كتب : أحمد العريان | الأحد، 31 مارس 2019 - 23:27
7 أسئلة تدفعك للغضب من اتحاد الكرة.. احترموا عقولنا رجاء
الصورة ليست غربانا نافقة، لكنها "نقرات" تغرق ملعب مباراة أكبر ناديين في الكرة المصرية
22 لاعبا يركضون داخل بركة لا تصلح للاستخدام الآدمي، فتحول هدف اللاعبين من إمتاع الجماهير، إلى محاولات للخروج من هذه الورطة سالمين دون إصابات.
مسؤولو اتحاد الكرة ألقوا بأفضل 22 لاعبا في الدوري المصري داخل حلبة مصارعة ليضربون بعضهم لمدة 90 دقيقة، تماما مثلما يدخل مجموعة من الناس، ديكين إلى قفص مغلق ويشاهدوهم يتقاتلان حتى الموت وسط صيحات وضحكات غير مبررة.
هكذا فعل مسؤولو اتحاد الكرة. ألقوا بالفريقين في ملعب متهالك، وجلسوا لمشاهدة المباراة، ولم يكتفوا بذلك، فتسابقوا على إطلاق النكات.
أحدهم يقول أثناء تحليله "نعم أن المباراة أقيمت في ظروف ليست مثالية، لكن هؤلاء اللاعبين محترفين ويفترض أن يجيدوا اللعب في أي ظروف". صاحب التصريح يتحدث عن احترافية اللاعبين، وتناسى أنهم كاتحاد كرة محترفين أيضا ومطالبين كذلك بأداء دورهم في تسهيل مهمة اللاعبين وإخراج منتجهم "الدوري المصري" في أفضل صورة.
عضو آخر يتحدث ساخرا عن الحضور الجماهيري الضعيف "لو الـ25 واحد ماراحوش عشان الجو وحش، عادي في 25 غيرهم نجيبهم".
سؤال أول.. أليسوا أصحاب القرار؟
سخرية أعضاء اتحاد الكرة تدفعك للتساؤل، ممن يسخر عضو اتحاد الكرة؟ أليسوا أصحاب القرار؟
إقامة المباراة بهذا الشكل كانت مخاطرة بصحة أفضل لاعبي الدوري ومنتخب مصر قبل كأس الأمم الإفريقية.
كانت مخاطرة بسمعة مصر أمام العالم قبل استضافة أكبر حدث كروي إفريقي، ولأول مرة منذ سنوات طويلة.
سؤال ثاني.. ألا يشوه خروج اللقاء بتلك الصورة سمعة مصر؟
هل تذكرون الاتهام الشهير والجاهز دائما "أنت تساهم في تشويه سمعة مصر أمام العالم؟" ألا ينطبق هذا الاتهام على المسؤول عن إقامة أهم مباراة مصرية على ملعب بهذه الحالة؟
خلال ودية مصر وبلجيكا في بروكسل قبل كأس العالم، وضعت وزارة السياحة المصرية إعلانات على لوحات الإعلانات حول الملعب مكتوبا عليها "زورا مصر" أو “Visit Egypt” في خطوة جيدة يشكرون عليها.
لكن أيهما أبدى، أن تؤجر إعلانات لحث العالم على زيارة مصر؟ أم أن تخرج أقوى مباريات بلدك بصورة رائعة أمام العالم كله؟ لا تظنوا الأمر هينا أبدا، كل عاشق لكرة القدم يعرف تأثيرها على السياحة. إن كنت محبا لكرة القدم مثلا، أتعلم أن "بيونيس أيرس" عاصمة الأرجنتين بين أقبح عواصم العالم؟ مع ذلك ربما تكون مثلي تماما تتمنى زيارة العاصمة الأرجنتينية يوما لحضور مباراة بوكا جونيورز وريفر بليت! هكذا هي كرة القدم ودورها، لكننا في المقابل نقيم دربي القاهرة في الإسكندرية بدون جمهور وفي أسوأ ظروف وأسوأ أرضية ممكنة.
جمهور الكرة مثلا قد لا يعلم أن "مونتيفيديو" هي عاصمة أوروجواي، لكنه يعرف أن كلاسيكو أوروجواي يكون بين ناسيونال وبينيارول، وإذا شهدت مباراتهما أمرا هاما ينتشر حول العالم. من هنا تكمن أهمية مباريات كتلك.
صراحة أن تكون المباراة بعد يوم واحد من دربي الرياض بين الهلال والنصر كان بمثابة تحطيم لمعنويات جمهور الكرة في مصر بعد فارق المستوى الذي ظهر بين المباراتين.
