كتب : إسلام مجدي
"أتذكر أنني كنت في الـ13 أو 14 من عمري، لم يكن هناك أي طعام بالمنزل، وأخبرت نفسي، أنني يجب أن أصبح لاعب كرة قدم ولا تهم الطريقة". أرتورو فيدال.
العقلية والمصاعب هي ما تصنع الأبطال في النهاية، والفاصل دوما هو قدرة الشخص على التحمل ليخرج في النهاية بطلا لقصته حتى مع بعض السقطات من المهم أن تكون النهاية سعيدة بالنسبة له.
أرتورو فيدال أحد هؤلاء الأبطال الذين عاشوا بداية صعبة للغاية، لم يكن الأمر حول الفقر فقط، بل لأنه كاد أن يفقد حياته وهو في الخامسة من عمره، ومر بمصاعب كثيرة لم يعش طفولته قط، ليصبح ما هو عليه الآن.
فيدال ولد في مدينة سانتياجو في تشيلي عام 1987، لربة منزلة تدعى جاكلين باردو، والد هو إراسمو فيدال، يعمل في مجال الشحن بجانب كونه مدمن للمخدرات.
خلال الأعوام الخمسة التالية، ستكون الحياة أشبه بالجحيم، ومع بلوغه العام الخامس وفي إحدى الليالي غضبت والدته كثيرا من والده المدمن وقررت الانفصال عنه.
والده غضب كثيرا من قرار والدته، وأشعل النيران في سرير غرفة نومهما، جاكلين جذبت ابنها الصغير وهربت خارج المنزل، وقررت أن تتولى تربية الفتى الصغير وأشقائه وحدها.
والدته أرهقت كثيرا بسبب العمل طيلة اليوم من أجل توفير قوت يوم لها وللأطفال الخمسة.
"حينما كنت طفلا، عانيت كثيرا، كنت دائما حزينا، افتقرت لوالدي، كان لدي الكثير من الأسئلة لكن من دون جدوى".
لم يكن هناك أي طعام في المنزل، ومنذ نعومة أظافره قرر مساعدة والدته والاتجاه للعمل من أجل توفير بعض المال.
"والدتي قاتلت، كرست كل حياتها ووقتها من أجلنا، بذلك كل الجهد الممكن لتوفر لنا ما يمكنها توفيره، كنا نعاني من البرد والجوع، هذه هي أول الأشياء التي أتذكرها حاليا".
حينما أصبح فيدال في التاسعة من عمره اعتاد ألا يذهب إلى المدرسة ثم يتجه بدراجته في مسافة تصل إلى 6 أميال لكي يصل إلى اسطبل حيث يعمل في سانتياجو. كان يفعل ذلك بشكل يومي، يتجه للإسطبل ويطعم الخيول وينظف الإسطبل من أجل الحصول على بعض المال.
في قرارة نفسه علم فيدال أنه لن يكون لديه مال كاف في أي وقت قريب، خاصة وأنه كان يحب سباقات الخيول ويرغب أن يصبح متسابق بدوره، لذا المال لن يكفي أبدا.
فكر في الكثير من الخيارات المتاحة أمامه للحصول على المال السريع، لذا اتجه للمقامرة بعض الوقت. لكن ذلك لم يجد نفعا معه كذلك.
حينما بلغ الـ13 من عمره وكان يلعب كرة القدم كثيرا في ذلك الوقت لكن المنزل كان بلا طعام، كان أحد أبرز الفتيان الذين يلعبون كرة القدم في الشارع.
"أعتقد أنني كنت في الـ13 أو الـ14 من عمري، وقتها قلت لنفسي، يجب أن أصبح لاعب كرة قدم، لا يهم كيف يحدث ذلك".
"كان ذلك في يوم بدت والدتي خلاله مرهقة كليا، وفكرت في أن هذا الأمر لا يجب أن يحدث، قررت أن أبذل جهدا مضاعفا 3 أو 4 وربما 10 مرات في كل تدريب وكل مرة ألعب لكي أصبح لاعب كرة قدم محترف.
