كان لدي حلم كبير وصاخب.. قفزت عاليا ولمست السحب
وووواواواواواوووووو
مددت يدي إلى السماء.. رقصنا مع الوحوش طوال الليل
وووواواواواواوووووو
لن أنظر إلى الخلف أبدا اووووووو.. لن أستسلم مطلقا..لااااااا
رجاء لا توقظني الآن
فهذا أفضل أيام حياتي.. حيااااتي
فهذا أفضل أيام حياتي.. حيااااتي
Best Day of My Life - American Authors
لا أستطيع إخفاء دموعي، قلبي يخفق بشدة من الفرحة، لا أتمالك نفسي إنه شعور لا يصدق، كأني طير يرفرف بجناحيه وسط السحب، سعادة غامرة، لطالما انتظرت هذه اللحظة التي أرى فيها حبيبي متوجا، نحن أبطال أوروبا.
هذا لسان حال كل عاشق للحمر، فما أحلى التتويج بلقب الأبطال، أقوى بطولات الأندية على وجه الكرة الأرضية، التي يحلم بها أي لاعب ليكتب في سيرته الذاتية أنه توج بها ولو لمرة واحدة. فأساطير عديدة مثل رونالدو وفرانشيسكو توتي ودييجو مارادونا لم تذق حلاوة هذا اللقب صعب المنال، والآن يرقص محمد صلاح ورفاقه فرحا بالجلوس على عرش القارة العجوز.
ليفربول، ويورجن كلوب، لطالما عانيا من خسارة النهائيات والألقاب، لكن ها هي لحظة الفرج، الفريق الأحمر يتسيد أوروبا عن جدارة واستحقاق بعد مشوار استثنائي انتهى بإسقاط توتنام في النهائي بهدفين دون رد يوم السبت.
عوض الفريق خسارته الدراماتيكية للقب الدوري بفارق نقطة لصالح مانشستر سيتي بالفوز بلقب الأبطال للمرة السادسة في تاريخه. تتويج، مستحق لهذه الكتيبة القوية الجائعة للنجاح مع الداهية الألماني كلوب.
صفوف مكتملة
استعان ليفربول بتشكيلته المثالية، استعاد روبرتو فيرمينو لياقته ليستعيد مكانه في التشكيلة الأساسية بجوار محمد صلاح وساديو ماني في هجوم ناري للريدز الذي افتقد في المباراة لنابي كيتا بسبب الإصابة.
وفي الوقت نفسه، أثلج ماوريسيو بوكيتينو مدرب توتنام صدور مشجعيه حين علموا أن هاري كين سيبدأ المباراة، فمباراة العمر لابد أن يلعبها النجم الأول للفريق والذي افتقده النادي في المحطات الأخيرة من مشواره نحو نهائي دوري أبطال أوروبا.
واختار الأرجنتيني أن يجلس لوكاس مورا، نجم مباراة أياكس في الدور نصف النهائي، على مقاعد البدلاء كورقة رابحة.
وتزين ملعب واندا ميتروبوليتانو مسرح نادي أتليتكو مدريد لاستقبال المباراة التاريخية بين الناديين العريقين، ثاني نهائي إنجليزي خالص بعدما تفوق مانشستر يونايتد على تشيلسي بركلات الترجيح في 2008.
سعى ليفربول لتتويج غائب منذ 2005، 5 ألقاب حققها سيد الإنجليز في دوري أبطال أوروبا، وفي المقابل توتنام هي ربما أهم مباراة في تاريخه، لأول مرة يخوض النهائي.
إثارة مبكرة
بدأت المباراة ملتهبة منذ اللحظات الأولى، انطلق ساديو ماني بالكرة صوب مرمى توتنام، لمح موسى سيسوكو رافعا يده، مرر الكرة لتصطدم بيد الأخير ليعلن الحكم مباشرة عن ركلة جزاء دون أدنى تردد ولم يعد للفيديو للتأكد من قراره.
عوقب سيسوكو بعد 24 ثانية فقط على قلة حذره، تقدم النجم المصري محمد صلاح وسدد الكرة في منتصف المرمى مانحا ليفربول أسبقية مبكرة بعد 107 ثواني.
صلاح يدخل التاريخ من أوسع أبوابه، ثاني عربي يسجل في نهائي الأبطال بعد أيقونة الجزائر رابح ماجر.
بعد تقدم وصيف الدوري الإنجليزي الممتاز تأرجحت المباراة بين الناديين، لا هذا يسيطر ولا ذاك، وكانت محاولة رفاق كين غير مؤثرة واعتمدوا على العمق في كل مرة يقتربون من منطقة جزاء ليفربول.
في المقابل، محاولات ليفربول لمضاعفة النتيجة كانت خطيرة، تقدم ترينت أليكساندر-أرنولد وسدد الكرة لتمر مباشرة بجوار القائم الأيمن للحارس هوجو لوريس في الدقيقة 17. إيقاع ليفربول الهجومي كان أسرع كثيرا من نظيره في توتنام.
