في زيمبابوي، طريق واحد شريطي يقطع البلاد بالطول يعرف بـ اسم البنتاجون، هو الوحيد المصنوع بدقة، أما البقية فهي غث تسمع ترجمتها بأرقام سنويا عن عدد الحوادث المهول الذي يضع زيمبابوي في مصاف الدول المعروفة بـ كارثية الطرق.
في الساعات الأولى من يوم 16 ديسمبر 2012، اقتربت سيارة BMW X5 SUV من دخول الطريق البالغ طوله 471 كيلومترا من ولاية بولاوايو وصولا إلى شلالات فيكتوريا، عندما فقد سائقها السيطرة على السيارة أثناء دوران منحنى كارثي هندسيا. أدى الدوران إلى انفجار الإطار وانحرفت السيارة عن الحارة المخصصة للدوران، وتحطمت بسرعتها القاسية بين الأشجار حيث ارتكنت إلى طريق مسدود مائلة على جانبها الأيمن.
من بين حطام مشوهة. أيقظت ضجة التصادم الناس من مستوطنة لوبينيو حيث موقع الفاجعة وجذبتهم إلى مكان الحادث، لقد وجدوا راكبة وهى توميكيلي تشيليلي، وهى امرأة تبلغ من العمر 24 عاما، وقد ماتت بالفعل. تم نقل الرجلين الموجودين في السيارة إلى مستشفى شلالات فيكتوريا في حالة حرجة تحت الظلام الدامس ووسط إصابات حرجة في الرأس، الدماء المضرجة على وجوه الاثنين لم تمكن المسعفين من التعرف على اثنين من أكثر مواطني زيمبابوي شهرة.
أخبرت وحدة السجلات المرورية بزيمبابوي أن لوحة الأرقام "NUDDY23 GP" ترجع لسيارة كانت من جنوب إفريقيا. لرجل بلغ من الثراء أشده بعد مسيرة لامعة مع كوفنتري، برمنجهام، هدرسفيلد في الدوري الإنجليزي، ربما دفعت كلمة "نودي" المخصصة على اللوحة إلى التعرف أكثر حول صاحب السيارة نجم زيمبابوي الأسطوري "بيتر ندولفو". نودي هو اللقب الذي اكتسبه بيتر ندلوفو عندما انتقل إلى إنجلترا في بداية عام 1990. تمسك به طوال حياته المهنية التي استمرت 13 عاما في الدوري الإنجليزي، أما في زيمبابوي، نادرا ما كان يطلق عليه هذا اللقب؛ بدلاً من ذلك، كان معروفًا لزملائه في الفريق باسم "Zonga".
توفي الرجل الآخر في السيارة، شقيق بيتر الأكبر "أدامسكي" ندلوفو، في وقت لاحق من يوم الأحد في المستشفى، عن عمر يناهز 42 عامًا. كان ندلوفو في طريقه إلى شلالات فيكتوريا للعب في مباراة ودية مع أساطير هايلاندرز الزيمبابوي - مباراة لتجمع لاعبون متقاعدون رموز النادي الزيمبابوي العريق، حيث المنطقة التي ينتمون إليها - ضد أحد عشر هاو من ولاية بولاوايو. حيث كان عددا من الجمهور ينتظر ندولفو بفارغ الصبر في نوع من الحنين إلى الماضي.
في نعي آدم ندولفو، سيكون هناك المزيد. مرت 20 عاما منذ أن كان الإخوة الرياضيون (بيتر وأدم) قائدي خط هجوم المنتخب هم الأكثر شهرة في زيمبابوي - أكثر حتى من نجوم منتخب الكريكيت، أو النجوم الناشئة في عالم لعب التنس - حيث صعد الأخوين ندولفو في وقت ما نظر إليه على أنه أفضل عصر في البلاد في أكثر رياضاتها شعبية "كرة القدم"، الكل في افريقيا يذكر "فريق الأحلام" بزيمبابوي حيث الشاب بيتر ندولفو جلاد الحراس في خط الهجوم ، وخط ظهر محلي قوي وبالخلف واحد من أكثر حراس مرمى كرة القدم جاذبية في العالم والحائز على دوري الأبطال مرتين مع ليفربول الإنجليزي "بروس جروبيلار"، تمتع فريق الأحلام بمكانة فلكلورية تقريبًا في روديسيا الجنوبية -كما كان يطلق عليها سابقا- تحت نظر ومكافآت الرئيس روبرت موجابي، على الرغم من أنها ستفشل في تحقيق الطموحات التي علت خلال أكثر من 15 شهرا طيلة عام 1992 و1993 من أجل الوصول إلى كأس العالم حتى بعد الإطاحة بمصر!
