كتب : محمد يسري
رحلة في أعماق إيمري.. كيف يؤدي أرسنال حين يلعب أوباميانج ولاكاريت معا؟
لفترة من الزمن وبعد رحيل تييري هنري عن أرسنال افتقد الفريق اللندني الاسم اللامع في خط الهجوم القادر على تسجيل الأهداف وقيادة الفريق نحو البطولات.
أسماء عديدة تناوبت على هذا المركز دون ترك بصمة حقيقة، حتى انتهت فترة الجفاف وأصبح مدرب المدفعجية في حيرة من أمره لاختيار مهاجم الفريق الأساسي لوفرة الهدافين في الفريق.
مع أوناي إيمري، الرجل الذي خلف أرسين فينجر في تدريب أرسنال بات لدى الفريق حلول أكبر. فتحول السؤال من "هل لدينا المهاجم المناسب لمباراة اليوم؟" لـ "بمن سيبدأ إيمري اليوم؟ واحد منهما أو كلامها؟".
والسبب في تحول صيغة السؤال هما: ألكسندر لاكازيت وبيير إيمريك أوباميانج.
شبكة "سكاي سبورتس" الإنجليزية نشرت تقريرا عن هجوم أرسنال هذا الموسم مع إيمري في وجود لاكازيت وأوباميانج يستعرضه لكم FilGoal.com.
قبل مباراة واتفورد في الدوري الإنجليزي لعب أرسنال 32 مباراة، وفي كل مرة كان يتم توجيه هذا السؤال "هل سيدفع إيمري بلاكا وأوبا معا؟ أم يفضل اللعب بمهاجم واحد فقط؟".
ماذا تقول الإحصائيات؟
بعد 32 مباراة في الدوري الإنجليزي نجد أن إيمري فضل الدفع بلاكازيت وأوباميانج معا في 16 مباراة. ودفع بـ أوباميانج وحده 9 مباريات مقابل 7 للاكازيت.
أداء أرسنال حين يبدأ الثنائي معا يكون أفضل. 10 انتصارات و4 تعادلات وهزيمتين فقط، ضد وست هام ومانشستر سيتي خارج ملعب الإمارات في مطلع عام 2019.
الفريق حقق الانتصارات بنسبة 62.5%، أما حين بدأ إيمري بمهاجم واحد فقط فانتصر في 56% من مبارياته. فمن من لاكازيت وأوباميانج حقق انتصارات أكثر حين بدأ بمفرده؟
أوباميانج فاز 3 مباريات، تعادل واحدة وخسر 4، ضد مانشستر سيتي في ملعب الإمارات وتشيلسي وساوثامبتون وليفربول خارجه.
لاكازيت فاز 4 وتعادل واحدة وخسر واحدة، كانت ضد إيفرتون في الجولة الماضية.
إلا أن بداية الثنائي معا للمباريات تجعل واحد من هنريك مخيتاريان، مسعود أوزيل، أليكس أيوبي وأرون رامسي يفقد مركزه الأساسي.
مخيتاريان بدأ 14 مباراة بشكل أساسي منها مباراة واحدة فقط حين دفع إيمري بالثنائي معا.
أيوبي بدأ مباراتين معهم من أصل 15 لعبها أساسيا، رامسي بدأ معهم 6 مباريات من أصل 13.
أما أوزيل فيبدو وأنه الضلع الثالث في المثلث. 11 مباراة مع أوباميانج ولاكازيت من أصل 18 لعبها أساسيا.
هل يممكنا أن نتوقع من يبدأ المباريات؟
بشكل مختصر لا، لا يمكننا أن نتوقع كيف سيبدأ إيمري المباريات، لا يوجد نمط واضح لأن الثنائي بدأ سويا 10 مباريات على ملعب الإمارات و6 خارجه، وحتى حين نظرنا لترتيب الفرق في جدول الدوري وهل يؤثر أم لا على قرارات المدرب الإسباني لم نجد دليلا واضحا.
ويبدو وأن إيمري يلعب كل مباراة بشكل منفرد وبسيناريو مختلف، فالدفع بالثنائي معا لا يُعني إنه يلعب برأسي حربة لأنه في أخر 7 مباريات دفع بهما سويا لكن أوباميانج تمركز في الناحية اليسرى وليس قلب الهجوم.
إيمري وضح سياسته في الاختيار، وقال: "أحيانا تحتاج للعب برأسي حربة، وأحيانا تلعب بمهاجم وآخر على الجناح وأحيانا تلعب بمهاجم وتبقي الأخر على دكة البدلاء".
وأضاف "أنا سعيد بلاكازيت وأوباميانج، يسجلون الأهداف ويؤدون أدوارهم".
وشرح إيمري كيف يحفز لاعبيه "أقول لهم في التدريبات (عندما أمتلك كرة واحدة، أتصور أنكم ستسجلون في كل مرة. سجلوا وسجلوا وسجلوا) هذه هي عقليتي، أنا أحفزهم بهذه الطريقة، وهي الطريقة الأفضل لتطويرهم وتطوير الفريق".
لذلك عدم القدرة على تخمين من سيبدأ به إيمري اللقاء يكون له فائدة لسببين.
الأول: يجعل أوباميانج ولاكازيت يقدمان أفضل ما لديهم في المران للحصول على مركز أساسي.
الثاني: الخصم لا يستطيع تخمين كيف يبدأ إيمري المباراة.
مفتاح الانسجام.. يمكننا اللعب سويا
حين جاء أوباميانج إلى أرسنال في يناير 2018 بدأ الجميع يسأل "من سيحصل على المركز الأساسي؟" وهل يرحل لاكازيت بنهاية الموسم؟ كيف تسير الأمور؟ ومع بداية الموسم تجدد السؤال: هل ينجح إيمري في الحفاظ عليهما؟ وكيف يستغلهما؟
وهنا رد لاكازيت على كل الشكوك، وقال قبل بداية الموسم: "لم أقل أبدأ أن قدوم أوباميانج أمر سيء بالنسبة لي. كنت سعيدا وأعلم أنه يمكننا اللعب سويا. لا أراه منافس بقدر ما أراه زميل لي. لذا منذ البداية كنت سعيدا بتوقيعه".
وعن العلاقة بينمها خارج الملعب "بالطبع. من الجيد أن لدينا علاقة جيدة خارج الملعب، إذا كان الناس رائعون خارج الملعب؛ ستكون الأمور أسهل داخل الملعب".
إحصائيات أوباميانج ولاكازيت حتى الآن
تلك العلاقة الرائعة تظهر في الاحتفالات الرائعة بينهما والتي أصبحت بمثابة "الماركة المسجلة" حين يتصافح الثنائي سويا عقب تسجيل الأهداف.
وحتى الآن –منتصف أبريل- يَظهر إيمري ناجحا رائعا في إدارة العلاقة بين أوباميانج ولاكازيت، وذلك يبدو بوضوح من ابتسامة الثنائي سويا.
إيمري حفز الثنائي وحافظ عليهما، استغل كل منها في التوقيت الذي يعود بالنفع على الفريق لم يفضل أحدا على الأخر لذلك عادت تلك الأمور إيجابيا على الفريق ويشعر الجميع بالسعادة. الآن عليه أن يستمر في هذا المنوال حتى ينجح في تحقيق أفضل ما يمكن تحقيقه لأرسنال في الموسم.