كتب : إسلام مجدي
"أفتقد لذلك الشعور، تلك البطولة، إنها كرة القدم، أنا حزين للغاية لأنني أحب التواجد بها، خصوصا وأنها في مصر". كلود لو روا لـ FilGoal.com.
المدرب الأكثر تدريبا للمنتخبات في القارة بـ6 منتخبات، الكاميرون والسنغال والكونغو الديموقراطية والكونغو وغانا وتوجو.
والأكثر ظهورا في تاريخ البطولة في 9 نسخ، والذي توج بطلا لها مرة وحيدة، وتخطى دور المجموعات كثيرا ولم يودعه سوى مرتين فقط.
FilGoal.com يحاور كلود لو روا الذي سيكتفي في هذه النسخة بتحليل البطولة وليس التدريب فيها لأول مرة.
قبل أي شيء، لنسترجع سويا بعض المعلومات الهامة، لو روا ودع البطولة مرتين من دور المجموعات في 2013 مع الكونغو الديموقراطية بفارق نقطة ومع توجو في 2017، دون ذلك فقد حل وصيفا في أولى مشاركاته على الإطلاق عام 1986 كما حصد اللقب في المشاركة الثانية.
"أنا شخص يحب كرة القدم كثيرا، أحب اكتشاف المواهب الصغيرة، قلت لنفسي في البداية إن المستقبل في هذه القارة".
"أنا لست شخصا يعيش يومين في إفريقيا ثم يرحل عنها، تواجدت هنا مع عائلتي ودائما أحاول تنظيم البطولات للاعبين وقمت بالكثير من الأشياء عبر عملي".
"أعمد إلى مساعدة الدولة وأنا مدرب، لا أكتفي فقط بتدريب المنتخب، إفريقيا تستحق العمل".
"كنت في الـ36 من عمري حينما توليت تدريب الكاميرون، عملت كثيرا مع الدولة من أجل تنمية وتطوير المواهب".
"أنا شخص يحب اكتشاف اللاعبين والمحليين، لم أعتمد قط على فكرة تواجد النجوم فقط، عائلتي ساندتني".
"إفريقيا لم تكن غريبة تماما عني، أعني أن الأمر كان مألوفي، والدي كان معلما وكان يخبرني الكثير عن تاريخ القارة وقادتها، وبسبب ذلك أحببتها كثيرا منذ بدايتي".
البداية
كأس الأمم 1986 كان بداية كلود لو روا مع قارة إفريقيا، تولى تدريب المنتخب الكاميروني عام 1985 في أعقاب تتويجه بلقب كأس الأمم 1984.
ضمت القائمة شبابا مثل فيكتور نديب وأندري كانا بييك وإيميل مبوا مبوا، ذلك بجانب روجيه ميلا بالطبع الذي كان في الـ33 من عمره، وتوماس نكونو وغيرهم من أساطير الأسود.
"لعبنا بشكل جيد للغاية في 1986، لأننا خلال العام الذي سبق البطولة كنا قد خضنا بطولة ضد السعودية، وقررنا أن نخوض الكثير من الاستعدادات".
"كان هناك الكثير من المواهب وتلك كانت أول بطولة لي وأحاول تقديم نفسي".
"تلك البطولة ستظل الأفضل فيما يخص مستوى المنافسة والمواجهات القوية، نتحدث عن السنغال ونيجيريا والمغرب ومصر واجهت خصوما قوية للغاية وكانت بطولة رائعة".
"في رأيي كنا نستحق الفوز، أعني لعبنا مباراة تكتيكية رائعة ضد مصر، كانت مواجهة رائعة للغاية".
"كنا نستحق الفوز بالبطولة في 86، لكن مصر توجت باللقب، كنت أرغب في الفوز بها لكنني شعرت بحزن لعدم القدرة على فعل ذلك".
الكاميرون في نسخة 86 تصدرت مجموعتها برصيد 5 نقاط بعد انتصارين وتعادل وسجلت 7 أهداف واستقبلت 5 آخرين. في نصف النهائي تخطت كوت ديفوار بنتيجة 1-0، ثم خسرت من مصر في النهائي بركلات الترجيح بعد التعادل السلبي.