حين خرج فريق الأحلام أخيرا من عالم الهواة بـ كرة السلة إلى النور بالمشاركة مع المنتخب الأمريكي في أوليمبياد برشلونة عام 1992، في نفس العام أيضا، كان بيتر ندولفو يخطو بزيمبابوي أول خطوة في المشاركة بأول دوري محترفين في إنجلترا بمسماه الحديث "البريمرليج" مع فريق كوفنيتري سيتي، كأول محترف افريقي في تاريخ البريمرليج.
بيتر ندولفو، سريع، قوي بشكل مدهش، وخصوصا في التحكم بالكرة والركض بها تحت قدميه، مثل كـ خصم ذكي لكثير من مدافعي أندية الوسط والمقدمة الإنجليزية، تم اكتشافه من قبل مسؤولي كوفنتري سيتي عندما قاموا بجولة في زيمبابوي كجزء من الإعداد قبل الموسم عام 1990. وكان الطريق ممهد للتفاوض بين ندولفو ومسؤولي كوفنتري عن طريق وساطة الحارس الزيمبابوي بروس جروبيلار حارس مرمى ليفربول النادي الإنجليزي المهيمن في تلك الحقبة على اللعبة بإنجلترا، والذي انضم إليه جروبيلار نفسه بعد بدايته المشابهة لندولفو في نادي هايلاندرز نفسه الذي انضم إليه ندلفو، صحيح أن جروبيلار ليصل إلى ليفربول الحلم مر عبر أندية كثيرة بعد هايلاندرز نحو جنوب إفريقيا وكندا في أواخر السبعينيات، إلا أن علاقته بالفريق الوطني على عكس ندولفو كانت معقدة ومليئة بالمشاكل، ولكن حين تم حلها جزئيا عام 1992، وفرت عنصر التشويق والطموح في حماية عرين فريق الأحلام.
في صيف عام 1992، كان جروبيلار في مفترق طرق مع نادي ليفربول. بعد أحد عشر عاما من تمثيله للنادي رقم واحد في إنجلترا بلا منازع فترة الثمانينات - حيث ستة ألقاب في الدوري وكأسين أوروبيين - قبل بداية موسم 1992-1993، أخبر مسؤولو ليفربول جروبيلار بأن وضعه في الأنفيلد صار مهددا، كان ليفربول للتو قد استقطب ديفيد جيمس من نادي واتفورد. وفي مطلع الأسبوع الأول لموسم 1992-1993، كان من المقرر أن تنطلق أول مسابقة محترفين في تاريخ إنجلترا، وكان قد عرض على جروبيلار الجلوس بديلا للوافد الجديد. ولكن وجدها بروس جروبيلار فرصة حتى لأول مرة بعد عدة سنوات من الغياب عن التمثيل الدولي، أجاب المنشق جروبيلار سابقا على دعوة من فريقه الوطني بحماس "نعم" سأنضم للمنتخب، ورفض الجلوس على مقاعد البدلاء لديفيد جيمس مع نادي ليفربول في الأسبوع الأول للدوري.
غادر جروبيلار من ميرسيسايد مساء الخميس 15 أغسطس عام 1992، قبل ثلاثة أيام من المباراة الافتتاحية لتصفيات كأس الأمم الأفريقية 1994. مر عبر الجمارك في مطار هراري باستخدام جواز السفر البريطاني الذي حصل عليه في أوائل الثمانينيات من القرن الماضي، لم يلعب جروبيلار لبلده منذ عقد من الزمن، ويعزى ذلك جزئياً إلى قانون أصدرته حكومة روبرت موجابي والذي يمنع مواطنيها من الحصول على جواز سفر زيمبابوي وجواز سفر بريطاني في آن واحد. تحول موجابي لما كانت روديسيا عليه حتى أول انتخابات ديمقراطية في البلاد عام 1980 حيث حكم البلاد منذ 1987 وحتى 2017 وهو يمقت التعامل مع كل ما هو أبيض، وبالطبع بروس جروبيلار كان أولهم.