_ _ _
سؤال ثالث.. لماذا برج العرب تحديدا؟
أعلم تماما أن الإجابة هي "رغبة الأمن"، ولكنني أتمنى الوصول لإجابة منطقية بالفعل. لماذا برج العرب؟ لماذا ليس ملعب الجيش بالسويس مثلا؟ لماذا ليس المكس؟ تلك الملاعب في مناطق نائية وسيسهل تأمينها وليست ضمن ملاعب أمم إفريقيا، خاصة أننا نتحدث عن مباراة بدون جمهور.
سؤال رابع.. أين إصلاحات برج العرب؟
لا ألوم تماما إدارة برج العرب على الحالة التي وصل لها الاستاد حاليا. لا يوجد ملعب في العالم يحتضن هذا الكم من المباريات أبدا. والكلام هنا ليس مرسلا لكنها حقيقة بأن برج العرب في موسم 2018/2019 استضاف 47 مباراة ونحن لا زلنا في منتصف الموسم، مقابل 47 مباراة يستضيفهم ملعب مثل "سان سيرو" في الموسم بأكمله، وهو الملعب الذي يستضيف مباريات فريقي ميلان وإنتر ميلان. (طالع التقرير كاملا)
أقدر كل ذلك تماما، لكن اتحاد الكرة أعلن إغلاق استاد برج العرب قبل المباراة بحوالي 10 أيام، وأوصل رسالة للناس بأن هذه الصيانة ستجعل الملعب يظهر بصورة جيدة خلال لقاء القمة.
منذ اليوم الأول كنت أتساءل، أهذا الكلام معقول أساسا؟ أيعقل أن تتحول حالة الملعب في 10 أيام من حالة يرثى لها، إلى حالة جيدة على الأقل؟
الإجابة كانت خلال المباراة بطبيعة الحال، والتي أثبتت أن هذا الكلام كان مجرد مسلسل هزلي.
أعرف أن البعض سيرد هنا ويقول "وما ذنب اتحاد الكرة في هطول الأمطار ليلة المباراة بهذا الكم الكبير وإفساد اللقاء؟".
والإجابة ستكون أنني بشكل شخصي كمواطن يعيش في القاهرة وليس الإسكندرية، كنت على علم بهبوط الأمطار قبل المباراة بثلاثة أيام. هيئة الأرصاد أعلنت ذلك، ونحن هنا كتبنا الخبر، إذا هي ليست مفاجأة بالتأكيد.
يوم دربي الزمالك والأهلي.. هيئة الأرصاد: أمطار وعاصفة ترابية يوم السبت💨🌨https://t.co/f8tMlJtf93
— FilGoal (@FilGoal) March 28, 2019
ثانيا وإن كانت الأمطار قد تعطل سير الكرة في الملعب، فهي بالتأكيد لا تصنع الحفر في الملعب!
لن أقارن بين استادات مصر ودول أوروبا لأنه أمر صعب، لكنني سأقارن بين حالة برج العرب في تلك القمة، وحالة استاد بورسعيد مثلا في مباراة بين المصري والأهلي عام 2010. يومها هطلت الأمطار بقوة كبيرة، واستمرت المباراة حتى نهايتها وانتهت سلبيا.
الأمطار عطلت اللعب، لكن الملعب احتفظ بحالته الجيدة لأنه كان خاليا من الحفر، وليس كحالة برج العرب حاليا.
"ترقيع" الملعب ليس إصلاحا له. الأمر أشبه بضيف مفاجئ إلى منزلك، يضطرك إلى إلقاء الأحذية والملابس المتناثرة تحت كنبة. وقتها ربما يظهر المنزل بصورة جيدة مؤقتا، لكن الرائحة الكريهة لن تتغير، وما حدث هنا أن الأمطار هطلت فأزالت الـMake Up.
في 2014 كانت المغرب تستضيف بطولة كأس العالم للأندية. وفي مباراة كروز أزول المكسيكي مع وسترن سيدني واندرارز الأسترالي في ربع النهائي، هطلت الأمطار بقوة فأصبح ملعب "الأمير مولاي عبد الله" في حالة مزرية.
