كتب : مصطفى عصام | الخميس، 18 أبريل 2019 - 23:45
إلى المعنيين بـ النادي الأهلي.. ماذا تريدون؟
لا أجد قولا أكثر صراحة من أن النادي الأهلي يمتلك فريق كرة قدم لا يستطيع المنافسة على أي بطولة محلية أو قارية، ليس الأمر فقط بأنه لا يمتلك مقومات المنافسة من لاعبين وإدارة فنية، بل المنظومة كلها شاملة الجماهير غير قادرة بأن تدفع الفريق بأن يكمل المنافسات بثبات كبير.
عفوا، انقضى زمن "الأهلي بيكسب بأي حد"، وكذلك مقولة "الأهلي لما بيركب ما بينزلش".
دعونا نتناول المشكلة من البداية، ولكن أمامنا متغيرات عدة تئن وتصرخ، تارة من يرمي اللوم على مجلس الإدارة الذي ارتكب أخطاء أقل ما توصف بالفادحة، وهناك شق أخر يصب لعناته بحشوده على الجهاز الفني أو على أفراد بعينها، والشق العام من المعنيين بالانتقاد يصبون كامل اللعن على اللاعبين بأوصاف مثل "أنتم اليوم لم تكونوا كبار بل صغار"، ولكن لا يوجد قول رشيد يصرخ في كل الأطراف ليقول: "ماذا تريدون؟".
إلى مجلس إدارة الأهلي... ماذا تريدون؟
دعونا نعترف صراحة بأن فريق الأهلي منذ عام 2013 مع بداية حقبة المدير الفني محمد يوسف يمشي بثبات نحو ظاهرة "القصور الذاتي"، وهى ببساطة تعني بأن فريقا عظيما وقويا متماسك أطرافه بدءا بالعمود الفقري (حارس مرمى- قلبي دفاع- ارتكاز نصف ملعب- صانع ألعاب- مهاجم) على أعلى مستوى ثم تأتي باقي الكمالات لتخدم الخطة المتبعة من المدير الفني، منذ 2013 والأهلي يلعب بشبه فريق وبه الكثير من الاهتراء، ولكن فقط يكمل المسيرة لأنه من العيب أن تخرج من الموسم بدون بطولة.. فقط لإثبات المقدرة أمام المنافس الأخر أنك لازلت على القمة، ولكنك لم تعط لنفسك الفرصة موسما أو اثنين من أجل بناء فريق ينافس لعقد كامل على بطولة.
الأهلي في حقيقة الأمر، بكل أطراف المنظومة، لا يمتلكون المقدرة في الحديث بصراحة أكثر لجماهيرهم بأنهم لا يعدوا هذا الموسم ببطولة، وأنهم مهتمون فقط ببناء فريق من أجل استكمال المسيرة لسنوات مجيدة قادمة، وحتى محمود الخطيب رئيس النادي الأهلي، والذي امتلك الجرأة ليقول تلك التصريحات عام 2004 مع الإعلامي أحمد شوبير على قناة دريم، حين وعد بأن الموسم لبناء فريق فقط لا للمنافسة على أي بطولة، اليوم يخرج عاجزا عن مصارحة جماهيره بذلك ويكتفي فقط بأن يبحث عن الضحية التي ستتحمل الأخطاء وستذبح أمام الجماهير، ويكتفي المركز الإعلامي ببيانات عن غضب محمود الخطيب وتوعده بأقسى العقوبات أو تصريحات غاضبة من سيد عبد الحفيظ حول عناصر التحكيم، وتكمل الإدارة الطريق بإمتياز.. المسكنات والحلول المؤقتة وترقيع عناصر الفريق من أجل استكمال الموسم، أما بعد ذلك فالله غالب.