ولكن داخل الحزب الحاكم، كانوا على استعداد لأول مرة لإجراء تسهيلات مع فخر افريقيا وزيمبابوي. يحكي بيرنيل ماكوب لمراسل نيويورك تايمز في تقرير مصور حول جروبيلار، وهو مساعد مدرب المنتخب الوطني في زيمبابوي في أوائل التسعينيات من القرن الماضي:
"كان موجابي ذكيا جدا مع موقف بروس جروبيلار في ذلك الوقت، جروبيلار أراد الدخول، ورأي وقتها مدرب زيمبابوي الألماني راينهارد فابيش أنه يريد أفضل حارس مرمى في العالم بمنتخب البلاد كما رأى وقتها من وجهة نظره، بل ووقتها أعلن ذلك على الجرائد صراحة ليجمع تأييد عام لضم جروبيلار، كان فابيتش عاملا أساسيا في الضغط على موجابي في أنه قد جعل عودته ذات صدى خاص".
كانت زيمبابوي ستبدأ حملتها التأهيلية لكأس الأمم 1994 ضد جارتها جنوب إفريقيا، الذين تنافسوا لأول مرة في إفريقيا كفريق وطني مخول من الفيفا بعد عقود من العقوبات ضد الفصل العنصري بالقارة السمراء، لقد كان فريقا من جنوب إفريقيا حظي بتأييد من الرئيس المنتظر نيلسون مانديلا، وهو أحد عشر لاعبا من مواطني جنوب إفريقيا من السود والبيض والمخلطين، كان الفريق الجنوب إفريقي رمزا للأمة وقوس قزح الخاص بهم بعد سنوات من الانفصال عن كرة القدم الإفريقية. أما بالنسبة إلى زيمبابوي، فإن إدراج جروبيلار - وهو رجل قاتل ذات مرة كجندي روديسي في الحرب الأهلية ضد مقاتلي موجابي من أجل الحرية.
"حتى قبل يومين من المباراة، كانت الحكومة تقول إن جواز سفر زيمبابوي من بروس وأهليته تحت تصرف وزارة الداخلية وحدها".
جروبيلار من شأنه أن يعزز أيضا عدد البولاويين والقوقازيين من أصحاب النشرة البيضاء والذين قاتلوا ضد قوات روبرت موجابي في الحرب الأهلية بزيمبابوي عام 1980 في صفوف المنتخب الوطني.
يقول ماكوب "في بعض النواحي كانت كرة القدم في زيمبابوي مسيسة للغاية، التنافس على الصعيد المحلي بين سكان المرتفعات من بولاوايو في ماتابيليلاند وديناموز من هراري، الأمة كانت منقسمة لفريقين حاربوا ضدًا لضد بالحرب الأهلية".
كانت ماتابيليلاند (ذات السكان البيض) في أوائل سنوات ما بعد الديمقراطية بعصر موجابي عرضةً الاضطهاد الوحشي من جانب قطاعات من القوات المسلحة، تذكر ماكوب مساعد المدرب أيضا رجلا مثل جوشوا نكومو "زعيم حزب زابو الذي كانت دائرته الانتخابية الأساسية في ماتابيليلاند معقل السكان البيض"، حيث ألقى خطبة قبل أحدى مباريات لاعبي هايلاندرز هنأهم فيها بأن "تكوين المنتخب الوطني أخيرا سيأخذ من اللاعبين البيض" ، أضاف ماكوب أن "من حيث أعداد اللاعبين البيض في المنتخب الوطني كانت مشكلة للسياسيين وبعض وسائل الإعلام التي تنحاز لكل ما هو أسمر"، الألماني فابيش باعتباره أوروبيا غريبا مارس ترخيًا معينا يقوم على المصلحة العامة لمنتخب البلاد لتجاهل الاضطهاد ضد اللاعبين البيض ذلك، حيث صمم هو أيضا على تهنئة سكان ماتابيليلاند أنفسهم بالعدد الكبير غير المعتاد من رجالهم البيض في المنتخب الوطني تحت قيادته.
بمجرد حصول فريق الأحلام على الزخم أخيرا والتأييد الكامل من مشجعي البلاد، أصبح من الصعب التدخل لمثل هذه الأمور السياسية مجددا. وفي يوم شتوي مشمس في ملعب هراري الوطني، اكتسب فريق الأحلام الجرأة ضد البافانا بافانا. كان لدى جروبيلار إحساس بأن هذه المباراة قد تكون مباراة فاصلة له نحو بلاده. يتذكر جروبيلار في تصريح لجريدة صن البريطانية:
"عندما تلقيت المكالمة للعودة من أجل اللعب ضد جنوب إفريقيا، شعرت بسعادة غامرة".
أمام حشد أكثر من 40 ألف متفرج، انتصرت زيمبابوي لأول مرة في تاريخها على جنوب إفريقيا برباعية مقابل هدف بفضل هدفين في أول 20 دقيقة من ماسامبي تشيلا وكيميلو كاني، ثم عزز بيتر ندلوفو الذي كان لا يزال مراهقا لم يتعد التاسعة عشر من عمره وسجل الهدفين الآخرين.
