النسور ١٨ مرة وصل منها ٤ محاولات للمرمى.
خلال المواجهة كان الاعتماد الكلي في زيمبابوي على الجبهة اليسرى، وبالتحديد الجناحين الأيسرين، سواء رودويل تشينيجيتري أو بيليات. الأول تسلم الكرة ٢٠ مرة منهم ١١ مرة من ديفين لونجا، الظهير الأيسر الذي كان يسلم الكرة ولا يقوم بمبادلته المكان بل يستمر في الحذر الدفاعي.
تكرر الأمر بعض الشيء لكن بصورة مختلفة مع بيليات، الذي تسلم الكرة في ١٨ مرة، لكن هذه المرة كارورو صانع ألعاب المنتخب كان أكثر من مرر له، بجانب مبادلة مركزه مع صانع الألعاب تارة، ومع مافونجا المهاجم صاحب الرقم ١٤ تارة أخرى.
لوانجا الظهير الأيسر لم يسلم الكرة إلى بيليات بنفس القدر الذي سلمها لرودويل، إذ أنه مرر له الكرة ٣ مرات فقط، أما محور الارتكاز مارفيلوس ناكامبا فكان ثاني أكثر من مرر الكرة إلى بيليات بـ٤ مرات.
في شوطي المباراة منتخب زيمبابوي عمد للعب بحذر دفاعي كبير، وظهيريه لم يتخطيا خط المنتصف، بل كانا يتواجدان دائما للتأمين الدفاعي، والأمر ذاته مع قلبي الدفاع اللذين تواجدا بالقرب من منطقة الجزاء حتى مع تقدم المنتخب للهجوم.
دائما ما كانت مهمة الهجوم تقع على عاتق ٤ لاعبين فقط، مع تواجد ٦ في الخلف، وربما نجد ٣ فقط في الهجوم.
الرباعي بيليات وكارورو وونيشا موشيكوي ونولدج موسونا، وفي الشوط الثاني رودويل وكارورو ومافونجا وتالنت تشابيوا.
الثنائي أوفيدي كارورو ومارفيلوس ناكامبا كلاهما أكثر من تسلم الكرة، بـ٣٥ و٢٥ مرة على الترتيب، ولم يفشلوا في أي مرة، بجانب إجادتهم في توزيع الكرة.
بمعرفتنا بقوة بيليات، كارورو كان أفضل لاعب في المنتخب، تحرك تقريبا في كل مكان وغطى الكثير من المساحات ويجيد تمرير الكرة ببراعة، نسبة دقة تمريراته تقدر بـ٧٤٪.
الأمر الذي يعني أن منتخب زيمبابوي قد يسمح بوجود فرصة لصلاح للتواجد ١ ضد ١ مع الظهير الأيسر وفي حالة تعويض تقدم بيليات للهجوم أو عودته، هذا يعني أن الكرة ستكون في ملعب عبد الله السعيد أو عمرو وردة.
بالنسبة لمحمود حسن "تريزيجيه" فسيواجه الأمر ذاته، لأن المنتخب الزيمبابوي يعمد للدفاع أكثر واستغلال جانب وحيد.
الآن نتجه إلى منتخب مصر
خافيير أجيري مدرب المنتخب عمد إلى استعمال الكرات العرضية كسلاح بجانب قدرة اللاعبين على خلق الفرص من التمريرات القصيرة.
نتحدث عن ٤٦ عرضية في مباراتين، نجح المنتخب في ١٨ منها.
ذلك بجانب ٩٩٠ تمريرة قصيرة نجح في ٩٠٦ تمريرة قصيرة.
خطوط منتخب مصر في مواجهة غينيا اختلفت كليا عن مواجهة تنزانيا.
في المباراة الأولى ضد تنزانيا، عمدت مصر للتقدم بكل خطوطها في حالة امتلاك الكرة، لم يتبق سوى ثنائي الدفاع فقط خلف خط منتصف الملعب بشكل متقدم للغاية.
في الشوط الثاني اختلف الأمر بوجود علي غزال الذي تواجد بين الثنائي محمود علاء وأحمد حجازي ليغطوا مساحة أكبر خلف خط المنتصف، لكن في الحالتين، كان الخط متقدم للغاية، مع تقدم المنتخب للهجوم.
ضد غينيا لم يمتلك منتخب مصر الكرة مثلما كان الأمر مع تنزانيا، اختلف الأمر قليلا، خط الدفاع تواجد بشكل أقرب بعض الشيء لمنطقة جزاء مصر عما كان عليه الحال ضد تنزانيا.
المشكلة الوحيدة بالنسبة للمنتخب المصري كانت المساحات خلف الظهيرين سواء الأيمن أو الأيسر.
غياب المساندة الدفاعية والمساحات سمحت لغينيا على سبيل المثال أن تضع كثير من مجهودها في هذه المنطقة حتى أننا نرى هنا أن محمد ياترا وفودي كويتا وخوسيه كانتي مارتينيز كانوا يميلون على الظهير الأيسر، خاصة في الشوط الثاني، على الجانب الآخر الثنائي فرانسوا كامانو وإبراهيما تراوري كانا يضغطان على الطرف الأيمن.
خلال مواجهة تنزانيا كان أحمد المحمدي أكثر اللاعبين تسلما للكرة بـ٨٠ مرة لم يفشل سوى مرة، وكان أفضل لاعب في المواجهة، تلاه عبد الله السعيد بـ٧٣ مرة نجح فيهم جميعا.
