كتب : فادي أشرف
قبل كأس الأمم الإفريقية 2017 عندما ذهب منتخب مصر إلى الجابون لخوض أول بطولة قارية بعد 7 أعوام من الغياب، كانت المخاوف من فريق هيكتور كوبر هجومية بالأساس.
ولكن قبل أيام قليلة من انطلاق كأس أمم إفريقيا 2019 في مصر، يبدو أنه لا يوجد أي داع للقلق من الشق الهجومي لفريق خافيير أجيري.
من ضمن أسباب عدم القلق بالتأكيد هو محمد صلاح، الذي كان في 2017 أحد لاعبي الصف الثاني عالميا. لاعب روما كان متألقا بكل تأكيد، ولكن مقارنته بنسخة 2019 أمر ظالم للغاية. صلاح 2019 أحد أفضل لاعبي العالم.
ذلك الاختلاف ظهر جليا في ودية غينيا، نصف الساعة التي شارك فيها صلاح كانت أفضل – من ناحية الأرقام ومن ناحية الأداء الفني – من 60 دقيقة لعبها المنتخب دون نجمه الأول، و90 دقيقة ضد تنزانيا دونه أيضا.
في الـ60 دقيقة الأولى ضد غينيا، لعب المنتخب 3 عرضيات سليمة، مقابل 4 عرضيات سليمة في الـ30 دقيقة الأخيرة فقط، مع الوضع في الاعتبار إن الكرات العرضية هي طريقة أجيري الأولى في الوصول إلى مرمى الخصوم، حيث لعب المنتخب 27 عرضية خلال المباراتين.
بالطبع لا يوجد أي ضرورة لشرح الاختلاف في أداء المنتخب مع مشاركة صلاح، فمع أجيري وصلاح، هجوم مصر الذي سجل 4 أهداف في مباراتين وديتين لا يعاني.
لكن لدى المنتخب مشاكل جديدة، قبل أيام من انطلاق كأس الأمم، بدا أن المنتخب يعاني دفاعيا.
رغم 17 محاولة من منتخبي تنزانيا وغينيا على مرمى منتخب مصر، لا يبدو المكسيكي قلقا من دفاعه.
يقول أجيري "حققنا أقصى استفادة من وديتي تنزانيا وغينيا. امتلكنا 19 محاولة للتسجيل أمام تنزانيا، وكذلك خلقنا العديد من الفرص أمام غينيا"، أما مساعده وأحد أهم مدافعي منتخب مصر عبر تاريخه، هاني رمزي، فيقول: "هناك أخطاء دون شك، وما يحزنني الأخطاء المتكررة. فقدان الكرة والتمريرات الخاطئة في أماكن خطيرة، والتي قد يكون سببها فقدان التركيز بسبب تراجع المستوى البدني".
آخر هدفين تلقاهما المنتخب المصري كانا من أخطاء مباشرة، سواء من أحمد فتوح في ودية نيجيريا أو من عمر جابر وباهر المحمدي في مباراة غينيا. أخطاء سيكون من الصعب التغاضي عنها أو القبول بها في البطولة.
مشكلة الدفاع واضحة جلية ويبدو حلها سهلا، مزيدا من التركيز فرديا ومزيدا من التنظيم جماعيا.
ولكن هناك مشكلة أخرى، هي الظهيرين.
أجيري يعتمد اعتمادا شبه كليا على العرضيات لصناعة الفرص، ولكن كيف يفعل ذلك مع وجود لاعبين لعبا معظم أوقات الموسم الماضي كقلبي دفاع على الرواق الأيسر، وظهير أيمن لعب أغلب أوقات الموسم الماضي أيضا كظهير أيسر.
الظهير الوحيد الذي أثبت تألقه في طريقة أجيري هو أحمد المحمدي، الذي سجل هدفا وأرسل 3 عرضيات سليمة ضد تنزانيا.
عمر جابر منافسه على المركز الأساسي سجل هدفا أيضا، ولكن هفوته الدفاعية التي تسببت في هدف غينيا قد تطغى على تفكير أجيري.
في المقابل، أرسل أيمن أشرف وأحمد أيمن منصور مجتمعين 3 عرضيات سليمة فقط في المباراتين التي شارك كل لاعب فيهما لمدة شوط واحد.
من ضوء الوديات، كيف يكون تشكيل مصر الأساسي؟
لم يظهر أي تفضيل من الجهاز الفني لحارس مرمى معين، الكل شارك بنسب متفاوتة حيث حصل محمد الشناوي على 90 دقيقة، و45 دقيقة لكل من أحمد الشناوي ومحمود عبد الرحيم "جنش". أحمد المحمدي وأحمد حجازي أقرب لحجز مكانين أساسيين فيما يبدو المقعد الثاني في وسط الدفاع أقرب لباهر المحمدي الذي اعتمد عليه أجيري منذ توليه المسؤولية.
مركز الظهير الأيسر مازال متنافسا عليه بين أيمن أشرف وأحمد أيمن منصور، وكلاهما قدم مستوى مقاربا لما قدمه منافسه في الوديتين.
في وسط الملعب، طارق حامد ومحمد النني هما العنصران الثابتان، ولكن من يكون ثالثهما؟
عمرو وردة أم عبد الله السعيد
بدا وأن أجيري يعول على المحترف في الدوري اليوناني في المركز رقم 10 أكثر من الجناحين.
ورغم نشاط وردة، إلا أن السعيد – الذي ينضم لأول مرة مع خافيير أجيري – بدا أكثر انتاجا.
السعيد صنع هدف مصر الأول ضد غينيا بتمريرة ذكية، ويبدو وأنه سيكون عنصر الخبرة في الثلاثي الناري ما قبل الهجوم، بوجود صلاح على اليمين وتريزيجيه على اليسار.
وردة ووليد سليمان أقرب إلى أن يكونا حلين استراتيجيين من على دكة البدلاء، خاصة الأخير الذي يملك الحلول الفردية سواء بالمرور أو العرضيات أو التسديدات بعيدة المدى.
اختر تشكيل منتخب مصر من وجهة نظرك
أما بالنسبة لخط الهجوم، بهدفه ضد غينيا وإغداق أجيري عليه بالمديح من قبل يبدو مروان محسن أقرب من منافسيه أحمد علي وأحمد حسن "كوكا" للمكان الأساسي في التشكيل.
اقرأ أيضا
جنوب إفريقيا 96.. حين تمنح الكرة أملا للحياة وتعيد بناء أمة مكلومة
بالفيديو – أحمد حسن يحكي عن قرار مفاجئ من حسن شحاتة أمام رواندا بسبب أبو تريكة
أحمد بلال يختار لـ في الجول تشكيل مصر أمام زيمبابوي.. من يجاور حجازي
اختر التشكيل التاريخي للعرب في كأس إفريقيا
بالفيديو - صبري يحكي لـ في الجول عن قصة كوميدية مع حسام حسن "الحماسي"