بين جرأة بيراميدز "النسبية" وصلابة الزمالك.. لعبة الشطرنج بين دياز وجروس
الثلاثاء، 23 أبريل 2019 - 16:19
كتب : فادي أشرف
يبدو وأنه سيكون من الصعب أن نشاهد مباراة ممتعة – تهديفيا – مثل التي شاهدناها في الدور الأول بين الزمالك وبيراميدز.
6 أهداف اقتسمها الفريقان في أمتع مباريات الدوري في بتروسبورت، مشهد قد لا يتكرر في استاد الدفاع الجوي.
لذلك أسبابه، حسام حسن إبان قيادته لبيراميدز اندفع للهجوم – غريزيا بشكل مبدئي نظرا لإيمانه بضرورة الهجوم ضد الزمالك، وبسبب ظروف المباراة التي تقدم فيها الزمالك أولا عن طريق فرجاني ساسي.
وفي الدور الأول، كانت الحسابات أقل خطورة، ولكن مباراة الدفاع الجوي ستكون أكثر حدة وانضباطا في ظل صعوبة تعويض النقطة المهدرة في آخر أميال الدوري.
يمكن تشبيه مباراة الزمالك وبيراميدز اليوم الثلاثاء بلعبة شطرنج بين رامون دياز وكريستيان جروس. أولهما سيبحث عن الهجوم المبكر – مثلما فعل ضد الأهلي – قبل تحقيق هدفه والعودة لتأمين المرمى، والثاني سيبحث عن اللدغة عن طريق إبداعات وسرعات الخط الأمامي.
طرق الـ "كش ملك" – نسخة جروس
جروس – الذي لم يفز على دياز مطلقا في 3 مواجهات بينهما في السعودية – سيندب حظه أكثر من أي وقت على غياب فرجاني ساسي.
ساسي كان "وزير الشطرنج" بالنسبة لجروس، يتحرك بحرية وبالتالي يحل له الأزمات في كل رقعة في الملعب، موفرا أفضلية عددية وفنية للزمالك ضد كل منافس.
ساسي كان المتنفس الذي يخرج من خلاله جناحا الزمالك وصانع ألعابه للمساحات خلف خط وسط المنافس أو ظهيريه، هذا أمر كان يحتاجه جروس ضد بيراميدز.
ضد الأهلي، لم يظهر ظهيرا بيراميدز رجب بكار وعمر جابر بالمستوى الكبير دفاعيا واستطاعت عناصر الأهلي اختراق تلك المنطقة أكثر من مرة، وكذلك قلبي دفاع الفريق – عمرو الميداني وأحمد أيمن منصور - فقدا السيطرة على وليد أزارو وجيرالدو وصالح جمعة في أكثر من مناسبة.
وجود ساسي كان سيمنح محمود عبد المنعم "كهربا" ويوسف إبراهيم "أوباما" وإبراهيم حسن، أو أحمد سيد "زيزو"، الفرصة لتلقي الكرات خلف نبيل عماد "دونجا" – أو محمد فتحي – وإريك تراوري.
في نفس الوقت، وجود ساسي في خط الوسط كان سيمنح إريك تراوري مجهودا إضافيا في المحاولة للحد من خطورته والتواجد أمامه في أوقات استحواذ الزمالك على الكرة.
لكن دون ساسي، قد يحصل تراوري على حرية كبيرة في مساندة عبد الله السعيد ومحمد فاروق وكينو وتشكيل الخطورة على مرمى محمود عبد الرحيم "جنش".
أول لعبة قد يلجأ لها جروس، هي محمد إبراهيم وليست محمود عبد العزيز "زيزو".
ربما لم يقدم إبراهيم الأداء الهجومي الملموس منذ إصابة ساسي، إلا أن وجوده معاونا لأوباما مع ترك المهام الدفاعية لطارق حامد ستعني اضطرار تراوري للتركيز على عدم استلام إبراهيم للكرة في مساحة يمكنه من خلالها تمرير بينية كتلك التي وضعها لأوباما في مباراة حسنية أغادير بالمغرب.