عبد الله السعيد تسلم الكرة ١٢ مرة من أحمد المحمدي و١١ مرة من عمرو وردة أكثر من أي لاعب آخر.
أما المحمدي فتسلم الكرة ١٧ مرة من محمود علاء و١٣ مرة من نبيل دونجا، و١٠ مرات من عبد الله السعيد.
في مباراة غينيا، النني تسلم الكرة ٩ مرات من محمود حمدي، وسلم عبد الله السعيد الكرة ١٠ مرات.
النني تسلم الكرة ٣٩ مرة ضد غينيا والسعيد ٢٨ مرة وكلاهما نجح فيها جميعا.
طارق حامد تسلم الكرة في المباراتين ٦٣ مرة نجح فيها جميعا، الثلاثي خسر الكرة من الخصم في المباراتين ٦ مرات، ٣ من السعيد واثنين من النني ومرة من طارق حامد.
عبد الله السعيد ضد غينيا امتلك نسبة دقة تمريرات قصيرة بلغ ٨٦٪ وفاز بالكرة ٦ مرات من الخصم وخسرها مرة وحيدة تحت الضغط، كما أن له محاولة صحيحة من محاولتين على المرمى، وصنع هدفا.
أكثر لاعبي منتخب مصر محاولة على مرمى غينيا كان مروان محسن الذي سجل هدفا متميزا في المواجهة من تسديدة قوية سكنت شباك علي كيتا.
كما يجب أن يحذ المنتخب المصري من كثرة ارتكاب الأخطاء إذ أنه ارتكب ٢٨ خطأ في المواجهتين، خاصة وأنه ارتكب ١٣ خطأ ضد تنزانيا ونسبة استحواذه على الكرة بلغت ٧٤٪، الأمر الذي قد يتسبب في ظهور البطاقات الصفراء في البطولة.
منتخب مصر حاول ٣٢ مرة على مرمى المنتخبين منها ١٨ مرة ناجحة بنسبة نجاح ٥٦.٢٥٪، الكثير من المحاولات بأشكال مختلفة، ربما أراد المدرب المكسيكي أن يمتلك أكثر من سلاح هجومي، إما بالكرات العرضية أو التمريرات القصيرة من خلال الجمل بين عبد الله السعيد والنني تارة، ومروان والسعيد تارة، ثم بعد إشراك صلاح، مستغلا التناغم الموجود سلفا بين العناصر.
نقاط القوة التي ظهرت لدى منتخب مصر في المواجهتين:
-الكرات العرضية
-استغلال المساحات بين خط ظهر الخصم وظهر ذلك جليا ضد غينيا
-الضغط المتقدم الذي يقوم به الفراعنة
-استعمال أكثر من طريقة لتهديد مرمى الخصوم وعدم الاعتماد على نمط وحيد
وتلك النقاط ستساعد كثيرا أمام زيمبابوي خاصة مع استمرار ضغط المنتخب المصري وامتلاكه للكرة وحرمانهم منها.
نقاط الضغط
-الظهير الأيسر، غينيا استغلت الأمر وضغطت كثيرا عليه
-المساحات خلف الظهيرين الأمر الذي قد يربك حسابات قلبي الدفاع، ضد تنزانيا رأينا الظهيرين شكلا أزمة وكانا يتمكنان من خلق الفرص.
-محاولات التسديد غير المجدية في وجود ازدحام كبير من اللاعبين أمام منطقة جزاء الخصم، عوضا عن تمريرها للاعب الأقرب المنفرد على الطرفين.
-الكثير من العرضيات دون وجود التمركز الصحيح من أجل الكرة المرسلة في منطقة الجزاء أو وجود تحركات تسمح باستغلالها.
-الاندفاع لتغطية المساحة خلف الظهير ما يسمح للخصم بامتلاك فرصة للتسديد مباشرة على المرمى دون وجود حاجز.
أخيرا، قدم المنتخب المصري أداء أفضل في الشوط الثاني من مواجهة غينيا بعد مشاركة محمد صلاح، وبالطبع ضد زيمبابوي ستكون المرة الأولى للتشكيل الأساسي بمشاركة محمد صلاح من البداية، لذا قد يختلف الأمر قليلا، لكن الثابت الوحيد في مواجهتي تنزانيا وغينيا كان المساحات خلف الظهيرين، فهل يجد أجيري لها علاجا؟
الآن الساعات لا تمر والقلق يزداد؟ حسنا بإمكانك أن تصبح بطل FilGoal.com كون فريقك والعب فانتازي في الجول لكأس أمم إفريقيا 2019 من هنا.
كما يمكنك التجول داخل غرفة خلع ملابس منتخب مصر كأنك أحد اللاعبين في قائمة الفراعنة من هنا.
طالع أيضا
تشكيل المنتخب المتوقع – مروان يقود الهجوم.. والنني يجاور طارق حامد أمام زيمبابوي
خبر في الجول – انتهت الأزمة.. زيمبابوي يخوض لقاء الافتتاح ويتدرب مبكرا قبل مواجهة مصر
فانتازي في الجول - بطولتك انت! اربح بلايستيشن 4 بعد كل دور من أمم إفريقيا
تجول داخل غرفة خلع ملابس منتخب مصر كأنك أحد اللاعبين
الكاميروني نيانت يدير افتتاح كأس إفريقيا بين مصر وزيمبابوي