المشاهد الخلفية في ليلة الأبطال المبهرة.. "صلاح الحلم ولعنة المسافات البعيدة"

22 لاعبا يتسابقون لركل الكرة، وملايين يتابعوهم عبر الشاشات. في يوم النهائي يتفرغ الجميع. ينصتون ويشاهدون، وينتظرون بلهفة من سيكون البطل. ليلة نهائي الأبطال.

كتب : أحمد العريان

الثلاثاء، 04 يونيو 2019 - 00:12
المشاهد الخلفية لنهائي الأبطال

22 لاعبا يتسابقون لركل الكرة، وملايين يتابعوهم عبر الشاشات. في يوم النهائي يتفرغ الجميع. ينصتون ويشاهدون، وينتظرون بلهفة من سيكون البطل. ليلة نهائي الأبطال.

عادت كأس الأبطال إلى ليفربول. الحلم أصبح حقيقة، والنجمة السادسة ستٌرسم على قمصان النادي العريق بعد سنوات من الانتظار.

في نهائي الأبطال تشاهدون أجمل كرة قدم، لكن المشاهد الخلفية دائما تكون أعظم.

مئات القصص تٌصنع وقت النهائيات. قليل منها على أرض الملعب، وأخرى أجمل، يكون أبطالها من المجهولين.

المنوفية

بعيدا عن مدريد حيث مكان النهائي، وبعيدا عن قارة أوروبا بأكملها، كان الجميع في مصر يتابع اللقاء، لأنه نهائي الأبطال أولا، ولأن محمد صلاح حاضرا في المقام الثاني.

وفي قرية الباجور -إحدى قرى المنوفية- ، أبدع كريم عصام المصور الصحفي المصري في تصوير حالة العائلات المصرية وقت متابعة المباراة.

في الصور يوجد الأب الذي يتابع اللقاء ويدعو لصلاح بالتوفيق، تماما كما هو حال أغلب العائلات المصرية، وفيها أيضا الإبن الصغير الذي يتابع اللقاء بشغف، وربما يسرح بخياله متمنيا أن يكون في موضع صلاح بعد سنوات. لما لا وقد كان صلاح يوما مكانه، فقط يتابع نهائي دوري الأبطال ويتمنى لو أن يصبح يوما واحدا منهم، وقد كان.

صلاح نفسه ذاق طعم خسارة اللقب في العام الماضي، بل والخروج من الملعب باكيا بسبب إصابة. أبعدته أولا عن استكمال حلم المشاركة في نهائي الأبطال، وعطلته ثانيا عن خوض غمار كأس العالم رفقة بلاده في كامل لياقته.

كلوب.. بطل

مدرب جيد لا يجيد إنهاء ما يبدأه. رجل مميز طالما كان الأمر بعيدا عن النهائيات. اليوم تنتهي أربع سنوات وعد الجماهير بجلب بطولة فيها، وحتى الآن لم يتحقق الوعد.

كل تلك الضغوط كانت ملقاة على كاهل الرجل الألماني المحبوب. يورجن كلوب كان عليه مواجهتها كلها.

بعد نهاية نهائي الموسم الماضي لم يبك كلوب. هتف مع جماهير فريقه بأنهم لن يستسلموا، وسيعودوا لينتصروا في الموسم المقبل.

"هل أنا مدرب محظوظ؟ ربما أنني أملك رقما قياسيا في مرات الفوز بمباريات نصف النهائي، لكن في النهائي توجد مشاكل أخرى. ربما أستطيع تأليف كتابا عن مبارياتي في نصف النهائي، لكن لن يوجد من سيشتريه. بالتأكيد أنا لست محظوظا". كانت تلك إجابة كلوب ي المؤتمر الصحفي قبل اللقاء عن إن كان مدربا محظوظا، وربما تعكس جزء من الضغوط عليه.

بهذا اللقب انتصر كلوب أخيرا، وتخلص من تلك الضغوطات.

بطلة أخرى في الخفاء

قبل عام بالتمام والكمال كان ليفربول في نهائي الأبطال أيضا، في مواجهة ريال مدريد..

يومها تعرفون ما فعله لوريس كاريوس. الحارس الألماني ارتكب خطأين فادحين، وأهدى اللقب للفريق الإسباني دون عناء.

تخيل أن يكون حبيبك يلعب في هذه المناسبة الكبرى، ويرتكب خطأين يجعلاه أضحوكة العالم؟ أمر لن نود تخيله حتى بكل تأكيد، لكن هذا تماما ما حدث مع زوجة ووالدة كاريوس في النهائي، لينهمرا في البكاء قبل حتى أن ينتهي اللقاء.

في هذا التوقيت كان يوجد سيدة أخرى تشعر بالضغينة. أولا ساندروك زوجة يورجن كلوب التي ترى زوجها يخسر نهائي دوري أبطال أوروبا للمرة الثانية، ويخسر النهائي الثالث عامة في ثلاث سنوات.

أولا ساندروك لم تكن أي ضغينة تجاه عائلة كاريوس الذي تسبب بشكل مباشر في خسارة زوجها، فتركت مقعدها في الملعب وذهبت إليهما لمواساتهما.

من تلك القصة -على عهدة ديلي ميرور- قد نستطيع تحليل شخصية تلك الزوجة.

ووقتها لن تتعجب لرؤية صورتها المنتشرة. أولا ساندروك وقفت مع الجماهير تستقبل زوجها هذه المرة رفقة الكأس. وقفت على سلة القمامة وبادلته التحية بكل شغف.

أليسون لا ينسى زوجته

بعد الظفر باللقب واستلام الميداليات، احتفل الجميع مع أحبائهم وزويهم، لكن أليسون بيكر كان وحيدا.

الحارس البرازيلي الذي تألق خلال اللقاء وكان أحد أسباب الفوز المباشرة يملك زوجة وطفلة، لكن زوجته حبلى، وفي الأيام الأخيرة قبل أن تضع مولوده الجديد، لذلك فلم تستطع مساندته من الملعب.

وعقب تسلم الميدالية، لم ينس أليسون مهاتفة زوجته Video call لتكون أول من تهنئه باللقب ويحتفل معها بالفوز.

روبيرتسون امتلك المال

قبل 7 سنوات كان أندرو روبيرتسون ناشئا في فريق كوينز بارك الاسكتندي. لاعبا صغيرا لا يعلم أين سيكون مستقبله.

كتب عبر حسابه الصغير وغير الموثق على تويتر "الحياة في هذا السن بدون المال بلا قيمة".

الآن وبعد 7 سنوات من توقيت تلك التغريدة اليائسة، مر فيها بمحطات عديدة بين كوينز بارك، إلى داندي يونايتد ثم الهبوط مع هال سيتي وأخيرا في ليفربول. أصبح روبيرتسون أحد أبرز الأظهرة في العالم. ومحل ثقة وآمان لكل جماهير ليفربول، والآن يفوز بالبطولة الأغلى في العالم، دوري أبطال أوروبا.

عناق حار

تجربة عاطفية أخرى عاشها نجم آخر. جوردان هندرسون قائد ليفربول يظهر بمستوى رائع في الفترة الأخيرة، وكلل مجهوده برفع الكأس ذات الأذنين في النهائي.

والد هندرسون أصيب بمرض السرطان مؤخرا، ليطلب من ابنه ألا يراه خلال فترة علاجه.

لكن الحدث هو نهائي دوري أبطال أوروبا، لذلك حضر والد هندرسون في المدرجات، وحينما رآه ابنه عقب اللقاء، كان هذا العناق الحار حاضرا.