كتب : إسلام مجدي
"امنحه فرصة"، "إنه بحاجة لبعض الوقت". العديد من الأعذار التي نسمعها أو نراها حسب تواجدك سواء وسط أصدقاءك أو عبر مواقع التواصل الاجتماعي للدفاع عن لاعب استمر في طور "الشاب الموهوب" حتى وصل ٢٨ عاما.
الاستغراب الكبير مصحوب بصدمة ناهيك عن اختلاق الكثير من الأعذار التي بنيت على أساس قصر كبير من الحب لموهبة اللاعب حينما كان في ١٨ أو الـ١٩ من عمره.
تغيرت الكثير من الأمور تعاقب المدربون، اللاعب اعتلى عرش كرة القدم في لقطة أو اثنين، سقط سهوا ثم تعرض لصدمات حياتية أو إصابة وبالغ في السقوط وربما ترك نفسه يسقط حتى لم يعد له هناك أي مجال للعودة ولم يتبق من موهبته سوى الذكريات.
لماذا يسقط الكثيرون من أعلى القمة إلى لا شيء تقريبا؟
مجرد سماع اسم ثيو والكوت ورؤيته يجعلك تنظر بشجن إلى حقبة ربما كانت قريبة للغاية ونتحدث هنا عن ٢٠٠٥-٢٠٠٦ وما تلاها، تتحدث عنها وكأنها منذ ٢٠ عاما وتنظر لعمره لتتفاجأ.
في عمر الـ١٧ ارتبط اسمه بتييري هنري كخليفته والعديد من التوقعات، محاولات متكررة من توتنام وتشيلسي وليفربول لضمه قبل أن ينضم إلى أرسنال.
إذ التوقعات كانت في كل موسم يقال إن والكوت سيصبح أهم لاعب في إنجلترا والعالم ثم لا يحدث ذلك لنرى "هل سيكون الموسم القادم موسم والكوت؟".
سير أليكس فيرجسون أفضل من طور المواهب لتتحول إلى نجوم كبار تحدث في هذا الصدد في إحدى محاضراته قائلا :"على المدرب دائما أن يساعد لاعبيه على تحمل المسؤولية. لأنه ما الذي يفصل الفتى الصغير عن أن يصبح رجلا؟ المسؤولية تجاه أفعاله وإجباره على الارتقاء لقدوته أو أن تخلق له قدوة جديدة".
"يجب أن تحمي الفريق دائما هم مستقبل الفريق وقت الأزمات عليك أن ترعاهم، لا يتفاعل جميعهم مع الأزمات بالمثل، هناك من يتأثر بشدة وهناك من لا يتأثر على الإطلاق عليك أن تتعامل مع الإثنين يجب أن يكون هناك ردة فعل صحيحة دائما".
المشكلة تكمن دوما في ردة الفعل خصوصا مع الإصابات طويلة الأمد، الأمر الذي لمسناه على سبيل المثال لا الحصر أو التدقيق في محمد إبراهيم صانع ألعاب الزمالك الذي لم يعد كما كان بسبب الإصابة ولازال يكافح للعودة إلى سابق عهده.
التعرض للخسائر الكبيرة أو الإصابة أو فشل صفقة بعد انتقاله لفريق ما يجعله يدخل في دائرة كبيرة من الإجهاد النفسي والعقلي ووقتها اللاعب قد لا يجيد التفاعل مع المشكلة.
"تعامل أصحاب الرأي والرؤية مهم للغاية، لا يصح أبدا اختلاق الأعذار لهم، أو أن تحاول أن تساندهم فتضرهم أكثر".
هنا رصد سير أليكس أمرا كثيرا ما نراه هنا، قد نر اللاعبون معظم الوقت يقولون إنهم لا يكترثون لمواقع التواصل الاجتماعي لكنهم يفعلون لماذا؟ لأن الجماهير غائبة عن المدرجات وبالتالي أصبحت تلك المنصات هي مدرجاتهم حتى وإن لم يكن ذلك أمرا صحيا إلا أنه أصبح أمرا واقعا، وطريقة التفاعل مع ما يكتب ليس بالمثل حينما يُسمع في المدرجات.
"التوازن دائما هو طريق النجاح، عليك أن توازن بين الثناء والانتقاد، بين التشجيع وإغفالك لما يجب أن يتطور فيه اللاعب".