بذلك، سيكون جروس قد أبعد تراوري عن شباكه، ومنح فريقه متنفسا هجوميا قد يفلح في تزويد مهاجميه بالفرص خلف دفاع بيراميدز الذي لم يثبت الصلابة القوية. طرق أخرى لـ "الكش ملك" في جعبة جروس.
أولوية جروس ضد فريق سجل 15 هدفا في آخر 7 مباريات هي الحفاظ على نظافة الشباك، ولكنه كذلك يريد هز شباك أحمد الشناوي لقطع شوط كبير نحو درع الدوري، لذا يبدو حل محمد إبراهيم بجوار طارق حامد الأنسب للسويسري.
أما بالنسبة لعبد الله السعيد، فطارق حامد من الأقرب أن يكون ضابط الحراسة المسؤول عن منعه من تمريرة طولية قاتلة تضرب خطوط جروس.
الزمالك الذي استقبل 0.7 هدف في المباراة الواحدة رفقة جروس، سيكون التحدي الأصعب لهجوم بيراميدز الذي يسجل أكثر من هدفين في المباراة رفقة رامون دياز.
طرق الـ "كش ملك" – نسخة دياز
هناك عدة صعوبات تواجه أي فريق ضد الزمالك. أولهما صلابة منظومته الدفاعية، وثانيها صعوبة التعويض ضده إذا سجل أولا.
إذا، أمام دياز خيارين، إما الضغط من البداية للتسجيل مبكرا كما فعل ضد الأهلي أو انتظار الخطأ وخطف الهدف خلال المباراة مع تأمين الشناوي كأولوية.
"كش ملك" دياز تعتمد على محورين، الأول هو تحرير عبد الله السعيد وإريك تراوري ليخف الحمل عن محمد فاروق، وخاصة كينو.
المواجهة الفردية بين كينو وحمدي النقاز ستكون مؤثرة في نتيجة المباراة، لسان حال دياز قد يسأل: لماذا أضع كينو وحده ضد النقاز، بينما يمكنني دعمه بإريك تراوري لمنح البرازيلي حرية جزئية ضد الظهير التونسي؟
من أجل ذلك، على دياز الوصول لحل يحرر عبد الله السعيد وتراوري من التفكير في الدفاع ضد محمد إبراهيم وأوباما في وسط الملعب. حل قد يمنحه إليه جروس بنفسه إذا خير اللعب بعنصرين دفاعيين في وسط الملعب.
ولكن، ماذا لو قرر جروس الهجوم على بيراميدز لتحميل تراوري والسعيد أعباء إضافية؟
هل يكون حل دياز في أحد قلبي الدفاع، أحمد أيمن منصور وعمرو الميداني.
أحمد أيمن منصور في الأصل كان ظهيرا، يملك مهارات لعب كرة القدم من تمرير ومراوغة وقدرة على الزيادة، هل يكون مساندا دائما لدونجا أو محمد فتحي عند الاستحواذ لتحرير السعيد أو تراوري من فكرة الارتداد السريع في حال قطع الكرة، واستغلال نقطة ضعف الزمالك الواضحة خلف ظهيري الجنب الهجوميين بشكل كبير.
ربما هنا تكمن فرصة دياز، بعيدا عن إبداعات كينو والسعيد وفاروق الفردية، أو تحفز عمر خربين لاستغلال الأخطاء الدفاعية، وقدرته على تشكيل الخطورة الدائمة على شباك جنش.
ضربة ثابتة أو خطأ فني قد تحسم لعبة الشطرنج، ولكننا موعودون بمعركة تكتيكية ممتعة على رقعة استاد الدفاع الجوي.
اقرأ أيضا:
نقل مباراة الأهلي والمصري إلى استاد المكس
تشكيل الزمالك المتوقع – مفاضلة خلف عمر السعيد.. دور "جديد – قديم" لـ كهربا؟
اسكواش - رامي عاشور.. الفنان الذي أمتع منافسيه قبل محبيه
حكاية الكاستن مسعد نور.. "لاجئ" واجه فاروق جعفر وصنع أسطورته مع المصري