وسنحت فرصة كبيرة لتوتنام حين تلقى سون هيونج مين الكرة في نصف ملعب ليفربول وليس بينه وبين المرمى سوى أليكساندر-أرنولد، لكنه فرط فيها ليقطعها الأخير منهيا مبكرا هجمة واعدة لتوتنام في الدقيقة 20.
ومع انتصاف الشوط الأول متوسط المستوى تسيد ليفربول المباراة، إصراره أكبر وحدته أقوى. عانى توتنام من بطء نقل الكرة نحو مرمى منافسه وكذلك ضعف الإنتاج الهجومي للظهيرين الإنجليزيين كيران تريبيير وداني روز.
توغل توتنام منطقة جزاء ليفربول في الدقيقة 34 لكن تمريرة ديلي ألي لم تكتمل ليحصل على ركلة ركنية لم يستغلها رجال بوكيتينو.
واللقطة الأخيرة في الشوط الأول كانت من نصيب الظهير الأيسر المتألق أندري روبرتسون الذي تقدم مستغلا مساحة شاغرة وسدد بقوة الكرة ليبعدها بطل العالم الفرنسي لوريس حارس توتنام إلى ركلة ركنية.
حاول توتنام مرة أخرى لكن وقت الشوط الأول انتهى والأسبقية حمراء، الضغط يزداد على كاهل بوكيتينو وأشباله.
شوط ملتهب
مع انطلاق النصف الثاني من المواجهة فضل ليفربول التراجع إلى وسط ملعبه ليستدرج توتنام بحثا عن مساحات شاغرة يخلفها الأخير مع اندفاعه للهجوم.
وقد كان.
في الدقيقة 54 انطلق الصاروخ صلاح ومعه الكرة داخل منطقة جزاء توتنام لكن سدد الكرة في قدم يان فيرتونخين مضيعا فرصة مضاعفة النتيجة وارتد الهجوم بتوغل ديلي ألي لمنطقة جزاء ليفربول لكن دفاع الأخير كان بالمرصاد ليبعد الخطورة.
وقام كلوب بأول تبديل في صفوف فريقه، أقحم السريع ديفوك أوريجي أحد نجوم الانتصار التاريخي على برشلونة في إياب نصف النهائي بدلا من البرازيلي فيرمينو في الدقيقة 58.
وبعد 4 دقائق جدد دماء وسط ملعبه بدخول المحارب جيمس ميلنر بدلا من جيورجينيو فاينالدوم الهولندي.
بينما استمر توتنام بلا تبديلات حتى الدقيقة 66 حتى عزز بوكيتينو قدراته الهجومية بدخول الموهوب البرازيلي لوكاس مورا بدلا من هاري وينكس.
لعل الحل مع مورا مثلما كان الحال في ريمونتادا تاريخية بنصف النهائي أمام أياكس الهولندي.
لكن استمر ليفربول خطيرا وأقرب لإطلاق رصاصة الرحمة وكاد بالفعل يسجل هدفا بمثابة إعلان لتتويجه لكن تسديدة ميلنر مرت مباشرة بجوار القائم الأيسر في الدقيقة 69.
كثف توتنام من ضغطه وتخلى تريبيير وروز عن الحذر الدفاعي، وضغط بأكبر عدد من اللاعبين لكن صمودا دفاعيا رائعا لرفاق فيرجيل فان دايك حمى مرمى الحارس أليسون بيكير.
وافتقد توتنام للفاعلية والدقة لإحياء أمله في رفع الكأس ذات الأذنين، وسنحت فرصة خطيرة لألي في الدقيقة 73 لكن سدد بضعف الكرة ليمسكها أليسون بسهولة.
ومع اقتراب آخر ربع ساعة من المباراة قرر بوكيتينو دخول اللاعب إريك داير بدلا من سيسوكو في الدقيقة 74.
وكشر توتنام عن أنيابه في الدقائق الأخيرة وأنشط لاعبيه ألي حاول التسجيل بضربة رأس لكن الكرة مرت فوق المرمى في الدقيقة 79، وبعد ثوان معدودة سدد سون كرة قوية تصدى لها أليسون وتابعها مورا لكن ذهبت الكرة مرة أخرى ليد الحارس البرازيلي.
وكاد كريستيان إريكسن يجبر ليفربول على خوض شوطين إضافيين بتسديدة قوية من ركلة حرة في الدقيقة 85 لكن العملاق أليسون أبى استقبال هدف التعادل.
وقضي الأمر في الدقيقة 87 بعدما أطلق ديفوك أوريجي رصاصة الرحمة مسجلا الهدف الثاني لليفربول إثر ركلة ركنية، وجد الكرة تحت قدميه ليسدد في الزاوية اليسرى البعيدة محطما أمال توتنام.
انتهت المواجهة، ليفربول سيد القارة العجوز. استعاد عرشا مفقودا منذ 14 عاما.