عملية التطور أمر مهم في عالم كرة القدم. كم من فريق بنى أسطورته في الماضي ولكنه استمر هناك دون أن يأتي إلى الحاضر نعم ماذا يحاول لكن تلك المحاولات هي ضريبة ضخمة يدفعها كل موسم بسبب عدم مواكبته التطور، الأمر ذاته للاعب كرة القدم قد يمتلك ميزة لا يمتلكها لاعب غيره داخل الدوري لكن المشكلة الكبرى هي لماذا يكف عن تطويرها وصقلها؟
الأمر واضح، انبهاره التام بأضواء الشهرة وعدم امتلاكه ما يكفي من رصيد من الانتقادات والدعم والثقافة بل وأحيانا يشعر أنه يرغب في المزيد من التقدير فقط لأنه تألق مثلا في ١٠ مباريات ويستمر طيلة مسيرته ظنا أنه الأفضل فيظل في خانة "الصاعد الواعد" الأمر الذي يجعله في سن الـ٣٠ عاما لكن عقليته تبلغ من العمر ١٩ عاما.
تطوير العقلية بجانب الموهبة بجانب القدرات البدنية تلك معادلة قويمة، بجانب العمل الفني والتدريبي اليومي الذي يخضع له لاعب كرة القدم.
"هناك نقطة أخرى، ذلك الناشئ يأتي من بيئة مختلفة سواء له أو للاعبي كرة القدم، كان يلعب للمعتة والآن هي وظيفته، كم ناد يحرص الآن على إيجاد هواية للاعبيه؟ كم مرة يدفعهم للقيام بأمور ترفيهية؟ قد تبدو أشياء تافهة لكنها مهمة، هو شاب صغير وعليه أن يدرك ذلك مهما طالته الأضواء، لأنه إن حدث والتفت إليها فسيتوقف فورا عن التطور".
هل هناك حل؟
بناء الموهبة الناجحة يتوقف على الطريقة التي تعامل بها اللاعب منذ كان في الـ١٠ من عمره، كيف ستقنعه أنه مهما حصل على ثناء أو حقق نجاحا أن عليه أن يحقق المزيد والمزيد لأنه لم يصل إلى شيء بعد وأن أداء جيدا في ١٠ مباريات دون تحقيق أي نجاح لا يعني له شيئا سوى أن عليه المزيد من العمل.
يقول دامين كومولي كشاف نادي أرسنال لشبكة "بي بي سي" :"بالنسبة للاعبين الذين لا يحققون ما يتوقع منهم فالأمر ليس النهاية يمكنهم الاستمرار بالطبع وسيقدمون لمحات جميلة ستدفع الجماهير أحيانا للسؤال هل هناك سبيل للعودة؟ لكن الإجابة قد تأتي في المباراة التالية التي لن يشاهدها الجماهير لكنهم لن يجدوا اسمه بين من صنعوا أو سجلوا وتقييمه سيكون بين ٥.٥ إلى ٦ مثلا، لكن الأمل في التعامل مع اللاعبين الشباب هي مهمة المدرب والإدارة الرياضية دائما، أن تبني عقلية ناجحة تصلح لإطار فريقك".
نقل ذلك النموذج إلى مصر يبدو مستحيلا، نظرا لأن اتحاد الكرة لا يمتلك نظاما للأكاديميات بجانب مهما أشرف النادي في مصر على لاعبيه فإنه دائما ما يفضل الحل الأسهل وهو الاتجاه لشراء موهبة جاهزة قد تكون في أوج عطائها. ولا ينظر لخطورة فكرة التخلي عن اللاعبين الشباب ومنحهم على الأقل أملا للعمل مستقبلا بأن هناك فرصة للانضمام للفريق الأول، بجانب أيضا التوازن في التعامل مع المواهب لنقلهم لمرحلة لاعب الفريق الأول.
قال كومولي: "لا يجب أن تمنح عقدا ضخما للاعب شاب في بداية مسيرته هذا سيفسده بالتأكيد، ذلك بجانب طريقة التعامل، لا يمكنك أن تقول له إنه نجم كبير ذلك يفسده، عليك أن تختار كلماتك بعناية لأن تلك الكلمات ستؤثر حتما على مستقبله".
اقرأ أيضا
طبيب المنتخب يوضح لـ في الجول فرص السولية وعلاء وطارق حامد في القمة.. "تقييم وحسم قبل المباراة"
تقرير: بشيكتاش يضع النني على رأس أولوياته لتدعيم الفريق في الصيف
اختر تشكيل الأهلي أمام الزمالك في الدربي
اختر تشكيل الزمالك أمام الأهلي في الدربي
الحضري يحكي لـ في الجول عن ذكرى في القمة أصبحت ماركة مسجلة باسمه