كرة القدم تمنحك فرصة أخرى
عاد لو روا مرة أخرى مع كتيبة الأسود للمشاركة في كأس الأمم، كان لديه ثنائي الخبرة جوزيف أنطوان بيل الذي كان يلعب في مارسيليا وبطلا لدوري الأبطال في ذلك الوقت، والأسطورة روجيه ميلا لاعب مونبلييه في تلك الفترة وصاحب الـ35 عاما.
"هذه المرة المنتخب كان شابا وكان لدي ميلا، سافرت مع طاقمي في كل مكان لجمع اللاعبين المحليين، كنت أجول حول الكاميرون".
"أنا شخص يقدر ويحب الكرة الهجومية، أنهينا استعداداتنا بشكل جيد، كان لدي 10 محليين جبت أرجاء الكاميرون لكي أتابعهم، أتذكر أننا استقبلنا هدفا وحيدا في 5 مواجهات".
وأضاف ضاحكا "أتذكر أننا فزنا في الافتتاحية ضد مصر، بهدف ميلا، حصلنا على انتقامنا".
الكاميرون استقبلت هدفا وحيدا في مشوارها بالبطولة ضد نيجيريا في دور المجموعات في مباراة انتهت بنتيجة 1-1.
"البطولة كانت في المغرب، وكان لديهم منتخبا رائعا للغاية، كان لديهم بادو الزاكي وبودربالة وكريمو".
"المواجهة كانت في نصف النهائي، لعبنا بشكل تكتيكي رائع للغاية كنا مستعدين جيدا لمواجهتهم، كنت أعتبر المواجهة فنية بحتة".
"ركزنا للغاية عمدنا على الاستحواذ على الكرة وحصرهم في مناطقهم، حتى وإن أخذوا الكرة فكنا نحرص على ألا يشكلون أي خطورة، بجانب خلق الفرص وتحويل اللعب لوسط الملعب".
"كانت هناك مواجهات فنية قوية للغاية، أبرزها في تلك البطولة المغرب ومصر وبالطبع مواجهتي نيجيريا سواء في المجموعات أو النهائي".
السنغال 90
عاد كلود لو روا بعد عامين للمشاركة في كأس الأمم هذه المرة مع السنغال، التي تولى تدريبها في الفترة من 1989 وحتى 1992، مع لاعبين مثل روجر ميندي وعبد الله ديالو ومامادو ديالو وموسى نداو وغيرهم.
السنغال كانت ضمن المجموعة الثانية التي ضمت زامبيا والكاميرون وكينيا.
لم تستقبل أي أهداف في دور المجموعات وتأهلت ثانيا بعد زامبيا بفارق نقطة وحيدة. وودعت البطولة من نصف النهائي بعد الخسارة من الجزائر البطل بنتيجة 2-1.
"في نسخة 90 لكي أكون صادقا لعبنا بشكل جيد للغاية، كنا نستحق الفوز، لم أتحدث قط عن هذه البطولة، لكن حقا، كنا نستحق أن نتوج أبطال لها".
"كانت من حق السنغال كنا أفضل فريق في البطولة وهذا بالنسبة لي، في كرة القدم في بعض الأحيان، تستحوذ على الكرة وتخلق فرصا ولديك حارس مرمى جيد ودفاع منظم ومع ذلك تخسر، بسبب بعض الهفوات البسيطة".
قاد لو روا منتخب السنغال في نسخة 1992 لكنه ودعها من ربع النهائي.
عودة بعد غياب
اتجه كلود لو روا لتدريب منتخب ماليزيا ثم فترة قصيرة مع الكاميرون في 1998، ثم ستراسبورج وشانغهاي كوسكو وكامبريدج يونايتد في فترة قصيرة مع هيرفي رينار عام 2004، قبل أن يعود لقارته المفضلة والحبيبة حسب وصفه إفريقيا، لتدريب الكونغو الديموقراطية.