في ذلك الوقت ظهر على فيدال تطورا كبيرا في شخصيته بين أقرانه من اللاعبين الصغار، كان أكثر نضجا وقوة، يعمل بكد ويعلم جيدا أنه يجب أن يصل لهدفه مهما تكلف الأمر.
حتى رآه عمه فيكتور، الرجل الذي كان له الفضل الأكبر على مسيرته، أول ضمه إلى فريق ديبورتس ميليبيا ليكتسب بعض الخبرة حتى قام برعايته لينضم إلى كولو كولو.
قال عمه فيكتور عنه :"كان يلعب كرة القدم طوال الوتق، وأحبها كثيرا، كان يحتضنها وينام بها ويستيقظ ليذهب للتدرب، لعبها قبل المدرسة وقبل تناول الطعام وبعد المدرس، كرس حياته للعب الكرة".
لم يكن يمتلك فيدال تكاليف الحافلة التي توصله للتدرب مع فريق كولو كولو، وعوضا عن ذلك ركض 3 كيلو مترات ذهابا وإيأبا من أجل اللعب للفريق.
هوجو جونزاليس مدرب كولو كولو كان يتابع فيدال من بعيد ويراقب تطوره، أعجب كثيرا بالطريقة التي يتدرب بها والتركيز الكبير والقوة التي يتمتع بها.
كولو كولو لم يكن سيعرض عقدا احترافيا على فيدال، بل وقرر تركه يرحل مجانا، لكن هوجو جونزاليس كان واثقا من أنه يستحق هذا العقد، ليقرب منه فيدال ويصبح أشبه كوالد له.
فيدال لعب في كل مركز ممكن في المراحل العمرية المختلفة، ليس هذا فحسب قرر أن يستمر للعب مع فريقه المحلي حتى بعدما انضم إلى كولو كولو.
قال هنريكيس عنه :"إن كان فريقنا خاسر وأشركنا فيدال بين الشوطين، فسينتهي بنا المطاف ونحن فائزين بالمباراة".
ظهوره الأول بقميص كولو كولو كان عام 2006 ضد يونيفيسيداد دي تشيلي، شارك كبديل لجونزالو فييرو، وفاز كولو كولو بنتيجة 2-1 في هذه المباراة.
"من الصعب وصف الأمر بالكلمات، كان مشوقا للغاية والدتي بكت كثيرا واحتضنتني، أحد الأحلام تحقق، 90% من الأطفال لا يحققون هذا الحلم".
لم تدم فترة تواجده مع كولو كولو أكثر من عامين فاز خلالها بـ3 ألقاب دوري، قبل أن يتولى جوناس بولدت مهمة العمل ككشاف مع نادي باير ليفركوزن.
بولدت قرر أن يسافر إلى باراجواي لمشاهدة بطولة أمريكا الجنوبية تحت 20 عاما لاستقطاب بعض المواهب لفريق ليفركوزن، وقتها كان فيدال يلعب لمنتخب تشيلي تحت 20 عاما وفي مجموعة تضم البرازيل وباراجواي وبوليفيا وبيرو.
خسرت تشيلي أول مباراة ضد البرازيل بنتيجة 4-2، ثم ضد باراجواي لكنها عادت لتنتصر ضد بوليفيا، وأخيرا مباراة حاسمة للغاية ضد بيرو، وقتها فازت بنتيجة 4-2، كانت مباراة فيدال، قدم خلالها مستوى مبهرا للغاية وسجل هدفين.
بولدت اكتشف أن فيدال موهبة كبيرة لا يمكن تجاهلها ويجب ضمه فورا، على الرغم من ذلك كانت مهمته هي ضم ظهير أيسر والآن عاد ليخبر الإدارة بضرورة ضم لاعب وسط.
