سجل طاهر أبو زيد هدفا تاريخيا لمنتخب مصر في شباك المغرب بنصف نهائي بطولة أمم إفريقيا عام 1986 والتي أقيمت بمصر وحصدها الفراعنة أمام الكاميرون في النهائي بعد اللجوء لركلات الترجيح.
لم يكن الهدف الذي هز شباك بادو الزاكي تاريخيا فقط لروعته أو لأنه قاد مصر للنهائي الأول منذ 14 عاما، ولكنه كان هدف الفوز الأخير على المغرب في عقدة استمرت لما يقرب من 31 عاما.
فمنذ انتصار مصر على المغرب بهدف طاهر أبو زيد في 17 مارس 1986، لم ينجح الفراعنة في تحقيق أي فوز على أسود الأطلس لمدة 30 عاما و10 أشهر و12 يوما، حتى نجح محمود عبد المنعم "كهربا" في فك العقدة بهدف انتصر لمصر في ربع نهائي النسخة الماضية عام 2017.
وربما لا يعلم البعض أن لهدف طاهر أبو زيد قصة شهيرة في ذلك التوقيت إذ أنه كان من المفترض ألا يخوض لقاء المغرب بسبب الإيقاف، قبل أن يتم قبول التماس مصر ويشارك ويسجل هدفا تاريخيا للفراعنة.
بداية القصة
نظمت مصر بطولة أمم إفريقيا عام 1986 والتي كانت بمشاركة 8 فرق مقسمين على مجموعتين، ويتأهل الأول والثاني من كل مجموعة لنصف النهائي.
سقط المنتخب المصري بخسارة مفاجئة في المباراة الافتتاحية أمام السنغال بهدف نظيف قبل أن يتدارك الأمر في المباراة الثانية بالانتصار على كوت ديفوار بهدفين نظيفين.
وقبل المباراة الختامية في دور المجموعات بين المنتخب المصري وموزمبيق، لم يكن هناك بديلا عن فوز الفراعنة من أجل التأهل للمربع الذهبي ودخل طاهر أبو زيد المباراة وهو يحمل بطاقة صفراء.
تألق طاهر أبو زيد في مواجهة موزمبيق وقاد مصر بتسجيل هدفين ليقود الفراعنة للتأهل في صدارة المجموعة.
ولكن الحكم التنزاني علي حفيظي، أشهر البطاقة الصفراء لطاهر أبو زيد بعد الهدف الثاني بسبب الاحتفال مع الجماهير ودون ارتكاب أي خطأ من اللاعب أو إساءة للخصم.
وصعد المنتخب المصري للمربع الذهبي بعد تصدر مجموعته بأربع نقاط -الفوز بنقطتين في ذلك التوقيت- وبفارق الأهداف عن كوت ديفوار والسنغال، ليلاقي الفراعنة منتخب المغرب الذي حل وصيفا في مجموعته للمنتخب الكاميروني.
التماس
تقدم المنتخب المصري بالتماس للاتحاد الإفريقي من أجل رفع الإيقاف عن طاهر أبو زيد والسماح له بالمشاركة أمام المغرب في نصف النهائي بسبب عدم ارتكابه خطأ ليحصل على بطاقة صفراء أمام موزمبيق.
وقبل الاتحاد الإفريقي وقتها الالتماس المقدم وتم رفع البطاقة الصفراء عن طاهر أبو زيد ليشارك أمام المغرب في مباراة نصف النهائي الشهيرة ببطولة 1986.
وفي مباراة متكافئة بين الفريقين، نجح أبو زيد في حسم بطاقة التأهل للمنتخب المصري بتسديدة صاروخية من ركلة حرة مباشرة في الدقيقة 79 لتسكن شباك بادو الزاكي وتصعد بمصر إلى أول نهائي إفريقي منذ 14 عاما.
وعن ذلك الهدف الصاروخي قال أبو زيد في تصريحات سابقة: "لم يكن ذلك هدفي الأول من ركلة ثابتة بل كنت معتادا على ذلك، لكن الهدف كان مهما لأنه صعد بنا للمباراة النهائية بالإضافة إلى توقيت تسجيله".
وتوج وقتها المنتخب المصري باللقب بعد غياب 27 عاما بعد الفوز على الكاميرون في المباراة النهائية بركلات الترجيح إذ انتهى الوقت الأصلي للمباراة بالتعادل السلبي بدون أهداف.
ورغم تسجيل طاهر أبو زيد ثلاثة أهداف في تلك النسخة من خمس مباريات لكنه لم يحصل على لقب الهداف بسبب تسجيل روجيه ميلا أسطورة الكاميرون لأربعة أهداف.
وفشل منتخب مصر منذ تلك المباراة وحتى آخر مواجهة أمام المغرب في 2017 في تحقيق أي انتصار على أسود الأطلس، وكان آخر فوز للمغرب في 2001 بالتصفيات المؤهلة لكأس العالم لنسخة 2002 بينما آخر مواجهة قبل مواجهة 2017 الأخيرة كانت في دور المجموعات بنسخة أمم إفريقيا 2006 وانتهت بالتعادل السلبي.
موقف مماثل ونتيجة مغايرة
وقع المنتخب المصري في موقف مماثل لما حدث مع طاهر أبو زيد عام 1986، وكان في النسخة التي نظمتها مصر أيضا عام 2006 مع محمد أبو تريكة صانع لعب الفريق.
وكان أبو تريكة قد حصل على بطاقتين صفراوتين في دور المجموعات بنسخة 2006 أمام ليبيا وكوت ديفوار مما يحرمه من المشاركة مع الفراعنة في ربع النهائي أمام الكونغو الديمقراطية.
وتقدم الاتحاد المصري لكرة القدم وقتها بالتماس من أجل رفع الإنذار الذي حصل عليه أبو تريكة أمام ليبيا بسبب الحصول على البطاقة الصفراء عن طريق الخطأ.
إذ أشهر حكم مواجهة مصر وليبيا الافتتاحية، البطاقة الصفراء في وجه محمد أبو تريكة عن طريق الخطأ بدلا من أن يحصل على البطاقة محمد شوقي لاعب وسط الفريق.
وقتها صرّح أحمد شوبير نائب رئيس الاتحاد المصري لكرة القدم لـ FilGoal.com: "قدمنا التماسا إلى كاف لرفع البطاقة الصفراء التي نالها أبو تريكة في مباراة كوت ديفوار، خاصة أنها غير مستحقة باعتبار أن اللاعب كان يعبّر عن فرحته بطريقة عادية بعد إحرازه الهدف".
شوبير الذي تواجد في قائمة المنتخب المتوج بنسخة 86 أضاف: "فرصة موافقة كاف على الالتماس ورفع الإيقاف عن اللاعب ضعيفة، لكن يجب أن نحاول".
في النهاية رفض الاتحاد الإفريقي الالتماس المقدم من الاتحاد المصري ولم يشارك أبو تريكة أمام الكونغو الديمقراطية في مباراة ربع النهائي التي انتهت بفوز مصر بأربعة أهداف مقابل هدف واحد.
اقرأ أيضا:
حوار في الجول - دكتور كومالو: مواجهتا مصر وتونس كانتا الأفضل لي.. ومرشحان للفوز بلقب 2019
مصدر بالمصري لـ في الجول: هذا ما عرضه الأهلي والزمالك لضم إسلام عيسى
محمد صلاح - من البكاء في الجبل الأخضر إلى قمة أوروبا.. الأمر أكبر من كرة القدم
بنين.. حان وقت التخلص من "السناجب"