إلى جماهير الأهلي التي حضرت لقاء صن داونز.. ماذا تريدون؟
دعونا نعترف بصراحة، بأن 1 على 100 من جماهير الأهلي التي حضرت هذا اللقاء لا تمتلك إيمانا بأن عناصر تلك الفريق قادرة على اجتياز محنة صن داونز باقتدار، فقط هم ذهبوا لتأكيد الرسالة الدائمة التي لم تتوان الجماهير عن إثباتها بأننا وراء الأهلي "وعلى الحلوة والمرة معاه"، تحلوا بالأمل بعد هدف وليد أزارو دون شك، ولكن العقل يقول بأنه مستحيل أن يقوم أفراد فريق مثل الأهلي بالمهمة المستحيلة بإحراز أربع أهداف على الأقل في 20 دقيقة، لأن الجماهير تعلم في قرارة نفسها بأن الفريق يحتاج على الأقل 13 فرصة على المرمى من أجل الوصول لهدف وحيد في الشباك -في مباراة بأجواء عادية- فما بالك بأجواء مباراة مشحونة وتحت تصرف لاعبين فرضت عليهم الكرة المصرية حديثا بأن تكون أقصى حالاتك الكروية تقديراتك لا تتعد الـ (7 من 10)، أما في حالة أن الفريق خارج يومه، فانتظر فضيحة.
جماهير الأهلي هتفت للاعبين بعد المباراة من أجل استكمال بطولة الدوري، ولكن هل يملكون الإيمان الكامل بأفراد تلك الكتيبة بأنها ستستكمل المشوار؟
أثق في أن الجماهير ليس لديها الإيمان الكامل بأي فرد من الفريق، وبالتالي انتظار السقوط متوقع لإن الأفراد لم يعاقبوا فوريا على تخاذلهم، وأصبحت الجماهير تكتم حالة من الغضب والشحن ليس لها مخرج صحي وأمن من أجل إفاقة الفريق، والجو العام بالطبع سيذهب لمشاركة مقاطع فيديو عن الجيل القديم المجيد، كلها مسكنات لا أكثر ولا أقل، الاعتماد الكامل حاليا من كامل الأفراد بالمنظومة بما فيهم الجماهير على استيقاظ مارد التاريخ والخروج من قمقمه، والخروج بتصريحات لا تناسب الوضع العام، مثلما خرج سعد سمير قبل مباراة صن داونز ببريتوريا بتصريح "أننا تعودنا على القتال منذ 1907"، وفي النهاية أتى الواقع مغيرا بخمسة أهداف جنوب إفريقية.
الاعتماد على التاريخ لا يجدي ولا ينفع، في كأس العالم 1998، دخلت ألمانيا المنافسات بجيل يعتمد على أسمها وتاريخها أغلبه من أفراد كأس العالم 1986 و1990، مرت حتى دور الثمانية بعناء شديد، لم يتعلموا من درس بلغاريا عام 1994، وظلوا يرددوا تصريحات بأنهم سيمروا من بوابة كرواتيا البلد الوليدة التي لم يمر على إنشائها أكثر من ست سنوات، وكانت الصحف تتهكم بأن عدد المسجلين بمنافسات كرة القدم بألمانيا يبلغ 3 مليون فرد وهو ما يفوق عدد سكان كرواتيا أجمع، فكانت النهاية بثلاثية مذلة فاجعة، توقف الألمان عندها كثيرا ليبدأوا مشروع بناء منتخب جديد لا يرتكن على التاريخ دوما لإخفاء نقاط ضعفه.
الأهلي يمر بمحنة، تحتاج للمصارحة، وتحتاج إلى مذبحة، لبناء جيل جديد قادر على المنافسة.
مقالات أخرى للكاتب
-
إلى المعنيين بـ النادي الأهلي.. ماذا تريدون؟ الخميس، 18 أبريل 2019 - 23:45
-
سؤال بعنوان: هل تجاوزت الكرة المصرية تبعات فترة القصور الذاتي؟ الجمعة، 25 يناير 2019 - 11:30
-
لماذا لا تنجح الأرجنتين في كأس العالم؟ الجشع والفساد الأحد، 08 يوليه 2018 - 15:49
-
كيف يمكن للسياسة أن تحارب هوية كرة القدم الأحد، 06 مايو 2018 - 17:57