"أنا أحب مصر كثيرا، أحب ثقافة دولتكم وتاريخكم ومواجهاتكم وشخصياتكم المشهورة، أنا أحب الثقافة المصرية والمشاركة في نسخة 2006 كانت رائعة، في كل مرة أزور مصر أحب كثيرا مقابلة أهلها وكنت سعيدا للغاية بتلك المشاركة".
"في 2006 لعبنا عدة مواجهات جيدة للغاية، ضد توجو وفزنا 2-0 ثم تعادلنا مع أنجولا وخسرنا من الكاميرون".
"لم نكن محظوظين للغاية، كان لدي منتخب شاب ولديه الكثير من الموهبة لكننا لم نكن جاهزين، لم نتأهل لنصف النهائي".
"كان هناك الكثير من سوء الحظ، وذلك أمر وارد في كرة القدم، كنا نستحق المكسب".
"بعض قرارات الحكم ضد مصر في ربع النهائي تسببت في خسارتنا، كان من المفترض أن تصبح النتيجة 2-2، أعتقد أنه كان هناك فارقا، لكن الكونغو كانت جيدة ولعبنا بشكل جيد جدا".
"لعبنا مباراة جيدة جدا لكن الحكم منح لمصر الأفضلية، هكذا رأيت، كان لدينا لاعبون شباب ربما اتسموا ببعض السذاجة، لكنهم كانوا جيدين وموهوبين للغاية، مصر كانت أكثر خبرة وقوة".
لو روا عاد لتدريب غانا في 2008 في نسخة وصف فيها فريقه بالممتاز مع عدد من المواهب الواعدة من ضمنها جيان أسامواه وسولي علي مونتاري ومايكل إيسيان وغيرهم.
تصدرت غانا مجموعتها بسهولة، حققت العلامة الكاملة وسجلت 5 أهداف واستقبلت هدفا، ثم تفوقت ضد نيجيريا لكنها خسرت من الكاميرون في نصف النهائي.
"كانت تلك مغامرة حزينة للغاية، المنتخب كان جيدا وقدمنا أداء جيدا للغاية، لكن تلك هي كرة القدم وتغلبت الكاميرون بالخبرة".
بعد فترة عاد لو روا لتدريب الكونغو الديموقراطية عام 2013 لكنه ودع البطولة من دور المجموعات في سابقة بالنسبة له.
"لم نمتلك أي حظ، بنيت منتخبا شابا لكننا لم نكن جاهزين لهذا النوع من المنافسة، خط دفاعنا كان ضعيفا، قررنا أن نهاجم ونلعب بشكل جيد، سنحت لنا الكثير من الفرص، لكن الغلطات المتكررة والسذاجة في الدفاع تسببت في خروجنا، لعبنا بأداء رائع ضد غانا ومالي تحديدا".
في 2015 مدربا للكونغو وتصدر مجموعته قبل أن يودع تلك النسخة من ربع النهائي أمام الكونغو الديموقراطية بنتيجة 4-2، ثم عاد في نسخة 2017 مدربا لتوجو لكنه ودعها من دور المجموعات.
إن طلبنا منك اختيار أفضل مباراة أدرتها كمدرب فما هي؟
"على الصعيد الفني؟ التكتيكي؟ حسنا سأختار نهائي 1986، كانت رائعة للغاية وكبيرة".
"كانت لعبة فنية بين مصر والكاميرون، على أعلى مستوى تقني ممكن، كنا متقاربين للغاية في المستوى وكان الأداء ممتعا".
FilGoal.com يرغب في أن تختار له هدفا سجله فريقك بناء على تعليمات تامة، بمعنى أنك شرحت للاعبيك تحركا أو خطة بعينها وقاموا بتطبيقها بحذافيرها في الملعب وتسبب ذلك في سعادة كبيرة لك؟
أجاب ضاحكا "ياه هناك الكثير".
وواصل :"هناك هدف أتذكره جيدا هو الأفضل، ضد توجو عام 2006 في مصر، أحب ذلك الهدف كثيرا، قبل المباراة عملت في التدريبات وأخبرت تريسور مبوتو قبل المباراة بيوم واحد بعض التفاصيل التي وجدها بحذافيرها".