أرسل بولدت تقريرا مطولا عن سبب ضم فيدال وحول الاكتشاف الكبير الذي اكتشفه، ثم أرسل ليفركوزن كشافا أكثر خبرة ليتأكد من صحة تقرير بولدت، كان ذلك رودي فولر وأرسلت معه مايكل ريشكه، جميعهم ذهبوا إلى أمريكا الجنوبية وعادوا بفيدال بعد التأكد من أن بولدت اكتشف بالفعل لاعبا واعدا أمامه مستقبل كبير.
قال بولدت :"قدرات أرتورو الاستثنائية كانت واضحة للجميع في ذلك الوقت، ومهمة إقناعه بالانضمام للفريق وقعت على عاتق رودي فولر ومايكل ريشكه، فيم ابعد مفاوضات الانتقالات حدثت ووقعنا معه".
"شاهدته أنا وفولر وريشكه يلعب لما يقرب من 10 أو 15 مرة".
"على الرغم من ذلك كانت هناك بعض المخاوف من قبل يوب هاينكس تجاه سرعته، لكن كان واضحا للجميع أنه سيساعدنا في خط وسط الفريق في أسرع وقت، نحن نضم لاعبا جيدا للغاية في السوق".
"كان أمرا حاسما في مسيرته أن يقابل يوب هاينكس في ليفركوزن، استقبله وعلمه الكثير، وفي ذلك الوقت حول موهبته وإمكانياته الكبيرة نحو أفعال إيجابية متميزة، كانت تلك لحظة حيوية في مسيرته".
كان فيدال قد علم في قرارة نفسه أنه حان الوقت لترك تشيلي، وشعر أنه مستعد خاصة مع حبه الكبير للتحديات، واعتقد أن بإمكانه أن يلعب لفرق أفضل في أوروبا، ولم يجد فرصة أفضل من ألمانيا.
أراد أن يأخذ الخطوة وحينما وجد رودي فولر، شعر أن تلك هي اللحظة المناسبة.
غاب فيدال عن أول مباراة في الموسم بسبب الإصابة لكنه عاد سريعا بل وكأساسي في ظهوره الأول خلال شهر أغسطس عام 2007، في الخسارة أمام هامبورج، بدا الأمر وكأنها أسوأ بداية ممكنة له، خاصة وأنه لعب كظهير أيسر لـ66 دقيقة فقط.
"أتذكر تلك المباراة كانت ضد هامبورج، اضطررت للعب كظهير أيسر، مركز لم أعهده قط، لم يكن الأمر مريحا خلال المباراة، تسببت في ركلة جزاء وخسرنا اللقاء، لكن بعد ذلك استعدت مركزي الرئيسي واستمريت تقريبا ضمن التشكيل الأساسي".
في موسمه الأول بدأ فيدال في 17 مباراة في الدوري وشارك كبديل في 7 مواجهات، وهدفه الوحيد في هذا الموسم سجله ضد هانوفر في الدوري، كما أنه صنع 4 أهداف أخرى.
هاينكس عرف عنه قدرته الرائعة على إدارة لاعبيه على الصعيد الشخصي قبل الفني، وبالتالي كانت تلك أفضل ميزة يمكن أن يحصل عليها فيدال مع فريقه الأول في أوروبا.
"من البداية كان بيننا تناغما كبيرا، إنه مدرب يخبرك كل شيء في وجهك ويعلم كل شيء عن الكرة، كان هناك احتراما حاضرا لكل ما حققه، إنه بطل كبير".
"فوق كل شيء إنه شخص رائع وأشعر بامتنان كبير على كل شيء قدمه لي حتى يومنا هذا، لقد ساعدني على التكيف في ألمانيا لأنه علم من خبرته في إسبانيا ما يبدو عليه الأمر حينما تغادر دولتك بسبب العمل وتفتقدها".