فريق الأحلام انطلق. على مدار الأشهر التي تلت ذلك، بدأ فريق الأحلام في توجيه ترسانتهم لتهديد عمالقة كرة القدم الإفريقية وهم ينتقلون من خلال الجدول المزدحم من مباريات تصفيات كأس أمم إفريقيا تونس 1994 إلى مباريات تصفيات كأس العالم أمريكا 1994، فمع مرحلتين من مراحل المجموعات، والفريق الأول فقط هو من يتأهل من كل مرحلة. في أثناء ذلك، سيُطلب من زيمبابوي الحفاظ على ثباتها الانفعالي ببعض الرحلات الشاقة -خاصة إلى أنجولا- في مأساة نحو مشوار كأس العالم، حيث يناير 1993 كانت لازالت الحرب الأهلية الأنجولية دائرة.
يتذكر جروبيلار: "عندما وصلنا إلى لواندا، اضطررنا للمبيت في المطار لأن شخصا ما كان يطلق النار على الطائرات وعلى الراكبين عند نزولهم".
في بقية المشوار، حقق فريق الأحلام أقصى انطلاقة له في مشواره الكروي، حين تغلب على عملاق القارة "مصر" في هراري عام 1993 وسط أداء باهت من الفراعنة أمام أبناء هراري الذين صالوا وجالوا بالملعب، كان أبرز ما حدث واسترعى الاعجاب حقا السباق الشهير بين بيتر ندلوفو والظهير الأيسر المصري "فوزي جمال" في الهدف الأول في الفوز 2-1.
انتهت المجموعة إلى نتيجة مثيرة لازالت تثير الحنق في نفوس المصريين، حيث احتاجت زيمبابوي إلى نقطة وحيدة في القاهرة للانتقال إلى المرحلة التالية والقضاء على الفراعنة. بحلول نهاية ليلة شديدة الغضب، كان فابيش قد جرح رأسه كما أصيب جروبيلار جراء الاعتداءات الشهيرة في المدرجات باستاد القاهرة، فازت مصر 2-1 على زيمبابوي كما المتوقع، إلا أن أبناء هراري مسلحين بلقطات تلفزيونية من المخرج المصري ناشدوا الفيفا من أجل إعادة المباراة، وحصل فريق الأحلام على فرصة لتكرار المباراة التي ستقام في ليون بفرنسا مجددا، ويومها قضى جروبيلار إحدى أجمل الليالي في مسيرته الدولية بالتعادل السلبي الذي تم الاحتفال به على بعد 5000 ميل من هراري، وخصوصا بعد توقف الأنفاس مع كرة المصري مجدي طلبة الشهيرة.
في الوطن وفي دول العالم الثالث، تبقى كرة القدم دوما حلا لتسكين العديد من المشاكل الاقتصادية والسياسية. يقول ماكوب "كانت الروح المعنوية للمواطنين بالبلاد منخفضة في ذلك الوقت، وتمسك الناس بفكرة فريق الأحلام والطريق إلى مونديال الولايات المتحدة، وما شعرنا أنه قد يكون أول مرة لنا في كأس الأمم الإفريقية أيضا، عندما لعبنا في هذه التصفيات، بدأنا في جمع النقاط وكنا فريقا لم يهزم، أعادت تلك الأيام بعضًا من أيام فرحة الاستقلال، وشعور الجميع بوجود هدف واحد".
ستكون حملة التصفيات المؤهلة لكأس الأمم تونس 1994 في زيمبابوي، بحلول منتصف عام 1993، تحجبها قصة أكبر. عندما أتى الفريق الزامبي إلى هراري للمشاركة في المباراة النهائية للمجموعة، وكان فريق الأحلام بحاجة إلى تعادل فقط من أجل الحصول على مكان في النهائيات، كان لدى الفريق الزامبي تعاطف ودعم من العالم. حيث قبل ثلاثة أشهر، كان فريق زامبيا الذي كان يسافر إلى مباراة في السنغال قد قتل أغلب أفراد فريقه في حادث تحطم طائرة، بقي 11 دقيقة على حلم زيمبابوي عندما سدد قائد فريق زامبيا كالوشا بواليا برأسه رصاصة سكنت شباك جروبيلار وأنهت فريق الأحلام جزئيا.