في الدقيقة الأولى من الوقت المحتسب بدلا من الضائع، تصل الكرة إلى مبوتو الذي ينطلق ويهدئ من سرعته في انفراد ثم يسجل هدفا رائعا للغاية من أعلى الحارس، ثم فرحة هيسترية وكلود لو روا يشير إليه واللاعب يبادله ثم يذهب ليحتفل مع مدربه.
"مبوتو كان سريعا للغاية، طلبت منه أن يتحين الفرصة ويهدأ ولا يتسرع، أن يسدد الكرة من أعلى حارس توجو لأن الحارس مندفع، في المباراة حدث بالتفصيل ما كنت أقوله له، أعني لقد تكرر الموقف بالضبط، وسجل بنفس الطريقة، الهدف جاء بنفس الطريقة".
"في المباراة حينما تخبر لاعبا شابا شيئا ويجده في الملعب ويسجل هدفا من خلاله، إنه أمر رائع".
"علمت في قرارة نفسي أن هذا الموقف سيحدث، طلبت منه أن يفعل ذلك وأن يأخذ وقته فقط وأن يختار لحظته المناسبة وفعل ما طلبته بالضبط".
الآن ما توقعاتك بالنسبة للبطولة المقامة في مصر 2019؟
"هناك 3 فرق مرشحة للقب، لكن أبرزها مصر لأنها تستضيف البطولة ودائما مرشحة، بجانبها السنغال والمغرب".
المغرب؟ لكن دائما ما يمتلكون منتخبا جيدا للغاية ومرشحين دون تتويج برأيك ما الذي ينقصهم؟
"يوما ما سيحدث، إنهم منتخب قوي للغاية، الأمر يحدث مع السنغال كذلك".
ماذا عن مصر؟ هل تراها منافسا قويا فعلا؟
"مصر تلعب بـ12 لاعبا، هناك الجماهير وهو أمر مهم للغاية، واللاعبون موهوبون إنها مساندة ممتازة للفراعنة".
هل تعتقد أن محمد صلاح قادر على مساعدة مصر للفوز باللقب؟
"في رأيي؟ صلاح كان أفضل لاعب في نسخة 2017، لا أفهم لما لم يفز بالجائزة".
كريستيان باساجوج لاعب الكاميرون فاز بجائزة أفضل لاعب في البطولة.
"لم أفهم لما لم يختاره أحد كأفضل لاعب؟ فوجئت كثيرا".
"أعتقد حاليا كان لديه موسم طويل وفاز بدوري الأبطال، آمل ألا يكون مجهدا، كان لديه أسبوع من الراحة لاستعادة نشاطه".
"هناك بعض الموهوبين من الأهلي والزمالك كذلك قادرين على مساندته، مصر يمكنها أن تبني فريقا قويا".
"لا أعلم كيف يعمل خافيير أجيري مع محمد صلاح، من المهم أن يعلم المدرب جيدا ما هي كأس الأمم إنها بطولة خاصة وصعبة جدا".
من المرشحين لجائزة أفضل لاعب في وجهة نظرك؟
"صلاح بالطبع، وسيكون في معركة قوية مع ساديو ماني ونيكولاس بيبي وكاليدو كوليبالي، هناك العديد من المواهب الكبيرة الموجودة هذا العام".
"ستكون معركة قوية، لكن هذا أمر مشوق جدا، لدينا الكثير من الموهوبين".
"وقولتها لك، مستقبل كرة القدم موجود في إفريقيا".
هل يمكنك اختيار التشكيل المثالي لأساطير إفريقيا؟
اقرأ أيضا
مدرب الزمالك – بين خالد جلال والأجنبي.. اختلاف داخل القلعة البيضاء
المنتخب لـ في الجول: تهديد صلاح بالاستبعاد؟ قطعا لم يحدث
تونس 2004: حكاية منتخب رائع مع قليل من الحظ والتجنيس.. وزياد جزيري
بالفيديو – ضياء السيد يتوقع طريق بطل كأس أمم إفريقيا.. "مصر لن تحمل الكأس"
لوران بوكو.. خليفة بيليه الذي منعته الرئاسة من الاحتراف
أحمد حسن.. الصقر الذي احتل عرش إفريقيا