هاينكس ساعد فيدال كثيرا لضبط رؤيته في الملعب ونصح بأن يسجل ضد خصومه، وكان يتواصل معه بشكل شبه يومي، ولطالما كان يخبره أن قدراته هي نقطة قوته وأن يحب ذلك حينما يراه يستخدمها.
في موسمه الثاني لعب دورا حيويا في تأهل ليفركوزن إلى نهائي كأس ألمانيا لكن بريمن توج بطلا له، إذ أنه كان قد غاب شهرا بعد تعرضه لارتجاج في المخ ضد بوخوم، ليعود ويسجل في نصف النهائي ضد ماينز ثم يتأهل الفريق للنهائي ويخسر.
موسمه الأخير مع ليفركوزن كان 2010-2011 وساعد فريقه لينهي الدوري في الوصافة وكان على قمة صناع اللعب في الفريق، إذ أنه صنع 11 هدفا في ذلك الموسم أكثر من أي لاعب آخر وثاني أكثر لاعب صنع أهدافا في الدوري.
رحل يوب هاينكس لتدريب بايرن ميونيخ وأراد بشدة الحصول على خدمات فيدال لكن ذلك لم يحدث، خاصة مع دخول يوفنتوس على الخط وفي النهاية ظفر الفريق الإيطالي بخدماته.
"أراد هاينكس اصطحابي معه إلى بايرن، لكن في النهاية لم تتم الصفقة".
فترة يوفنتوس كانت مهمة للغاية له، أظهر تطورا كبيرا خاصة باللعب بجانب أندريا بيرلو ثم انضمام بوجبا في المستقبل وتواجد كلاوديو ماركيزيو، كل ذلك ساعده كثيرا على تطوير إمكانياته.
ظهوره الأول كان رائعا بالنسبة له بعد أن شارك كبديل لأليساندرو ديل بييرو ثم سجل هدفا أمام بارما في انتصار يوفنتوس بنتيجة 4-1.
أنطونيو كونتي مدرب يوفنتوس وقتها فضل أن تكون المنافسة بين ماركيزيو وفيدال على المركز الذي سيشارك بجانب بيرلو، ثم قرر بعد ذلك أن يلعب 3-5-2 ويدفع بالثلاثي معا، وأصبح فيدال عنصر حيويا في التتويج بلقب الدوري ذلك الموسم الذي لم يخسر خلاله يوفنتوس أي مباراة وسجل 7 أهداف وصنع 3.
مع يوفنتوس أصبح لدى فيدال شخصية قيادية في خط الوسط، ومع هذا التطور نتج عنه نجاحا كبيرا مع منتخب تشيلي، بالفوز بأول لقب في تاريخه، كوبا أمريكا 2015.
"آمل أن تتعلم الأجيال القادمة من لاعبي تشيلي أن بإمكانهم أن يطوروا عقليتهم لتخطي نجاحنا، لا أن تتم مقارنتهم بنا، بل بأن يستخدموا نفس العقلية، أن تقاتل وأن تكون قادرا على القتال ضد منتخبات مثل الأرجنتين وألمانيا".
"عليك أن ترى دوما أن فريقك ومنتخبك هما الأفضل في العالم، هذا ما يجب أن يتغير العقلية، كنا مجموعة من اللاعبين مع مدرب رائع قمنا بكل العمل".
بعد الفوز بكوبا أمريكا انضم إلى بايرن ميونيخ، صفقة تأخرت عدة أعوام لكنها تمت في النهاية، عاد إلى ألمانيا بعد ما يقرب من 4 أعوام في إيطاليا.
"بايرن هو أفضل فريق في العالم ولم أتردد للحظة في الانضمام إليه، أردت أن أستمر في التطور وأن أحقق نجاحات أكبر، وحدث ذلك بالفعل".
"ربما كان السبب لأنني في ألمانيا لم أحقق شيئا مع ليفركوزن وخسرنا بعض الألقاب، أنا شخص طموح للغاية، دائما أرغب في تحقيق المزيد".
