تعد الألقاب هي أشهر ما يميز المنتخبات قبل بداية الأحداث الكروية الهامة، بدلا من تكرار اسم المنتخب يتم التوجه للقب من باب التغيير.
بعيدا عن السامبا والتانجو أحد أهم وأشهر الرقصات في أمريكا الجنوبية والتي تميز البرازيل والأرجنتين.
نأتي لإفريقيا التي تمتاز بطابع تاريخي وبيئي وحضاري مختلف عن الدول الآسيوية والأوروبية وتمتلك اختلافا نظرا لتعدد اللغات الأم والحياة القبلية في بعضها.
المنتخب المصري يُدعى الفراعنة في حين جنوب إفريقيا الأولاد، المرابطون هو لقب موريتانيا، والتحول يكون سريعا عندما نصل لوسط أو غرب وشرق القارة بين النسور الخضر كناية عن نيجيريا. نسور مالي أم نسور قرطاج لتونس، ثعالب الصحراء للجزائر.
أسود التيرانجا أو الأسود الغير المُروضة للسنغال والكاميرون على الترتيب، هناك أسود أيضا في الشمال بجبال أطلس وهم منتخب المغرب، الأفيال والأفيال الوطنية لكوت ديفوار وغينيا على التوالي.
كل هذا جيد ومُسترق السمع نظرا لتواجد قارة تمتاز بالغابات والتنوع البيئي وأغلب أنواع الحيوانات، وتاريخ ما حققته تلك المنتخبات سابقا لتسمتد منها لقبها الذي ظل ملازما لها ويعكس طموحها.
لكن عندما نعود مرة أخرى نحو شرق القارة سنجد منتخب بنين المُلقب بــ"السناجب" الذي يعود للمشاركة في أمم إفريقيا للمرة الرابعة في تاريخه، لقب قد يشكل أزمة؟.
اقرأ عن رحلاتنا السابقة في إفريقيا من هنا
يرى اتحاد بنين لكرة القدم أنه يجب تغيير لقب السناجب إلى شيء آخر يُزيد من احترام البلد الصغير الذي يقع بين توجو ونيجيريا.
لقب المنتخب البنيني تم اختياره عام 1960 إبان استقلالها من الاستعمار الفرنسي لتتحول لـ"مملكة دوهومي" قبل أن يتغير الاسم لبنين عام 1975، وهو ما يعكس أمة صغيرة تستهدف الصعود.
أكثر ما يميز السنجاب هو قدرته على التخطيط وجمع الغذاء ويعيش على الأشجار لكنه فريسة للطيور الجارحة والأفاعي والثعالب.
رئيس الاتحاد أصدر بيانا قبل نهاية عام 2018 يسعى فيه لتغيير لقب المنتخب "ليس هناك حاجة للتظاهر بأن لقب الفريق الوطني محبوب من قبل جميع الأطراف المشاركة في الفريق الذي تم إنشائه".
"يجب أن يكون للاسم الذي يطلق على المنتخب الوطني صدى لدى السكان وأن يعكس طموحاتنا القوية في عالم الرياضة".
"من أجل توضيح ذلك واقتراح اسم جديد للفريق الوطني، أنشأت اللجنة التنفيذية لمنتدى الاتحاد لجنة حول تغيير الاسم لمنتخب بنين".
تلك الخطوة لم تكن الأولى إذا أثبتت الفشل في المحاولة الأولى عام 2008 بتغيير الاسم.
الفهود والثعابين ضمن الألقاب المقترحة لكن حتى الآن الاتحاد البنيني لم يصل لأي جديد في قضية "السناجب".
الرحالة ولعنة الفراعنة
ميشيل دوسويي المدير الفني الفرنسي لمنتخب بنين نجح في قيادة السناجب للمعترك الإفريقي للمرة الثانية في تاريخها من أصل 4 مرات.
حارس المرمى السابق لفريق نيس وكاين الفرنسي لم يعرف سوى تدريب المنتخبات داخل القارة السمراء فبدأت مسيرته مع غينيا نجح في قيادتهم للتأهل لأمم إفريقيا 2004 بعد غياب عن الظهور منذ 1998.
دوسويي لم يكتف بهذا بل ووصل معهم للدور ربع النهائي ورحل في 2004 كأفضل مركز خلال 30 عاما ليعود مجددا بعد تجربة قصيرة في كاين الفرنسي ليعمل مساعدا تحت إمرة مواطنه هنري ميشيل لمنتخب كوت ديفوار.
ليست تلك المرة الأولى له في مصر فقد خسر النهائي أمام الحضري وأبو تريكة بركلات الترجيح في 2006.
المدير الفني المولود قبل يوم واحد من تتويج مصر بثان ألقابها الإفريقية عام 1959، واجه مصر مع بنين كمدير فني وسقط في فخ الخسارة بهدفين دون رد ليودع كاس الأمم الإفريقية 2010 وتكون تلك مباراته الأخيرة مع السناجب.
بعد الرحيل عن بنين تولي سريعا مهمة تدريب غينيا في مهمة ثانية فحل ثالثا في دور المجموعات بنسخة 2012 وكانت مباراته الأخيرة مع غينيا أمام مصر والتي خسرها في تصفيات كأس العالم 2014 بنتيجة 4-2.
دوسويي عاد مرة ثالثة لتولي مهمة غينيا بعد 3 أشهر فقط من رحيله، تلك المرة قاد غينيا للتأهل لكأس الأمم الإفريقية 2015 ومن ثم الوصول لربع النهائي قبل السقوط أمام غانا بثلاثية دون رد.