إجراء المغرب حيال هذا الأمر الذي أحرج الدولة أمام العالم، كان أمرا من العاهل المغربي محمد السادس بتحويل محمد أوزين وزير الشباب والرياضة إلى التحقيق، ثم إعفائه من منصبه
سؤال خامس.. لماذا 30 مارس؟
لماذا 30 مارس تحديدا يكون موعدا لأهم مباراة بين الفريقين المتنافسين على اللقب والممثلان لجزء كبير من قوام المنتخب، وأن تعلم تماما أن هذا التاريخ يأتي مباشرة بعد فترة توقف دولي سيخوض فيها المنتخب مباراتين خارج الأرض؟
هل الهدف هو إراحة اللاعبين أم إرهاقهم؟ ألا يعرف اتحاد الكرة منذ عدة أشهر موعد مباراتي النيجر ونيجيريا؟
أعرف هنا أن البعض سيقول إن جدول الدوري مزدحم ونريد إنهاء المسابقة، وسيكون الرد هنا أن اتحاد الكرة سن قاعدة من البداية بأن المؤجلات يمكن ألا تقام بنفس ترتيبها، وبالتالي يمكنهم تبديل موعد المباراة بأخرى، ماذا لو لعب الأهلي أمام الاتحاد السكندري، والزمالك مع سموحة يوم 30 مارس، على أن يلعب الأهلي والزمالك في الرابع من أبريل مثلا؟ ألن يساعد الأمر في ظهور أفضل للمباراة الأقوى في دوريك؟
سؤال سادس.. إلى متى بدون جمهور؟
في العالم كله يكون الحرص أكبر على أن تكون مباراة القمة هي الأكثر حضورا، فلماذا يكون قرار عودة الجمهور جزئيا لا ينطبق على أهم مباراة في دوريك؟
ألن يستطيع 400 فرد أمن كانوا حاضرين لتأمين اللقاء، أن يؤمنوا 5 آلاف مشجعا مثلا في مدرجات واسعة مثل مدرجات برج العرب وفي منطقة نائية؟ أعتقد أن 500 فرد أمن قادرين على تأمين اللقاء حتى لو كان في وكر للمجرمين وليس في ملعب رياضي.
بي بي سي نشرت خبرا تتعجب فيه من عدد 30 مشجعا فقط للمباراة، والصحفي الذي كتب الخبر علق عليه عبر حسابه قائلا "ما الذي يمكن أن يتغير من الآن وحتى شهر يونيو لتسطيع مصر استضافة أمم إفريقيا؟".
Quite extraordinary.
The country that will host #AFCON in three months is allowing just THIRTY fans to attend Al Ahly-Zamalek derby because of 'security restrictions'
What on earth is going to change in #Egypt between now and 21 June? https://t.co/0uPqY88SrR
— Piers Edwards (@piers_e) March 29, 2019
الحقيقة أن الصحفي لم يتدقق في بحثه لأن المباراة بدون جمهور وليست بحضور 30 مشجعا. الحضور كان مسموحا لممثلي الناديين فقط والبالغين 30 فردا، وليست للجماهير العادية.
لكن في النهاية نحن من نسمح في نشر هذا الحديث الساخر عن دورينا بقراراتنا الغريبة من الأساس.
_ _ _
سؤال سابع.. بعيدا عن كل هذه الأمور، أيعقل أن نقف دقيقة حداد ولا نعرف من هو الذي نقف احتراما وعرفانا له؟
في العالم كله وقتما يقف اللاعبون دقيقة حداد، تعلن الإذاعة الداخلية للملعب أن دقيقة الحداد بخصوص كذا..، ولكننا حقيقة وقفنا دقيقة الحداد ولا نعلم الضحية، وربما اللاعبون كذلك.
بعد المباراة عرفنا أن دقيقة الحداد كانت على ضابط مصري استشهد أثناء مطاردة مجرم في منطقة أبو حماد. لكن دقيقة الحداد ليست تقديرا لبطولة الضحية –لأن مصر بالفعل تفقد جنودا يوميا في مطارداتهم للمجرمين- لكن دقيقة الحداد كانت لأن الضحية –رحمة الله عليه- أحد أقارب ثروت سويلم المدير التنفيذي لاتحاد الكرة.
"احترم عقولنا" كلمة رددها فارس عوض في تعليقه على هدف سالم الدوسري الأسطوري للهلال في النصر.
وبعد 24 ساعة خلال مباراة الزمالك والأهلي، تنطبق الجملة أيضا، لكنها موجهة لمسؤولي الكرة المصرية "أرجوكم احترموا عقولنا".
مقالات أخرى للكاتب
-
قضية عم أمشير الإثنين، 02 أكتوبر 2023 - 22:44
-
50 "ليه وجودية" عن حال الكرة المصرية الإثنين، 05 يونيو 2023 - 16:45
-
في حكم سياسة "قُرأت فاتحته".. من يدير الكرة المصرية؟ السبت، 11 يونيو 2022 - 16:37
-
بين الـ سناكس والـ ليزر.. أبعدوا الجماهير رجاء وتحدثوا عن "الجهل" سبب الفشل الحقيقي الخميس، 31 مارس 2022 - 02:30