بقي الطريق إلى الولايات المتحدة مفتوحا وبه بصيص من الأمل من أجل تخفيض فرص الكاميرون الهائلة، أبرز القوى الكروية إفريقيا بفضل سمعتهم بمونديال إيطاليا 90، هزمت الأسود التي لا تقهر في هراري 1-0. لكن زيمبابوي أسقطت النقاط من جعبتها تواليا بهزيمة في غينيا ليس لها داع، وجدت زيمبابوي نفسها مرة أخرى في وضع خجول وبعيد عن الهدف المنشود، حين اضطروا للذهاب إلى ياوندي من أجل التغلب على الأسود التي لا تقهر لتكون واحدة من ثلاث فرق إفريقية في كأس العالم 1994.
لفترة من الوقت، تعاظم الحلم، عندما سجل أدم ندولفو هدفا قبل خمس دقائق من نهاية الشوط الأول، استحوذ على استاد أحميدو أهيدجو فترة هائلة من الضجيج وصفها جروبيلار نفسه بأنها مثل "سرب من النحل الغاضب تدق في أذنيك"، لكن الكاميرون بدأت الشوط الثاني وأحرزت هدفين بأول خمس دقائق، بمجرد إضافة الثالث قبل نهاية المباراة بخمس دقائق، تم كسر فريق الأحلام نهائيا، حيث بدأ فابيش في رمي أوراق من الدولار الأمريكي، مما يعني أن الحكم -الذي منح ركلة جزاء التعادل مثيرة للجدل لصالح الكاميرون- قد تم شراؤه. كان فريق الأحلام على بعد 11 دقيقة من كأس الأمم الأولى في تاريخه. وعلى بعد الحفاظ على تقدم شوط واحد من الوصول إلى الولايات المتحدة.
بعد أكثر من عام بقليل من الخسارة في ياوندي، كان أشهر لاعب كرة قدم في زيمبابوي على الصفحة الأولى بجريدة صن في إنجلترا، سيقضي بروس جروبيلار السنوات الثلاث المقبلة في الدفاع عن نفسه ضد مزاعم التلاعب بنتائج المباريات خلال فترة وجوده في ليفربول، تمت تبرئته من تهم الفساد، لعب مع منتخب بلاده لمدة أربع سنوات أخرى، ثم قام بتدريب المنتخب القومي بنفسه بعد اعتزاله، ولكن بعد بعض الخلافات القوية مع مسؤولين من اتحاد زيمبابوي لكرة القدم، ضعفت علاقاته مع البلاد مجددا، وفتحت قضية جواز السفر المزدوج وعادت إلى الظهور أيضا.
انتظرت زيمبابوي كثيرا حتى تسنى لها أول ظهور بكأس الأمم في القرن الحادي والعشرين، وهو الوقت الذي بد فيه البلد في كثير من الأحيان قصة إخبارية سيئة مستمرة. الانتخابات العامة العنيفة، معدلات التضخم السريالية، البطالة المتزايدة والهجرة اليائسة إلى جنوب إفريقيا أو أوروبا"، الأزمة الاقتصادية تعني انسحاب زيمبابوي كمضيفة لكأس الأمم الأفريقية في عام 2000.
عندما تأهلت زيمبابوي بعد ربع قرن تقريبا من الاستقلال، لكأس الأمم في عام 2004 ، كان الأخوان ندلوفو المبدعان لا يزالان في المقدمة بالنسبة للمحاربين. لم يرافقهم بقية فريق الأحلام. ولم تكن زيمبابوي التي وصلت إلى بطولة 2006 في مصر -حيث فاز بيتر ندلفو في مباراته رقم 100 قبل خروجه من مرحلة المجموعات أمام غانا بنتيجة 2-1 - تستحق المقارنة مع فريق أحلام أوائل التسعينيات، ولكن ندولفو الذي لايزال يعيش ذنب وفاة أخيه، بالتأكيد سيشاهد فريق زيمبابوي مجددا في القاهرة، وهو يسترجع ذكريات تخطي مصر في كأس العالم 1994 وأول فوز في كأس الأمم على غانا.
اقرأ أيضا
الباطن يسقط القادسية متمسكا بالبقاء في الدوري السعودي.. وعواد يخسر أمام رفاق عبد الشافي
كرة سلة – الزمالك يحسم موقعة نصف النهائي ويتخطى الأهلي في دوري السوبر
المقاصة لـ في الجول: طلعت يوسف مُصمم على الاستقالة
المقاولون يهزم الإنتاج بعد إثارة كبيرة.. ورزاق يهدر فوز الاتحاد أمام المقاصة في وداع طلعت يوسف
مدرب وست بروميتش: حجازي اعتذر لي عما فعله
بالفيديو – تريزيجيه يُسجل بصناعة كريم حافظ.. قاسم باشا يتعادل مع بورصا سبور