حان وقت التجربة الأبرز، تولي مهمة تدريب كوت ديفوار حامل لقب القارة خلفا لمواطنه هيرفي رينار لكنه فشل وودع كأس الأمم 2017 بدون تحقيق أي فوز من دور المجموعات.
ليتولي مهمة تدريب بنين في سبتمبر 2017، قادهم خلالها للحلول خلف الجزائر والتأهل لكأس الأمم الإفريقية للمرة الرابعة في تاريخها والثانية تحت قيادته.
الطريق إلى الإسماعيلية
وقع المنتخب البنيني إلى جانب الجزائر وجامبيا وتوجو في المجموعة الرابعة من تصفيات أمم إفريقيا 2019، نظريا الجزائر وتوجو يمتلكان مقومات التأهل.
بنين افتتحت مشوارها في التصفيات بالفوز بهدف وحيد على جامبيا من توقيع ستيفان سيسينيو، ثم عادت بنقطة ثمينة من توجو.
خسارة متوقعة في الجزائر بهدفين دون مقابل، ردت عليها بقوة في العودة بعد 4 أيام بحصد الثلاث نقاط بالفوز بهدف وحيد.
الخسارة الثانية أمام جامبيا بنتيجة 3-1 صعبت الأمور قبل خوض المباراة الأخيرة في التصفيات إذ كان الوضع كالتالي
بنين 7 نقاط
جامبيا 5 نقاط
توجو 5 نقاط
بنين تحتاج للفوز فقط من أجل ضمان التأهل فالتعادل مع فوز جامبيا يعني الفشل، والخسارة تعني ضياع الحلم أمام الجماهير.
تتقدم بنين أولا عن طريق ديفيد ديجالا في الدقيقة 12، التوجولي إيمانويل إديبايور يسجل التعادل في الدقيقة 72 لتتوتر الأحداث قليلا.
ستيف مونييه مهاجم هيدرسفيلد الإنجليزي استجمع خبراته الأوروبية وسجل هدف الفوز في الدقيقة 83 وأعاد بلاده للواجهة الكروية إفريقيا، بعد رفع رصيد بلاده لـ10 نقاط دون النظر لتعادل جامبيا مع الجزائر.
علاقة حب تنتهي
بنين عرفت معنى المشاركة الإفريقية الأولى في تاريخها عام 2004 في تونس واحتلت المركز الأخير بالمسابقة بخسارة جميع لقاءاتها لصالح المغرب ونيجيريا وجنوب إفريقيا.
بنسخة 2008 واصلت التواجد في مجموعة الموت فسقطت أمام كوت ديفوار ونيجيريا ومالي.
في 2010 عادت بنين بقيادة دوسويي لتسقط أمام مصر ونيجيريا وتحقق أول نقطة في تاريخها بالتعادل مع موزمبيق.
دوسويي الذي أعاد بنين بعد غياب 9 سنوات للمشاركة في المعترك الإفريقي لن يواجه نيجيريا مرة أخرى في دور المجموعات ويمتلك الفرصة للتأهل كأحد أفضل 4 يحجزون مقعد أفضل أصحاب مركز ثالث حال حقق فوزا على الأقل.
بنين تقع في المجموعة السادسة رفقة الكاميرون حاملة اللقب وغانا وغينيا بيساو ضمن المباريات التي تقام في مدينة الإسماعيلية.
3 أهداف
المدير الفني دوسويي خلال حديث قبل البطولة لموقع "كاف" الرسمي حدد 3 أهداف لبنين رسمها منذ التأهل يضعها بالترتيب وهي.
1- الفوز في مباراة واحدة.
2- التأهل إلى دور الـ16.
3- العودة للبلاد بعد الوصول لأبعد مرحلة ممكنة.
ثنائي محلي وحلم سيسينيو
تضم قائمة المنتخب البنيني ثنائي محلي فقط بينما يغلب عليها المحترفين خاصة في الدوري الفرنسي وعلى رأسهم ستيفان سيسينيو وميكايل بوتي البالغ عمريهما 35 و34 عاما على الترتيب (طالع القائمة).
سيسينيو لاعب سندرلاند ووست بروميتش ألبيون السابق وشقيق راين لاعب فولام الحالي سيغيب عن المباراة الأولى لبنين أمام غانا بسبب تراكم البطاقات في مرحلة التصفيات.
ويستهدف مواصلة تربعه على عرش الكرة في بنين إذ يعد الأكثر خوضا للمباريات الدولية برصيد 74 والأكثر تسجيلا بعدما تخطر رزاق أموتيوسي لاعب الزمالك السابق وأصبح في رصيده 22 هدفا، ولما لا قيادة منتخب بلاده لمرحلة جديدة أو تحقيق فوز على الأقل.
مونييه صاحب هدف التأهل يقود هجوم منتخب بلاده يعد من أبرز الأسماء المستقبلية بعدما سجل ابن الرابعة والعشرين عاما هدفين في 13 مباراة دولية.
هل ستظل السناجب صيدا سهلا للطيور الجارحة والأفاعي والثعالب، أم خطة دوسويي سيكون لها مفعول السحر للمرة الأولى دون التخلص من اللقب؟
اقرأ أيضا:
علاء نبيل يكشف عن "رحلة المقابر" التي خاضها مع الجوهري من أجل زي منتخب 98
فيديو في الجول - تعرّف على نظام التأهل في أمم إفريقيا 2019
ماكسي جوميز.. المهاجم المتكامل خليفة سواريز ومستغل أنصاف الفرص
هاني رمزي: تشكيل مصر أمام غينيا سيكون مختلفا.. نريد رؤية الـ 23 لاعبا
صور - أحمد أحمد يظهر في القاهرة لمتابعة استعدادات افتتاح أمم إفريقيا