لم يرغب بيب جوارديولا مدرب بايرن ميونيخ في الحصول على خدمات فيدال في الفريق، كان يرى أنه ليس مناسبا لخططه، لكن بعد ذلك انبهر بسلوك اللاعب والتزامه بعد المران الأول له في الفريق.
"كل مدرب يطلب أشياء مختلفة، مع بيب تعلمت العديد من النقاط، تطورت بشكل فني وعلى صعيد التمركز، معه طريقتي في اللعب كانت أعمق بعض الشيء عما كنت عليه في يوفنتوس، ساعدني ذلك كثيرا، إنه يحب العمل كليا، كنا مقربين للغاية".
نتذكر جميعا ذلك الفيديو الشهير لجوارديولا وهو يقف على الخط وفيدال بعيد بعض الشيء عن مركزه، ثم عوضا عن التمرير للأمام مرر للخلف، وقتها كان المدرب عصبيا بعد ذلك، في الشوط الثاني تغير أسلوب لعب فيدال وصنع هدفا لتوماس مولر في انتصار بايرن بنتيجة 3-0.
رحل بيب عن بايرن بعد الفوز بـ3 بطولات دوري وبطولتي كأس ألمانية وبطولة كأس السوبر الأوروبية وكأس العالم للأندية.
"كارلو أنشيلوتي كان مختلفا كليا عن بيب وأقصد على الصعيد الشخصي، لكنني كنت أشعر براحة كبيرة معه".
"كان يعرف الكثير وفاز بالعديد من الألقاب، كان يذكرني بهاينكس كثيرا، إنه شخص مباشر، لا يخبئ أي شيء وفاز بكل شيء، كان أفضل مدرب في العالم وقتها".
موسمه الأخير مع بايرن ميونيخ لم يكن الأفضل أبدا، تعرض في بدايته لإصابة عضلية، ثم في نهايته تعرض لإصابة قوية في الركبة وخضع لجراحة أبعدته من نهاية مارس حتى نهاية الموسم.
بعد تحقيق 6 ألقاب مع بايرن ميونيخ وكونه عنصرا حيويا في ذلك النجاح، رحل إلى إسبانيا ومحطة جديدة مع برشلونة.
فيدال نجح في تطوير عقليته وأسلوبه على مدار الأعوام، لم يترك طموحا إلا وحارب من أجله، كان يفضل دوما الذهاب للحرب واكتسب لقب "المقاتل" و"الملك أرتور" وغيرها التي تعبر عنه بكل ما تحمله من معنى.
"نعم أنا محارب، حتى والدتي تطلق علي هذا اللقب".
"الجميع يعلم أنني لن أتوقف عن القتال، وأنني سأمنح 100% لكي أستعيد الكرة".
"أبدو مثل لاعبين كثيرين، لكن ما يفصلني عنهم هو عقليتي، أعامل الجميع باحترام كبير، لكن لدي ثقة في قدراتي".
المصادر (latercera.com - ماركا - alairelibre.cl - موقع دايلي أدفانت - الموقع الرسمي لرابطة الدوري الألماني - كتاب أرتورو فيدال لروزاريو تريولو)
اقرأ أيضا
خبر في الجول – فرص أحداد أفضل من بوطيب لتعويض عمر السعيد ضد نهضة بركان
حوار في الجول – هاني رمزي: كيف نجامل؟ اخترنا من ينفذ تفكيرنا.. انظروا لفرنسا وهذا رهاننا
تشكيل الأهلي المتوقع – عاشور يعوض حمدي فتحي.. ولا تغييرات
مدرب المنتخب يكشف سبب ضم عبد الله السعيد ووليد سليمان.. وشيء يميز أبو الفتوح
طولان يتقدم باستقالته من تدريب الاتحاد..وطلعت يوسف الأقرب لقيادة مهمة النجاة